الرئيس السوداني يستقبل في الخرطوم وفد خادم الحرمين

الوزير القصبي: خطة عمل واضحة وزيارة لاحقة لرجال أعمال إلى السودان

الرئيس السوداني يستقبل في الخرطوم وفد خادم الحرمين
TT

الرئيس السوداني يستقبل في الخرطوم وفد خادم الحرمين

الرئيس السوداني يستقبل في الخرطوم وفد خادم الحرمين

التقى الرئيس السوداني عمر حسن البشير، مساء أول من أمس، في بيت الضيافة بالعاصمة الخرطوم، الوفد الوزاري السعودي، الذي اوفده خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، تضامناً مع السودان في مواجهة التحديات الاقتصادية الراهنة.
وأوضح عضو الوفد الدكتور ماجد القصبي وزير التجارة والاستثمار السعودي أن خادم الحرمين الشريفين أكد أن أمن السودان أمن للسعودية، واستقراره استقرار لها، وشدد على أن بلاده «لم ولن تتأخر عن دعم السودان وشعبه تقديراً لمواقفه تجاه المملكة، والدور الكبير الذي لعبه السودانيون في دعم مسيرة التعليم بالمملكة العربية السعودية».
وأضاف وزير التجارة والاستثمار، في تصريح صحافي، أن زيارة الوفد السعودي للسودان جاءت بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين «لتعزيز العلاقات الاقتصادية مع السودان، وزيادة التبادل التجاري»، وكشف الوزير عن خطة عمل واضحة وزيارة لاحقة لرجال أعمال سعوديين للسودان في هذا الصدد.
ولفت الدكتور ماجد القصبي إلى أن السعودية قدّمت أكثر من 23 مليار ريال (6.1 مليار دولار)، قروضاً لمشاريع تنموية في السودان تعزز روابط الأخوة والتعاون لما فيه مصلحة الشعبين الشقيقين، 8 مليارات ريال (2.1 مليار دولار) منها في الأربعة أعوام الأخيرة.
ولفت وزير التجارة والاستثمار السعودي، إلى أن ذلك جاء من باب الواجب، مشيراً إلى أن هناك برامج تنموية وقروضاً واستثمارات في القطاع الزراعي دُرِست، وأخرى قيد الدراسة، في إطار التعاون والدور الأخوي بين البلدين الشقيقين.
ويضم الوفد الوزاري السعودي كلاً من الدكتور ماجد القصبي وزير التجارة والاستثمار، والدكتور نبيل العامودي وزير النقل، وأحمد قطان وزير الدولة لشؤون الدول الأفريقية، بينما حضر لقاء الرئيس السوداني بالوفد الوزاري السفير علي حسن جعفر سفير السعودية لدى السودان.
من جانب آخر، وصف الدكتور أسامة فيصل وزير الدولة بالخارجية السودانية لـ«الشرق الأوسط»، الزيارة بأنها «شكل من أشكال التضامن السعودي مع قضايا السودان بجميع أشكالها، وهو دور معهود من الشقيقة المملكة، وينم عن عمق أواصر العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، ووحدة المصير»، مشيراً إلى أن الخرطوم والرياض في خندق واحد، ومصير واحد.
ووفقاً للوزير السوداني، فإن الوفد السعودي حمل رسالة شفهية للرئيس عمر البشير، أكد فيها «دعم ووقوف المملكة مع السودان»، مبيناً تأكيد الوزير ماجد القصبي أن السودان «دولة مهمة في الإقليم»، وأن السعودية «لن تتأخر أبداً عن دعمه والوقوف إلى جانبه، كما كان يفعل السودان، بما يلعبه من دور مهم ينبع عن عقيدة راسخة تعزز العلاقات الاستراتيجية بين الخرطوم والرياض وتصون أمنهما».
وأشار وزير الدولة بالخارجية السودانية إلى أن اللقاء تناول عدداً من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حيث توافق الطرفان عليها، وتم الاتفاق على مواصلة التنسيق، منوهاً بأن الوفد السعودي أكد أنهم بصدد العمل على أن تشهد المرحلة المقبلة إيفاد عدد كبير من رجال الأعمال والمستثمرين السعوديين للاستثمار في السودان، وفتح آفاق التعاون الاقتصادي على أفضل صوره.
وأشار إلى أن رئيس بلاده البشير أكد أن موقف السودان ثابت في تعامله مع دول الخليج، وهو التعاطي الإيجابي مع كل الدول، ويقف على مسافة واحدة من كل الدول الخليجية، وأضاف أن مواقف الرياض تجاه الخرطوم ومواقف السودان تجاه المملكة معروفة وثابتة لا تتغير، وبيَّن أن موقف السودان تجاه «أشقائه الخليجيين»، ينبع من إيمانه التام بأهمية وحدة الصف العربي وروح التضامن «ولن يكون السودان جزءاً من أي محور أو مجموعة، إنما سيتعامل مع الجميع كأسرة واحدة».
كما أكد وزير الدولة بالخارجية السودانية، على أن التحديات ومواجهة المخاطر المحدقة بالأمتين العربية والإسلامية «أكبر من كل الخلافات بين بعض الدول العربية، الأمر الذي يحتم على السودان أن يقف على مسافة واحدة من كل الأشقاء».



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.