ثلاث رسائل من «الشرعية» حول التعاطي مع «استوكهولم»

TT

ثلاث رسائل من «الشرعية» حول التعاطي مع «استوكهولم»

غداة زيارة المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث والجنرال الهولندي باتريك كومارت رئيس لجنة إعادة الانتشار في الحديدة؛ أرسل مسؤول في الحكومة اليمنية 3 رسائل للمجتمع الدولي والأمم المتحدة أمس، حول تعاطي الحكومة «الشرعية» التي التزمت باتفاقية استوكهولم قولا وفعلا، وهي تتفرج على الميليشيات تخرق الهدنة وتقاطع الاجتماعات مع الجنرال ووصل الأمر إلى مهاجمته، إعلاميا وسياسيا، و«تحذيريا» برصاصة على موكبه تقول الحكومة اليمنية إنها كانت من مصدر حوثي في الحديدة.
الرسائل الثلاث تتلخص بالآتي: الأولى، التعاطي مع الاتفاق مشروط بتنفيذه، الثانية: لا يوجد سقف زمني وبالتالي هناك من يعرقل من دون الإعلان عنه، والثالثة: تصعيد الحوثيين في الحديدة يؤكد بعد السلام عن تفكيرهم.
الدكتور عبد الله العليمي مدير مكتب رئاسة الجمهورية اليمنية، نائب رئيس الوفد الحكومي إلى مشاورات السويد أكد وفق وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ): «دعم وحرص الحكومة اليمنية على إنفاذ اتفاق استوكهولم، الذي أبرم في شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي». وقال «لقد قلنا ذلك قولاً ونفذناه عملياً، لكن ذلك لا يعني أن دعمنا وتعاوننا غير مشروط، بل هو مشروط بتنفيذ الاتفاق تنفيذاً سليماً وفقاً للتفسيرات الصحيحة التي يفهمها كل العالم والتي يقرها القانون اليمني وتدعمها قرارات مجلس الأمن الدولي». ‬
وذكّر العليمي بمرور (٣٧ يوماً) منذ اتفاق استوكهولم و(٣٢ يوماً) منذ وصول الجنرال باتريك إلى اليمن، «وما زالت الأمور كما لو أنها في يومها الأول، مضيفا «حتى الآن لم نحصل على آلية مزمنة لتنفيذ الاتفاق، يعرقل الحوثيون الاتفاقات، وتقدم الحكومة عملاً مسؤولاً، ولا تقارير توضح العرقلة ولا شهادات لحسن التعامل».‬ وأكد العليمي أن «التصعيد المستمر للميليشيات الحوثية والتحشيد العسكري وحفر الخنادق وإعاقة المساعدات الإنسانية والاعتقالات اليومية لا تشير إلى وجود أي نوايا للسلام». كما أكد «أن التراخي في تنفيذ الاتفاق وغياب الوضوح في تسمية المعرقلين يشجع هذه الاستفزازات ويدفع الأمور إلى الفشل».
في الأثناء، نقلت «رويترز» عن دبلوماسيين في الأمم المتحدة أمس الخميس أن كومارت يعتزم التنحي الشهر القادم وسيحل محله مسؤول دنماركي.
وقال دبلوماسيون طلبوا عدم الكشف عن أسمائهم إن الأمم المتحدة تعتزم تعيين الميجر جنرال الدنماركي مايكل أنكر لوليزغارد بدلا من كومارت الشهر القادم. وقاد لوليزغارد مهمة للأمم المتحدة لحفظ السلام في مالي في 2015 و2016.
وسوف يشرف لوليزغارد، الذي سيرفع تقاريره إلى مبعوث الأمم المتحدة الخاص باليمن مارتن غريفيث مثلما يفعل كومارت، على زيادة مهمة المراقبة إلى 75 فردا وهي خطوة أجازها مجلس الأمن الدولي هذا الشهر.
ولم يتضح على الفور سبب تنحي كومارت لكن مناصرين للحكومة اليمنية يعتبرون المضايقات الحوثية أو خلافات مع المبعوث كانت سببا وراء ذلك، لكن أحدا لم يؤكد هذه الفرضيات بعد.
وكان مصدر أممي رفيع قال لـ«الشرق الأوسط» إن مغادرة رئيس لجنة إعادة الانتشار في الحديدة اليمنية بحلول فبراير (شباط) المقبل «مخطط لها مسبقاً»، مضيفا، «كومارت في الأصل وافق على مهمة تثبيت عمل لجنة إعادة الانتشار فقط على أن يغادر في فبراير».
وكان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي شدد على الحذر من فشل اتفاق السويد وفشل العملية السياسية برمتها، وطالب المبعوث الأممي بالإسراع في تنفيذ بنود اتفاق السويد وما يتعلق بوقف إطلاق النار وانسحاب الميليشيات الحوثية من الحديدة ومينائها والوفاء بتعهدات الأسرى والمعتقلين. كما طالب بوضع النقاط على الحروف وإحاطة المجتمع الدولي والجميع بمكامن القصور ومن


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.