المتزوجون يمشون أسرع من غيرهم ويمتعتون بقدرات بدنية أفضل

باحثون درسوا العلاقة بين الحالة الاجتماعية وصحة الجسم

سيدات يمارسن المشي خلال نشاط رياضي صباحي بمدينة سان دييغو الأميركية (رويترز)
سيدات يمارسن المشي خلال نشاط رياضي صباحي بمدينة سان دييغو الأميركية (رويترز)
TT

المتزوجون يمشون أسرع من غيرهم ويمتعتون بقدرات بدنية أفضل

سيدات يمارسن المشي خلال نشاط رياضي صباحي بمدينة سان دييغو الأميركية (رويترز)
سيدات يمارسن المشي خلال نشاط رياضي صباحي بمدينة سان دييغو الأميركية (رويترز)

كشفت دراسة حديثة عن أن المتزوجين يتمتعون بصحة بدنية وعقلية أفضل من غير الأشخاص غير المرتبطين.
وأشارت الدراسة التي نشرت الأربعاء بمجلة «بلوس وان» العلمية، إلى أن المتزوجين يسيرون بشكل أسرع من غيرهم، ويكون لديهم قبضة يد أقوى.
ونظر الباحثون بقيادة ناتاشا وود من معهد لندن للتعليم بكلية لندن الجامعية، في العلاقة بين الحالة الاجتماعية والقدرة على القيام بالمهام اليومية، بحسب شبكة «سي إن إن» الأميركية.
وأوضحت وود: «هناك الكثير من الأبحاث الأخرى التي أظهرت أن المتزوجين يتمتعون بصحة جيدة، وأن معدل الوفيات بينهم أقل من غير المتزوجين، لكن لا يوجد أبحاث كثيرة تتناول علاقة الزواج بالصحة والقدرات البدنية».
واختار الفريق التركيز على مؤشرين، هما سرعة المشي وقوة القبضة.
وأفادت وود: «إن سرعة السير هي مقياس شامل للصحة، التي تشمل الكثير من الأشياء، مثل التوازن وخفة الحركة والسرعة، في حين أن قوة القبضة تعكس قوة الجزء العلوي من الجسم».
وتوصلت الدراسة إلى أن المتزوجين يسيرون بطريقة أسرع من غيرهم، وأن قبضتهم تكون أقوى أيضاً.
وأشارت وود إلى أن التفسير المنطقي لتمتع المتزوجين بصحة أفضل هو الوضع المادي الجيد؛ لأنه بالعادة يكون لدى المتزوجين ثروة أكبر من غيرهم.
وأوضحت، أن الثروة يمكن أن تؤثر على الصحة بطرق متنوعة؛ فالناس الأكثر ثراءً «يعيشون في محيط أفضل، وليس لديهم ضغوط يومية مرتبطة بعدم وجود ما يكفي من المال، وربما يأكلون طعاماً مغذياً أكثر، وبإمكانهم الحصول على رعاية صحية أفضل، وقد يكون لديهم شبكات اجتماعية أكبر، ويتمتعون بأنشطة ترفيهية؛ لأن لديهم المال اللازم للقيام بها».



محمد سامي: السينما تحتاج إلى إبهار بصري يُنافس التلفزيون

المخرج محمد سامي في جلسة حوارية خلال خامس أيام «البحر الأحمر» (غيتي)
المخرج محمد سامي في جلسة حوارية خلال خامس أيام «البحر الأحمر» (غيتي)
TT

محمد سامي: السينما تحتاج إلى إبهار بصري يُنافس التلفزيون

المخرج محمد سامي في جلسة حوارية خلال خامس أيام «البحر الأحمر» (غيتي)
المخرج محمد سامي في جلسة حوارية خلال خامس أيام «البحر الأحمر» (غيتي)

في جلسة حوارية مع المخرج المصري محمد سامي، استضافها مهرجان «البحر الأحمر السينمائي الدولي» في دورته الرابعة، تحدَّث عن مسيرته الإبداعية التي أسهمت في تجديد الدراما التلفزيونية العربية، مستعرضاً دوره، مخرجاً ومؤلّفاً، في صياغة أعمال تلفزيونية لاقت نجاحاً واسعاً. أحدث أعماله، مسلسل «نعمة الأفوكاتو»، حصد إشادة جماهيرية كبيرة، ما عزَّز مكانته واحداً من أبرز المخرجين المؤثّرين في الساحة الفنّية.

في بداية الجلسة، بإدارة المذيعة جوزفين ديب، وحضور عدد من النجوم، مثل يسرا، ومي عمر، وماجد المصري، وأحمد داش، وشيماء سعيد، وبشرى؛ استعرض سامي تجربته مع بدايات تطوُّر شكل الدراما التلفزيونية، موضحاً أنّ المسلسلات في تلك الفترة كانت تُنتج بطريقة كلاسيكية باستخدام كاميرات قديمة، وهو ما رآه محدوداً مقارنةً بالتقنيات السينمائية المتاحة.

التجديد في الدراما

وبيَّن أنّ أول تحوُّل حدث بين عامي 2005 و2008، عندما برزت مسلسلات أثَّرت فيه بشدّة، من بينها «بريزن بريك» و«برايكينغ باد». ومع إطلاق كاميرات «رِدْ وان» الرقمية عام 2007، اقترح على المنتجين تصوير المسلسلات بتقنيات سينمائية حديثة. لكنَّ الفكرة قوبلت بالرفض في البداية، إذ ساد اعتقاد بأنّ الشكل السينمائي قد يتيح شعوراً بالغرابة لدى الجمهور ويُسبِّب نفوره.

رغم التحفّظات، استطاع سامي إقناع بطل العمل، الفنان تامر حسني، بالفكرة. وبسبب الفارق الكبير في تكلفة الإنتاج بين الكاميرات التقليدية وكاميرات «رِدْ»، تدخَّل حسني ودعم الفكرة مادياً، ما سرَّع تنفيذ المشروع.

وأشار المخرج المصري إلى أنه في تلك الفترة لم تكن لديه خطة لتطوير شكل الدراما، وإنما كان شاباً طموحاً يرغب في النجاح وتقديم مشهد مختلف. التجربة الأولى كانت مدفوعة بالشغف والحبّ للتجديد، ونجحت في تَرْك أثر كبير، ما شجَّعه على المضي قدماً.

في تجربته المقبلة، تعلَّم من أخطاء الماضي وعمل بوعي أكبر على تطوير جميع عناصر الإنتاج؛ من الصورة إلى الكتابة، ما أسهم في تقديم تجربة درامية تلفزيونية قريبة من الشكل السينمائي. هذه الرؤية المُبتكرة ساعدت في تغيير نظرة الصناعة إلى التقنيات الحديثة وأهميتها في تطوير الدراما.

وأكمل سامي حديثه بالتطرُّق إلى العلاقة بين المخرج والممثل: «يتشاركان في مسؤولية خلق المشهد. أدائي بوصفي مخرجاً ركيزته قدرتي على فهم طاقة الممثل وتوجيهها، والعكس صحيح. بعض الممثلين يضيفون أبعاداً جديدة إلى النصّ المكتوب، ما يجعل المشهد أكثر حيوية وإقناعاً».

متى يصبح المخرج مؤلِّفاً؟

عن دورَيْه في الإخراج وكتابة السيناريو، تحدَّث: «عندما أتحلّى برؤية واضحة للمشروع منذ البداية، أشعر أنّ الكتابة تتيح لي صياغة العمل بما يتوافق تماماً مع ما أتخيّله. لكن هذا لا يعني إلغاء دور الكاتب؛ إنه تعاون دائم. عندما أكتب وأُخرج، أشعر بأنني أتحكّم بشكل كامل في التفاصيل، ما يمنح العمل تكاملاً خاصاً».

ثم تمهَّل أمام الإشارة إلى كيفية تحقيق التوازن بين التجديد وإرضاء الجمهور: «الجمهور هو الحَكم الأول والأخير. يجب أن يشعر بأنّ العمل له، وأنّ قصصه وشخصياته تعبِّر عن مشاعره وتجاربه. في الوقت عينه، لا بدَّ من جرعة ابتكار لتحفيز عقله وقلبه».

وبيَّن سامي أنّ صناع السينما حالياً يواجهون تحدّياً كبيراً بسبب تطوُّر جودة الإنتاج التلفزيوني، ولإقناع الجمهور بالذهاب إلى السينما، ينبغي تقديم تجربة مختلفة تماماً، وفق قوله، سواء على مستوى الإبهار البصري أو القصة الفريدة.

في ختام الحوار، عبَّر عن إعجابه بالنهضة الثقافية والفنّية التي تشهدها السعودية: «المملكة أصبحت مركزاً إقليمياً وعالمياً للإبداع الفنّي والثقافي. مهرجان (البحر الأحمر السينمائي)، على سبيل المثال، يعكس رؤية طموحة ومشرقة للمستقبل، وأشعر بالفخر بما تحقّقه من إنجازات مُلهمة».

محمد سامي ليس مخرجاً فحسب، وإنما مُبتكر يعيد تعريف قواعد الدراما التلفزيونية، مُسلَّحاً برؤية متجدِّدة وجرأة فنّية. أعماله، من بينها «نعمة الأفوكاتو»، تُثبت أنّ التجديد والإبداع قادران على تغيير معايير النجاح وتحقيق صدى لا يُنسى.