البرلمان العراقي يخفق في حسم حقيبتي العدل والتربية

عامل ينقل بضائع في سوق الشورجة بوسط بغداد أمس (أ.ف.ب)
عامل ينقل بضائع في سوق الشورجة بوسط بغداد أمس (أ.ف.ب)
TT

البرلمان العراقي يخفق في حسم حقيبتي العدل والتربية

عامل ينقل بضائع في سوق الشورجة بوسط بغداد أمس (أ.ف.ب)
عامل ينقل بضائع في سوق الشورجة بوسط بغداد أمس (أ.ف.ب)

في وقت قدمت فيه وزيرة التربية العراقية شيماء الحيالي طلباً لإعفائها من منصبها على خلفية جدل سياسي أثاره فيديو لتنظيم داعش ظهر فيه شقيقها، فشل البرلمان في استضافة رئيس الحكومة عادل عبد المهدي أو تمرير مرشحيه الجديدين لوزارتي التربية سفانة الحمداني والعدل قادر ولي.
وكان البرلمان وافق على الموازنة الاتحادية في ساعة متقدمة من مساء أول من أمس، وخصص جلسته أمس لاستضافة رئيس الوزراء والتصويت على مرشحي العدل والتربية. غير أن عبد المهدي، الذي كان عليه تقديم إيضاح للبرلمان بشأن قرار للأمانة العامة لمجلس الوزراء قيد صلاحيات النواب، لم يحضر إلى الجلسة لأسباب غير معروفة.
وعقد البرلمان جلسة اعتيادية بنصاب كامل أول الأمر، لكنه حين تم طرح الفقرة الخاصة بالتصويت على إعفاء وزيرة التربية الحيالي التي مُنعت من تأدية اليمين القانونية بسبب الفيديو الخاص بأخيها، والتصويت على مرشحي وزارتي العدل والتربية، اختل النصاب القانوني على أثر انسحاب نواب أكراد من كتلة «الحزب الديمقراطي الكردستاني» بسبب اعتراضهم على مرشح العدل لأنه ينتمي إلى «الاتحاد الوطني الكردستاني».
وقال مصدر برلماني لـ«الشرق الأوسط» إن «الجلسة شابتها اعتراضات عدة من قبل عدد من النواب والكتل السياسية، سواء لجهة الخلاف على المرشحين للوزارتين، أو لجهة التصويت على إعفاء الوزيرة الحيالي التي تقدمت بطلب لإعفائها من منصبها». وأضاف أن «هناك من تساءل عن كيفية التصويت على إعفائها من دون تقديم أسباب مقنعة بصرف النظر عن الفيديو الذي ظهر، وهي إشكالية لا تزال مستمرة حول ما إذا كانت هي مسؤولة عن سلوك أخيها». وأوضح أن «هناك قناعة أخرى لدى كثير من النواب بشأن المرشحة الجديدة للتربية هي أنها لا يبدو في سيرتها الذاتية ما يشفع لها بأن تحتل منصباً خطيراً مثل منصب وزير التربية في ظل الإشكالية التي يعانيها القطاع في العراق».
ورفع البرلمان جلسته إلى إشعار آخر مع دخوله مرحلة نهاية الفصل التشريعي، وهو ما يعني عدم إمكانية عقد جلسة أخرى حتى في حال حصول توافق سياسي بشأن المرشحين. ورجح النائب عن محافظة الأنبار محمد الكربولي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» عدم التصويت على المرشحين خلال الأيام المقبلة، سواء بسبب عدم حصول توافق سياسي، أو نهاية الفصل التشريعي. وأوضح أن «عملية التصويت ستؤجل حتماً إلى ما بعد بدء الفصل التشريعي الجديد في مارس (آذار) المقبل».
وقال النائب عن «الجبهة التركمانية» حسن توران لـ«الشرق الأوسط» إن «جلسة البرلمان بدأت مكتملة، ولو كان هناك توافق سياسي بشأن المرشحين اللذين بعث بهما رئيس الوزراء إلى البرلمان لتم التصويت عليهما خلال الجلسة». وأضاف أن «عدم التوافق السياسي فيما يتعلق بالوزارات الشاغرة لا يزال سيد الموقف للأسف، وهي إحدى الإشكاليات التي تعانيها الحكومة الحالية».
يذكر أن حكومة عبد المهدي نالت الثقة في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بتشكيلة تضم 14 وزيراً من مجموع 22، وبعد أسابيع تم تمرير وزراء التخطيط والثقافة والتعليم العالي. ووافق البرلمان على ترشيح الحيالي لوزارة التربية، ونوفل بهاء موسى لوزارة الهجرة والمهجرين في 24 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، لكن ظهور فيديو لشقيق الأولى حال دون تأديتها اليمين القانونية. وبقيت المشكلة قائمة بشأن مرشحي التربية والعدل والدفاع والداخلية.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.