مسؤولون أفغان يتهمون الجنود الأميركيين بقتل مدنيين في هلمند

تفاؤل بسحب القوات الأجنبية من أفغانستان

جنديان أفغانيان يقودان اثنين من المتمردين عقب اعتقالهما في جلال آباد أول من أمس (إ.ب.أ)
جنديان أفغانيان يقودان اثنين من المتمردين عقب اعتقالهما في جلال آباد أول من أمس (إ.ب.أ)
TT

مسؤولون أفغان يتهمون الجنود الأميركيين بقتل مدنيين في هلمند

جنديان أفغانيان يقودان اثنين من المتمردين عقب اعتقالهما في جلال آباد أول من أمس (إ.ب.أ)
جنديان أفغانيان يقودان اثنين من المتمردين عقب اعتقالهما في جلال آباد أول من أمس (إ.ب.أ)

تواصلت المفاوضات بين المبعوث الأميركي لأفغانستان والمكتب السياسي لـ«طالبان» لليوم الرابع على التوالي مع تفاؤل أميركي بإمكانية التوصل إلى اتفاق سلام بين الطرفين يفضي إلى سحب القوات الأميركية والأجنبية بالكامل من أفغانستان، في حين واصلت القوات الأفغانية شن غارات وخوض معارك ضارية مع قوات «طالبان»، ورافق ذلك تزايد في الخلافات الداخلية بين أطراف الحكم في أفغانستان.
فميدانياً، نقلت صحيفة «ميل أونلاين» البريطانية عن مصادر رسمية أفغانية، قولها: إن غارات لقوات التحالف الدولي (حلف شمال الأطلسي) في أفغانستان، أدت إلى مقتل ستة عشر مدنياً في ولاية هلمند جنوب أفغانستان. وقال عطاء الله أفغان، رئيس المجلس المحلي لولاية هلمند: إن الطائرات الأميركية شنت غارات على منطقة سنغين بعد معارك عنيفة بين قوات «طالبان» والقوات الحكومية، وأن غالبية القتلى جراء الغارات الجوية هم من النساء والأطفال المدنيين. وقال عمر زواك، الناطق باسم حاكم الإقليم: إن التحقيقات جارية حول الغارات.
وتسعى القوات الأفغانية مدعومة من قوات حلف الأطلسي لمنع تقدم قوات «طالبان» في الولاية، بعد أن سيطرت «طالبان» على ما يزيد على 90 في المائة من مناطق هلمند جنوب أفغانستان.
وأعلنت القوات الأفغانية القبض على ثلاثة انتحاريين، قالت إن اثنين منهم من باكستان، خلال عملية للجيش الأفغاني في ولاية ننجرهار شرق أفغانستان.
وقال المكتب الإعلامي لحاكم ولاية هلمند: إن الانتحاريين تم القبض عليهم من قِبل الاستخبارات الأفغانية في مدينة جلال آباد مركز الولاية وفي مديرية شنوار. وحسب بيان الاستخبارات الأفغانية، فإن الانتحاريين كانوا يزمعون تفجير مجمعات حكومية في ننجرهار.
ولم تعلق «طالبان» أو تنظيم داعش على بيان الاستخبارات الأفغانية، رغم وجود نشاط ملحوظ لمقاتلي الجماعتين في الولاية. ونقلت وكالة «خاما بريس» الأفغانية عن مصادر عسكرية رسمية قولها: إن قوات حلف شمال الأطلسي شنت غارة جوية على مقاتلي «طالبان» في ولاية فارياب شمال أفغانستان، كما شنت القوات الخاصة الأفغانية هجوماً على منطقة بركي باراك في ولاية لوغر جنوب كابل، في حين أغارت طائرات أميركي ة على تجمع لقوات «طالبان» في الولاية أدى إلى مقتل أربعة من مقاتلي الحركة.
كما شهدت مناطق جاجي في ولاية بكتيا وسنغين في هلمند معارك بين قوات «طالبان» والقوات الحكومية الأفغانية، وحسب بيان للقوات الأفغانية، فإن اثنين وعشرين من مقاتلي «طالبان» لقوا مصرعهم في هذه الاشتباكات، كما قصفت الطائرات الأميركية تجمعات لقوات «طالبان» في مدينة ترينكوت مركز ولاية أروزجان وسط أفغانستان؛ مما أدى إلى مقتل عشرة من مقاتلي «طالبان»، حسب المصادر الحكومية.
وحسب بيان لـ«فيلق شاهين» التابع للجيش الأفغاني في الولايات الشمالية، فإن خمسة من قادة «طالبان» الميدانيين لقوا مصرعهم في مواجهات مع القوات الخاصة الأفغانية في ولاية فارياب، كما قتل 56 مسلحاً من الحركة خلال هذه العمليات التي قام بها الجيش الأفغاني تحت غطاء جوي من القوات الأميركية.
وحسب البيان الصادر عن «فيلق شاهين»، فإن القوات الخاصة الأفغانية قامت بشن غارات على مناطق تشنار شاخ، وغوراها، وخواجا زيارت جاه، وسيد آباد في مديرية قيصر في ولاية فارياب.
ونقلت وكالة «باجهواك» وقناة «طلوع» التلفزيونية الأفغانية عن مصادر في الحكومة الأفغانية قولها: إن أي قرار يجب أن يكون بناءً على مفاوضات بينها وبين «طالبان».
سياسياً، فقد تواصلت المحادثات بين المبعوث الأميركي لأفغانستان زلماي خليل زاد والوفد المرافق له مع المكتب السياسي لحركة «طالبان» في الدوحة، وبحث الطرفان مساء الأربعاء إمكانية التوصل لوقف لإطلاق النار.
وحسب مصادر مقربة من «طالبان»، فإن محادثات الدوحة تم تمديدها لبحث إمكانية وقف لإطلاق النار.
لكن ليس من الواضح في هذه المرحلة إمكانية استمرار المفاوضات حتى الخميس، أو أن الطرفين قد يتوصلان إلى قرار حول وقف إطلاق النار.
ولم تشارك الحكومة الأفغانية في المحادثات، لكنها قالت إن على «طالبان» الحوار والتفاوض، مع الحكومة لأن أي قرار لوقف إطلاق النار سيتم اتخاذه من قبل الحكومة الأفغانية.
«في النهاية، فإن المحادثات المباشرة وأي قرار يجب أن يتخذ من قبل وفد حكومي مفاوض»، حسب قول أميد ميسم، الناطق باسم رئيس السلطة التنفيذية عبد الله عبد الله. في حين قال أحد قادة «طالبان» السابقين، سيد أكبر أغا: «إن المحادثات الحالية زادت من الآمال بالتوصل إلى اتفاق سلام»، وأضاف: «استمرارية المحادثات تظهر رغبة الطرفين في الحوار».
لكن محللين قالوا: إن «طالبان» مهتمون بمناقشة قضايا أخرى أثناء المحادثات وليس مسألة وقف إطلاق النار. وتركز «طالبان» على مسألة سحب القوات الأميركية من أفغانستان خلال جولات الحوار الأربع بين «طالبان» والوفد الأميركي، حسب قول محللين، وإن هجمات «طالبان» المتزايدة هي لإعطاء الحركة اليد العليا في أي مفاوضات مع الأميركيين.
وحسب قول نظر محمد مطمئن، أحد المحللين السياسيين في كابل، فإن «طالبان» تركز على الاعتراف بمكتبها السياسي في الدوحة وشطب أسماء قياداتها من القائمة السوداء للأمم المتحدة. بينما الأميركيون مهتمون بإطلاق سراح محاضرين أميركيين محتجزين لدى «طالبان».
في حين قال بلال أحمد نيازي، أحد النشطاء المدنيين في كابل: إن «طالبان» مهتمون بالاعتراف بهم سياسياً، وإطلاق سراح أسراهم وليسوا مهتمين بوقف الحرب في أفغانستان.
وتأتي هذه التطورات بعد أن أوضح المبعوث الأميركي لأفغانستان زلماي خليل زاد هذا الأسبوع، أن الولايات المتحدة تريد السلام في أفغانستان، وأن جهود السلام تتحرك في الاتجاه الصحيح.
وبعد زيارته لإسلام آباد أربعة أيام، نشر زلماي خليل زاد تغريدة على «توتير»، قال فيها: «نحن نسير في الاتجاه الصحيح، وباكستان أقدمت على خطوات كثيرة من أجل التوصل إلى نتائج صلبة».
وجاءت تغريدته بعد لقاءات عقدها مع وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي، ورئيس الوزراء عمران خان، وقائد الجيش الجنرال قمر جاويد بأجوا.
وتأتي جولة الحوار هذا الأسبوع وسط تردٍ للوضع الأمني في أفغانستان، حيث لقي العشرات من المدنيين وقوى الأمن الأفغانية مصرعهم في العمليات التي تقوم بها «طالبان».
ومارست واشنطن ضغوطاً كبيرة على إسلام آباد للعب دور في التغلب على العقبات والبدء بمفاوضات أفغانية - أفغانية. حسب قناة «طلوع نيوز» الأفغانية. وفي تطور مهم في المحادثات التي تجريها «طالبان» مع المبعوث الأميركي لأفغانستان زلماي خليل زاد والوفد المرافق له في الدوحة، أعلنت مصادر أميركية، أن «طالبان» وافقت على منع أي جماعة مسلحة مثل «القاعدة» وتنظيم داعش من استخدام الأراضي الأفغانية لشن هجمات على دول خارج أفغانستان انطلاقاً من الأراضي الأفغانية. ونقلت ذلك صحيفة «وال ستريت جورنال» عمن قالت إنها مصادر مطلعة على المحادثات في الدوحة، حيث دخلت المفاوضات بين «طالبان» والوفد الأميركي يومها الرابع، وأن مسألة سحب القوات الأميركية من أفغانستان ما زالت قيد البحث بين الطرفين. لكن «طالبان» لم تصدر أي بيان بخصوص العلاقة مع القاعدة مستقبلاً في حال التوصل إلى اتفاق سلام مع الإدارة الأميركية.
وأبلغ الناطق باسم «طالبان» ذبيح الله مجاهد، وسائل الإعلام، بأن النقاشات ما زالت جارية لليوم الرابع على التوالي، رغم أنه كان متفقاً على أن تكون جولة حوار الدوحة ليومين فقط.
وتسعى واشنطن للتوصل إلى اتفاق سلام مع «طالبان» في أفغانستان، لكن حركة «طالبان» تصر على سحب القوات الأجنبية كافة من أفغانستان قبل التوقيع على أي اتفاق مع الولايات المتحدة مع إصرار «طالبان» على رفض أي حوار مع الحكومة الأفغانية الحالية.
وكانت الخلافات تفاقمت في صفوف الحكومة الأفغانية بعد قرار الرئيس أشرف غني عزل النائب الثاني لرئيس السلطة التنفيذية محمد محقق من منصبه، حيث وصف عبد الله عبد الله، رئيس السلطة التنفيذية في أفغانستان، القرار بأنه سيقود إلى عدم الاستقرار وليس في صالح طرفي السلطة في كابل، واصفاً قرار الرئيس أشرف غني بأنه يخالف اتفاقية تقاسم السلطة، وأن المسألة سيتم نقاشها بين الرئيس غني ورئيس السلطة التنفيذية عبد الله عبد الله بعد عودة الأخير من مؤتمر دافوس الاقتصادي.
وتم التوصل إلى اتفاق الشراكة بين الاثنين برعاية وزير الخارجية الأميركي الأسبق جون كيري بعد الخلاف على نتائج الانتخابات الرئاسية عام 2014، حيث ادعى كل من أشرف غني وعبد الله عبد الله فوزهما في الانتخابات.
من جانبها، أعلنت موسكو رضاها عن التقدم في المحادثات بين «طالبان» والمبعوث الأميركي لأفغانستان زلماي خليل زاد، في الدوحة، لكنها دعت في الوقت نفسه إلى الحذر من نتائج هذه المفاوضات. وأبلغ زمير كابلوف، المبعوث الروسي لأفغانستان وكالة «نوفوستي» الروسية، أن «روسيا تنظر بإيجابية للمحادثات بين الجانب الأميركي وممثلي (طالبان)، وتتطلع موسكو إلى جدية في الحوار يقود إلى سحب كامل القوات الأجنبية من أفغانستان»، وأعرب عن مساندته لموقف «طالبان» رفض محاولات خليل زاد تعديل أجندة الحوار بين الطرفين.



زعيم كوريا الشمالية يتعهد تعزيز الشراكة مع روسيا ويصف بوتين بـ«الصديق الأعز»

من مراسم حفل ترحيب الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارته إلى بيونغ يانغ في يونيو 2024 (أ.ف.ب)
من مراسم حفل ترحيب الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارته إلى بيونغ يانغ في يونيو 2024 (أ.ف.ب)
TT

زعيم كوريا الشمالية يتعهد تعزيز الشراكة مع روسيا ويصف بوتين بـ«الصديق الأعز»

من مراسم حفل ترحيب الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارته إلى بيونغ يانغ في يونيو 2024 (أ.ف.ب)
من مراسم حفل ترحيب الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارته إلى بيونغ يانغ في يونيو 2024 (أ.ف.ب)

ذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية أن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون تعهد بتعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة مع روسيا، وذلك في رسالة بعث بها إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوم الاثنين.

وبعث كيم في الرسالة تحياته بمناسبة العام الجديد إلى بوتين وجميع الروس، بما في ذلك أفراد الجيش، وعبّر عن استعداده لتعزيز العلاقات الثنائية، التي قال إن الزعيمين رفعاها إلى مستوى جديد هذا العام، من خلال مشروعات جديدة.

وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية إن كيم «تمنى أن يُسجل العام الجديد 2025 باعتباره أول عام للنصر في القرن الحادي والعشرين عندما يهزم الجيش والشعب الروسي النازية الجديدة ويُحقق نصراً عظيماً».

وفي رسالة بمناسبة العام الجديد، وصف الزعيم الكوري الشمالي، بوتين، بأنه «الصديق الأعز»، وفق وسائل إعلام رسمية، مشيداً بالعلاقات الثنائية الوثيقة التي تجمع بلديهما.

وتعمقت العلاقات السياسية والعسكرية والثقافية بين موسكو وبيونغ يانغ منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير (شباط) 2022، إذ حرص بوتين وكيم على إظهار متانة علاقتهما الشخصية. ووقع الزعيمان اتفاقية دفاع مشترك خلال زيارة بوتين إلى الشمال المعزول في يونيو (حزيران). وتلزم الاتفاقية التي دخلت حيز التنفيذ هذا الشهر الطرفين بتقديم الدعم العسكري الفوري للطرف الآخر في حال تعرضه للغزو.

وذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية أن الزعيم الكوري الشمالي أرسل «أطيب التمنيات للشعب الروسي الشقيق وجميع أفراد الخدمة في الجيش الروسي الشجاع بالنيابة عن نفسه، والشعب الكوري، وجميع أفراد القوات المسلحة في جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية». كما أعرب كيم عن «استعداده لتصميم مشاريع جديدة والدفع بها قدماً» بعد «رحلتهما المجدية عام 2024». وفي إشارة إلى الحرب في أوكرانيا، أعرب كيم أيضاً عن أمله بأن يكون عام 2025 هو العام «الذي يهزم فيه الجيش والشعب الروسيان النازية الجديدة ويحققان نصراً عظيماً».

وتتهم الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية بيونغ يانغ المسلحة نووياً بإرسال أكثر من 10 آلاف جندي لدعم روسيا في قتالها ضد أوكرانيا. ويقول خبراء إن كيم يسعى في المقابل للحصول من موسكو على تقنيات متطورة وخبرة قتالية لقواته. وأوردت وسائل إعلام رسمية في كوريا الشمالية، الجمعة، أن بوتين بعث برسالة مماثلة إلى كيم أشاد فيها بالعلاقات الثنائية بين البلدين.

ووقع كيم وبوتين معاهدة دفاع مشترك في قمة انعقدت في يونيو (حزيران)، التي تدعو كل جانب إلى مساعدة الآخر في حالة وقوع هجوم مسلح، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وأرسلت كوريا الشمالية منذ ذلك الحين عشرات الآلاف من الجنود إلى روسيا لدعم حربها ضد أوكرانيا، وقالت سيول وواشنطن إن أكثر من ألف منهم قُتلوا أو أصيبوا.