موسكو وأنقرة تدعمان مادورو... والأمم المتحدة تدعو للحوار

احتجاجات مناهضة للحكومة في فنزويلا (إ.ب.أ)
احتجاجات مناهضة للحكومة في فنزويلا (إ.ب.أ)
TT

موسكو وأنقرة تدعمان مادورو... والأمم المتحدة تدعو للحوار

احتجاجات مناهضة للحكومة في فنزويلا (إ.ب.أ)
احتجاجات مناهضة للحكومة في فنزويلا (إ.ب.أ)

أكدت روسيا وتركيا اليوم (الخميس)، دعمهما للرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، فيما دعت الأمم المتحدة للحوار لتجنب «كارثة»، في أعقاب إعلان زعيم المعارضة رئيس البرلمان خوان غوايدو نفسه «رئيساً بالوكالة» للبلاد.
وسارعت الولايات المتحدة وكندا ودول لاتينية بالاعتراف بغوايدو رئيساً مؤقتاً لفنزويلا، ما دفع مادورو إلى قطع العلاقات الدبلوماسية مع واشنطن.
ونقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء عن رئيس مجلس النواب الروسي فيتشسلاف فولودين قوله إن موسكو تعدّ التحركات الساعية لإطاحة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو «غير قانونية».
وفنزويلا، التي تعدّ أكبر خصم للولايات المتحدة في أميركا اللاتينية، حليف وثيق لروسيا، وأصبحت موسكو الملاذ الأخير في إقراض كراكاس مع انهيار اقتصادها الاشتراكي.
كما نقلت «إنترفاكس» عن نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف قوله إن روسيا تحذر الولايات المتحدة من التدخل العسكري في فنزويلا، قائلا إن مثل هذه الخطوة بمثابة سيناريو كارثي.
ونسبت الوكالة إلى ريابكوف قوله إن موسكو ستقف بجانب فنزويلا لحماية سيادتها ومبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية. وأضاف أن موسكو تتوقع أن تزيد واشنطن ودول أخرى الضغط على كراكاس.
من جانبه، حذر النائب الروسي فرنز كلينزيفيتش اليوم من أن موسكو قد توقف تعاونها العسكري مع فنزويلا إذا أطيح بمادورو الذي وصفه بأنه رئيس منتخب بشكل شرعي.
إلى ذلك، أعلن متحدث باسم الرئاسة التركية أن الرئيس رجب طيب إردوغان اتصل بنظيره الفنزويلي معبرا عن دعمه بعد أن أعلن زعيم المعارضة في فنزويلا نفسه رئيسا مؤقتا للبلاد.
وكتب المتحدث إبراهيم كالين على «تويتر»: «اتصل رئيسنا وعبر عن مساندة تركيا للرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو وقال: أخي مادورو! انهض، نحن بجانبك».
وتشارك كالين على «تويتر» وسم «كلنا مادورو» تعبيرا عن الدعم للرئيس الفنزويلي.
وخلال زيارة رسمية إلى كراكاس في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، عبر إردوغان علنا عن دعمه لمادورو في مواجهة العقوبات الأميركية المفروضة على بلده.
وفي السياق نفسه، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى «الحوار» لتجنب «تصعيد كارثي».
وقال غوتيريش على هامش «منتدى دافوس» الاقتصادي العالمي: «نأمل أن يكون الحوار ممكنا لتجنب تصعيد يؤدي إلى نزاع سيكون كارثيا لسكان البلاد والمنطقة».
ووافقت الولايات المتحدة وعدد من دول الأميركتين على تولي غوايدو الرئاسة مؤقتا، بينما حض الاتحاد الأوروبي على إجراء انتخابات.
وكتب الرئيس الأميركي دونالد ترمب في بيان أمس (الأربعاء): «اليوم أعترف رسميا برئيس الجمعية الوطنية الفنزويلية خوان غوايدو رئيسا بالوكالة لفنزويلا».
وتتسم علاقات واشنطن وكراكاس بأنها متوترة جدا منذ وصول الرئيس السابق هوغو شافيز إلى السلطة في 1999، وتدهورت مؤخرا تدريجيا. وأضاف ترمب أن «الفنزويليين عانوا طويلا بين أيدي نظام مادورو غير الشرعي».
وحذت دول أخرى حذو واشنطن. فقد قالت وزارة خارجية البرازيل التي يعبر رئيسها جاير بولسونارو باستمرار عن عدائه لمادورو، إنها «تعترف بخوان غوايدو رئيسا».
لكن برازيليا تستبعد أي تدخل خلافا لواشنطن التي لا تستبعد ذلك إذا سحق مادورو الاحتجاج بالقوة؛ إذ كتب ترمب في تغريدة أن «كل الخيارات مطروحة».
وقال نائب الرئيس البرازيلي هاملتون موراو لصحافيين في دافوس بسويسرا إن «سياستنا الخارجية ليست التدخل في الشؤون الداخلية لبلدان أخرى».
وإلى جانب البرازيل، اعترفت بغوايدو 10 دول أخرى أعضاء في «مجموعة ليما» التي تدين باستمرار تجاوزات نظام مادورو. وهذه الدول هي: الأرجنتين وكندا وتشيلي وكولومبيا وكوستاريكا وغواتيمالا وهندوراس وبنما وبارغواي وبيرو.
وقالت وزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند: «ندعم التزامه قيادة فنزويلا إلى انتخابات حرة وعادلة».
من جهته، أكد الرئيس التشيلي سيباستيان بينييرا: «نحن مقتنعون بأن ما يسمى خطأ (الرئيس) مادورو جزء من المشكلة وليس من الحل».
أما وزير الخارجية الأرجنتيني خورخي فوري، فقد قال: «نريد أن يستعيد الفنزويليون الديمقراطية».
من جهته، دعا الاتحاد الأوروبي إلى تنظيم «انتخابات حرة وتتمتع بالصدقية بموجب النظام الدستوري».
وقالت الممثلة العليا للاتحاد للشؤون الخارجية فيديريكا موغيريني إن «الشعب الفنزويلي يملك حق التظاهر بطريقة سلمية واختيار قادته بحرية وتقرير مستقبله»، مؤكدة أنه «لا يمكن تجاهل صوته».
وكتب رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك في تغريدة على «تويتر» أنه يأمل أن «تكون كل أوروبا موحدة في دعم القوى الديمقراطية في فنزويلا». وأضاف: «خلافا لمادورو، تمتلك الجمعية البرلمانية بما فيها خوان غوايدو تفويضا ديمقراطيا».
أما الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل فقد كتب في تغريدة على «تويتر»: «نقدم دعمنا وتضامننا مع الرئيس نيكولاس مادورو في مواجهة المحاولات الإمبريالية لتشويه صورته وزعزعة الثورة البوليفارية». بينما أكد وزير خارجيته برونو رودريغيز «دعمه الحازم» لمادورو، وأدان التحرك، عادّاً أنه «محاولة انقلابية».
وهذا الرأي عبر عنه أيضا الرئيس البوليفي إيفو موراليس. وكتب في تغريدة: «نعدّ الولايات المتحدة مسؤولة عن التشجيع على انقلاب وعلى قتال بين الإخوة... بين الفنزويليين». وأضاف: «في الديمقراطية الشعوب الحرة هي التي تنتخب رؤساءها وليس الإمبراطورية».
وأكدت المكسيك التي يحكمها الرئيس اليساري آندريس مانويل أوبرادور أنها ما زالت تعترف بمادورو رئيسا. وقالت وزارة الخارجية المكسيكية: «بموجب مبادئها الدستورية بعدم التدخل... فلن تشارك المكسيك في العملية التي تقضي بعدم الاعتراف بعد الآن بحكومة بلد تقيم معه علاقات دبلوماسية».



كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.