المخرجة السينمائية السعودية هيفاء المنصور: النساء العربيات لسن ضحايا

هيفاء المنصور المخرجة السينمائية السعودية (أ.ف.ب)
هيفاء المنصور المخرجة السينمائية السعودية (أ.ف.ب)
TT

المخرجة السينمائية السعودية هيفاء المنصور: النساء العربيات لسن ضحايا

هيفاء المنصور المخرجة السينمائية السعودية (أ.ف.ب)
هيفاء المنصور المخرجة السينمائية السعودية (أ.ف.ب)

دعت المخرجة السينمائية السعودية هيفاء المنصور، أمس، في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، إلى اغتنام فرصة الاستثمار في الفنون التي واكبت إصلاحات «رؤية المملكة 2030». وحصلت المخرجة على جائزة «الكريستال» في دافوس، تكريماً لدورها القيادي في التحول الثقافي في العالم العربي.
وتوجهت المخرجة السعودية إلى الغرب بالقول: «لا تنظروا إلى النساء العربيات كضحايا». وتابعت: «في كل السيناريوهات التي أتلقاها، تُقدّم النساء المسلمات والعربيات كضحايا (...). نحن قويات جداً».
وقالت إن أحد أهداف أفلامها هو «نقل (صورة عن) قوة نساء المنطقة العربية»، وعبّرت عن رغبتها في إنتاج أفلام تنقل قصص تمكين النساء، وقصص ممتعة ومؤثرة. وسلَّطت المخرجة في حوارها مع هادلي غامبل، مراسلة شبكة «سي إن بي سي» في الشرق الأوسط، الضوء على الخطوات التي اتّخذتها السعودية لتنويع بيئة العمل، وتعزيز مشاركة النساء فيها. وتحدثت المنصور عن مكانة النساء في العالم العربي ككل، والفرص المتاحة لهن وقدرتهن على تسلم مناصب رفيعة. إلا أنها أشارت في الوقت نفسه إلى أن النساء تبذلن ضعف مجهود الرجال لفرض أنفسهن، واصفةً ذلك بـ«المحبط»، مستدركةً بالقول إنها تأمل ألا تواجه الأجيال المقبلة التحديات نفسها.
في المقابل، اعتبرت المنصور أن العراقيل التي تواجهها النساء في بيئة العمل ليست «خاصية عربية»، وقالت إن هوليوود مثال على الصعوبات التي تواجه المخرجات بالمقارنة مع زملائهن الرجال، «فلا تزال هناك شكوك حول قدرة النساء على إدارة ميزانيات كبيرة». لكن هذا النهج بدأ يتغيّر وفق المنصور، إذ إننا نشهد اليوم أفلاماً من إنتاج مخرجات نجحت في تحقيق إيرادات كبيرة، وتلقى إقبالاً واسعاً في صالات السينما.
وتطرقت المنصور كذلك إلى توجه هوليوود إلى المزيد من التنوع، خصوصاً بعد فضيحة المخرج الأميركي هارفي واينستين. وقالت إن عروض العمل المقتصرة في السابق على «رجال، بيض، متوسطي العمر»؛ بدأت تبحث عن مخرجين أكثر تنوعاً.
وذكرت المنصور أن منصات التواصل الاجتماعي أتاحت للشباب فرصة «اكتشاف أنفسهم»، وفي المجتمع السعودي على وجه الخصوص، أتاحت التعبير عن حسهم الفكاهي العالي. وقالت: «لم نكن نعرف ذلك بعضنا عن بعض». وأضافت أن هذه المنصات سمحت كذلك للسيدات باستغلال قدراتهن وإطلاق أعمالهن الخاصة عبر «إنستغرام» مثلاً.
وفي ردها على سؤال حول الصورة النمطية المتداولة في الغرب حول النساء السعوديات، قالت المنصور إنه لا ينبغي أن ننشغل بهذه الصورة، بل أن نعمل على تحسين الأوضاع في الداخل. وأضافت: «بالنسبة إليّ، ما أريد أن أقوم به هو إنتاج أفلام رائعة، والبحث عن قصص تمكين ممتعة ومؤثرة ونقلها».
وبفضل «رؤية 2030»، انفتحت السعودية على الفنون والموسيقى والأفلام والمسرح، وشدّدت المنصور على ضرورة استغلال هذا الانفتاح لبناء هذه الصناعات، وتوفير الفرص للشباب عبر التدريب.



لاغارد: المزيد من خفض الفائدة ممكن مع تراجع التضخم نحو الهدف

رئيسة «البنك المركزي الأوروبي» كريستين لاغارد تتحدث لوسائل الإعلام بعد «اجتماع السياسة النقدية» في فرنكفورت (رويترز)
رئيسة «البنك المركزي الأوروبي» كريستين لاغارد تتحدث لوسائل الإعلام بعد «اجتماع السياسة النقدية» في فرنكفورت (رويترز)
TT

لاغارد: المزيد من خفض الفائدة ممكن مع تراجع التضخم نحو الهدف

رئيسة «البنك المركزي الأوروبي» كريستين لاغارد تتحدث لوسائل الإعلام بعد «اجتماع السياسة النقدية» في فرنكفورت (رويترز)
رئيسة «البنك المركزي الأوروبي» كريستين لاغارد تتحدث لوسائل الإعلام بعد «اجتماع السياسة النقدية» في فرنكفورت (رويترز)

قالت كريستين لاغارد، رئيسة «البنك المركزي الأوروبي»، يوم الاثنين، إن «البنك» سيتخذ خطوات لخفض أسعار الفائدة بشكل أكبر إذا استمر التضخم في التراجع نحو هدفه البالغ اثنين في المائة، مؤكدة أنه لم يعد من الضروري فرض قيود على النمو الاقتصادي.

وكان «البنك المركزي الأوروبي» قد خفض أسعار الفائدة 4 مرات هذا العام، ويترقب المستثمرون مزيداً من التيسير في السياسات خلال عام 2025 بعد أن تراجعت مخاوف التضخم بشكل كبير، بينما أصبح النمو الاقتصادي الضعيف الآن يشكل القلق الرئيسي.

وخلال تصريحات لها في فيلنيوس، عاصمة ليتوانيا، قالت لاغارد: «إذا استمرت البيانات في تأكيد توقعاتنا الأساسية، فسيكون الاتجاه واضحاً، وسنتوقع خفض أسعار الفائدة بشكل أكبر»، وفق «رويترز».

وأوضحت لاغارد أن الإبقاء على أسعار الفائدة عند مستويات «مقيدة بدرجة كافية» لم يعد مبرراً في ظل النمو الضعيف وضغوط الأسعار المعتدلة، في إشارة إلى أن الهدف التالي هو الوصول إلى ما يُسمى «المستوى المحايد» الذي لا يعوق ولا يحفز الاقتصاد. وعلى الرغم من أن مفهوم «الحياد» غامض، فإن لاغارد قد أشارت في السابق إلى أن أبحاث «البنك المركزي الأوروبي» تضعه بين 1.75 في المائة و2.5 في المائة. وهذا يعني أنه قد تحدث تخفيضات أخرى عدة في سعر الفائدة على الودائع، الذي يبلغ حالياً 3 في المائة، قبل أن يدخل «البنك» في «مرحلة الحياد».

ويتوقع المستثمرون أن يخفض «البنك المركزي الأوروبي» أسعار الفائدة في الاجتماعات الأربعة المقبلة، فاحتمال إجراء تخفيض آخر قبل نهاية العام تقدّر بأكثر من 50 في المائة. وهذا قد يدفع بسعر الفائدة الرئيسي إلى أدنى مستويات «النطاق المحايد».

ويُعزى تسريع تخفيف السياسة إلى اختفاء بقايا التضخم المرتفع، مع تراجع ضغوط تكاليف الخدمات التي تشكل أكبر عنصر في سلة أسعار المستهلك. وأضافت لاغارد: «لقد انخفض زخم التضخم في الخدمات بشكل حاد مؤخراً. وتشير هذه البيانات إلى وجود مجال لتعديل هبوطي في تضخم الخدمات، وبالتالي التضخم المحلي، في الأشهر المقبلة».

كما أظهرت بيانات نمو الأجور، التي كانت مصدر قلق رئيسياً في الماضي، اتجاهاً أكثر اعتدالاً، حيث يُتوقع أن تنمو الأجور بنسبة 3 في المائة العام المقبل، وهو المستوى الذي يتوافق أخيراً مع هدف «البنك المركزي الأوروبي».

ورغم هذه التطورات الإيجابية، فإن لاغارد أشارت إلى أن هناك بعض المخاطر السلبية على التضخم، خصوصاً من قِبل العوامل الجيوسياسية، التي قد تؤثر سلباً على التوقعات الاقتصادية. وأوضحت أن أي صدمات جديدة قد تلحق ضرراً بالنمو الضعيف الذي تشهده منطقة اليورو حالياً.

وقالت: «إذا تبنت الولايات المتحدة - أكبر سوق تصدير لنا - سياسات حمائية، فمن المرجح أن يتأثر النمو في منطقة اليورو».

وأكدت رئيسة «المركزي الأوروبي» أن عدم اليقين الجيوسياسي قد يؤثر على «شهية المخاطرة لدى المستثمرين والمقترضين والوسطاء الماليين». وأشارت إلى أن القلق الأكبر بالنسبة إلى «البنك» هو أن اتساع الفروق غير المنضبطة في عوائد السندات بين دول منطقة اليورو قد يجعل السياسة النقدية أقل فاعلية، وفق صحيفة «فاينانشيال تايمز».

وقالت لاغارد: «إن تقييم انتقال السياسة النقدية سيظل ذا أهمية كبيرة. وإذا واجهنا صدمات جيوسياسية كبيرة تزيد من حالة عدم اليقين بشأن آفاق التضخم، فسنحتاج إلى الاستعانة بمصادر أخرى للبيانات لتعزيز تقييمنا للمخاطر التي تهدد توقعاتنا الأساسية».