بكين تلوّح بسحب استثماراتها من «وادي السيليكون» بسبب «هواوي»

الشركة تدعو إلى زيارة مصانعها لتبديد الشكوك

بكين تلوّح بسحب استثماراتها  من «وادي السيليكون» بسبب «هواوي»
TT

بكين تلوّح بسحب استثماراتها من «وادي السيليكون» بسبب «هواوي»

بكين تلوّح بسحب استثماراتها  من «وادي السيليكون» بسبب «هواوي»

في حين لوح مسؤول صيني بارز سابق بأن بكين قد تسحب الاستثمار بالكامل من وادي السيليكون، في ظل التدقيق المكثف في عمليات شركة الاتصالات الصينية العملاقة «هواوي»؛ كبرى شركات صناعة معدات الاتصالات في العالم، أعلنت «هواوي» في دافوس أنها يمكن أن تنسحب من شراكات في بعض الدول، وأنها تحاول مواجهة هواجس الدول الغربية بشأن تقنيتها فائقة السرعة على الإنترنت؛ الجيل الخامس.
وقال تشو مين، محافظ «بنك الشعب» (المركزي الصيني) السابق، في مقابلة مع شبكة «سي إن بي سي»، على هامش منتدى دافوس: «لقد تغيرت المشاعر، لأن الحرب التكنولوجية هي أكثر الحروب ترابطاً، مع تدخل واشنطن في كل مكان ورأس المال الصيني يتحرك في كل مكان». وأضاف: «يمكنني القول إنه بعد الأحداث الخاصة بـ(هواوي)، فإن الأموال الصينية كافة المتجهة إلى وادي السيليكون توقفت، وإنه لن ترغب أي أموال أميركية في الاستثمار في الصين أيضاً».
وتواجه «هواوي» الصينية العملاقة للتكنولوجيا، قيوداً يفرضها كثير من الحكومات الغربية، وسط مخاوف متزايدة من إمكانية استخدام منتجاتها للتجسس، فيما يأتي ذلك في وقت تخوض فيه الولايات المتحدة والصين نزاعاً تجارياً طويل الأمد، حيث يشعر المشاركون في السوق بشكل متزايد بالقلق من احتمال أن يمتد الصراع إلى ما تسمى «حرب التكنولوجيا».
وفي هذا التوقيت، دعا ليانغ هوا، رئيس «هواوي»، الحكومات الغربية إلى القيام بزيارة لمصانع الشركة لتبديد الشكوك بشأن تقنية يُشتبه بأن تكون مستخدمة لأغراض تجسس. وقال: «نحن لا نشكل تهديداً لمستقبل المجتمع الرقمي»، مشيراً إلى أن السلطات الأميركية لم تكشف حتى الآن أدنى دليل على استخدام هذه التقنية من جانب الشركة للتجسس.
وصرّح خلال لقاء مع الصحافة على هامش «منتدى دافوس» الاقتصادي بأنه في حال كان وصول «هواوي» إلى بعض الأسواق معرقلاً والزبائن بدأوا بالتردد؛ «فسنحوّل شراكاتنا التقنية إلى دول حيث يكون مرحباً بنا وحيث يمكننا التعاون». ولم يحدّد عن أي شراكات كان يتحدث عملياً. وعلّقت جامعة أكسفورد مؤخراً أي تمويل من جانب عملاق الاتصالات الصيني.
وأعرب ليانغ عن «ثقته» بالقضاء الكندي بعد توقيف المديرة المالية في الشركة مينغ وانتشو، وهي ابنة مؤسس «هواوي»، والمهندس السابق في الجيش الصيني رين تشينغفاي، بناء على طلب واشنطن. وأكدت الولايات المتحدة الثلاثاء أنها ستطلب تسلّم مينغ، مع اقتراب المهلة النهائية لذلك في 30 يناير (كانون الثاني) الحالي.
واستبعد ليانغ أي صلة بين «هواوي» وتوقيف مواطنين كنديين اثنين في الصين في وقت لاحق، في خطوة عُدّت ردّاً من بكين على أوتاوا. وأضاف: «نحن نحترم القوانين بشكل كامل».
ويُشتبه في أن «هواوي» تشكل مصدر مشكلات تتصل بالأمن الوطني في كثير من الدول؛ منها الولايات المتحدة وأستراليا ونيوزيلاند واليابان، وحظرت هذه الدول على «هواوي» إقامة شبكة الجيل الخامس فائقة السرعة على الإنترنت.



«المركزي الصيني» يعلق شراء السندات مع معاناة اليوان

مقر بنك الشعب المركزي في وسط العاصمة الصينية بكين (رويترز)
مقر بنك الشعب المركزي في وسط العاصمة الصينية بكين (رويترز)
TT

«المركزي الصيني» يعلق شراء السندات مع معاناة اليوان

مقر بنك الشعب المركزي في وسط العاصمة الصينية بكين (رويترز)
مقر بنك الشعب المركزي في وسط العاصمة الصينية بكين (رويترز)

علَّق البنك المركزي الصيني شراء سندات الخزانة يوم الجمعة، مما رفع العائدات لفترة وجيزة وأثار تكهنات بأنه يكثف دفاعه عن عملة اليوان التي تتراجع منذ انتخاب دونالد ترمب رئيساً للولايات المتحدة.

وتقطع هذه الخطوة خمسة أشهر من الشراء، وتتزامن مع موجة بيع شرسة في أسواق السندات العالمية، مما يشير إلى أن بنك الشعب الصيني يحاول أيضاً ضمان ارتفاع العائدات في الداخل بالتوازي، أو على الأقل وقف الانخفاض، كما يقول المحللون.

وعقب الإعلان عن الخطوة، ارتفعت العائدات التي تتحرك عكسياً مع أسعار السندات، رغم أن أسعار الفائدة القياسية لأجل عشر سنوات كانت أقل قليلاً بحلول المساء.

ويشير التحول في السياسة واستجابة السوق الحذرة، إلى محاولة بنك الشعب الصيني إحياء النمو الاقتصادي من خلال الحفاظ على ظروف نقدية ميسرة في حين يحاول أيضاً إخماد ارتفاع السندات الجامح، وفي الوقت نفسه استقرار العملة وسط حالة من عدم اليقين السياسي والاقتصادي.

وقال محللون في «كومرتس بنك» في مذكرة: «لقد أشار البنك إلى استعداده لتخفيف السياسة بشكل أكبر... ومع ذلك، فإن ضعف اليوان بسبب الدولار القوي واتساع الفارق مع أسعار الفائدة الأميركية من شأنه أن يعقد موقف بنك الشعب الصيني».

واستشهد بنك الشعب الصيني بنقص السندات في السوق كسبب لوقف عمليات الشراء، والتي كانت جزءاً من عملياته لتخفيف الأوضاع النقدية وتعزيز النشاط الاقتصادي.

وكان عائد سندات الخزانة الصينية لأجل عشر سنوات قد ارتفع في البداية أربع نقاط أساس، لكنه انخفض في أحدث تداولات بأكثر من نصف نقطة أساس إلى 1.619 في المائة. وارتفع اليوان قليلاً رغم أنه كان يتداول عند مستوى ثابت حول 7.3326 يوان مقابل الدولار، وهو أدنى مستوى له في 16 شهراً.

وقال كين تشيونغ، كبير استراتيجيي النقد الأجنبي الآسيوي في بنك «ميزوهو»: «أحد الأسباب الرئيسية لانخفاض قيمة اليوان هو اتساع فجوة العائد بين الصين والولايات المتحدة، لذا فإن البنك المركزي يرسل إشارة إلى السوق بأن معدل العائد من غير المرجح أن ينخفض ​​أكثر».

وقال البنك المركزي الصيني في بيان إنه سيستأنف شراء السندات عبر عمليات السوق المفتوحة «في الوقت المناسب حسب العرض والطلب في سوق السندات الحكومية».

وكانت أسعار السندات في الصين في ارتفاع مستمر منذ عقد من الزمان - وهو الارتفاع الذي بدأ في الزيادة منذ ما يقرب من عامين حيث تسببت مشكلات قطاع العقارات وضعف سوق الأسهم في تدفق الأموال إلى الودائع المصرفية وسوق الديون.

وهذا الأسبوع شهدت السوق موجة بيع عالمية، والتي زادت بفضل الطلب الذي لا يقاوم على الأصول الآمنة ومراهنات المستثمرين على المزيد من خفض أسعار الفائدة في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

وحذر بنك الشعب الصيني لشهور من مخاطر الفقاعة مع انخفاض العائدات طويلة الأجل إلى مستويات قياسية متتالية، على الرغم من أن السلطات في الوقت نفسه توقعت المزيد من التيسير. وهبطت العملة بنحو 5 في المائة منذ سبتمبر (أيلول) الماضي، ويرجع ذلك إلى حدٍ كبير إلى المخاوف من أن تهديدات ترمب بفرض تعريفات تجارية جديدة ستزيد من الضغوط على الاقتصاد الصيني المتعثر.

وقال هوانغ شيويفينغ، مدير الأبحاث في شركة «شنغهاي أنفانغ برايفت فاند كو» في شنغهاي، إنه يتوقع استمرار الاتجاه الهبوطي في عائدات السندات مع «استمرار السوق في التعامل مع وضع التكالب على الأصول»، حيث يوجد نقص في فرص الاستثمار الجيدة... ويوم الجمعة، نقلت «فاينانشيال نيوز»، وهي مطبوعة تابعة لبنك الشعب الصيني، عن أحد خبراء الاقتصاد قوله إن السوق يجب أن تتجنب التوقعات المفرطة بشأن تخفيف السياسة النقدية.

وفي الأسواق، أنهت أسهم الصين وهونغ كونغ الأسبوع على انخفاض مع امتناع المتداولين عن زيادة استثماراتهم في السوق وانتظار تدابير تحفيزية جديدة من بكين.

وأغلق مؤشر «سي إس آي 300» الصيني ومؤشر «شنغهاي المركب» على انخفاض بنحو 1.3 في المائة يوم الجمعة. وانخفض مؤشر هانغ سنغ القياسي في هونغ كونغ 0.9 في المائة. وعلى مستوى الأسبوع، انخفض مؤشر «سي إس آي 300» بنسبة 1.1 في المائة، بينما انخفض مؤشر هانغ سنغ بنسبة 3.5 في المائة.

وقال محللون بقيادة لاري هو، من مؤسسة «ماكواري» في مذكرة: «السؤال الرئيسي في عام 2025 هو مقدار التحفيز الذي سيقدمه صناع السياسات. سيعتمد ذلك إلى حد كبير على تأثير التعريفات الجمركية، حيث سيفعل صناع السياسات ما يكفي فقط لتحقيق هدف نمو الناتج المحلي الإجمالي. ويشعر عدد قليل من المستثمرين أن السوق صاعدة، حيث تظل أرباح الشركات ضعيفة وسط ضعف الطلب المحلي. والرأي السائد هو أن السيولة ستصبح أكثر مرونة في عام 2025 ولكن النمو الاسمي سيظل بطيئاً».