أبو غزالة يحذر من أزمة اقتصادية عالمية في 2020

TT

أبو غزالة يحذر من أزمة اقتصادية عالمية في 2020

يتوقع الدكتور طلال أبو غزالة، رئيس مجموعة طلال أبو غزالة الدولية، أن تبدأ الأزمة الاقتصادية القادمة بحلول عام 2020 من الولايات المتحدة، وأنها ستكون أشد من الأزمة المالية العالمية عام 2008.
وستؤدي إلى كساد وغلاء وبطالة وارتفاع للأسعار... داعياً لاتخاذ خطوات استباقية لمواجهتها، خاصة من خلال تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري مع الصين وعدم الاعتماد كلياً على الولايات المتحدة.
ودعا أبو غزالة الدول العربية للاستعداد مبكراً لمواجهة الأزمة، من خلال تشكيل فرق خبراء لوضع حلول للخروج منها، على أن تنفذ هذه الحلول بسرعة. مشيراً إلى أن المؤسسات الدراسية والبحثية في الولايات المتحدة بدأت في عام 2017 بدراسة توقعات مستقبل الاقتصاد الأميركي، وفي عام 2018 بدأت تدرس مستقبل الاقتصاد العالمي في ظل الصعوبات التي تواجه الاقتصاد الأميركي.
ويرى أبو غزالة أن مؤشرات واضحة على الأزمة بدأت تلوح، خاصة في عدد من الدول الأوروبية من خلال المظاهرات نتيجة ظهور بوادر المشكلة الاقتصادية، وقال: «علينا أن ندرك دلالة أن الدين العام العالمي بلغ 244 ترليون دولار، أي أكثر من ثلاثة أضعاف حجم الاقتصاد العالمي (318 في المائة)».
وحول الخطوات التي يمكن أن تتخذها الإدارة الأميركية لتصحيح الاقتصاد، أوضح أنه «ليس هناك إمكانية لحل الأزمة الاقتصادية العالمية القادمة إلا من خلال جلوس الجانبين الأميركي والصيني على طاولة واحدة، ليس للتفاوض على العقوبات التجارية فقط، وإنما للاتفاق على كيفية إدارة شؤون العالم الاقتصادية... وإذا لم يتم هذا اللقاء لحل مختلف المشاكل العالقة، فإن هناك معضلة كبيرة ستحصل في ظل وضع اقتصادي عالمي معقد سيؤثر على كل الاتفاقات والمنظمات الدولية، خصوصاً أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب يحبذ إعادة النظر بكل الاتفاقات الدولية المبرمة، بما في ذلك اتفاقات منظمة التجارة العالمية والأمم المتحدة والمناخ على سبيل المثال وغيرها»، يشار إلى أن مجموعة طلال أبو غزالة الدولية تضم شركات عالمية متخصصة تقدم خدمات المحاسبة والمحاماة والاستشارات وغيرها. ولها أكثر من 100 فرع ومكتب في مختلف أنحاء العالم.



نوفاك: سوق النفط متوازنة بفضل تحركات «أوبك بلس»

مضخات نفطية في حقل بمدينة ميدلاند في ولاية تكساس الأميركية (رويترز)
مضخات نفطية في حقل بمدينة ميدلاند في ولاية تكساس الأميركية (رويترز)
TT

نوفاك: سوق النفط متوازنة بفضل تحركات «أوبك بلس»

مضخات نفطية في حقل بمدينة ميدلاند في ولاية تكساس الأميركية (رويترز)
مضخات نفطية في حقل بمدينة ميدلاند في ولاية تكساس الأميركية (رويترز)

قال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك يوم الجمعة، عقب اجتماع روسيا و«أوبك»، إن سوق النفط العالمية متوازنة بفضل تحركات دول «أوبك بلس» والالتزام بالحصص المقررة.

وأضاف نوفاك بعد اجتماعه مع الأمين العام لمنظمة أوبك هيثم الغيص في موسكو، إن دول «أوبك بلس»، التي تضخ نحو نصف إنتاج النفط العالمي، تتخذ كل القرارات اللازمة للحفاظ على استقرار السوق.

وقال نوفاك: «بينما نناقش الوضع والتوقعات اليوم، يخلص تقييمنا إلى أن السوق في الوقت الحالي متوازنة. يرجع الفضل في ذلك في الأساس إلى تحركات دول (أوبك بلس)، والإجراءات المشتركة للامتثال للحصص والتعهدات الطوعية من دول في (أوبك بلس)».

ويأتي ذلك في وقت تستعد فيه «أوبك بلس»، التي تضم منظمة البلدان المُصدّرة للبترول (أوبك) وحلفاء من بينهم روسيا، لعقد اجتماع في الأول من ديسمبر (كانون الأول).

وفي الأسواق، تراجعت أسعار النفط قليلا يوم الجمعة، لكنها اتجهت إلى تسجيل زيادة أسبوعية بنحو أربعة في المائة مع احتدام الحرب الأوكرانية، بعد تحذير الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أنها قد تتحول إلى صراع عالمي.

وبحلول الساعة 12:39 بتوقيت غرينتش، انخفضت العقود الآجلة لخام برنت 34 سنتا أو 0.46 في المائة إلى 73.89 دولار للبرميل. وتراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 36 سنتا أو 0.51 في المائة إلى 69.74 دولار للبرميل. وزاد الخامان اثنين في المائة يوم الخميس، وكان من المتوقع أن يسجلا مكاسب أسبوعية بنحو أربعة في المائة، وذلك في أفضل أداء من نوعه منذ أواخر سبتمبر (أيلول) الماضي.

وقال بوتين يوم الخميس إن الحرب في أوكرانيا تتحول إلى صراع عالمي بعدما سمحت الولايات المتحدة وبريطانيا لأوكرانيا بضرب العمق الروسي بأسلحة مقدمة من البلدين. وأضاف أن روسيا ردت بإطلاق نوع جديد من الصواريخ الباليستية متوسطة المدى على منشأة عسكرية أوكرانية، محذرا الغرب من أن موسكو قد تتخذ مزيدا من الإجراءات.

وتعد روسيا من بين أكبر الدول المنتجة للنفط في العالم، حتى مع انخفاض الإنتاج بعد حظر الاستيراد المرتبط بغزوها لأوكرانيا وقيود الإمدادات التي تفرضها مجموعة «أوبك بلس». وقالت روسيا هذا الشهر إنها أنتجت حوالي تسعة ملايين برميل من الخام يوميا.

لكن بيانات مخزونات الخام الأميركية حدت من المكاسب. فقد تأثرت الأسعار بارتفاع مخزونات الخام الأميركية 545 ألف برميل إلى 430.3 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 15 نوفمبر (تشرين الثاني)، متجاوزة توقعات المحللين.

وأعلنت الصين يوم الخميس عن إجراءات في السياسات لتعزيز التجارة منها دعم واردات منتجات الطاقة وسط مخاوف بشأن تهديدات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية.

ومن جانبه، قال بنك غولدمان ساكس في مذكرة إنه يتوقع أن يبلغ متوسط ​​سعر خام برنت نحو 80 دولارا للبرميل هذا العام، رغم العجز في المعروض في 2024 والغموض الجيوسياسي، مشيرا إلى فائض متوقع قدره 0.4 مليون برميل يوميا العام المقبل.

وأضاف في المذكرة مساء الخميس: «توقعنا الرئيسي هو أن يظل برنت في نطاق 70 إلى 85 دولارا، مع قدرة إنتاج فائضة عالية تحد من ارتفاع الأسعار، فيما تحد مرونة أسعار (أوبك) وإمدادات النفط الصخري من انخفاض الأسعار».

ويتوقع البنك مخاطر قد تدفع أسعار برنت للصعود على المدى القريب، مع احتمال ارتفاع الأسعار إلى نطاق 85 دولارا في النصف الأول من عام 2025 إذا انخفض المعروض من إيران بمقدار مليون برميل يوميا بسبب فرض عقوبات أكثر صرامة.

وأوضح البنك أن مخاطر الأسعار على المدى المتوسط تميل إلى الجانب السلبي نظرا للطاقة الإنتاجية الاحتياطية المرتفعة. وقال: «في حين أن هناك طاقة احتياطية وفيرة في إنتاج النفط، فإننا نتوقع أن يظل التكرير قليلا للغاية، وأن تتعافى هوامش البنزين والديزل بشكل أكبر».

وأبقى البنك على توقعاته بأن يبلغ متوسط ​​سعر خام برنت 76 دولارا للبرميل في عام 2025، لكنه خفض توقعاته لعام 2026 إلى 71 دولارا للبرميل في ظل فائض قدره 0.9 مليون برميل يوميا.

ويتوقع «غولدمان ساكس» أن يستمر الطلب على النفط في النمو لعقد آخر، مدفوعا بارتفاع الطلب الإجمالي على الطاقة إلى جانب نمو الناتج المحلي الإجمالي واستمرار وجود تحديات في إزالة الكربون من قطاعي الطيران والمنتجات البتروكيماوية.