«قوات سوريا الديمقراطية» تطرد «داعش» من بلدة شرق الفرات

خروج نحو 5 آلاف شخص من آخر جيب للتنظيم

عناصر من قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من واشنطن في دير الزور (أرشيفية - أ.ف.ب)
عناصر من قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من واشنطن في دير الزور (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

«قوات سوريا الديمقراطية» تطرد «داعش» من بلدة شرق الفرات

عناصر من قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من واشنطن في دير الزور (أرشيفية - أ.ف.ب)
عناصر من قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من واشنطن في دير الزور (أرشيفية - أ.ف.ب)

سيطرت «قوات سوريا الديمقراطية» اليوم (الأربعاء)، على بلدة شرق سوريا كانت خاضعة لتنظيم داعش، ما دفع عناصر التنظيم المتطرف إلى التقهقر في بقعة محدودة في آخر جيب له، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وتقود هذه القوات المؤلفة من فصائل كردية وعربية، منذ 10 سبتمبر (أيلول)، هجوماً بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن لطرد التنظيم من هذا الجيب الواقع في ريف دير الزور الشرقي بمحاذاة الحدود العراقية، والذي يدافع التنظيم عنه بشراسة.
ورغم الهجمات المضادة التي شنّها التنظيم، تمكّن تحالف الفصائل العربية والكردية من السيطرة على القسم الأكبر من معاقله.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مدير المرصد رامي عبد الرحمن، قوله إن «قوات سوريا الديمقراطية سيطرت على بلدة الباغوز»، وذلك غداة سيطرتها على نحو نصف بلدة الباغوز فوقاني، التي تعد آخر بلدة يسيطر عليها التنظيم في سوريا عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات.
ولا يزال التنظيم المتطرف يسيطر على قريتين صغيرتين وأراضٍ زراعية في محيط البلدة، بحسب المصدر نفسه الذي أشار كذلك إلى أن الباغوز «هي آخر بلدة كان يسيطر عليها التنظيم».
ولفت مدير المرصد إلى أن «عمليات التمشيط في البلدة مستمرة بحثاً عن المتوارين من عناصر تنظيم (داعش)» مضيفاً: «من المتوقع الآن التقدم باتجاه الأراضي الزراعية في محيط الباغوز».
ومنذ بدء الهجوم في سبتمبر، قتل أكثر من 900 متطرف و600 من قوات سوريا الديمقراطية، وفق المرصد الذي وثّق أيضاً مقتل أكثر من 380 مدنياً، بينهم نحو 140 طفلاً.
وفي السياق ذاته، أفاد المرصد بخروج 4900 شخص بينهم 470 مقاتلاً في صفوف «داعش» منذ يوم الاثنين من الجيب الأخير الواقع تحت سيطرة التنظيم في محافظة دير الزور.
وقال المرصد إن غالبية المدنيين هم عائلات المقاتلين وقد تم نقلهم بواسطة عشرات الشاحنات التابعة لـ«قوات سوريا الديمقراطية»، وهي تحالف فصائل كردية وعربية، في حين قال عبد الرحمن إن آخرين غادروا المنطقة بسياراتهم الخاصة.
وقد توجّهت القافلة إلى مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية في محافظة دير الزور، حيث تقلّصت مساحة الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم إلى نحو عشرة كيلومترات مربّعة، بحسب المرصد.
وبحسب المرصد، فقد ارتفع إلى 26.950 عدد الأشخاص الخارجين من جيب التنظيم من جنسيات مختلفة منذ مطلع ديسمبر (كانون الأول) من عام 2018، من ضمنهم «نحو 1770 عنصراً من تنظيم (داعش)، ممن جرى اعتقالهم من ضمن النازحين».
وبعد صعوده في 2014 وسيطرته على مساحات شاسعة في سوريا والعراق، باتت سيطرة «داعش» تقتصر على مساحات صغيرة.
لكن ورغم انحسار المنطقة الخاضعة لسيطرته يواصل التنظيم المتطرف شنّ اعتداءات في دول المنطقة وفي الخارج.
وبالإضافة إلى الجيب الخاضع لسيطرته في شرق سوريا يسيطر «داعش» على قسم من البادية السورية الممتدة من وسط البلاد حتى دير الزور، حيث تدور مواجهات متقطّعة بين مقاتليه من جهة وقوات النظام وتلك المتحالفة معها من جهة أخرى.
وتشهد سوريا منذ عام 2011 نزاعاً مدمراً تسبب بمقتل أكثر من 360 ألف شخص وبدمار هائل في البنى التحتية ونزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.


مقالات ذات صلة

تنسيق تركي - أردني حول دعم المرحلة الانتقالية في سوريا... وعودة اللاجئين

المشرق العربي فيدان والصفدي خلال المؤتمر الصحافي في أنقرة (الخارجية التركية)

تنسيق تركي - أردني حول دعم المرحلة الانتقالية في سوريا... وعودة اللاجئين

أبدت تركيا توافقاً مع الأردن على العمل لضمان وحدة وسيادة سوريا ودعم إدارتها الجديدة في استعادة الاستقرار وبناء مستقبل يشارك فيه جميع السوريين من دون تفرقة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي عبد القادر مؤمن

كيف أصبح ممول صومالي غامض الرجل الأقوى في تنظيم «داعش»؟

يرجّح بأن الزعيم الصومالي لتنظيم «داعش» عبد القادر مؤمن صاحب اللحية برتقالية اللون المصبوغة بالحناء بات الرجل الأقوى في التنظيم

«الشرق الأوسط» (باريس)
آسيا سائقو الشاحنات يتجمعون بجوار شاحنات إمدادات المساعدات المتوقفة على جانب الطريق في هانجو يوم 4 يناير 2025 بعد أن نصب مسلحون كميناً لقافلة مساعدات باكستانية (أ.ف.ب)

مقتل 6 أشخاص جرَّاء هجوم انتحاري جنوب غربي باكستان

لقي 6 أشخاص مصرعهم، وأصيب أكثر من أربعين بجروح، جراء هجوم انتحاري استهدف موكباً لقوات الأمن في منطقة تُربت، بإقليم بلوشستان، جنوب غربي باكستان.

الولايات المتحدة​ حاكم ولاية لويزيانا جيف لاندري (الثاني من اليمين) يتفقد شارع بوربون في الحي الفرنسي بنيو أورليانز بعد هجوم إرهابي في 1 يناير (أ.ف.ب)

منفذ هجوم الدهس في نيو أورليانز امتلك مواد تستخدم لصنع قنابل

أفاد مسؤولون في أجهزة الأمن بأن الرجل الذي صدم حشدا من المحتفلين برأس السنة في نيو أورليانز كان يمتلك في منزله مواد يشتبه في استخدامها لصنع قنابل.

«الشرق الأوسط» (نيو أورليانز)
أفريقيا وزير الدفاع التونسي خالد السهيلي بجلسة عمل مع ممثل البنتاغون في سياق التنسيق الأمني والعسكري بين سلطات البلدين (من موقع وزارة الدفاع التونسية)

تونس: إيقاف متهمين بالانتماء إلى «تنظيم إرهابي»

كشفت مصادر أمنية رسمية تونسية عن أن قوات مكافحة الإرهاب والحرس الوطني أوقفت مؤخراً مجموعة من المتهمين بالانتماء إلى «تنظيم إرهابي» في محافظات تونسية عدة.

كمال بن يونس (تونس)

10 قتلى في غارة جنوب الخرطوم

مواطنون في بورتسودان 30 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)
مواطنون في بورتسودان 30 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)
TT

10 قتلى في غارة جنوب الخرطوم

مواطنون في بورتسودان 30 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)
مواطنون في بورتسودان 30 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

أفاد مُسعفون متطوعون أن عشرة مدنيين سودانيين قُتلوا، وأصيب أكثر من 30 في غارة جوية جنوب الخرطوم.

وقالت غرفة الاستجابة الطارئة بالمنطقة، وهي جزء من شبكة من المتطوعين في جميع أنحاء البلاد يعملون على تنسيق إيصال المساعدات في الخطوط الأمامية، إن الضربة التي وقعت، الأحد، استهدفت «محطة الصهريج بمنطقة جنوب الحزام، للمرة الثالثة في أقل من شهر».

وقالت المجموعة إن القتلى قضوا حرقاً، وإن بين الجرحى الثلاثين خمسة في حالة حرجة لإصابتهم بحروق من الدرجة الأولى.

ونُقل بعض المصابين والجثامين المتفحمة إلى مستشفى بشائر الذي يبعد أربعة كيلومترات عن موقع القصف، وفق وكالة «رويترز» للأنباء.

ويأتي الأهالي إلى منطقة الصهريج من مناطق مختلفة بغرض التبضع وشغل أعمال هامشية مثل بيع الأطعمة والشاي.

وقالت المجموعة إن قصف محطة الصهريج، للمرة الثالثة في أقل من شهر، «ليس سوى جزء من حملة تصعيد مستمرة تدحض ادعاءات أن القصف يركز فقط على الأهداف العسكرية، حيث تتركز الغارات على المناطق السكنية المأهولة».

ومنذ أبريل (نيسان) 2023، أسفرت الحرب بين الجيش النظامي السوداني وقوات «الدعم السريع» عن مقتل عشرات الآلاف. وفي العاصمة وحدها، قُتل 26 ألف شخص بين أبريل 2023 ويونيو (حزيران) 2024، وفقاً لتقرير صادر عن كلية لندن للصحة والطب الاستوائي.

وشهدت الخرطوم بعضاً من أسوأ أعمال العنف في الحرب، حيث جرى إخلاء أحياء بأكملها. ولم يتمكن الجيش، الذي يحتكر الأجواء بطائراته النفاثة، من استعادة السيطرة على العاصمة من قوات «الدعم السريع».

وتفيد أرقام الأمم المتحدة بأن ما يقرب من ثلث النازحين داخل السودان، البالغ عددهم 11.5 مليون شخص، فرُّوا من العاصمة.

واتُّهمت قوات «الدعم السريع» والجيش مراراً باستهداف المدنيين وقصف المناطق السكنية دون تمييز.