البرلمان العراقي لاستضافة عبد المهدي غداً على خلفية كتاب يقيد سلطاته

رئاسة الوزراء طلبت حصول النواب على موافقة مسبقة قبل زيارة أي وزارة أو دائرة حكومية

مجلس النواب العراقي خلال جلسته الأولى هذه الدورة (رويترز)
مجلس النواب العراقي خلال جلسته الأولى هذه الدورة (رويترز)
TT

البرلمان العراقي لاستضافة عبد المهدي غداً على خلفية كتاب يقيد سلطاته

مجلس النواب العراقي خلال جلسته الأولى هذه الدورة (رويترز)
مجلس النواب العراقي خلال جلسته الأولى هذه الدورة (رويترز)

أعلن رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي أن البرلمان قرر استضافة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي خلال جلسة غدا، فيما سيتم طرح مرشحي العدل والتربية للتصويت. وقال بيان مقتضب للحلبوسي أمس إن «جدول أعمال الجلسة يتضمن التصويت على الموازنة واستكمال الكابينة الوزارية».
غير أن الحلبوسي لم يذكر السبب الذي دعا البرلمان لاستضافة عبد المهدي. لكنه وطبقا لمصدر سياسي مطلع أكد لـ«الشرق الأوسط» فإن «هناك الكثير من المسائل التي ينوي البرلمان مناقشتها مع رئيس الوزراء وقسم منها يتعلق بالموازنة المالية لهذا العام، فضلا عن وجود القوات الأجنبية في البلاد خصوصا لجهة وجود توجه لتشريع قانون يلزم الحكومة بإخراجها من البلاد، وفيما إذا كانت لا تزال الحاجة ماسة إلى وجودها». وأضاف المصدر أن «هناك كتابا ورد إلى البرلمان يمكن أن يتسبب بأزمة مع الحكومة يتضمن الحصول على موافقة مسبقة من رئيس مجلس الوزراء في حال أراد أي عضو في البرلمان القيام بزيارة أي وزارة من وزارات الدولة والحصول على موافقة مسبقة من رئيس أي دائرة ينوي أعضاء البرلمان زيارتها»، مبينا أن «هذا الكتاب أثار غضبا داخل البرلمان لأنه يؤشر إلى بداية خطيرة باتجاه عرقلة عمل السلطة التشريعية العليا في البلاد ويعيدها إلى أجواء الديكتاتورية». وأوضح أن «السلطة هي بيد الشعب والبرلمان ممثل للشعب وبالتالي من حق عضو البرلمان ممارسة حقه الرقابي والتشريعي من دون محددات مسبقة من قبل الحكومة».
إلى ذلك، أكد عبد الله الخربيط عضو البرلمان العراقي عن كتلة المحور الوطني في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «هذا الكتاب الصادر عن الأمانة العامة لمجلس الوزراء لا يمكن أن يؤسس لعلاقة صحيحة بين البرلمان والحكومة في المرحلة المقبلة». وأضاف: «لا يوجد ما يمنع دستوريا أو قانونيا قيام النائب الذي يمثل الشعب بزيارة أي وزارة أو دائرة وبالتالي فإن إرسال هذا الكتاب إلى البرلمان يعني أحد أمرين إما أن الجهة التي أرسلته لا تعرف طبيعة مهامها ومهام عضو البرلمان وإما وجود نية مسبقة لعرقلة عمل البرلمان تحت ذرائع واهية، حيث إن عضو البرلمان لا يقوم بزيارة إلى وزارات الدولة ومؤسساتها لأغراض دعائية، بل هو مسؤول عن أداء عمل الوزارات والمؤسسات وهو ما عاهد الشعب عليه».
وردا على سؤال بشأن استكمال الكابينة الوزارية، لا سيما مرشحي العدل والتربية اللذين اختارهما عبد المهدي عبر «النافذة الإلكترونية»، يقول الخربيط إن «هناك اعتراضات بلا شك من أكثر من جهة على المرشحين لا سيما العدل لأن المرشح لها لم يحظ بتوافق كردي مسبق بشأنه».
في السياق نفسه أكد عضو في البرلمان العراقي عن كتلة الإصلاح لـ«الشرق الأوسط» طالبا عدم الإشارة إلى اسمه أن «هناك أكثر من إشكالية بشأن المرشحين لوزارتي العدل (أركان قادر ولي) والتربية (سفانة الحمداني) حيث إن الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني يرفض المرشح لحقيبة العدل من منطلق أن الحقيبة من حصته بينما يريد الاتحاد الوطني الكردستاني الوزارة له ولديه مرشحه هو خالد شواني»، مشيرا إلى أن «حظ المرشحة الجديدة لوزارة التربية ليس بأفضل من حال المرشح للعدل لأن هناك كتلة رئيسية في البرلمان ترفض التصويت عليها فضلا عن أن زعيم المشروع العربي خميس الخنجر الذي رشح الوزيرة باعتبارها من حصته قد لا يذهب كثيرا في طرحها للتصويت ما لم يحصل توافق على مرشح العدل».
في السياق نفسه، أكد كاظم الشمري رئيس كتلة ائتلاف الوطنية في البرلمان العراقي لـ«الشرق الأوسط» أن «المسألة بالنسبة لنا تتمثل في ضرورة حصول توافق مسبق على المرشحين حتى لا ندخل في إشكالات قادمة»، مبينا أن «وزارة العدل هي موضع خلاف بين الحزبين الكرديين في وقت يبدو أن المرشح الجديد لم يحظ بمثل هذا التوافق، أما وزارة التربية فنحن في كتلة الإصلاح والإعمار ما زلنا نعتقد أنها من حصة تحالف القرار بزعامة أسامة النجيفي وليس من حصة خميس الخنجر».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».