تقارير حول تدخل نتنياهو في «قرارات تحريرية» تعزز اتهامه بالرشوة

أظهرت تقارير إسرائيلية جديدة أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أشرف مباشرة على هجوم سياسي ضد منافسه اليميني نفتالي بينيت عبر التدخل في قرارات تحريرية في موقع الأخبار البارز «والا» الذي يملكه كذلك مالك شركة اتصالات كبيرة، مقابل تسهيلات.
وكشف تقرير قناة «حداشوت» رسائل نصية قال إنها مركزية في تحقيق الفساد ضد رئيس الوزراء.
وأكد التقرير التلفزيوني أنه خلال الحملة الانتخابية عام 2013، نشر موقع «والا» الإخباري، بطلب مباشر من نتنياهو، مقالات تهدف لنزع شرعية بينيت وعرضه كمتقلب ويغير مواقفه بشكل دائم. وأشارت عشرات الرسائل التي أرسلها مالك موقع «والا» وشركة بيزك للاتصالات، شاؤول ألوفيتش إلى مديرة موقع «والا» التنفيذية، إيلانا يشواع، إلى كون نتنياهو الدافع وراء الحملة المكثفة لتحسين مكانته العامة عبر تشويه سمعة بينيت باتهامات ضده وضد عائلته.
وطلب نتنياهو عبر المقرب منه زئيف روبنشتين، من ألوفيتش، نشر مقالات سلبية من أجل القضاء على بينيت سياسيا. ومن بين الرسائل، واحدة تقول: «المواد التي أرسلتها لك في ساعات بعد الظهر مهمة جدا، خاصة لأن (نتنياهو) وجد زوجة بينيت تعمل في مطعم غير خاضع لرقابة الحاخامات على الطعام وهي امرأة متدينة».
وفي رسائل أخرى، كتب ألوفيتش أن صبر نتنياهو ينفد بالنسبة لنشر المقالات. وقال ألوفيتش إن نتنياهو «يجلس ويحدق بـ(موقع والا)، ويتوقع صدور المقالات قريبا». وأكد كثير من الصحافيين في «والا» أنه تم الضغط عليهم لتجنب التغطية السلبية لنتنياهو.
وفي أحد الأمثلة لتدخل رئيس الوزراء المفترض، قال ألوفيتش ليشواع إن نتنياهو أراد أن ينشر تقريرا يربط والد بينيت بالتحريض ضد رئيس الوزراء الذي تم اغتياله يتسحاق رابين.
وجاء التقرير الإسرائيلي الجديد، بعد أيام من قرار المستشار القانوني للحكومة أفيخاي مندلبليت تقديم لائحة اتهام بحق رئيس نتنياهو، تنسب له الارتشاء في ملف 4000 المتعلق بهذه القضية.
ومن المتوقع استدعاء نتنياهو إلى جلسة استماع منتصف الشهر المقبل. وتتهم الشرطة الإسرائيلية نتنياهو في الملف «4000» بالتواطؤ مع ألوفيتش عبر تقديم نتنياهو بصفته أيضاً وزيراً للاتصالات، تسهيلات كبيرة لألوفيتش تقدر قيمتها بمئات ملايين الدولارات، مقابل تخصيص موقع «والا» للكتابة الإيجابية عن نتنياهو وحكومته.
وقالت الشرطة إن «رئيس الوزراء والمقربين منه تدخلوا بشكل فظ ومستمر، وأحيانا بشكل يومي، في المضامين التي ينشرها موقع والا الإخباري، وسعوا أيضا للتأثير على تعيين مسؤولين رفيعين (محررين وصحافيين)». ورد نتنياهو بقوله إن الشرطة تقدم «صورة كاذبة للجماهير». وأضاف: «من الهزلي الادعاء أن نتنياهو، الذي تم تشويه سمعته أكثر من أي شخص آخر في تاريخ الإعلام الإسرائيلي، متهم بتلقي الرشوات بسبب مقالين ونصف في (والا)».
ويحاول محامو نتنياهو تأجيل البت في الملفات لحين إجراء الانتخابات. وسلم المحامون، أول من أمس، المستشار القضائي للحكومة، رسالة مفادها أن القاضي المتقاعد يعقوب تيركل يؤيد موقفهم بضرورة تأجيل القرار المتعلق بملفات نتنياهو إلى ما بعد الانتخابات. وقال المترافعون عن نتنياهو في بيانهم إنهم «يعملون لضمان العدالة لرئيس الوزراء الذي يقف على عتبة الانتخابات».
وأظهرت نتائج استطلاع انتخابي أجرته إذاعة الجيش الإسرائيلي، ونشرته أمس الثلاثاء، أن حزب الليكود الحاكم بزعامة نتنياهو سيخسر من قوته الانتخابية ويتراجع إلى 25 مقعدا فقط، في حال قرر المستشار القضائي للحكومة، النائب العام، تقديم لائحة اتهام لرئيس الوزراء نتنياهو تشمل تهمة الرشوة.
وفي تقرير لـ«رويترز»، جاء أن النواب من العرب يعتزمون استغلال أقوال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في الانتخابات السابقة التي حاول حشد اليهود فيها من خلال قوله إن العرب يقبلون على مراكز التصويت بأعداد كبيرة، وذلك من أجل تشجيع الناخبين العرب على التصويت في الانتخابات المقبلة في أبريل (نيسان).
وأصبحت رسالة نتنياهو في يوم الانتخابات لتعبئة الناخبين المتشددين اليهود لحظة فارقة في انتخابات 2015، إذ إنها اجتذبت انتقادات واتهامات بالعنصرية له والتفرقة بين مواطنين يفترض أنهم يحظون بالحقوق نفسها.
وفي وقت لاحق اعتذر نتنياهو الذي فاز في الانتخابات. وقال أيمن عودة رئيس حزب القائمة العربية المشتركة، إنه يعتزم استخدام العبارة التي استخدمها نتنياهو وأصبحت رمزا، بل وعبارة ساخرة في بعض الأحيان في اللغة المتداولة في إسرائيل، من أجل شحذ همم الأقلية العربية للمشاركة في التصويت في الانتخابات التي تجري في التاسع من أبريل. وقال عودة لـ«رويترز»: «العرب لن ينسوا التحريض الإسرائيلي. فقد استفاد نتنياهو من هذا الشعار في المرة الأولى. والآن جاء دورنا للاستفادة منه».
ويمثل العرب في إسرائيل اليوم ما يزيد قليلا على خمس سكان إسرائيل. وفي العادة يقبل المواطنون العرب على التصويت في الانتخابات بمعدل يقل عن المتوسط العام على مستوى البلاد. وقال عودة إن المهمة الرئيسية للنواب العرب ستتمثل في إقناع الناخبين المحتملين بأن مشاركتهم يمكن أن تؤدي إلى تغيير حقيقي.