أبو الغيط ولافروف يبحثان التحضير لمنتدى التعاون العربي ـ الروسي

يعقد في موسكو منتصف أبريل المقبل

أبو الغيط ولافروف
أبو الغيط ولافروف
TT

أبو الغيط ولافروف يبحثان التحضير لمنتدى التعاون العربي ـ الروسي

أبو الغيط ولافروف
أبو الغيط ولافروف

تلقى أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، اتصالاً هاتفياً أمس، من سيرغي لافروف، وزير خارجية روسيا الاتحادية، بحثا خلاله سبل تطوير مسار التعاون المؤسسي القائم بين الجامعة وروسيا ومجمل الأوضاع والتطورات ذات الاهتمام المشترك في منطقة الشرق الأوسط.
وقال السفير محمود عفيفي، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، إن أبو الغيط ولافروف ناقشا جملة من الترتيبات والإجراءات التي تهدف إلى الارتقاء بمستوى التعاون العربي الروسي، وخاصة في سياق التحضير للاجتماع الوزاري المقبل لمنتدى التعاون العربي الروسي الذي سيستضيفه الجانب الروسي في منتصف شهر أبريل (نيسان) القادم.
وأشار عفيفي إلى أنه من المقرر أن يتم خلال هذا الاجتماع اعتماد برنامج تنفيذي للأنشطة والاجتماعات والمشاورات المشتركة التي ستجرى بين الجانبين خلال الأعوام الثلاثة المقبلة.
وأوضح المتحدث الرسمي أن لافروف عبر أيضاً عن رغبة الجانب الروسي في تعزيز العلاقات الاقتصادية القائمة بين العالم العربي وروسيا ودفع التبادل التجاري فيما بينهما.
ووجه الدعوة في هذا الإطار إلى الجامعة العربية للمشاركة في المعرض التجاري العربي الذي سيعقد في موسكو خلال الفترة من 8 إلى 10 أبريل المقبل.
وقال المتحدث الرسمي إن الاتصال شهد أيضاً تناول مجمل التطورات والقضايا العربية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك للجانبين، وفي مقدمتها سبل دفع جهود تسوية القضية الفلسطينية، وإتمام المصالحة الفلسطينية، وتطورات الأزمة في سوريا والجهود الدولية والإقليمية المبذولة لتسويتها، والتعامل الدولي مع إيران والدور الذي تقوم به في المنطقة.
وكان سامح شكري وزير الخارجية المصري، قد تلقى اتصالاً هاتفياً أيضا من وزير الخارجية الروسي، مساء أول من أمس، في إطار التشاور المستمر بين البلديّن في شأن مُجمل وتطورات الأوضاع في المنطقة، والتباحث بشأن العلاقات الثنائية.
وقال المُستشار أحمد حافظ، المُتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، إن الوزيرين تباحثا حول مستجدات الأوضاع في المنطقة، وفي مقدمتها الأزمة السورية، وسُبل الدفع بالحل السياسي لكسر الجمود الحالي للأزمة بما يضمن الحفاظ على وحدة وسيادة الدولة السورية.
وأضاف المُتحدث الرسمي، أن الاتصال تناول أيضاً آخر تطورات القضية الفلسطينية، حيث أكد الوزيران على مواصلة دعم المساعي الرامية إلى تحقيق السلام الشامل والعادل القائم على حل دولتين، وذلك باعتباره ركيزة أساسية لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة بأكملها.
وأوضح حافظ أن شكري ولافروف تناولا مسار العلاقات الثنائية وأهمية مواصلة الدفع قدماً بالتعاون القائم بين البلدين في كافة الأصعدة خلال المرحلة المقبلة.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.