آلة جديدة لتفتيش الأشخاص والمسافرين تغني عن العنصر البشري

توظف الأشعة والمستشعرات الكيميائية

آلة جديدة لتفتيش الأشخاص والمسافرين تغني عن العنصر البشري
TT

آلة جديدة لتفتيش الأشخاص والمسافرين تغني عن العنصر البشري

آلة جديدة لتفتيش الأشخاص والمسافرين تغني عن العنصر البشري

الأستراليون الذين هرعوا إلى ستاد «أرينا دي بياكسادا» في كوريتيبا في البرازيل لمشاهدة فريقهم يتغلب على إسبانيا في الجولة الأولى من مباريات كأس العالم في كرة القدم (المونديال) أدهشتهم تلك الآلة التي تشبه قرص العسل، والتي حلت محل عملية التفتيش اليدوي، لكنها أزعجتهم عندما اكتشفت الدمى والعرائس التي تشبه حيوان الكنغر التي كانوا يحاولون تمريرها خفية إلى الملعب.

* أشعة ومستشعرات
وستحل هذه الآلة السريعة التي دعيت «كايلاترون إنتري إكسبيرينس سوليوشن» مشكلة المرور المزعجة عبر نقاط الأمن والتفتيش في المطارات وغيرها، إذ بمقدورها وبدلا من قيام رجال الأمن بتفتيش الحقائب، مسحها بحثا عن أنواع متعددة من مصادر الخطر خلال ثوان قليلة، من دون التعرض إلى كرامات الناس.
والآلة هذه من صنع شركة «كايلور سيكيورتي سيستمز»، التي مقرها وادي السيليكون في كاليفورنيا. وهي تتألف من خمس حجيرات تنتظم حول مستشعر مركزي. والعملية تميل أكثر إلى تجربة مسلية، منها إلى مراقبة تفتيش حوائجك، إذ لا يتوجب عليك هنا فتح حقيبتك، أو السماح للآخرين بلمسها والمساس بها.
والعملية برمتها في غاية البساطة، فقط ارفع تذكرتك إلى الآلة هذه، لكي تعين لك حجيرة من الحجيرات الخمس تضع فيها حقيبتك. وكل حجيرة هي بحجم فرن الميكروويف الكبير لكي تتسع لغالبية الحقائب. ومع قفل بابها والانتقال إلى الجانب الآخر من بوابة المرور، تكون الآلة قد قامت بمسح الحقيبة بحثا عن الممنوعات. وشركة «كايلور» غير مهتمة بتوضيح تقنيتها هذه، وكيفية عملها، لكننا نعلم أن هنالك نوعا من الأشعة مع مستشعرات كيميائية لكشف المتفجرات. ومع وجود أشعة سينية تلتقط مشاهد متعددة تعرضها على آلة كشف لالتقاط الممنوعات، كالأسلحة النارية والسكاكين، فإنه لدى مشاهدة أي شيء خطر، أو ممنوع، يقوم النظام بتنبيه ضابط الأمن، وبالتالي يتحول باب الحجيرة إلى اللون الأحمر. وإذا لم تكن هنالك أشياء خطرة، يتحول لون الباب إلى الأخضر، ويمكن عندها فتحه بالتذكرة التي يحملها الشخص، فقط ليأخذ أغراضه وينصرف.
وقبل أن تعقد «كايلور» عقودا واتفاقيات لتجهيز المطارات والأماكن العامة الأخرى يتوجب إثبات أن النظام يعمل، لذا توجهت الشركة إلى البرازيل التي استأجرتها شركة خاصة بالفعاليات والنشاطات العامة التي تدير بعض مباريات كأس العالم. وأعطيت لـ«كايلور» مسؤولية أحد مداخل ملعب «أرينا دي بياكسادا» لأربع مباريات.
ويصمم نظام هذه الشركة للبحث عن الأسلحة النارية والقنابل، لكن مباريات كأس العالم شكلت تحديات غير عادية. فمنظمة «فيفا» من الصعب إرضاؤها فيما يتعلق بما يمكن للجماهير أن تدخله إلى الملاعب، إضافة إلى الأسلحة، فلائحتها الخاصة بالممنوعات تغطي أيضا المظلات، وساريات الأعلام، والأعلام التي هي أكبر حجما من 2×1.5 متر، والأبواق، وأبواق فيوفيوزيلاس، وأجهزة الكومبيوتر، وغيرها الكثير، بما فيها الدمى التي هي على شكل حيوان الكنغر.
وتعليم آلة «كايلاترون» هذه اكتشاف هذه الأشياء، مثلما تكتشف عادة الأسلحة النارية والسكاكين، ينطوي على تعليمها مجموعة واسعة من الأشياء. لذا عمل فريق العمل حسب النمط التعاوني، كما وصفته الدكتورة ليزا دوليف، الرئيسة التنفيذية للشركة الصانعة، أي أن تقوم الآلة بمسح الأشياء التي تشكل تهديدات تقليدية، كالأسلحة مثلا، فيما يقوم مشغل بشري في غرفة بعيدة بمسح الصور الملتقطة لكشف الممنوعات الأخرى. ويقوم هذا المشغل بمراقبة الصور الملتقطة دفعة واحدة من الحجيرات الخمس كافة، ولينبه مشغل الآلة هذه إذا ما اكتشف أمرا مريبا. وتنوي الشركة نشر هذه التقنية في المزيد من الأماكن هذا العام.



دراسة أسترالية: ارتفاع درجات الحرارة يتباطأ داخل المدن الكبرى الملوثة

دراسة أسترالية: ارتفاع درجات الحرارة يتباطأ داخل المدن الكبرى الملوثة
TT

دراسة أسترالية: ارتفاع درجات الحرارة يتباطأ داخل المدن الكبرى الملوثة

دراسة أسترالية: ارتفاع درجات الحرارة يتباطأ داخل المدن الكبرى الملوثة

إن مسألة ما إذا كان الانحباس الحراري العالمي يتسارع، هي مسألة مثيرة للجدال بشدة بين علماء المناخ، ففي حين زعم ​​البعض أن معدل الانحباس الحراري الحالي -الذي بلغ أعلى مستوى له على الإطلاق في العام الماضي- يرتبط ارتباطاً وثيقاً بزيادة انبعاثات الوقود الأحفوري وبالتالي يتماشى مع نماذج المناخ الحالية؛ يُحذر آخرون من أن الأرض أضحت أكثر حساسية لتأثيرات الوقود الأحفوري مما كان يُعتقد سابقاً، وأن البشرية تتجه نحو نقاط تَحوّل لا يمكن العودة منها.

وتيرة ارتفاع الحرارة أقل داخل مومباي والقاهرة

في دراسة حديثة، زادت مجموعة من الباحثين من جامعة ملبورن تعقيد هذا النقاش من خلال تحليل معدلات الانحباس الحراري في جميع أنحاء العالم والأسباب المحتملة للاختلافات الإقليمية.

النتيجة الرئيسية التي توصلوا إليها: تزداد حرارة الكرة الأرضية بمعدل أسرع، لكن هذا التسارع يحدث بشكل غير متساوٍ. ولكن من المثير للدهشة أن المناطق ذات الكثافة السكانية العالية مع التركيزات الكبيرة من الفقر -المدن الكبرى مثل القاهرة ومومباي-ـ ترتفع درجة حرارتها ببطء أكثر من المراكز الحضرية في أوروبا وأميركا الشمالية.

دقائق الهباء الجوي تعكس أشعة الشمس

لماذا؟ وجد الباحثون أن الكمية الكبيرة من دقائق الهباء الجوي في الهواء في المدن شديدة التلوث تعكس ضوء الشمس إلى الفضاء، وعلى الأقل في الأمد القريب، يمكن أن يكون لها تأثير تبريدي صافٍ على السكان.

وأشادت إديث دي جوزمان، المتخصصة في سياسة التكيف في مركز لوسكين للابتكار بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس، بالباحثين، على عملهم.

وأكد مؤلفو الورقة البحثية أن النتيجة لا ينبغي أن تؤخذ على أنها علامة جيدة. فمن ناحية، من المرجح أن تكون مؤقتة فقط. وثانياً، تأتي الحماية، كما هي، فقط من الملوثات الضارة. ووافقت دي جوزمان على هذا الاستنتاج، قائلةً إن الاحترار المتسارع يعني أن «السكان الذين هم بالفعل عُرضة بشكل صارخ لمجموعة متنوعة من الظلم البيئي والمناخي سوف يكونون أكثر عرضة للخطر».

التخلص من التلوث الجوي يزيد الحرارة

ومع تطور البلدان اقتصادياً، تميل حكوماتها إلى تبني سياسات لتنقية البيئة من التلوث، ولكن مع صفاء الهواء، سوف تتعرض الفئات السكانية الضعيفة لخطر التعرض للحرارة الشديدة. وقد قدم كريستوفر شوالم، مدير برنامج المخاطر في مركز «وودويل لأبحاث المناخ»، مثال الصين، حيث بدأت الحكومة في تجهيز محطات الطاقة التي تعمل بالفحم بتقنيات الحد من الانبعاثات مثل أجهزة التنظيف، لمنع السخام من التسرب من المنشأة. وقال إن مثل هذه التدابير جيدة لجودة الهواء، لكنها ستسمح بتسرب مزيد من الحرارة من الشمس.

الفقر يزيد تأثيرات ارتفاع الحرارة

وسوف يكون الأكثر تضرراً هم أولئك الذين لا يستطيعون الوصول إلى مكيفات الهواء والمناطق المظللة. وأضاف شوالم: «كلما كنت أكثر فقراً، ارتفعت درجة الحرارة، حيث تكون الحرارة استعارة لجميع أشكال اضطراب المناخ».

وأوضح شوالم أن المجتمع العلمي لديه نحو ثلاثين نموذجاً مناخياً متطوراً للغاية يُنظر إليه بشكل جماعي على أنه «لجنة من الخبراء» حول مسار الانحباس الحراري العالمي. يعتقد أن دراسة الاحترار المتسارع مفيدة لأنها يمكن أن تساعد البلدان على التخطيط لتدابير التكيف مع المناخ وفهم مدى واقعية أهداف سياسة المناخ الحالية -أو عدمها.

تغيرات مناخية مؤثرة

في العام الماضي، لم يحقق العالم أهداف الانبعاثات من اتفاقية باريس لعام 2015، وهو في طريقه لفعل نفس الشيء هذا العام. أصبح العلماء أكثر صراحةً بشأن ما تسمى وفاة التزام اتفاقية باريس بالحفاظ على العالم دون زيادة في درجة الحرارة بمقدار 1.5 درجة مئوية (2.7 درجة فهرنهايت)، في محاولات لإجبار صناع السياسات على التعامل مع حتمية موجات الحر المتفاقمة والأحداث الجوية المتطرفة القادمة.

يقدم مؤلفو ورقة ملبورن رؤى مطلوبة بشدة حول شكل المستقبل وكيف يجب على الدول الاستعداد: «يجب أن تشجع نتائجهم «استراتيجيات التكيف مع المناخ المستهدفة» الموجهة إلى أفقر المجتمعات الحضرية في جميع أنحاء العالم.

* مجلة «فاست كومباني»، خدمات «تريبيون ميديا».