«من اللاشيء إلى الحلم»... ثلاثة معارض فنية عن السريالية

جانب من المعرض
جانب من المعرض
TT
20

«من اللاشيء إلى الحلم»... ثلاثة معارض فنية عن السريالية

جانب من المعرض
جانب من المعرض

قد يتفق في أغلب الأحايين أن نجد معارض أو فعاليات فنية تعالج نفس المحور أو الموضوع، تاريخ فنان ما أو مجموعة من الفنانين. والأمثلة لا تعوزنا هنا، فلنضرب مثلا على ذلك بالمعارض الثلاثة المقامة في ثلاث مدن إيطالية عن السريالية. ويكفي التثبت من مصدر الأعمال ومن المنزلة العلمية للقائمين على المعارض كي نفهم وندرك أهمية وجدية هذه العروض الفنية.
المعارض تقترح سرديات مختلفة جزئيا: اثنان منها وقع الإعداد لهما مع مؤسسات عمومية مما يجعلنا نطمئن إلى مصدر الأعمال الفنية؛ أما أحدهما فمخصص إلى نزعة الـ«دادا» والنزعة السريالية وهو وارد من متحف «بويجمانز فان بيونينغن» في مدينة روتردام الهولندية والذي يحمل عنوان «من اللاشيء إلى الحلم»، وتشرف عليه مؤسسة فرّيرو، بجزيرة آلبا الإيطالية، وأما الثاني فقد خصص لسنة 1929 وللحظة الذروة للحركة السريالية وأعماله وافدة من متحف «بومبيدو» بباريس تحت عنوان (من ماغريت إلى دوشامب 1929: السريالية الكبيرة) في مدينة بيزا، في قاعات القصر الأزرق. وأما المعرض الثالث فعنوانه (الشاعر أبولّينير والإبداع.. الشاعر وأصدقاؤه في باريس الريادات) وتحتضنه مدينة تورينو.
ويدمج معرض جزيرة آلبا إلى جانب الأعمال الوافدة من مدينة روتردام سلسلة من الأعمال المختارة والمستلفة من قبل القائمين على المعرض.
ركز معرض جزيرة آلبا على أصول الدادائية، وللقاء الذي جمع بعض الفنانين المنفيين عام 1916 بكابريه فولتير بمدينة زيوريخ، ثم مع نهاية الحرب ورجوع المجموعة إلى باريس. والمشكل هو أن نفهم دلالة رفض الدادائيين وانتفاضتهم على الفن وأساسا على التواضعات البورجوازية، واكتشافهم لإبداع ينطلق من هذه «الصفحة البيضاء». ويفسر لنا بيانهم (1918) مجمل أهدافهم الذي يستهلونة بالقول (يرتبط الفن، تقنية واتجاها، بالزمن الذي يعيش فيه، والفنانون هم نتاج عصرهم. وأرفع فن ما كان مضمونه الفكري يعكس الآلاف من قضايا عصره، وما يمكن القول عنه إنه قد أخضع لهزات الأسابيع الأخيرة، متحفزا من جديد تحت ضربات اليوم الأخير. إن أفضل الفنانين، وأكثرهم تفوقا، من ينتزع أشلاءه من دياجير كوارث الحياة، ويعضّ النفس بكف، وقلب دام، في فكر عصره. هل حققت «التعبيرية» ما كنا نتوقعه من وجود لمثل هذا الفن، الذي سيكون تعبيرنا عن الاهتمامات الأكثر حيوية وأهمية؟ لا. لا. لا.).
لكن لنأت الآن إلى الموازنة بين معرضي مدينة بيزا ومدينة آلبا. فالأول نجده يبدأ مع العمل الفني «الجثة الهامدة» الذي يعبر عن لعبة مؤسسة على التداعيات الحرة تحت رمز فرويد. فالجثث الهامدة قد خبرت أولا في الشعر ثم في الصور: أن تكتب أو ترسم على نفس الورقة من دون معرفة سابقة منك بما فعله الآخرون قبلك، وهكذا أثمرت هذه المحاولات مصفوفة أعمال من جنس أعمال كل من الفنانين: جوان ميرو، ماكس موريزي، مان راي أو إفيس تانغوي. أما المظهر الآخر المهم في معرض بيزا فهو القسم المخصص لـ«اللعبة الكبيرة» (1928 - 1930) وهو عنوان مجلة جمعت عدداً من الفنانين يبتدئ من رايمس في العشرينات ثم من بعد ذلك في باريس.
أما في معرض جزيرة آلبا فتتبين لنا الطرق المختلفة التي سلكها السرياليون. بدءا من «ماكس إرنست» الذي في سنة 1929 وتحديدا في عمله «المرأة 100 رأس» نجده يخترع قصصا، ملصقات مقتطعات من كتب، من استكشافات، من كتالوغات علماء الطبيعة ومن روايات الرحلات: أنها مشاهد وأشكال أعيد تشكيلها وتركيبها واكتسبت تنضيدا فيما سمي بـ«الرواية المعثورة» التي تفرض على المشاهد أن يخترع معاني جديدة. بينما نجد رينيه ماغريت يقترح علينا تعليق الزمان في عمله «إعادة الإنتاج الممنوعة» (1937): رجل يُرى ظهره واقفا أمام مرآة وكتاب يوجد تحت يُرى انعكاسه في المرآة، لكن في الجهة العليا للزجاج نبصر أيضا ظهر الرجل المرسوم؛ وهنا نجد الفكرة الأساسية للنزعة السريالية أو أن الإبداع يعني أن نمثل اللاموجود.
وفي سنة 1938 رسم الفنان سلفادور دالي «إسبانيا»، على شكل هندسي مسدس الواجهات بأحجار، من صندوق تتدلى منه خرقة حمراء بجانب صورة شفافة وآلهة قديمة قبالة صحراء مسكونة بخيالات متصارعة وأفق من خراب وخراب لبلد محطم. بينما نجد أن موضوع معرض مدينة تورينو هو الحرب، تلك الحرب التي يعرضها لنا الشاعر أبولّينر في قصته «حلمات تريزياس» التي كتبها بين 1903 و1917 والتي قدمت في المسرح بباريس في 24 يونيو (حزيران) 1917. القصة تدور في زنزبار، أرض متصحرة من الأطفال، مجاز واستعارة لفرنسا المحطمة، حيث تريزا ترفض دورها كمرأة فيطير ثدياها كما تطير كرات الهواء البلاستيكية وتتحول إلى الكاهنة أو الإلهة تريزية.
كما نجد في هذا المعرض خطاطات الملابس، التي هي من إمضاء الفنان الروسي سارج فرات والتي هي منشدة إلى بيكاسو في مرحلته التكعيبية، حيث الأجساد التي جزئت تستدعي، من جملة ما تستدعيه، ما آلت إليه في الخنادق. لكن بعد الحرب نجد تشابكاً بيّنا بين دادا ما بعد الحرب ودادا السريالي وهكذا نجد الاستعاضة عن تحليل الواقعي بالصور المختلفة، التي عرضت عرضا جيدا في معرضي آلبا وبيزا.



10 إصدارات لـ«بيت الزبير» في الفكر والفلسفة وأدب الرحلات

يشهد جناح «بيت الزبير» في «معرض مسقط الدولي للكتاب» جلسات للحوار وندوات ثقافية وأمسيات فنية (الشرق الأوسط)
يشهد جناح «بيت الزبير» في «معرض مسقط الدولي للكتاب» جلسات للحوار وندوات ثقافية وأمسيات فنية (الشرق الأوسط)
TT
20

10 إصدارات لـ«بيت الزبير» في الفكر والفلسفة وأدب الرحلات

يشهد جناح «بيت الزبير» في «معرض مسقط الدولي للكتاب» جلسات للحوار وندوات ثقافية وأمسيات فنية (الشرق الأوسط)
يشهد جناح «بيت الزبير» في «معرض مسقط الدولي للكتاب» جلسات للحوار وندوات ثقافية وأمسيات فنية (الشرق الأوسط)

بالإضافة إلى شراكته في تنظيم الفعاليات الثقافية لـ«معرض مسقط الدولي للكتاب»، يمثل جناح «بيت الزبير»؛ المؤسسة التي تُعنى بالثقافة والفنون والتاريخ والنشر، ملتقى لإقامة جلسات حوار ثقافي، وأمسيات فنية وموسيقية، وندوات أدبية وفكرية.

وخلال مشاركته في المعرض، قدّم «بيت الزبير» عدداً كبيراً من إصداراته، بينها 10 مؤلفات جديدة، تحلّق في فضاءات الفكرِ والمعرفة، وتتيحُ إطلالةً واسعةً على مفاصل مهمّة من الواقع الثقافي؛ العالمي والعربي من جانبٍ، والعُماني من جانبٍ آخر.

قدّم «بيت الزبير» 10 مؤلفات جديدة خلال مشاركته في «معرض مسقط الدولي للكتاب»
قدّم «بيت الزبير» 10 مؤلفات جديدة خلال مشاركته في «معرض مسقط الدولي للكتاب»

وبمناسبة صدور هذه الكتب، قالت الدكتورة منى حبراس، المديرة العامة لـ«مؤسسة بيت الزبير»: «تصدر هذه الكتب العشرة عن (مؤسسة بيت الزبير) لتضيف لبناتٍ أخرى في رصيد الإنتاج المعرفي الذي سعت (المؤسسة) إلى مراكمته منذ سنوات، حتى بلغت تلك الإصدارات مجتمعةً نحو 40 كتاباً في حقول ثقافية متنوعة؛ بين أدب، وفكر، وترجمة، وأدب رحلات، ودراسات ثقافية، وأدب طفل، ومنجز فلسفي، ونقد فني».

وأضافت: «تسدّ هذه الإصدارات فجوة مهمة في المكتبتين العُمانية والعربية؛ نظراً إلى شح الإصدارات غالباً في المجالات المعرفية التي اشتغلت عليها، وقد شارك فيها باحثون وكتّاب أسهموا بفكرهم وجهدهم فرادى ومجموعات في صنع هذا الأثر».

إصدارات «مؤسسة بيت الزبير» لعام 2025 جاءت حديثاً ضمن مشروع التعاون المشترك مع دار «الآن... ناشرون وموزعون» الأردنيّة.

كتابُ «النقد الثقافي»

يبحث كتابُ «النقد الثقافي» في مسائل النقد الثقافيّ وإشكالياته النظريّة والتجريبيّة، عبر دراسات علميّة لنخبة من الباحثين والمفكرين والنقاد العرب، انطلاقاً من أن مجال النقد الثقافيّ ما زال مجالاً حييّاً في الثقافة العربيّة، ويحتاج إلى مزيد من ضبط المفاهيم والرؤى والأدوات، وأنه ما زال يحتاج إلى اختبارات وتطبيقات ليتسنّى له أن يحتلّ منزلة من النقد الأدبيّ، وأن تتوضّح رؤيته ذات المرجعيّات المتعدّدة، لعلّ الفلسفة وعلوم الإنسان هي رأسها.

يتأمّل الدكتور عبد اللّه الغَذّامي (السعودية) في ورقته بهذا الكتاب مشهدَ النقد الثقافي والنقد الأدبيّ والدراسات الثقافيّة، ويقدّم الدكتور إدريس الخضراوي (المغرب) عرضاً نظريّاً لدراسات ما بعد الكولونيالية، واقفاً على الأفق النظري لهذه الدراسات وأثرها في إعادة تشكيل مفهوم الأدب. وفي إطارٍ من التنوّع والثراء، يقدّم الدكتور خالد البلوشي (سلطنة عُمان) ورقة بحثيّة بعنوان: «النقد الثقافي في عُمان: القصّة القصيرة أنموذجاً». أمّا القاصّ الدكتور محمود الرحبي (سلطنة عُمان)، فيشارك بدراسة بعنوان: «الذاكرة النسوية موضوعاً للنقد الثقافي» عبر قراءة في كتاب «نساء في غرفة فرجينا وولف» للكاتبة الكويتية سعاد العنزي.

«هل نحتاج إلى الفلسفة في حياتنا؟»

يثيرُ كتاب «هل نحتاج إلى الفلسفة في حياتنا؟»، الذي حرَّره الدكتور محمد زرّوق، الأسئلةَ القديمةَ بشأن الإنسانِ والوجودِ، في ظلّ التحوّلات العلميّة والجيوسياسيّة والاقتصاديّة، التي تعصفُ بالعالم من حولنا. أما الإجابات، فقد قدمها عددٌ من الفلاسفة والمفكرين والباحثين العرب. في هذا الكتاب، عاين الدكتور عبد السلام بنعبد العالي (المغرب) صلة الترجمة بالفلسفة، وقُدرة النصّ المُترجَم على التموضع في مقامات تختلف عن مقامه الأصل، وتحدث الدكتور الزواوي بغورة (الجزائر) عن ضرورة الفلسفة في عصرنا، ورجع محمد شوقي الزين (الجزائر) إلى «أصل التفلسف»، مُظهراً الترابط بين تجربة روحيّة ميتافيزيقيّة؛ هي «التصوّف»، وتجربة منطقيّة عقليّة؛ هي «فعل التفلسف».

وطرح مشير باسيل عون (لبنان) عدداً من الأسئلة والإشكالات المعرفيّة، منها: «إشكاليّات التعدّديّة الثلاث»، في أصولها الفلسفيّة؛ التأويليّة والإبستمولوجيّة والأنثروبولوجيّة. وبحث محمد المصباحي (المغرب) في «ضرورة المكان المحايد لتجاوز انسداد الأفق». وتوجّه رضوان السيّد (لبنان) إلى دراسة منزلة العقل في التصوّرين الفلسفيّ والأصوليّ. وعاين محمد العجمي (سلطنة عمان) العلاقة بين فلسفة ما بعد الإنسانيّة واللامركزيّة الأوروبيّة.

وبحث عبد الله ولد أباه (موريتانيا) عن الحلول التي تجعل الفلسفة العربيّة الراهنة تستوعب مكاسب الكونيّة عبر النظر في العقل الفلسفي المعاصر.

كما عرف علي الرواحي (سلطنة عُمان) بأعمال هابرماس، راصداً الفارق الزمنيّ بين صدور الكتاب الأصلي وبين تلقّيه العربي عبر الترجمة، مع إلقاء الضوء على أعمال أخرى للكاتب لم تُتَرجم إلى اللّغة العربيّة.

وتضمن الكتاب بحثين يتناولان فكر صادق جواد عبر بيان القضايا التي همّته وشغلته وتفكيك رأيه فيها، أولهما بحث لمحمد بن رضا اللّواتي (سلطنة عمان) بعنوان: «صلة الإنسان بالثقافة والدين»، وثانيهما لبدر العبري (سلطنة عمان) وقدم فيه قراءة وصفيّة في فكر صادق جواد.

«مراوغات مارادونا»
«مراوغات مارادونا»

«مراوغات مارادونا»

ويمثّلُ كتابُ «مراوغات غير متوقَّعة... عن مارادونا والأدب وكرة القدم» محاولةً جادّةً لردم الهوّة المصطنَعة بين الثقافة والرياضة، وبناء الجسور بين الأدب وكرة القدم.

تضمّن هذا الكتابُ مشاركاتٍ لعدد من الباحثين والدّارسين، قدّموا أوراقاً علميّة، جمعها وحررها سليمان المعمري، وتحدث كل من حسن مدن (البحرين)، وسيد محمود ومحمد الفولي (مصر)، وسليمان المعمري ومنى حبراس (سلطنة عمان)، باستفاضة عن علاقة هذه اللعبة بالأدب؛ العالمي منه، والعربي، والعُماني. كما تضمّن الكتاب ورقة للروائي والكاتب السوداني أمير تاج السر، بعنوان: «الحياة الثقافية في وسط الكرة».

ينطلق الكتاب من أن مارادونا لم يكن مجرّدَ لاعبِ كرة، إنما هو أيضاً مزيج نادر من الموهبة العبقريّة، و«الكاريزما»، والحسّ الإنساني الذي جعله محبوباً لكثير من الناس باختلاف مشاربهم وثقافاتهم. ولأنه كان رمزاً من رموز لعبة كرة القدم، وأحد الذين جعلوا الملايين يعشقون هذه «الساحرة المستديرة»، فقد ارتأت «مؤسسة بيت الزبير» أن توظّف مناسبة ذكرى رحيله لتوجيه الانتباه إلى الجانب الثقافي في اللّعبة الشعبية الأولى بالعالم، عبر كتاب جديد بعنوان: «مراوغات غير متوقَّعة... عن مارادونا والأدب وكرة القدم».

ويمثّل الكتاب محاولةً لردم الهوّة المصطنَعة بين الثقافة والرياضة، وبناء الجسور بين الأدب وكرة القدم. وفي ورقته: «كرة القدم والأدب العربي»، ورغم أن كرة القدم أضحت اليوم صناعة ضخمة، ونالت شعبية جارفة لا تنافسها فيها أي رياضة أخرى، فإننا لن نعدم من يتساءل عنها مُحِقّاً: أهي لعبة سلام ومحبة أم لعبة كراهية وحروب؟ وهذا هو موضوع ورقة تأملية تضمنها هذا الكتاب قدمها الكاتب العُماني سليمان المعمري، الذي يرى أن الجدل والتمزق بين صورتَي السلم والحرب المرتبطتين بهذه اللعبة سيبقيان طويلاً ما بقيتْ اللعبة، وما بقي عشاقها وكارهوها.

بينما تطرق الروائي والكاتب السوداني المقيم في الدوحة أمير تاج السر، عبر ورقته: «الحياة الثقافية في وسط الكرة» إلى علاقة الثقافة عموماً بالحدث المقبل (المونديال) وفق ذلك التوقيت، وما يمكن أن يحدث في وجود ثقافات مختلفة داخل بوتقة المونديال.

«مهمة المترجم»
«مهمة المترجم»

«مهمّةُ المترجم»

ويوفّر كتابُ «مهمّةُ المترجم» ترجمةً ثلاثيةً متعدّدةَ الوجوه لمقالةٍ نظريّةٍ وفلسفيّةٍ دقيقةٍ، كتبها الفيلسوف والناقد والمترجم الألماني «فالتير بنيامين» (1892 - 1940)، سنة 1921، وهي مقالة تضطلعُ بمكانة متميزة في الثقافة العالمية الحديثة؛ إذ تُرجمت مراتٍ كثيرة إلى لغاتٍ عدّة؛ لأنها نصّ نظريّ وفلسفيّ دقيق بشأن الترجمة، خصوصاً مهمّة المترجم. وقد ترجمها عن الألمانية والإنجليزية والفرنسية الأستاذ الدكتور أحمد بوحسن (المغرب)، وراجعها الدكتور رضوان ضاوي (المغرب). وبيّن بوحسن جانباً من أهميّة الكتابِ بالإشارة إلى أنّه قدّم فيه «ترجمة ثلاثية متعدّدة الوجوه لنصّ فلسفي شديد الصعوبة»، مؤكداً أن إعادة ترجمة هذا النص وتدقيقه وتحقيقه ومراجعته تتيح فهماً مضمونيّاً أقرب إلى المعنى الأصلي.

«التوغل داخل المغرب المظلم»
«التوغل داخل المغرب المظلم»

«التّوغلُ داخل المغرب المظلم»

ويتيحُ كتابُ «التّوغلُ داخل المغرب المظلم... يوميات رحلة فنان سويسري 1858م» تتبّعاً لرحلة الرسّام السويسري فرنك بوكسر، التي اتجه فيها إلى فاس انطلاقاً من طنجة، مصوِّراً ملامحَ من المشهد الثقافيّ والإثنوغرافيّ للمغرب، وموثِّقاً تجاربه وتفاعلاته مع الثّقافة المغربيّة. وتكمنُ أهمية ترجمة هذا الكتاب، التي أنجزها عن اللغة الألمانية الدكتور رضوان ضاوي (المغرب)، في أنه يقدّم لدارسي الأدب المقارن والدّراسات الثقافيّة والإثنوغرافيّة وأدب الرحلات، نصّاً إثنوغرافياً سويسرياً مكتوباً باللغة الألمانية في أصله، في ظل اكتفاء القارئ العربي بقراءة النصوص السويسرية المكتوبة باللغة الفرنسية أو المترجمة عنها فحسب.

«الفن والتأويل»
«الفن والتأويل»

«الفن والتأويل»

ويتأمّلُ كتابُ «الفن والتأويل... دراسات نقدية في الفن التشكيلي العُماني» الذي حررته وراجعته الدكتور فخرية اليحيائية (سلطنة عمان)، المُنجَز الفني العُماني، الحديث والمعاصر، وفق مناهج ومداخل تهدف إلى فحص ظواهرِه في تناميها التاريخي، وفي علاقتها بالجاري على ساحة الفن العالمي. ويشكّل الكتاب إضافة جديدة في قائمة الدراسات النقدية الفنية.

ويضمّ الكتابُ 3 دراسات لباحثين معتبَرين في تاريخ الفن والنقد الفني؛ الأولى بعنوان: «النحت العُماني والمغربي... مقاربة جمالية في المشابهة والاختلاف» للناقد الفني إبرهيم الحيسن (المغرب)، والثانية بعنوان: «الفن العُماني... تأويلات التلاقي والتقاطُع في سياق الفن العالمي» للفنان والناقد الفني الدكتور ياسر منجي (مصر)، والثالثة بعنوان: «الفن والتأويل» للفنان والناقد السوري طلال معلّا.

غلاف «مناديل لأجنحة الفراشة»
غلاف «مناديل لأجنحة الفراشة»

«مناديل لأجنحة الفراشة»

كذلك يسبرُ كتاب «مناديل لأجنحةِ الفراشةِ» الذي راجعتِ الدراساتِ المتضمّنةَ فيه وحررتْها الدكتور فخرية اليحيائية (سلطنة عمان)، أغوار الفن التشكيلي العُماني، واضعاً هذا الفنّ في المكانة التي تليق به ضمن خريطة الفن العربي، ومتحركاً به عبر مناطقَ تلقٍّ جديدةٍ، عبر إعادة قراءته بعيون عربية من جهة، ومن خلال مقارنة التجربة الفنية العُمانية بمثيلتَيها العربية والعالمية، من جهةٍ أخرى.

ويستنطق الكتابُ اللوحةَ واللّونَ، وقد جاء حصاداً لندوة حملت عنوان: «النبش في مخيلة اللون»، أقامها «بيت الزبير» لتقديم قراءات نقدية لما اختزلته مخيّلة الفنان العُماني وما حاول التعبيرَ عنه بفرشاته وأدواته، وضمن المسعى نحو أن يحقّق الفن التشكيلي العُماني معانيه المتعددة التي يستحقّها بطبيعة الحال، ومن أجل سدّ ثغرة الشُّحّ في الكتابات النقدية المختصة في التجربة الفنية العُمانية التي قطعت أشواطاً كبيرة وأثّرت في المشهد الفني العربي عموماً.

«شعرية اللغة في القصة العمانية القصيرة»
«شعرية اللغة في القصة العمانية القصيرة»

«شعريّة اللغة في القصّة العُمانيّة القصيرة»

ويتوقّف كتاب «شعريّة اللّغة في القصّة العُمانيّة القصيرة»، للباحثة العُمانيّة خالصة بنت خليفة السعدي، عند محاولات الجيل الجديد من كتّاب القصّة العُمانية القصيرة تطوير لغة كتابتهم، التي اتّخذت صورة شعرية في بعض المجموعات. الكتاب نفسه تكمن أهميّته في أنه أول دراسة تتناول موضوع شعرية اللغة في القصة القصيرة العُمانية بشيء من التفصيل، وقد غطّت فيها الباحثةُ الموضوعات التالية: الشعرية وحضورها في القصة العُمانية القصيرة، ولغة العتبات، ولغة الأسلوب، ولغة الصورة الشعرية.

وتوضح المؤلّفة أن هذا الكتاب جاء بعد قراءة مستفيضة للنتاجات القصصية العُمانية، على مجموعات الكاتبين سليمان المعمري وعبد العزيز الفارسي، وأن سبب ذلك هو تطور الظاهرة لدى الاثنين.

«أراجيح تتأمّل صورتها في النبع»

ويضمّ كتاب «أراجيح تتأمّل صورتها في النبع» مجموعةً من الدّراسات المتعلّقة بالنتاجِ الثقافيّ الموجَّه إلى الطفل، وتتناول الفضاء السردي في القصة المُوجَّهة للطفل، والقصص الموجَّهة إلى الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، وصناعة شخصيات قصص الأطفال في زمن الألفية، والمبادرات الثقافية الموجَّهة للطفل، ومسرح الطفل العماني بين بواكير النهضة وتأكيد الحضور.

وضمّت قائمة المشاركين: خلود البوسعيدي (سلطنة عُمان)، ونورة الهاشمية (سلطنة عُمان)، والدكتور محمود كحيلة (مصر)، ومحمد شمشاد عالم القاسمي (سلطنة عُمان)، ويونس بن علي بن سالم المعمري (سلطنة عُمان)، وليلى عبد الله (سلطنة عُمان)، ومحمد الغزي (تونس)، وشيخة الفجرية (سلطنة عُمان).