العقل وليس العاطفة يحسم مستقبل سولسكاير مع مانشستر يونايتد

المدير الفني المؤقت حقق نتائج رائعة لكن على الإدارة التعاقد مع زيدان لبناء فريق قوي للمستقبل

الانطلاقة القوية لسولسكاير مع يونايتد... هل تخدمه للفوز بمنصب المدير الفني الدائم للفريق؟ - الفوز بـ3 كؤوس أوروبية تجعل زيدان الرجل الأنسب لقيادة يونايتد
الانطلاقة القوية لسولسكاير مع يونايتد... هل تخدمه للفوز بمنصب المدير الفني الدائم للفريق؟ - الفوز بـ3 كؤوس أوروبية تجعل زيدان الرجل الأنسب لقيادة يونايتد
TT

العقل وليس العاطفة يحسم مستقبل سولسكاير مع مانشستر يونايتد

الانطلاقة القوية لسولسكاير مع يونايتد... هل تخدمه للفوز بمنصب المدير الفني الدائم للفريق؟ - الفوز بـ3 كؤوس أوروبية تجعل زيدان الرجل الأنسب لقيادة يونايتد
الانطلاقة القوية لسولسكاير مع يونايتد... هل تخدمه للفوز بمنصب المدير الفني الدائم للفريق؟ - الفوز بـ3 كؤوس أوروبية تجعل زيدان الرجل الأنسب لقيادة يونايتد

من خلال متابعة ردود الفعل على فوز مانشستر يونايتد على توتنهام هوتسبير في ملعب ويمبلي الأسبوع الماضي ومن بعده الانتصار على برايتون في أولد ترافورد، يتحدث كثير من الجمهور والمحللين عن ضرورة تعيين المدرب المؤقت (النرويجي) أولي غونار سولسكاير ليكون مديراً فنياً دائماً للشياطين الحمر. قبل مباراة توتنهام هوتسبير، قال كثيرون: «لم يلعب مانشستر يونايتد أمام أي فريق قوي حتى الآن»، لكن المدير الفني النرويجي سرعان ما أظهر المدى الكبير الذي وصل إليه فريقه وفاز على توتنهام أحد أقطاب المثلث المنافس على قمة الدوري الإنجليزي الممتاز على ملعبه وبين جمهوره.
ولم يكن غريباً أن يلجأ مانشستر يونايتد للاستعانة بجهود سولسكاير مديراً فنياً مؤقتاً، لكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: هل لو قام المدرب النرويجي بعمل جيد، فهذا يعني ضرورة تعيينه مديراً فنياً بشكل دائم؟ من المؤكد أن سولسكاير يستحق أن ينتظر من مانشستر يونايتد النظر في الأمر بعد الأداء الجيد والنتائج الممتازة التي حققها مع الفريق حتى الآن، لكن من المعتقد أن قرار مجلس الإدارة فيما يتعلق بتعيين المدير الفني القادم لن يتخذ بناء على العاطفة والحنين إلى رؤية نجم سابق للفريق وهو يعيد النادي إلى «الأيام الخوالي». وبدلاً من ذلك، يتعين على مجلس الإدارة أن يتخذ القرار وهو يضع في حسبانه استراتيجية تتراوح مدتها من 3 إلى 5 سنوات، يستطيع خلالها مانشستر يونايتد أن ينافس على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا كل موسم.
الشيء الأهم الآن وفقاً للنتائج العظيمة التي حققها سولسكاير حتى الآن، هو أن يسأل مجلس الإدارة نفسه السؤال التالي: هل يستطيع المدرب النرويجي قيادة مانشستر يونايتد للفوز بدوري أبطال أوروبا في المستقبل؟ أعتقد أنك لو سألت كثيراً من مشجعي مانشستر يونايتد هذا السؤال الآن، فسيكون معظمهم غير متأكدين من الإجابة. وبالمقارنة، فإنك لو سألت السؤال الافتراضي نفسه وقلت للمشجعين أنفسهم، هل يعتقدون أن المدير الفني الفرنسي زين الدين زيدان، الذي قاد ريال مدريد للحصول على لقب دوري أبطال أوروبا 3 مرات متتالية، قادر على قيادة مانشستر يونايتد للفوز بدوري أبطال أوروبا، فسيكون هناك مزيد من الثقة بين مشجعي الفريق الذي اعتاد دائماً أن يكون بالقمة.
ويتمحور خطاب سولسكاير حتى الآن حول إعادة مانشستر يونايتد إلى أيام المجد القديمة. قد يكون هذا شيئاً رومانسياً يجعلك تشعر بالحنين إلى الماضي، لكن هذا الأمر قد يعمي مجلس الإدارة عن اتخاذ القرار الصحيح والنظر إلى الأمام بدلاً من النظر إلى ما حدث بالسباق من تخبط في قرارات تعيين مدربين لا يردكون فلسفة هذا النادي. في كثير من المباريات التي يخوضها مانشستر يونايتد، تركزت عدسات التلفزيون على المدير الفني الأسطوري السابق للفريق السير أليكس فيرغسون، وذلك يمثل النظر إلى الماضي بدلاً من النظر إلى المستقبل.
الجميع يتفهم تماماً حقيقة أن هناك فلسفة لعب راسخة وثابتة حققت نجاحاً كبيراً وغير مسبوق للنادي. وإلى هذا الحد، فإنني أتفق مع التصريحات التي أدلى بها غاري نيفيل الأسبوع الماضي عن أهمية الفلسفة التي يتبعها مانشستر يونايتد وأن هذا أمر حاسم بالنسبة للنادي، لكن لا نوافق على أنه لا ينبغي السماح لأي شخص باللعب وفق رؤيته وفلسفته الخاصة. إن جمال كرة القدم يكمن في أن هناك عدة طرق لتحقيق الفوز، وبالتالي فإن إسناد المهمة لسولسكاير على أساس قدرته على تكرار الفلسفة التي قادت النادي للنجاح في الماضي يمكن أن يمنع النادي من التطور الذي يحتاج إليه بقوة خلال الفترة المقبلة.
وأشارت بعض التقارير إلى أن فيرغسون قد عاد لملعب التدريب الأسبوع الماضي، ولن نشعر بالدهشة لو علمنا أنه قد كان له تأثير في اختيار التشكيلة الأساسية للفريق. لقد أعلن فيرغسون تقاعده منذ 6 سنوات، فمتى يصل مانشستر يونايتد إلى النقطة التي يقول عندها: «نحن بحاجة إلى خلق تاريخ جديد». إنني أتفهم تماماً الأسباب التي تجعل مانشستر يونايتد يحن إلى الماضي مع سولسكاير، وذلك لأن الأجواء كانت مشحونة ومسمومة للغاية تحت قيادة المدير الفني البرتغالي جوزيه مورينيو، كما مر النادي بفترة صعبة تحت قيادة المدير الفني الاسكوتلندي ديفيد مويز ومن بعده الهولندي لويس فان غال، لكن وضع النادي استراتيجية طويلة الأجل تعتمد على الحنين إلى الماضي سوف تكون مخيبة للآمال ومحبطة للغاية.
ربما نجحت فلسفات مثل تلك التي يتبعها نادي تشيلسي والتي تقول: «إذا لم تنجح تلك الفلسفة، فيتعين عليك تغييرها»، وهو الأمر الذي قاد الفريق اللندني للفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز 3 مرات خلال 5 مواسم، في ظل اعتماد الفريق على تشكيلات وخطط تكتيكية مختلفة، ولم تتمكن الفرق المنافسة من مواكبة تطور تشيلسي في ذلك الوقت.
تجب الإشارة إلى أن سولسكاير هو مدير فني قليل الخبرة أصبح أول شخص يقود مانشستر يونايتد للفوز في أول 7 مباريات له مع الفريق. إنه إنجاز رائع بكل تأكيد، لكن هل هذا يكفي لمنحه القيادة الفنية لأحد أكبر الأندية في عالم كرة القدم في وقت يحتاج فيه النادي لاتخاذ قرار يعتمد على «العقل وليس العاطفة؟».
عندما تفكر في منصب المدير الفني الدائم لمانشستر يونايتد، سوف يتبادر إلى الذهن على الفور اسم زين الدين زيدان، لأنه يمتلك خبرات كبيرة من العمل مع نادٍ عملاق مثل ريال مدريد، سواء على مستوى الناشئين أو الفريق الأول.
لقد تولى زيدان قيادة النادي الملكي المدجج بالنجوم، وفي مقدمتهم النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، وكان الجميع يكن له كل الاحترام والتقدير. ومن المؤكد أنه لا يمكن التقليل من حجم الإنجاز الهائل الذي حققه زيدان بقيادة الفريق الملكي للفوز بلقب دوري أبطال أوروبا 3 مرات متتالية، لأن تحقيق هذا الإنجاز يتطلب امتلاك قدرات ومهارات استثنائية لتحفيز نجوم كبار مثل رونالدو ولوكا مودريتش وغاريث بيل وكريم بنزيمة وآخرين، حتى تكون لديهم الرغبة في الاحتفاظ بلقب البطولة الأقوى في القارة العجوز 3 مرات متتالية.
وبالتالي أعتقد أن زيدان واحد من أعظم المديرين الفنيين في العصر الحديث. وقد يكون السؤال الآن هو: هل النجم الفرنسي يريد بالفعل تولي قيادة مانشستر يونايتد؟ يتعين علينا أن ننتظر لنرى ما إذا كانت لديه الرغبة في العودة إلى التدريب في هذه المرحلة أم لا.
لكن من الناحية الإيجابية، تجب الإشارة إلى أن سولسكاير قد منح لاعبي مانشستر يونايتد حرية التعبير عن أنفسهم داخل المستطيل الأخضر، ونرى جميعاً كيف يتألق بول بوغبا وماركوس راشفورد بسبب منحهما حرية التقدم للأمام وإظهار المهارات الكبيرة التي يتمتعان بها، وكلاعبين نعرف تماماً أهمية ذلك ومدى تأثيره في شكل وأداء الفريق وعلى مستوى اللاعب نفسه في نهاية المطاف.
وفي نهاية العام الماضي، لم أنجح في إحراز أهداف في بعض المباريات، وهو ما جعلني أفكر كثيراً في هذا الأمر، وأعلم جيداً أن مثل هذه الأمور تكون مهمة كثيراً للمهاجمين. لقد جاءت المديرة الفنية للفريق، ريتا غوارينو، وقالت لي: «إيني، لا تفكري في الأمر كثيرًا، وكل ما يتعين عليكِ القيام به هو أن تلعبي كأنك تلعبين في الحديقة». قد يبدو هذا الأمر تافهاً وصغيرًا، لكن ذلك ساعدني في عدم التفكير في عدم إحراز الأهداف وجعلني ألعب بحرية تامة. وانتهى بي الأمر بتسجيل 3 أهداف (هاتريك) ليوفنتوس في تلك المباراة، وكان من المدهش أن هذه الكلمات البسيطة من جانب المديرة الفنية قد ساعدتني كثيراً. وبالتالي، فإنني أتخيل تماماً تأثير كلمات سولسكاير في كل من بوغبا وراشفورد. سيكون من المثير للاهتمام حقًا معرفة ما سيحدث في مانشستر يونايتد خلال الأشهر القليلة المقبلة. لقد رأينا جميعاً ما حدث مع المدير الفني المؤقت السابق لنادي تشيلسي، روبرتو دي ماتيو، بعد قيادته الفريق للفوز بدوري أبطال أوروبا، أما الآن فيتعين علينا أن ننتظر لنعرف ما المقياس الذي سيتبعه مانشستر يونايتد في تحديد مستقبل سولسكاير مع الفريق. فهل سيستحق النرويجي أن يكون المدير الفني الدائم لمانشستر يونايتد لو قاد الفريق للفوز بالكأس واحتلال أحد المراكز الأربعة الأولى في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز والمؤهلة للمشاركة في دوري أبطال أوروبا؟


مقالات ذات صلة

أموريم محبَط بسبب الالتزامات الإعلامية في مانشستر يونايتد

رياضة عالمية أموريم (أ.ب)

أموريم محبَط بسبب الالتزامات الإعلامية في مانشستر يونايتد

كانت الإشارة لافتة إلى حد ما في أول مقابلة لروبن أموريم مع شبكة «سكاي سبورتس» بعد المباراة، لكنها أثارت رداً بدا واضحاً.

The Athletic (مانشستر)
رياضة عالمية الحكم الإنجليزي ديفيد كوت خلال مباراة بين ليفربول وأستون فيلا (أ.ب)

نقاش مع صديق حول «بطاقة صفراء» يُخضع الحكم الإنجليزي كوت للتحقيق

يخضع ديفيد كوت، الحكم الموقوف عن التحكيم في الدوري الإنجليزي الممتاز، للتحقيق، من قبل الاتحاد الإنجليزي، بعد مزاعم بأنه ناقش إشهار بطاقة صفراء مع صديق له.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية غوارديولا (رويترز)

غوارديولا: مانشستر سيتي «هش»

قال بيب غوارديولا المدير الفني لمانشستر سيتي إن فريقه «هش» بعد أن أهدر تقدمه بثلاثة أهداف في المباراة التي تعادل فيها مع فينورد 3-3 في دوري أبطال أوروبا.

The Athletic (مانشستر)
رياضة عالمية أموريم عمل على توجيه لاعبي يونايتد أكثر من مرة خلال المباراة ضد إيبسويتش لكن الأخطاء تكررت (رويترز)

أموريم لا يملك عصا سحرية... ومانشستر يونايتد سيعاني لفترة طويلة

أصبح أموريم ثاني مدير فني بتاريخ الدوري الإنجليزي يسجل فريقه هدفاً خلال أول دقيقتين لكنه لم يفلح في الخروج فائزاً

رياضة عالمية ساوثغيت (أ.ب)

ساوثغيت: لن أقصر خياراتي المستقبلية على العودة إلى التدريب

يقول غاريث ساوثغيت إنه «لا يقصر خياراته المستقبلية» على العودة إلى تدريب كرة القدم فقط.

The Athletic (لندن)

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.