سعد الحريري في بيروت بعد غياب ثلاث سنوات

سعد الحريري في بيروت بعد غياب ثلاث سنوات
TT

سعد الحريري في بيروت بعد غياب ثلاث سنوات

سعد الحريري في بيروت بعد غياب ثلاث سنوات

وصل رئيس الوزراء اللبناني الأسبق سعد الحريري، بصورة مفاجئة اليوم (الجمعة)، إلى لبنان بعد غياب استمر ثلاث سنوات. والتقى على الفور مع رئيس الوزراء الحالي تمام سلام، على ما أفاد مكتبه وكالة الصحافة الفرنسية.
والتقى الحريري ديفيد هيل، السفير الأميركي في لبنان، ثمّ اجتمع مع السفير السعودي علي عواض عسيري في بيت الوسط، حيث سيعقد اليوم اجتماعا مع قوى 14 آذار.
وكان الحريري أبرز زعماء الطائفة السنية في لبنان، أعلن الأربعاء في جدة، أن السعودية قدمت مليار دولار للجيش اللبناني، الذي يخوض معارك عنيفة ضد إرهابيين في بلدة عرسال الحدودية مع سوريا، من أجل تعزيز إمكاناته «للمحافظة على أمن لبنان».
ووصل الحريري في وقت حساس جدا إلى لبنان، وكانت اشتباكات قد اندلعت في عرسال (شرق)، تعتبر الأخطر التي تشهدها المنطقة منذ اندلاع النزاع السوري، في البلدة التي تتشارك حدودا طويلة مع منطقة القلمون السورية، حيث تدور معارك بين مقاتلي «داعش» من جهة والقوات النظامية السورية وحزب الله اللبناني من جهة أخرى.
وخاض الجيش اللبناني معارك دامية غير مسبوقة في بلدة عرسال مع إسلاميين متطرفين وصلوا من سوريا.
وأسفرت الاشتباكات عن مقتل 17 عسكريا لبنانيا وعشرات المسلحين والمدنيين بين السبت والأربعاء، قبل الاتفاق على هدنة بفضل وساطة رجال دين سلفيين.
لكن لا يزال المسلحون يحتجزون 19 جنديا و17 شرطيا بعد أن أفرجوا عن ثلاثة شرطيين الثلاثاء، وثلاثة عسكريين الأربعاء.
وكان الحريري دعم الثورة السورية في بدايتها. لكنه عارض باستمرار المتطرفين الذين أصبحوا أقوى في سوريا.
وعلى صعيد متصل ذكر النائب عاصم عراجي عضو كتلة المستقبل، أنّ الوضع الأمني في عرسال جيد جدا بعد انسحاب المسلحين والإرهابيين من البلدة باتجاه الحدود اللبنانية السورية.



انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.