محاكم الإعدام الحوثية مستمرة رغم اتفاق تبادل المعتقلين

TT

محاكم الإعدام الحوثية مستمرة رغم اتفاق تبادل المعتقلين

لم تتوقف محاكم الإعدام الحوثية عن إصدار أحكام على المعتقلين لديها ممن تتهمهم بـ«الخيانة العظمى» لوقوفهم إلى جانب الحكومة الشرعية على رغم توقيع الجماعة لاتفاق يقضي بتبادل الأسرى والمعتقلين مع الحكومة الشرعية.
جاء ذلك في وقت واصلت الجماعة حملات التنكيل بخصومها السياسيين في صنعاء واقتحام منازلهم والسيطرة عليها لأنهم يرفضون مشروعها الإيراني ويقفون إلى جوار الشرعية.
وفي هذا السياق، ذكرت المصادر الرسمية للجماعة الحوثية أن المحكمة الجزائية الخاضعة لها في صنعاء (أمن الدولة) أصدرت أمس حكما بإعدام أحد المعتقلين لديها بعد أن أدانته بتهمة ملفقة، وهي التخابر مع الحكومة الشرعية والتحالف الداعم لها.
كما اعترفت وكالة «سبأ» الحوثية بأن الحكم تضمن مصادرة أموال المعتقل وممتلكاته، بالتزامن مع الحكم على معتقل آخر بالسجن 5 سنوات بعد أن لفقت له تهمة الانتماء إلى تنظيم القاعدة. وعادة ما تنسب الجماعة الموالية لإيران تهما إلى معارضيها من الناشطين والسياسيين والإعلاميين بالتخابر أو الانتماء إلى تنظيمات إرهابية، وعقوبة مثل هذه التهم الإعدام أو السجن المؤبد بحسب القانون اليمني.
وعلى رغم وجود الاتفاق القاضي بتبادل الأسرى والمعتقلين بين الجماعة والحكومة الشرعية، في انتظار تنفيذه الوشيك، فإن استمرار المحاكم التابعة للجماعة في إصدار الأحكام على المعتقلين يكشف عن نيات مبيتة تجاه الاتفاق.
على صعيد آخر، أفاد شهود في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» بأن مسلحين حوثيين اقتحموا أمس منزل عضو مجلس النواب عباس النهاري بقوة السلاح وقاموا بالاستيلاء عليه بعد طرد أسرته.
وذكرت المصادر أن عناصر الجماعة الحوثية حاصروا المنزل منذ يومين قبل أن يقوموا أمس باقتحامه وطرد ساكنيه، وذلك في سياق الحملة التي تنفذها الجماعة للاستيلاء على منازل خصومها.
وكان أحدث إحصاء محلي يمني، أفاد بأن 235 شخصية سياسية واجتماعية وعسكرية تعرضت منازلهم إما لاقتحام أو نهب أو احتلال من قبل ميلشيات الحوثي في العاصمة اليمنية صنعاء منذ اجتياحها وحتى أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
وبحسب الإحصاء الصادر عن مركز العاصمة الإعلامي، فقد تنوعت اعتداءات ميليشيا الحوثي بحق منازل قيادات سياسية واجتماعية يمنية مناهضة لمشروعها، وموالية للحكومة الشرعية والتحالف الداعم لها بقيادة المملكة العربية السعودية، بين طرد ساكنيها واقتحام، وكذا نهب ومواصلة احتلالها في إطار جغرافية العاصمة صنعاء اليمنية فقط.
وأِشار الإحصاء، إلى أن القيادات السياسية والحزبية تأتي ضمن الفئات الأعلى تضرراً في منازلها التي تعرضت للاعتداءات حيث يبلغ عددهم 88 شخصاً، من بينهم 45 مسؤولا حكوميا في السلطة الشرعية، بواقع 8 وزراء و6 وكلاء و10 مستشارين رئاسيين وحكوميين و16 عضواً برلمانياً، و10 دبلوماسيين، بالإضافة إلى اقتحام ونهب منازل 26 رجلا وسيدة أعمال.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.