حذرت شركتان يابانيتان في مجال صناعة الإلكترونيات والمعدات من انخفاض أرباحها في الفترة المقبلة، بسبب تأثير الحرب التجارية بين الصين وأميركا، وهو ما يزيد القلق بشأن تأثير هذا الصراع التجاري وانعكاسه على توقعات أرباح الشركات والنمو الاقتصادي.
وقلصت شركة «نيديك كورب»، التي تصنع موتورات صغيرة في الهواتف والحواسب والسيارات والروبوتات، من توقعات أرباحها التشغيلية السنوية بالربع، قائلة إن الحرب التجارية وتراجع الطلب على الهواتف الذكية يثبطان الإنفاق في الصين.
وخفضت أيضاً «ياسكاوا إلكتريك كورب»، التي تصنع روبوتات تستخدم في أتمتة المصانع، من توقعاتها لأرباح التشغيل السنوية للمرة الثانية في ثلاثة أشهر، بسبب الحرب التجارية.
وتستورد الصين نحو ربع صادرات اليابان من الإلكترونيات والماكينات الثقيلة، وهو ما يجعل تعرض اليابان قويا لضعف الطلب في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
ولأن الشركات تخفض من امتيازات العاملين والإنفاق الرأسمالي بسرعة، كرد فعل على انخفاض المبيعات وزيادة المخزون، فإن تأثير الوضع في الصين على النمو الياباني لن يكون هيناً.
وقال نوريو مياجاوا، الاقتصادي في «ميزوهو سيكيوريتز»، لوكالة «رويترز»، إنه من الممكن أن يقوم كثير من الاقتصاديين بتخفيض توقعات النمو الاقتصادي في اليابان للربع الأول من العام الحالي بسبب مخاطر التباطؤ التي تتزايد بشكل واضح.
وأضاف أن «الإلكترونيات والسلع الرأسمالية تقود الصناعة اليابانية، ولكن الصين تتباطأ، ولا نستطيع أن نكون متفائلين».
وتسببت محاولات واشنطن في تخفيض عجز البلاد التجاري في دفع الإدارة الأميركية لفرض حزمة من التعريفات الجمركية على بكين، الذي وضع أصحاب الأعمال وصناع السياسات في كثير من البقاع في وضع حرج.
ويضيف الخبير أن اقتصاد الصين يتلقى ضربة مع تباطؤ الصادرات، كما أن نشاط المصانع يتباطأ، وطلب المستهلكين على أحدث التقنيات التكنولوجية يتراجع.
وتقول «رويترز» إن تأثير الوضع في الصين ينتشر حالياً حول العالم، ويستدعي التحذيرات بشأن مستقبل المبيعات والأرباح في الكثير من الشركات من «آبل آي إن سي» إلى «سامسونغ إلكترونكس» حتى «تايوان سيميكوندكتور مانيفاكتشورنج كو».
وتراجع إنتاج «نيدك» للقطع المستخدمة في صناعات السيارات ومنتجات المنازل الإلكترونية في الصين بـ30 و40 في المائة خلال نوفمبر (تشرين الثاني)، وديسمبر (كانون الأول) مع سعي العملاء من الشركات المصنعة للاعتماد على مخزوناتهم المرتفعة من تلك القطاع، وفقاً لما قاله الرئيس التنفيذي للشركة التي أسسها في 1973.
وعلق شيجنوبو ناجاموري بقوله: «في فترة إدارتي الطويلة لم أرَ قطّ تراجعاً مثل الذي رأيناه في نوفمبر، خصوصاً في ديسمبر». وتقول «رويترز» إن هناك كثيراً من الشركات اليابانية تصنع سلعاً لعملاء مشابهين، وهم في وضعية شركة «نيديك» نفسها، ونحو 37 في المائة من صادرات اليابان تنقسم بين قطع إلكترونية أو معدات صناعية، وهي منتجات معرضة لتذبذب الطلب العالمي.
وقد شهد مجمل الصادرات اليابانية تباطؤاً قوياً في نوفمبر، مع ضعف الصادرات للصين، وفقاً لما أظهرته بيانات وزارة المالية.
وعلى الرغم من البيانات الضعيفة، فإن بعض مصنّعي الإلكترونيات اليابانيين لا يزالوا متفائلين بأنهم يستطيعون تخفيف تراجع المبيعات من خلال تلبية الطلب على القطع المستخدمة في المركبات الإلكترونية والسيارات ذاتية القيادة.
ومن الأمثلة على ذلك شركة «ألبس إلكتريك كو»، التي تجني نحو 60 في المائة من إيراداتها عبر «البزنس» السيارات. ويقول تاكاشي سوجو، مدير الاستثمار في الشركة: «نحن أقل قلقاً بشأن الصين»، مضيفاً أن «منتجاتنا في قطاع السيارات تميل للاتجاه إلى السيارات الفاخرة، نعتقد أن هذا (البزنس) سيظل مستقراً».
وكان مسؤول حكومي نقل عن محافظ بنك اليابان المركزي، هاروهيكو كورودا، قوله إنه يتوقّع حلّ الخلاف التجاري بين الصين والولايات المتحدة هذا العام.
ويرجح كورودا أن يصل البلدان إلى الاتفاق على كيفية إصلاح الاختلالات التجارية وحماية الملكية الفكرية، وفقاً للمسؤول.
آثار الحرب التجارية تنعكس على توقعات أعمال الشركات اليابانية الرائدة
آثار الحرب التجارية تنعكس على توقعات أعمال الشركات اليابانية الرائدة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة