الإغلاق الحكومي يعرقل «إحقاق العدالة» في الولايات المتحدة

محكمة فدرالية في نيويورك (أ. ف. ب)
محكمة فدرالية في نيويورك (أ. ف. ب)
TT

الإغلاق الحكومي يعرقل «إحقاق العدالة» في الولايات المتحدة

محكمة فدرالية في نيويورك (أ. ف. ب)
محكمة فدرالية في نيويورك (أ. ف. ب)

حذّر الموظفون المكلفون التحقيقات القضائية الفدرالية من أن "الإغلاق" الجزئي للإدارات الأميركية الذي دخل يومه الثامن والعشرين بات يؤثر على "قدرة الحكومة على إحقاق العدالة" في الولايات المتحدة.
ويحول الخلاف بين الرئيس دونالد ترمب والمعارضة الديمقراطية حول تمويل مشروع الرئيس لبناء جدار على الحدود الجنوبية مع المكسيك، دون إقرار ميزانية فدرالية، مما أدى إلى إغلاق العديد من الإدارات منذ شهر لعدم توافر الأموال لتشغيلها.
وأفادت جمعية مساعدي المدعين العامين الأميركيين أمس (الجمعة) بأن هؤلاء القانونيين والمحامين الستة آلاف تقريباً يواصلون العمل بمعظمهم من دون تقاضي أجورهم، موضحة أنه بمعزل عن "عواقب الإغلاق البالغة على حياتهم" فهذا "ينعكس بشكل متزايد على عملهم".
وحذّرت الجمعية من أن "قدرة الحكومة على إحقاق العدالة باتت مهددة بفعل الإغلاق الحكومي". وأوضحت أن "نقص الأموال المخصصة للتنقلات مثلا يحد من قدرة العملاء الفدراليين والمدعين العامين على إجراء مقابلات مع ضحايا جرائم وشهود". وأضافت أن "تحاليل الحمض النووي لا تجري في بعض الأحيان بشكل سريع، وبعض أوامر المثول أمام القضاء لا تبلَّغ".
وخلصت الجمعية إلى أن "التحقيقات الجنائية وعمل هيئات المحلفين الكبرى تتباطأ، فيما يبقى المجرمون طليقين"، داعية الرئيس الجمهوري والنواب الديمقراطيين إلى تخطي خلافاتهم.
ويُحسم جزء من القضايا في الولايات المتحدة أمام المحاكم المحلية الخاصة بكل من الولايات الخمسين، وهي غير معنية بإغلاق الإدارات الفدرالية.
وتواصل المحاكم الفدرالية العمل حتى الآن مستخدمة أموالها الخاصة المتأتية من النفقات القضائية التي يدفعها المستخدمون. وأعلنت الوكالة المكلفة الإشراف على هذه المحاكم أن جهوداً ترمي إلى الحد من النفقات ستسمح للمحاكم بالصمود حتى 25 يناير (كانون الثاني). وبعد ذلك التاريخ، يعود إلى كل من المحاكم أن تحدد القضايا الأكثر أهمية التي ينبغي توليها والسبل الكفيلة بذلك.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».