غصن يواجه اتهاماً جديداً من «ميتسوبيشي»

محاموه يستبعدون إمكان الإفراج عنه قبل المحاكمة

كارلوس غصن (رويترز)
كارلوس غصن (رويترز)
TT

غصن يواجه اتهاماً جديداً من «ميتسوبيشي»

كارلوس غصن (رويترز)
كارلوس غصن (رويترز)

ذكرت شركة صناعة السيارات اليابانية «متسوبيشي موتورز»، الجمعة، أن كارلوس غصن الذي شغل منصب رئيس مجلسي إدارة شركتي «متسوبيشي» و«نيسان موتورز» اليابانيتين، حصل على 7.82 مليون يورو (9.1 مليون دولار) بطريقة غير قانونية من شركة أجنبية أسستها الشركتان خارج اليابان.
وقالت «متسوبيشي»، في بيان، إن تحقيقاً داخلياً أجرته الشركتان أظهر أن غصن «حصل بطريقة غير قانونية» على تلك المبالغ خلال الفترة من أبريل (نيسان) إلى نوفمبر (تشرين الثاني) 2018. وأضافت أنها «ستجري المزيد من التحقيقات في القضية، وتدرس التحرك بالتعاون مع (نيسان) من أجل استرداد الحقوق من غصن».
بدورها، أعلنت «نيسان»، أمس، أن غصن تلقى نحو ثمانية ملايين يورو في «دفعات مخالفة للأصول» من شركة مقرها هولندا، مهددة بملاحقات لاستعادة الأموال. وقالت في بيان إن غصن أبرم عقد توظيف شخصي مع «نيسان - ميتسوبيشي بي في» (إن إم بي في)، الشركة التي تم تأسيسها «بهدف استكشاف وتعزيز التضافر داخل تحالف (نيسان - ميتسوبيشي موتورز)».
وأضافت «نيسان»، نقلاً عن تحقيقات مستمرة في اتهامات لغصن بمخالفات، «بموجب العقد تلقى ما مجموعه 7.822 مليون يورو (تشمل ضرائب) بشكل دخل ودفعات أخرى من (إن إم في بي)». وأوضحت أن العقد تم توقيعه من دون استشارة المدير التنفيذي الحالي هيروتو سايكاوا أو المدير التنفيذي لـ«ميتسوبيشي موتورز» أوسامو ماسوكو، مشيرة إلى أن «(نيسان) تعتبر الدفعات التي تلقاها غصن من (إن إم بي في) ناشئة عن سوء سلوك، وستدرس اتخاذ تدابير لاستعادة المبلغ الكامل من غصن».
ولا يزال غصن منذ توقيفه المفاجئ في 19 نوفمبر الماضي، في مركز احتجاز في طوكيو، وظهر مرة واحدة علناً في المحكمة، حيث نفى التهم الموجهة له. وتم توجيه 3 اتهامات له.
وتتعلق التهمة الأولى بعدم التصريح بالكامل عن مداخيل بخمسة مليارات ين (46 مليون دولار) ما بين الأعوام 2010 و2015، في وثائق رسمية قدمت للمساهمين، بهدف عدم إثارة الانتقادات لأجره المرتفع. ويُتّهم ثانياً بمواصلة ممارساته 3 سنوات أخرى، وعدم التصريح عن دخله بمقدار أربعة مليارات ين إضافية. والتهمة الثالثة أكثر تعقيداً، وتتعلق بشبهات بأنه سعى لتحميل المجموعة خسائر في استثمارات شخصية.
وينفي غصن (64 عاماً) جميع التهم. وقال في المحكمة إنه «اتُهم خطأ واحتجز ظلماً». وقدم محاموه مرات عدة طلبات لإطلاق سراحه بكفالة آخرها صباح أمس الجمعة. ورفضت المحكمة حتى الآن جميع الطلبات بسبب مخاوف من سفره أو إتلافه أدلة. وتعهد محاموه رفع استئناف أمام المحكمة العليا ضد استمرار احتجازه، لكن حتى كبير محاميه قال للصحافيين إنه من غير المرجح الإفراج عنه قبل إجراء محاكمة، ما قد يستغرق 6 أشهر على الأقل.
في تلك الأثناء لا تزال الاتهامات تخرج ضد غصن، نجم صناعة السيارات السابق الذي أنقذ «نيسان» من الإفلاس. وهو متهم بشراء منازل فخمة في بيروت وريو دي جانيرو من أموال المجموعة، إضافة إلى تسديد أعمال ترميم مكلفة للمنزل في بيروت. ويعتقد أن «نيسان» تنظر في دفعات أخرى مثل تبرعات لجامعات في لبنان، أو اشتراك في نادٍ لليخوت في البرازيل قيمته 63 ألف دولار.
ولم يتمكن غصن من الدفاع عن نفسه من تلك التهم، إذ إنها ليس ضمن الاتهامات الرسمية الموجهة ضده. لكن الشركة اليابانية تكثف تحقيقاتها في رئيسها السابق، ومن المحتمل أن تخرج اتهامات جديد مع استمرار التحقيقات. ووجهت لـ«نيسان» أيضاً اتهامات في قضية غصن لتقديمها للمساهمين المستندات المفترضة التي لا تصرح بالكامل عن دخل مديرها.
تأتي تلك التطورات، بينما يجري وفد رفيع من شركة «رينو» الفرنسية مباحثات تتعلق بمستقبل التحالف مع شريكتها اليابانية «نيسان». فيما تبدو «رينو» في طريقها لاتباع مسار شركائها «نيسان موتورز» و«ميتسوبيشي موتورز» في عزل غصن من رئاستها، وربما رئاسة التحالف.
وصرح وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير، بأن الدولة الفرنسية، المساهم الأكبر في شركة «رينو»، طلبت عقد اجتماع لمجلس إدارة مجموعة صناعة السيارات «في الأيام المقبلة» لتعيين رئيس لمجلس إدارتها خلفاً لغصن الموقوف منذ شهرين في اليابان.
وقال لومير في تصريحات لقناة «إل سي آي» مساء الأربعاء، إن «الدولة بصفتها مساهماً أساسياً ترغب في دعوة مجلس إدارة (رينو) إلى الاجتماع في الأيام المقبلة لتأمين إدارة جديدة دائمة». ورداً على سؤال عما إذا كان ذلك يعني أنه سيتم تعيين رئيس جديد للمجموعة بدلاً من غصن، قال الوزير الفرنسي «بالتأكيد».



سندات لبنان الدولارية تعزز مكاسبها بعد انتخاب رئيس للجمهورية

نائب لبناني يدلي بصوته لانتخاب رئيس جديد للدولة في مبنى مجلس النواب وسط بيروت (أ.ب)
نائب لبناني يدلي بصوته لانتخاب رئيس جديد للدولة في مبنى مجلس النواب وسط بيروت (أ.ب)
TT

سندات لبنان الدولارية تعزز مكاسبها بعد انتخاب رئيس للجمهورية

نائب لبناني يدلي بصوته لانتخاب رئيس جديد للدولة في مبنى مجلس النواب وسط بيروت (أ.ب)
نائب لبناني يدلي بصوته لانتخاب رئيس جديد للدولة في مبنى مجلس النواب وسط بيروت (أ.ب)

واصلت سندات لبنان الدولارية مكاسبها بعد انتخاب قائد الجيش، العماد جوزيف عون، رئيساً للجمهورية بعد أكثر من عامين من الفراغ الرئاسي، في خطوة يعدّها كثيرون بداية للانفراج السياسي بالبلاد.

يأتي هذا التحول بعد 12 محاولة فاشلة لاختيار رئيس، مما عزز الأمل في أن لبنان قد يبدأ معالجة أزماته الاقتصادية العميقة.

ومنذ الإعلان عن فوز عون، شهدت «سندات لبنان الدولارية (اليوروباوندز)» ارتفاعاً ملحوظاً، مما يعكس التفاؤل الحذر حيال استقرار البلاد.

ومع ذلك، تبقى أسعار السندات اللبنانية من بين الأدنى عالمياً، في ظل التحديات الاقتصادية المستمرة التي يواجهها لبنان نتيجة الانهيار المالي الذي بدأ في عام 2019. وفي التفاصيل، انتعش معظم سندات لبنان الدولية، التي كانت متعثرة منذ عام 2020، بعد الإعلان عن فوز عون، لترتفع أكثر من 7 في المائة وبنحو 16.1 سنتاً على الدولار. منذ أواخر ديسمبر (كانون الأول)، كانت سندات لبنان الدولارية تسجل ارتفاعات بشكل ملحوظ.

وتأتي هذه الزيادة في قيمة السندات خلال وقت حساس، فلا يزال الاقتصاد اللبناني يترنح تحت وطأة تداعيات الانهيار المالي المدمر الذي بدأ في عام 2019. فقد أثرت هذه الأزمة بشكل عميق على القطاعات المختلفة، مما جعل من لبنان أحد أكثر البلدان عرضة للأزمات المالية في المنطقة.