نفت لجنة التحقيق الفيدرالية الروسية مزاعم تنظيم داعش الإرهابي بشأن المسؤولية عن انفجار وقع في مبنى سكني في مدينة ماغنيتاغورسك، أدى لانهيار جزء من المبنى المؤلف من عشرة طوابق ومقتل 39 شخصا وإصابة العشرات. وكان التنظيم أعلن أول من أمس، عبر صحيفته «النبأ»، مسؤوليته عن التفجير في المبنى، وقال إن مقاتليه يقفون وراء الانفجار، دون أن يقدم أدلة تثبت مزاعمه. وسارعت لجنة التحقيق الروسي إلى الرد، ودعت بداية وسائل الإعلام إلى عدم الوثوق بالأنباء التي يروج لها التنظيم حول الحادثة، مؤكدة أن الفرضية الأساسية لدى المحققين هي أن الانفجار وقع نتيجة تسرب غاز. وربطت بعض المواقع على الإنترنت بين انفجار المبنى واحتراق حافلة نقل ركاب في المدينة في اليوم التالي، وقالت تلك المواقع، إن الحافلة انفجرت خلال محاولة اعتقال إرهابيين يشتبه أنهم قاموا بتفجير المبنى.
في ردها على مزاعم تنظيم داعش الإرهابي، قالت سفيتلانا بيترينكو، المتحدثة الرسمية باسم لجنة التحقيق الروسية، إن «المحققين منذ البداية يدرسون جميع الفرضيات المحتملة لأسباب مأساة انفجار المبنى السكني في ماغنيتاغورسك. والفرضية الأساسية حتى اليوم هي تسرب غاز». وأكدت أن الخبراء والمحققين لم يعثروا على أي مواد متفجرة، ولا مكونات لها، على الأجزاء والعينات التي أخذوها من موقع الانفجار. وأشارت إلى أن التحقيقات مستمرة، وتجري علميات تحقق واستجواب شهود العيان، وشددت على أنه لا يمكن التوصل للاستنتاجات النهائية إلا بعد انتهاء جملة عمليات التحقيق والتحليل الدقيق لجميع الأدلة المتوفرة. وأضافت: «لهذا أدعو الصحافيين إلى عدم الوثوق بتقارير التنظيم الإرهابي، الذي وكما هو معروف، ينسب إلى نفسه جميع الحوادث المدوية في العالم».
وكانت منظمة «سايت» التي تتبع نشاط التنظيمات الإرهابية، قالت نقلا عن موقع «النبأ» إن تنظيم داعش تبنى التفجيرات في ماغنيتاغورسك. في إشارة إلى الانفجار في المبنى الذي وقع صباح يوم 31 ديسمبر (كانون الأول) 2018، وانفجار آخر في حافلة نقل وقع مساء يوم 1 يناير (كانون الثاني) 2019، حينها تحدثت وسائل الإعلام الروسية عن حريق في حافلة نقل صغيرة (سرفيس) أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص. وجاء على «قناة تلغرام» التابعة لعمدة مقاطعة تشيليابينسك (تتبع لها ماغنيتاغورسك إداريا)، أن ثلاثة أشخاص لقوا حتفهم نتيجة احتراق «سرفيس» نقل عام، و«كان في الحافلة ثلاث أسطوانات غاز». إلا أن موقع (74.ru) قال نقلا عن مصادر أمنية إن انفجار الحافلة من نوع «غازيل» في ماغنيتاغورسك وقع خلال محاولة اعتقال إرهابيين يُعتقد أنهم قاموا بتفجير المبنى في المدينة. ولفت الموقع إلى أن الأجهزة الأمنية تدرس فرضية «عمل إرهابي» بالنسبة لحادثة المبنى.
وقال موقع إخباري آخر على الإنترنت، نقلا عن شهود عيان، إن أصوات عدة انفجارات سُمعت قبل احتراق الحافلة، و«ربما كانت هناك جريمة ما، رجال الأمن يعملون» في موقع الحادث. إلا أن الأجهزة الرسمية نفت تلك الأنباء، ونقلت «إنتر فاكس» عن وزارة الطوارئ ووزارة الداخلية، تأكيدهما أن الحادثة وقعت نتيجة خلل في عمل معدات الغاز الذي تستخدمه الحافلة وقودا عوضا عن البنزين. أخيرا تجدر الإشارة إلى أنه ورغم تأكيد وحدات الهندسة عدم تضرر الأجزاء الأخرى من المبنى وأنها صالحة وآمنة تماما للاستخدام، أي للعيش فيها، قرر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاستجابة لطلب المواطنين، وطالب السلطات المحلية بنقلهم من سكنهم الحالي في ذلك المبنى إلى سكن جديد.
روسيا تنفي مسؤولية «داعش» عن انفجار مبنى سكني أسقط عشرات القتلى
روسيا تنفي مسؤولية «داعش» عن انفجار مبنى سكني أسقط عشرات القتلى
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة