كينيا: اعتقالات على خلفية الهجوم الإرهابي... وارتفاع الحصيلة إلى 21 قتيلاً

أميركي نجا من «11 سبتمبر» وقُتل في نيروبي

الأميركي الذي نجا من «11 سبتمبر» وقُتل في نيروبي
الأميركي الذي نجا من «11 سبتمبر» وقُتل في نيروبي
TT

كينيا: اعتقالات على خلفية الهجوم الإرهابي... وارتفاع الحصيلة إلى 21 قتيلاً

الأميركي الذي نجا من «11 سبتمبر» وقُتل في نيروبي
الأميركي الذي نجا من «11 سبتمبر» وقُتل في نيروبي

اعتقلت القوات الأمنية في كينيا تسعة أشخاص على خلفية الهجوم الذي استهدف أحد الفنادق الكبرى بالعاصمة نيروبي أخيراً. وأعلن الصليب الأحمر الكيني، حسبما نقلت هيئة الإذاعة البريطانية، أمس (الخميس)، أنه لا يوجد أي شخص في عداد المفقودين حالياً، وذلك بعد الهجوم الذي وقع الثلاثاء وأسفر عن مقتل وإصابة عشرات الأشخاص. وكان رئيس كينيا أوهورو كيناتا قد أعلن، أول من أمس، انتهاء الوضع الأمني في الفندق الذي تعرّض لهجوم بالعاصمة نيروبي، ومقتل كل من شارك في تنفيذ الهجوم.
في غضون ذلك، أعلنت الشرطة الكينية، أمس، أن خبراء المفرقعات عثروا على عبوة ناسفة خلال عمليات تمشيط لمحيط موقع الهجوم الذي استهدف فندقاً فاخراً في العاصمة نيروبي في وقت سابق الأسبوع الحالي.

وغردت الشرطة على موقع «تويتر»: «نعلن للرأي العام أن خبراء المفرقعات يواصلون تمشيط موقع حادثة دوسيت بحثاً عن أي متفجرات أو أجسام مفخخة قد يكون منفذو الهجوم زرعوها». وأضافت: «حتى الآن، تم العثور على عبوة ونقلها لتفكيكها في موقع آمن». ودعت الشرطة الجمهور إلى عدم الذعر إذا ما سمعوا صوت انفجار، إذ إن خبراء المتفجرات يُشرِفون على التفجير.
فيما أعلن قائد الشرطة الكينية جوزف بوانيه أمس ارتفاع عدد قتلى هجوم الثلاثاء على مجمع فنادق في نيروبي إلى 21 قتيلا. ومن بين القتل أميركي وبريطاني. وأعلنت حركة «الشباب» الصومالية مسؤوليتها عن الهجوم، الذي أسفر عن مقتل خمسة من عناصرها. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر في الشرطة، اشترط عدم الكشف عن هويته، قوله: «لدينا 21 قتيلاً الآن، وهذا يتضمن الأجانب». وفي السياق ذاته، قُتِل مواطن أميركي، كان نجا من هجوم 11 سبتمبر عام 2001 في نيويورك، في الهجوم الذي استهدف فندقاً في العاصمة الكينية نيروبي يوم الثلاثاء.
وحسبما قالت صحيفة «هيوستن كرونيكل»، فإن جيسون سبيندلر البالغ 40 عاماً ومن مواليد مدينة هيوستون (ولاية تكساس)، لقي مصرعه خلال هجوم حركة الشباب الصومالية المتشددة على فندق ومركز تجاري في نيروبي. ونقلت الصحيفة عن والد جيسون، أن ابنه كان يعمل في المبنى رقم 7 التابع لمركز التجارة العالمية في نيويورك، وفي 11 سبتمبر، يوم الهجوم، تأخر قليلاً عن العمل.
لهذا بعد أن صعد من محطة مترو مجاورة، شاهد لحظة انهيار مباني مركز التجارة العالمي في نيويورك. يُذكر أن سبيندلر كان يعمل في كينيا بصفته أحد مؤسسي شركة مقرها مدينة سان فرانسيسكو الأميركية، تهدف لدعم الاستثمارات في الأسواق الناشئة. وقال والدا الرجل لتلفزيون «سى إن إن»، إن ابنهما «نذر حياته لمساعدة الآخرين من خلال تقديم استشارات في مجال الأعمال، خصوصاً في دول العالم الثالث». وأضافت الوالدة: «ها نحن نفتقده. محزن جداً أن يرحل عنا شخص شاب ولامع بسبب الإرهاب». وقال واحد من معارفه إنه، يوم الهجوم الإرهابي في نيويورك، شاهده يسرع نحو مكتبه في مركز التجارة العالمي عندما بدأ الهجوم. لكنهما شاهدا الناس يهرعون بعيداً عن المكان، غير أن دخان وتراب الانفجار لحقا بهما، وكادا يقضيان عليهما.


مقالات ذات صلة

إردوغان بحث مع روته القضايا الأمنية والإقليمية المهمة لـ«الناتو»

شؤون إقليمية إردوغان خلال استقباله الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته بالقصر الرئاسي في أنقرة الاثنين (الرئاسة التركية)

إردوغان بحث مع روته القضايا الأمنية والإقليمية المهمة لـ«الناتو»

بحث الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) مارك روته عدداً من الملفات الأمنية والقضايا التي تهم الحلف.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا أنصار مرشح المعارضة باسيرو ديوماي فاي يحضرون مسيرة حاشدة في أثناء فرز نتائج الانتخابات الرئاسية (إ.ب.أ)

بوتين يتباحث مع الرئيس السنغالي حول الإرهاب في الساحل

مباحثات جرت، الجمعة، بين الرئيس الروسي ونظيره السنغالي، وتم خلالها الاتفاق على «تعزيز الشراكة» بين البلدين، والعمل معاً من أجل «الاستقرار في منطقة الساحل»

الشيخ محمد (نواكشوط)
شؤون إقليمية محتجون أشعلوا النار في الشوارع المحيطة ببلدية تونجلي في شرق تركيا بعد عزل رئيسه وتعيين وصي عليها (إعلام تركي)

تركيا: صدامات بين الشرطة ومحتجين بعد عزل رئيسي بلديتين معارضين

وقعت أعمال عنف ومصادمات بين الشرطة ومحتجين على عزل رئيسَي بلدية منتخبَين من صفوف المعارضة في شرق تركيا، بعد إدانتهما بـ«الإرهاب»، وتعيين وصيين بدلاً منهما.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية وزير الخارجية التركي هاكان فيدان خلال اجتماع لجنة التخطيط بالبرلمان التركي (الخارجية التركية)

تركيا تحذر من جرّ العراق إلى «دوامة العنف»

حذرت تركيا من جرّ العراق إلى «دوامة العنف» في منطقة الشرق الأوسط، في حين رجحت «انفراجة قريبة» في ملف تصدير النفط من إقليم كردستان.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا صورة أرشيفية لهجوم سابق في كابول (رويترز)

مقتل 10 أشخاص في هجوم على مزار صوفي بأفغانستان

قتل 10 مصلين عندما فتح رجل النار على مزار صوفي في ولاية بغلان في شمال شرقي أفغانستان، وفق ما أفاد الناطق باسم وزارة الداخلية.

«الشرق الأوسط» (لندن)

بوتين يتباحث مع الرئيس السنغالي حول الإرهاب في الساحل

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع بعض قادة أفريقيا (رويترز)
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع بعض قادة أفريقيا (رويترز)
TT

بوتين يتباحث مع الرئيس السنغالي حول الإرهاب في الساحل

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع بعض قادة أفريقيا (رويترز)
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع بعض قادة أفريقيا (رويترز)

أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مباحثات هاتفية مع الرئيس السنغالي بشيرو ديوماي فاي، ناقشا خلالها الوضع الأمني في منطقة الساحل والصحراء، حيث يتصاعد خطر الجماعات الإرهابية، حسب ما أعلن الكرملين. وقال الكرملين في بيان صحافي، إن المباحثات جرت، الجمعة، بمبادرة من الرئيس السنغالي، وتم خلالها الاتفاق على «تعزيز الشراكة» بين البلدين، والعمل معاً من أجل «الاستقرار في منطقة الساحل».

الرئيس السنغالي باسيرو ديوماي فاي (أ.ب)

الأمن والإرهاب

وتعاني دول مالي والنيجر وبوركينا فاسو، المحاذية للسنغال، من تصاعد خطر الجماعات الإرهابية منذ أكثر من عشر سنوات، ما أدخلها في دوامة من عدم الاستقرار السياسي والانقلابات العسكرية المتتالية.

وتوجهت الأنظمة العسكرية الحاكمة في كل من مالي والنيجر وبوركينا فاسو، نحو التحالف مع روسيا التي أصبحت الشريك الأول لدول الساحل في مجال الحرب على الإرهاب، بدلاً من الحلفاء التقليديين؛ فرنسا والاتحاد الأوروبي.

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف (أ.ف.ب)

وبموجب ذلك، نشرت روسيا المئات من مقاتلي مجموعة (فاغنر) في دول الساحل لمساعدتها في مواجهة تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما عقدت صفقات سلاح كبيرة مع هذه الدول، حصلت الأخيرة بموجبها على طائرات حربية ومعدات عسكرية متطورة ومسيرات.

ومع ذلك لا تزالُ الجماعات الإرهابية قادرة على شن هجمات عنيفة ودامية في منطقة الساحل، بل إنها في بعض الأحيان نجحت في إلحاق هزائم مدوية بمقاتلي «فاغنر»، وقتلت العشرات منهم في شمال مالي.

في هذا السياق، جاءت المكالمة الهاتفية بين الرئيس الروسي ونظيره السنغالي، حيث قال الكرملين إن المباحثات كانت فرصة لنقاش «الوضع في منطقة الصحراء والساحل وغرب أفريقيا، على خلفية عدم الاستقرار المستمر هناك، الناجم عن أعمال الجماعات الإرهابية».

وتخشى السنغال توسع دائرة الأعمال الإرهابية من دولة مالي المجاورة لها لتطول أراضيها، كما سبق أن عبرت في كثير من المرات عن قلقها حيال وجود مقاتلي «فاغنر» بالقرب من حدودها مع دولة مالي.

الرئيس إيمانويل ماكرون مودعاً رئيس السنغال بشير ديوماي فاي على باب قصر الإليزيه (رويترز)

وفي تعليق على المباحثات، قال الرئيس السنغالي في تغريدة على منصة «إكس» إنها كانت «ثرية وودية للغاية»، مشيراً إلى أنه اتفق مع بوتين على «العمل معاً لتعزيز الشراكة الثنائية والسلام والاستقرار في منطقة الساحل، بما في ذلك الحفاظ على فضاء الإيكواس»، وذلك في إشارة إلى (المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا)، وهي منظمة إقليمية تواجه أزمات داخلية بسبب تزايد النفوذ الروسي في غرب أفريقيا.

وكانت الدول المتحالفة مع روسيا (مالي والنيجر وبوركينا فاسو) قد جمدت عضويتها في المنظمة الإقليمية، واتهمتها بأنها لعبة في يد الفرنسيين يتحكمون فيها، وبدأت هذه الدول الثلاث، بدعم من موسكو، تشكيل منظمة إقليمية جديدة تحت اسم (تحالف دول الساحل)، هدفها الوقوف في وجه منظمة «إيكواس».

صورة جماعية لقادة دول مجموعة «إكواس» في أبوجا السبت (رويترز)

علاقات ودية

وفيما يزيد النفوذ الروسي من التوتر في غرب أفريقيا، لا تتوقف موسكو عن محاولة كسب حلفاء جدد، خاصة من بين الدول المحسوبة تقليدياً على فرنسا، والسنغال تعد واحدة من مراكز النفوذ الفرنسي التقليدي في غرب أفريقيا، حيث يعود تاريخ الوجود الفرنسي في السنغال إلى القرن السابع عشر الميلادي.

ولكن السنغال شهدت تغيرات جذرية خلال العام الحالي، حيث وصل إلى الحكم حزب «باستيف» المعارض، والذي يوصف بأنه شديد الراديكالية، ولديه مواقف غير ودية تجاه فرنسا، وعزز هذا الحزب من نفوذه بعد فوزه بأغلبية ساحقة في البرلمان هذا الأسبوع.

وفيما وصف بأنه رسالة ودية، قال الكرملين إن بوتين وديوماي فاي «تحدثا عن ضرورة تعزيز العلاقات الروسية السنغالية، وهي علاقات تقليدية تطبعها الودية، خاصة في المجالات التجارية والاقتصادية والاستثمارية».

ميليشيا «فاغنر» تتحرك على أرض مالي ومنطقة الساحل (رويترز)

وأضاف بيان الكرملين أن الاتفاق تم على أهمية «تنفيذ مشاريع مشتركة واعدة في مجال الطاقة والنقل والزراعة، خاصة من خلال زيادة مشاركة الشركات الروسية في العمل مع الشركاء السنغاليين».

وفي ختام المباحثات، وجّه بوتين دعوة إلى ديوماي فاي لزيارة موسكو، وهو ما تمت الموافقة عليه، على أن تتم الزيارة مطلع العام المقبل، حسب ما أوردت وسائل إعلام محلية في السنغال.

وسبق أن زارت وزيرة الخارجية السنغالية ياسين فال، قبل عدة أشهر العاصمة الروسية موسكو، وأجرت مباحثات مع نظيرها الروسي سيرغي لافروف، حول قضايا تتعلق بمجالات بينها الطاقة والتكنولوجيا والتدريب والزراعة.

آثار الاشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين بدكار في 9 فبراير (رويترز)

حياد سنغالي

رغم العلاقة التقليدية القوية التي تربط السنغال بالغرب عموماً، وفرنسا على وجه الخصوص، فإن السنغال أعلنت اتخاذ موقف محايد من الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا، وطلبت قبل أشهر من السفير الأوكراني مغادرة أراضيها، بعد أن أدلى بتصريحات اعترف فيها بدعم متمردين في شمال مالي، حين كانوا يخوضون معارك ضد الجيش المالي وقوات «فاغنر».

من جانب آخر، لا تزالُ فرنسا الشريك الاقتصادي الأول للسنغال، رغم تصاعد الخطاب الشعبي المعادي لفرنسا في الشارع السنغالي، ورفع العلم الروسي أكثر من مرة خلال المظاهرات السياسية الغاضبة في السنغال.

ومع ذلك، لا يزالُ حجم التبادل التجاري بين روسيا والسنغال ضعيفاً، حيث بلغت صادرات روسيا نحو السنغال 1.2 مليار دولار العام الماضي، وهو ما يمثل 8 في المائة من إجمالي صادرات روسيا نحو القارة الأفريقية، في المرتبة الثالثة بعد مصر (28 في المائة) والجزائر (20 في المائة). ولا يخفي المسؤولون الروس رغبتهم في تعزيز التبادل التجاري مع السنغال، بوصفه بوابة مهمة لدخول أسواق غرب أفريقيا.