دراسة أميركية تزيل غموض التليف الرئوي بعد 147 سنة

التليف الرئوي يسبب الوفاة  (غيتي)
التليف الرئوي يسبب الوفاة (غيتي)
TT

دراسة أميركية تزيل غموض التليف الرئوي بعد 147 سنة

التليف الرئوي يسبب الوفاة  (غيتي)
التليف الرئوي يسبب الوفاة (غيتي)

التليّف الرئوي مجهول السبب (IPF)، يوصف منذ اكتشافه عام 1872 بأنّه حالة قاتلة تتسبب في إصابة أنسجة الرئة بندوب تؤدي لفشلها في نهاية المطاف، وتصبح عندها خيارات العلاج محدودة، ويحتاج المريض إلى زرع رئة، غير أنّ دراسة جديدة نُشرت أول من أمس، في مجلة نيتشر إميونولجي «natureImmunology»، حملت خبراً سعيداً. فقد تمكّن باحثو جامعة كاليفورنيا الأميركية، من تحديد نوع جديد من الخلايا المناعية التي تتسرب لأنسجة الرئة، وتبدأ بالتليف، ولم يكتفوا بذلك بل تمكّنوا من منع التليف في نماذج الفئران عن طريق استهداف هذه الخلايا وتدميرها، وهو اكتشاف قد يؤدي لعلاجات جديدة بشكل نهائي لهذا المرض المميت.
ويشرح الدكتور مالار بهاتاشاريا من قسم الرّئة والرّعاية الحرجة في كلية الطّب جامعة كاليفورنيا، والباحث الرئيسي في الدراسة لـ«الشرق الأوسط»، كيفية اكتشاف هذه الخلية في التجربة التي أُجريت على الفئران قائلا: «هُضمت الرئة المصابة باستخدام الإنزيمات، التي مكّنت من فصلها إلى خلايا حرّة واحدة، وهذا بدوره سمح لنا بتسلسل كل خلية بمفردها، مما أعطانا صورة التعبير الجيني للخلايا الفردية. من ثمّ قارنّا بعد ذلك هذه الملفات الشّخصية للتّعبير الجيني مع البيانات المنشورة لمختلف أنواع الخلايا الخالصة، مما سمح لنا بتحديد نوع كل خلية في العينة». وعرف العلماء من قبل نوعين من الخلايا هما البلاعم السنخية (alveolar macrophage) أو الخلايا الغبارية، وهي مسؤولة عن إزالة الغبار والكائنات الدقيقة من الرئتين، والنّوع الثّاني هو البلاعم الخلالية الموجودة في خلايا الدّم البيضاء من نخاع العظم وتشارك في الاستجابات الالتهابية.
وفي نماذج الفئران المصابة بالتليّف، تمكّن الفريق البحثي من التعرف على نوع ثالث غير معروف يوجد على الحدود بين البلاعم الخلالية والسنخية، وأظهرت التجارب بشكل مثير للدّهشة أنّ هذه البلاعم المكتشفة حديثاً، هي المجموعة الوحيدة من البلاعم التي توجد في النّدبات التليفية، ولاحظ الفريق البحثي نتائج مماثلة عندما وصّف عينات الأنسجة التي تم الحصول عليها من الأشخاص الذين يعانون من تليف الرئة.
ووجد الباحثون أنّ هذه الخلايا المكتشفة تنتج بروتينا يسمى Pdgfa يساعد الخلايا الليفية على التكاثر، وإنتاج ندبات متليفة، واختبر الفريق البحثي هذه النتيجة أيضا بعلاج فئران مصابة بالتليف عن طريق استهداف هذه الخلايا المكتشفة.
ويقول بهاتاشاريا إنّ «هذه النتيجة تضعنا على طريق استهداف تلك الخلايا بتدخلات علاجية في البشر المصابين، لأنّ عينات الأنسجة التي وجدناها في الفئران المصابة عُبّر عنها أيضا في عينات المرضى».


مقالات ذات صلة

نظام غذائي يحسّن الذاكرة ويقلل خطر الإصابة بالخرف

صحتك امرأة تشتري الخضراوات في إحدى الأسواق في هانوي بفيتنام (إ.ب.أ)

نظام غذائي يحسّن الذاكرة ويقلل خطر الإصابة بالخرف

أصبحت فوائد اتباع النظام الغذائي المتوسطي معروفة جيداً، وتضيف دراسة جديدة أدلة أساسية على أن تناول الطعام الطازج وزيت الزيتون يدعم صحة الدماغ.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تظهر الخلايا المناعية في الدماغ أو الخلايا الدبقية الصغيرة (الأزرق الفاتح/الأرجواني) وهي تتفاعل مع لويحات الأميلويد (الأحمر) - وهي كتل بروتينية ضارة مرتبطة بمرض ألزهايمر ويسلط الرسم التوضيحي الضوء على دور الخلايا الدبقية الصغيرة في مراقبة صحة الدماغ (جامعة ولاية أريزونا)

فيروس شائع قد يكون سبباً لمرض ألزهايمر لدى بعض الأشخاص

اكتشف الباحثون وجود صلة بين عدوى الأمعاء المزمنة الناجمة عن فيروس شائع وتطور مرض ألزهايمر لدى بعض الأشخاص.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق كم عدد الزيارات السنوية للطبيب حول العالم؟

كم عدد الزيارات السنوية للطبيب حول العالم؟

وفق تصنيف منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية

صحتك أكواب من الحليب النباتي بجانب المكسرات (أرشيفية - إ.ب.أ)

دراسة: النباتيون أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب

تشير دراسة إلى أن النباتيين قد يكونون أكثر عرضة للاكتئاب؛ لأنهم يشربون الحليب النباتي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

فيروس مدروس جيداً لا يثير تهديدات عالمية إلا إذا حدثت طفرات فيه

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

الذكاء الصناعي قيد التحقيق والضحية المستهلك

مراجعة لسوق الذكاء الصناعي للتأكد من حماية المستهلكين (غيتي)
مراجعة لسوق الذكاء الصناعي للتأكد من حماية المستهلكين (غيتي)
TT

الذكاء الصناعي قيد التحقيق والضحية المستهلك

مراجعة لسوق الذكاء الصناعي للتأكد من حماية المستهلكين (غيتي)
مراجعة لسوق الذكاء الصناعي للتأكد من حماية المستهلكين (غيتي)

تطلق هيئة مراقبة المنافسة في المملكة المتحدة مراجعة لسوق الذكاء الصناعي للتأكد من حماية المستهلكين، حسب (بي بي سي). وسوف ينظر التحقيق في البرنامج الكامن خلف روبوتات الدردشة مثل «شات جي بي تي».
وتواجه صناعة الذكاء الصناعي التدقيق في الوتيرة التي تعمل بها على تطوير التكنولوجيا لمحاكاة السلوك البشري.
وسوف تستكشف هيئة المنافسة والأسواق ما إذا كان الذكاء الصناعي يقدم ميزة غير منصفة للشركات القادرة على تحمل تكاليف هذه التكنولوجيا.
وقالت سارة كارديل، الرئيسة التنفيذية لهيئة المنافسة والأسواق، إن ما يسمى بنماذج التأسيس مثل برنامج «شات جي بي تي» تملك القدرة على «تحويل الطريقة التي تتنافس بها الشركات فضلا عن دفع النمو الاقتصادي الكبير».
إلا أنها قالت إنه من المهم للغاية أن تكون الفوائد المحتملة «متاحة بسهولة للشركات والمستهلكين البريطانيين بينما يظل الناس محميين من قضايا مثل المعلومات الكاذبة أو المضللة». ويأتي ذلك في أعقاب المخاوف بشأن تطوير الذكاء الصناعي التوليدي للتكنولوجيا القادرة على إنتاج الصور أو النصوص التي تكاد لا يمكن تمييزها عن أعمال البشر.
وقد حذر البعض من أن أدوات مثل «شات جي بي تي» -عبارة عن روبوت للدردشة قادر على كتابة المقالات، وترميز البرمجة الحاسوبية، بل وحتى إجراء محادثات بطريقة أشبه بما يمارسه البشر- قد تؤدي في نهاية المطاف إلى إلغاء مئات الملايين من فرص العمل.
في وقت سابق من هذا الأسبوع، حذر جيفري هينتون، الذي ينظر إليه بنطاق واسع باعتباره الأب الروحي للذكاء الصناعي، من المخاطر المتزايدة الناجمة عن التطورات في هذا المجال عندما ترك منصبه في غوغل.
وقال السيد هينتون لهيئة الإذاعة البريطانية إن بعض المخاطر الناجمة عن برامج الدردشة بالذكاء الصناعي كانت «مخيفة للغاية»، وإنها قريبا سوف تتجاوز مستوى المعلومات الموجود في دماغ الإنسان.
«في الوقت الحالي، هم ليسوا أكثر ذكاء منا، على حد علمي. ولكنني أعتقد أنهم قد يبلغون ذلك المستوى قريبا». ودعت شخصيات بارزة في مجال الذكاء الصناعي، في مارس (آذار) الماضي، إلى وقف عمل أنظمة الذكاء الصناعي القوية لمدة 6 أشهر على الأقل، وسط مخاوف من التهديدات التي تشكلها.
وكان رئيس تويتر إيلون ماسك وستيف وزنياك مؤسس شركة آبل من بين الموقعين على الرسالة المفتوحة التي تحذر من تلك المخاطر، وتقول إن السباق لتطوير أنظمة الذكاء الصناعي بات خارجا عن السيطرة.