الجامعة العربية: لا طلب وساطة بين ليبيا ولبنان

TT

الجامعة العربية: لا طلب وساطة بين ليبيا ولبنان

قال السفير محمود عفيفي، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للجامعة العربية، إنه لم يُطلب من أمين عام الجامعة أحمد أبو الغيط التوسط بين ليبيا ولبنان بشأن مشاركة ليبيا في القمة، بعد أن أعلنت رسمياً مقاطعتها، على ضوء إقدام عناصر من حركة «أمل» بإحراق العلم الليبي في بيروت. ووصف عفيفي الواقعة بـ«المؤسفة»، مضيفا: «سنرى إلى أين تتجه الأمور».
وحول مستوى التمثيل في القمة قال عفيفي: «نتطلع لأعلى تمثيل من الدول، لكن الدولة المضيفة هي التي ترسل الدعوات وتعرف مستوى الحضور».
وأكد عفيفي، في مؤتمر صحافي، أهمية القمة في دورتها الجديدة، التي تعقد تحت شعار «الإنسان محور التنمية: الاستثمار في الإنسان»، في إطار الاهتمام بمخاطبة احتياجات المواطن العربي العادي. وأضاف أن جدول أعمال القمة يتضمن مختلف قضايا العمل العربي المشترك في المجالات الاقتصادية والاجتماعية ومن أبرزها موضوع الأمن الغذائي، في ضوء مبادرة الرئيس السوداني عمر البشير بشأن الأمن الغذائي العربي.
وأوضح عفيفي أن جدول أعمال القمة يتضمن مناقشة التحديات التي تواجهها وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» وتبعاتها على الدول المستضيفة للاجئين الفلسطينيين، إلى جانب الخطة الاستراتيجية للتنمية القطاعية في القدس (2018 - 2022)، بالإضافة إلى اقتراحين من الأردن حول الأعباء الاقتصادية والاجتماعية المترتبة على استضافة النازحين السوريين، والتحديات التي تواجهها الأونروا، كما يتضمن مشروع جدول الأعمال مقترحا مقدما من لبنان حول وضع رؤية عربية مشتركة في مجال الاقتصاد الرقمي.
ونوه عفيفي إلى توجه وفد رفيع المستوى من الأمانة العامة للجامعة اليوم (الأربعاء) إلى بيروت للمشاركة في الاجتماعات التحضيرية. وأنه من المقرر أن تسبق القمة اجتماعات اللجنة المعنية بالمتابعة على مستوى كبار المسؤولين غدا (الخميس) والمشكّلة من ترويكا القمة (مصر والسعودية ولبنان) وترويكا المجلس الاقتصادي والاجتماعي (السودان والعراق وسلطنة عمان)، بحضور الأمين العام أحمد أبو الغيط، يعقبها في اليوم نفسه الاجتماع المشترك التحضيري للقمة على مستوى المندوبين الدائمين وكبار المسؤولين، على أن تستكمل الاجتماعات يوم الجمعة المقبل على المستوى الوزاري، يعقبها الاجتماع المشترك لوزراء الخارجية والوزراء المعنيين بالمجلس الاقتصادي والاجتماعي التحضيري للقمة.



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».