عميل فلسطيني باع {أبو جهاد} لاستخبارات إسرائيل بسبب خلاف

القائد الفلسطيني خليل الوزير (لقطة تلفزيونية)
القائد الفلسطيني خليل الوزير (لقطة تلفزيونية)
TT

عميل فلسطيني باع {أبو جهاد} لاستخبارات إسرائيل بسبب خلاف

القائد الفلسطيني خليل الوزير (لقطة تلفزيونية)
القائد الفلسطيني خليل الوزير (لقطة تلفزيونية)

بثت القناة العاشرة للتلفزيون الإسرائيلي الليلة الماضية تقريراً آخر عن اغتيال القائد الفلسطيني خليل الوزير، الذي كان معروفاً باسم «أبو جهاد»، كشفت فيه عن أن العميل الفلسطيني الذي دل المخابرات الإسرائيلية على أسرار قائده، أقدم على هذه الخيانة ليس فقط بسبب حبه للمال، بل أيضاً بسبب خلافه مع اثنين من مساعدي أبو جهاد، وعدم الاهتمام بالشكاوى التي رفعها عنهما.
وقال الجنرال شموئيل ايتنغر، نائب قائد «الوحدة الاستخباراتية 504» في الجيش، التي جمعت المعلومات ونفّذت جريمة الاغتيال: إن دور هذا العميل كان حاسماً، ومعلوماته كانت دقيقة للغاية، ومعرفته كانت واسعة. وقد كان لهذه المعلومات دور أساسي في نجاح الاغتيال. وعلى الرغم من أن المخابرات الإسرائيلية التي تولت أمره في إسرائيل منحته مبلغاً كبيراً من المال، فإنها احتقرته لفترة معينة وعاملته باستخفاف. فوضعته في بيت مغلق بلا أمان.
ويروي ايتنغر أنه عندما شاهد كيف يعيش هذا العميل وحيداً ومذلولاً أخذه إلى بيته، حيث راح يلعب مع أولاده. وبعد ذلك قرر العميل ألا يعيش في إسرائيل بأي شكل من الأشكال. وتم تأمين معيشة له في دولة أجنبية، حيث غيّر شكله واسمه.
المعروف أن إسرائيل اغتالت أبو جهاد في 16 أبريل (نيسان) 1988 في بيته في تونس. وقد أشرف على العملية من سفينة في عرض البحر الجنرال إيهود باراك، نائب رئيس الأركان في حينه ورئيس الوزراء لاحقاً. وقاد القوة الميدانية الحربية التي نفذتها، موشيه يعلون، الذي كان يومها قائداً لأهم وحدة كوماندوز المعروفة باسم «دورية رئاسة الأركان»، وأصبح لاحقاً وزيراً للدفاع. وقد اشتهر عن يعلون أنه دخل إلى بيت أبو جهاد بعد اغتياله. ووجده صريعاً على الأرض. فأطلق عليه النار من جديد حتى يتيقن من موته. ثم صعد إلى الطابق الثاني، إلى غرفة نومه، حيث كانت تقف أم جهاد (انتصار الوزير) وطفلها جهاد، فراح يعلون يطلق الرصاص بشكل هستيري على سقف الغرفة.
ويشير التقرير التلفزيوني الجديد إلى أن قرار الاغتيال اتخذ قبل سنوات عدة من موعد التنفيذ، لكن الموساد (جهاز المخابرات الخارجية) فشل في الوصول إليه. وتقرر اغتياله من جديد إثر اكتشاف مسؤوليته عن دعم الانتفاضة الفلسطينية الأولى. فتم تكليف الكوماندوز العسكري، الذي عمل كتفاً إلى كتف مع «الوحدة الاستخبارية 504»، وهي التي جندت العميل المذكور. وتضمن التقرير لقاءً مع اثنين من ضباط هذه الوحدة، وهما ايتنغر، الذي لقب باسم «أبو النمر»، ويائير رافيد (أبو داهود)، اللذان قدّما نفسيهما كمتخصصين في تجنيد العملاء في الدول العربية.
وقال ايتنغر إنه شخصياً، ومن خلال متابعته الدقيقة وطويلة الأمد لنشاط أبو جهاد ومواقفه، يستطيع أن يقول الآن بلا وجل «إنه كان يحبه ويحترمه». وقال: «لقد كان راقياً في تصرفاته مع الآخرين، خصوصاً الناس الذين كان يقودهم». وأضاف: «اكتشفت أيضاً أنه ذكي ومثقف يمتاز برؤية بعيدة. وأنا أثق بالمطلق بأنه لو ظل أبو جهاد حياً لكان هو الرجل الذي صنع معنا السلام، ولكان هذا سلاماً حقيقياً. فهو رجل بكل معنى الكلمة. كلمته كلمة وليس مراوغاً مثل عرفات. لقد فوتنا علينا هذه الفرصة وتنازلنا عنه».



تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
TT

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)

أفرجت الجماعة الحوثية عن عدد ممن اختطفتهم، على خلفية احتفالاتهم بعيد الثورة اليمنية في سبتمبر (أيلول) الماضي، لكنها اختطفت خلال الأيام الماضية المئات من سكان معقلها الرئيسي في صعدة، ووجَّهت اتهامات لهم بالتجسس، بالتزامن مع بث اعترافات خلية مزعومة، واختطاف موظف سابق في السفارة الأميركية.

وذكرت مصادر محلية في محافظة صعدة (242 كيلومتراً شمال صنعاء)، أن الجماعة الحوثية تنفِّذ منذ عدة أيام حملة اختطافات واسعة طالت مئات المدنيين من منازلهم أو مقار أعمالهم وأنشطتهم التجارية، وتقتادهم إلى جهات مجهولة، بتهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل، مع إلزام أقاربهم بالصمت، وعدم التحدُّث عن تلك الإجراءات إلى وسائل الإعلام، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقدرت المصادر عدد المختطَفين بأكثر من 300 شخص من مديريات مختلفة في المحافظة التي تُعدّ معقل الجماعة، بينهم عشرات النساء، وشملت حملة المداهمات منازل عائلات أقارب وأصدقاء عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، عثمان مجلي، الذي ينتمي إلى صعدة.

فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

ورجحت المصادر أن اختطاف النساء يأتي بغرض استخدامهن رهائن لابتزاز أقاربهن الذين لم تتمكن الجماعة من الوصول إليهم، أو لإقامتهم خارج مناطق سيطرتها، ولإجبار من اختُطفنَ من أقاربهم على الاعتراف بما يُطلب منهن. وسبق للجماعة الحوثية اتهام حميد مجلي، شقيق عضو مجلس القيادة الرئاسي، أواخر الشهر الماضي، بتنفيذ أنشطة تجسسية ضدها، منذ نحو عقدين لصالح دول عربية وغربية.

إلى ذلك، اختطفت الجماعة الحوثية، الاثنين الماضي، موظفاً سابقاً في سفارة الولايات المتحدة في صنعاء، من منزله دون إبداء الأسباب.

وبحسب مصادر محلية في صنعاء؛ فإن عدداً من العربات العسكرية التابعة للجماعة الحوثية، وعليها عشرات المسلحين، حاصرت مقر إقامة رياض السعيدي، الموظف الأمني السابق لدى السفارة الأميركية في صنعاء، واقتحمت مجموعة كبيرة منهم، بينها عناصر من الشرطة النسائية للجماعة، المعروفة بـ«الزينبيات»، منزله واقتادته إلى جهة غير معلومة.

مسلحون حوثيون يحاصرون منزل موظف أمني في السفارة الأميركية في صنعاء قبل اختطافه (إكس)

وعبث المسلحون و«الزينبيات» بمحتويات منزل السعيدي خلال تفتيش دقيق له، وتعمدوا تحطيم أثاثه ومقتنياته، وتسببوا بالهلع لعائلته وجيرانه.

إفراج عن مختطَفين

أفرجت الجماعة الحوثية عن الشيخ القبلي (أمين راجح)، من أبناء محافظة إب، بعد 4 أشهر من اختطافه، كما أفرجت عن عدد آخر من المختطفين الذين لم توجه لهم أي اتهامات خلال فترة احتجازهم.

وراجح هو أحد قياديي حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اختطفتهم الجماعة الحوثية إلى جانب عدد كبير من الناشطين السياسيين وطلاب وشباب وعمال وموظفين عمومين، خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، على خلفية احتفالهم بثورة «26 سبتمبر» 1962.

مخاوف متزايدة لدى اليمنيين من توسيع حملات الترهيب الحوثية بحجة مواجهة إسرائيل (أ.ب)

ومن بين المفرَج عنهم صاحب محل تجاري أكَّد لـ«الشرق الأوسط» أنه لم يعلم التهمة التي اختُطِف بسببها؛ كونه تعرض للاختطاف في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أي بعد شهرين من حملة الاختطافات التي طالت المحتفلين بذكرى الثورة اليمنية.

وذكر أن الوسطاء الذين سعوا لمحاولة الإفراج عنه لم يعرفوا بدورهم سبب اختطافه؛ حيث كان قادة أجهزة أمن الجماعة يخبرونهم في كل مرة بتهمة غير واضحة أو مبرَّرة، حتى جرى الإفراج عنه بعد إلزامه بكتابة تعهُّد بعدم مزاولة أي أنشطة تخدم أجندة خارجية.

خلية تجسس مزعومة

بثَّت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، اعترافات لما زعمت أنها خلية تجسسية جديدة، وربطت تلك الخلية المزعومة بما سمته «معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس»، في مواجهة الغرب وإسرائيل.

وطبقاً لأجهزة أمن الجماعة، فإن الخلية المزعومة كانت تسعى لإنشاء بنك أهداف، ورصد ومراقبة المواقع والمنشآت التابعة للقوة الصاروخية، والطيران المسيَّر، وبعض المواقع العسكرية والأمنية، بالإضافة إلى رصد ومراقبة أماكن ومنازل وتحركات بعض القيادات.

خلال الأشهر الماضية زعمت الجماعة الحوثية ضبط عدد كبير من خلايا التجسس (إعلام حوثي)

ودأبت الجماعة، خلال الفترة الماضية، على الإعلان عن ضبط خلايا تجسسية لصالح الغرب وإسرائيل، كما بثَّت اعترافات لموظفين محليين في المنظمات الأممية والدولية والسفارات بممارسة أنشطة تجسسية، وهي الاعترافات التي أثارت التهكُّم، لكون ما أُجبر المختطفون على الاعتراف به يندرج ضمن مهامهم الوظيفية المتعارف عليها ضمن أنشطة المنظمات والسفارات.

وسبق للجماعة أن أطلقت تحذيرات خلال الأيام الماضية للسكان من الحديث أو نشر معلومات عن مواقعها والمنشآت التي تسيطر عليها، وعن منازل ومقار سكن ووجود قادتها.

تأتي هذه الإجراءات في ظل مخاوف الجماعة من استهداف كبار قياداتها على غرار ما جرى لقادة «حزب الله» اللبناني، في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي إطار المواجهة المستمرة بينها وإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، بعد هجماتها على طرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر، والهجمات الصاروخية باتجاه إسرائيل.