فشل المحادثات الأميركية ـ الروسية يهدد بانهيار معاهدة الصواريخ النووية

TT

فشل المحادثات الأميركية ـ الروسية يهدد بانهيار معاهدة الصواريخ النووية

تبادلت موسكو وواشنطن الاتهامات حول الانهيار الوشيك لمعاهدة الصواريخ النووية متوسطة المدى، عقب فشل محادثات جديدة لإنقاذ هذه الاتفاقية.
وحمّلت موسكو واشنطن كلتاهما الأخرى مسؤولية هذا الفشل، وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف بعد المحادثات في جنيف إن «المسؤولية عن هذا الأمر تقع بشكل تام على الجانب الأميركي»، بحسب ما نقلت عنه وكالة «ريا نوفوستي» للأنباء. وقال ريابكوف الذي ترأّس الوفد الروسي المفاوض إن الطرفين لم يتوصلا لاتفاق حول أي شيء، ويبدو أن واشنطن لا تريد إجراء مزيد من المفاوضات. ونقلت الوكالة عنه قوله: «علينا الإقرار بأنه لم يتحقق أي تقدم»، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية.
كما انتقد ريابكوف ما عدّه «سلوكا متشددا» للمفاوضين الأميركيين. وتابع نائب وزير الخارجية الروسي أن الأميركيين كانوا منذ فبراير (شباط) الماضي أكدوا نيّتهم الانسحاب من المعاهدة. وأضاف أن بلاده اقترحت جولة جديدة من المحادثات حول المعاهدة، لكن الاقتراح لم يلق ردا من الجانب الأميركي. وقال ريابكوف: «نحن مستعدون للحوار على أسس المساواة والاحترام المتبادل، من دون توجيه تحذيرات».
في المقابل، قالت مساعدة وزير الخارجية الأميركي للحد من التسلح والأمن الدولي آندريا ثومبسون إن الاجتماع «كان مخيِبا للآمال؛ إذ من الواضح أن روسيا لا تزال تنتهك المعاهدة بشكل ملموس ولم تأت (إلى الاجتماع) وهي مستعدة لتفسير الكيفية التي تنوي من خلالها العودة للالتزام الكامل بها، والذي يمكن التحقق منه». وأضافت: «كانت رسالتنا واضحة: على روسيا تدمير منظومة صواريخها غير الممتثلة» للمعاهدة.
والتقى دبلوماسيون أميركيون وروس في جنيف وسط ازدياد القلق حيال مصير الاتفاقية الثنائية، بعدما قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي إن بلاده قد تنسحب منها في حال لم تلتزم روسيا ببنودها. وكانت واشنطن أعلنت الشهر الماضي أنها ستنسحب في غضون 60 يوما من المعاهدة التي تعود إلى حقبة الحرب الباردة وتهدف للحد من الأسلحة النووية متوسطة المدى، في حال لم تفكك روسيا الصواريخ التي تعدّ واشنطن أنها تشكل انتهاكا للاتفاق.
وتنوي روسيا الجمعة المقبل إطلاع الدبلوماسيين الأوروبيين على ما آلت إليه المحادثات. وتصاعد التوتر حول مصير هذه المعاهدة مع رد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على موقف واشنطن بالتهديد بتطوير مزيد من الصواريخ النووية المحظورة بموجبها.
وكان الرئيس الروسي في ديسمبر (كانون الأول) الماضي أبدى انفتاحه على مبدأ انضمام دول أخرى إلى المعاهدة، أو بدء محادثات من أجل التوصل لمعاهدة جديدة.
ووقّع على المعاهدة الرئيس الأميركي الراحل رونالد ريغان والزعيم السوفياتي ميخائيل غورباتشوف عام 1987، وأدّت إلى التخلص من نحو 2700 صاروخ قصير ومتوسط المدى.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».