الجزائر: رئيس وزراء سابق ينتقد دور «سلطة الظل»

TT

الجزائر: رئيس وزراء سابق ينتقد دور «سلطة الظل»

أثار مقال لرئيس الوزراء الجزائري السابق مولود حمروش عن علاقة الجيش بالسلطة ودوره في تحديد رئيس الجمهورية، جدلاً واسعاً قبل الانتخابات الرئاسية التي لا يزال يكتنفها الغموض رغم اقتراب موعدها المقرر في أبريل (نيسان) المقبل.
وبعد خمس سنوات من الصمت والانسحاب من المشهد السياسي، عاد حمروش إلى إثارة الأفكار التي اشتهر بها عن «سلطة الظل»، في مقال نشره على صفحتين كاملتين في جريدة «الوطن» الصادرة باللغة الفرنسية، أول من أمس.
واعتبر مراقبون المقال «بمثابة حجر ألقاه حمروش في مياه راكدة»، فالساحة السياسية تشهد منذ فترة طويلة جموداً، وأنظار الأوساط السياسية والإعلامية مشدودة إلى مصير الانتخابات الرئاسية في 2019، والجدل الذي يثار حول احتمال تأجيلها، والضبابية حول ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة من عدمه.
وقال مقربون من حمروش لـ«الشرق الأوسط» إنه كتب المقال بعد «إلحاح شديد» من أصدقاء له، أقنعوه بأن «ساعة الكلام حانت»، وبأن صفة «الحكيم» التي يحفظها له قطاع من الجزائريين، تلزمه أخلاقياً بأن يدلي بدلوه في القضايا الجارية، خصوصاً الانتخابات المرتقبة بعد ثلاثة أشهر، ودور الجيش المفترض في صناعة الرئيس كما جرت عليه العادة منذ الاستقلال عام 1962.
وكتب حمروش في مقاله أن «الجيش بطبيعته وتنظيمه، جزء من الدولة وهو عمودها الفقري قياساً إلى مهام وأهداف تمتزج وتتقاطع مع مهام الدولة وأهدافها»، مشيراً إلى أن «الجيش الوطني الشعبي، صنيعة تاريخية، متفردة وثمينة، وهو وليد شعب عريق».
غير أنه أضاف أن الجيش «لا ينبغي أن يتخذ ذريعة لاحتكار الحكم لأن ذلك فيه مساس بسمعته. وإن حدث ذلك ستتعرض علاقته بالمجتمع للالتباس، وسيهدد ذلك مفاصله وتنظيمه، ويضعف انسجامه وانضباطه. وأكثر من هذا، سيدفع مكوناته، وخصوصاً ضباطه، إلى الانخراط في آيديولوجيات والتحول إلى طرف في صراعات داخلية. كل هذه المخاطر قد تهوي بالجيش من مؤسسة وطنية إلى مؤسسة معادية للمنظومة القائمة».
ويحمل هذا الكلام إشارة قوية إلى رئيس أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح الذي كثَف قبل أيام من تهديداته ضد ضباط متقاعدين، دعوه عبر صحيفة «الوطن»، إلى منع بوتفليقة من تمديد حكمه بذريعة أنه عاجز عن التسيير بسبب المرض.
ورفض صالح بشدة إقحامه في موضوع الانتخابات ومن سيكون رئيساً بعد أشهر، غير أنه لا يخفي أبداً ولاءه للرئيس الذي ينسب إليه «الفضل الكبير في تحديث قدرات الجيش»، من موقعه وزيراً للدفاع وقائداً أعلى للقوات المسلحة.
ورأى حمروش الذي تولى رئاسة الحكومة بين 1989 و1991، أن «مشاكل البلاد السياسية لا يمكن حلها إذا تدخل الجيش فيها». وقال إن «الجيش في تجارب سابقة في بلدان عريقة مهيكلة اجتماعياً وديمقراطياً، أثبت فشله في إدارة شؤون الدولة عندما عهد له الحكم». ويعد ذلك رداً غير مباشر على أحزاب معارضة منها «حركة مجتمع السلم» الإسلامية التي دعت الجيش إلى أن يكون «ضمانة سياسية لمرحلة انتقالية» تنتهي بتنظيم انتخابات نزيهة.
يشار إلى أن حمروش ضابط سابق في الجيش، وقال عن نفسه مرات عدة إنه «ابن النظام» وإنه يعرف جيداً كيف يسير من الداخل. وترشح من كان يوصف بـ«رئيس حكومة الإصلاحات» لانتخابات 1999 لكنه انسحب منها في ذروة الحملة الانتخابية مع 5 مرشحين آخرين، تاركين الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وحده في السباق لاعتقادهم أن الجيش يدعمه.
وأبدى حمروش في مقاله رفضاً شديداً لـ«سلطة الظل». وقال: «لا يجوز لأي سلطة ولا أي وظيفة في الحكم أن تمارس في الخفاء. وكل سلطة ذات نفوذ غير محددة الهوية، وتفلت من المراقبة ستمثل تهديداً لكيان الدولة ولاستقلالها وسيادتها وحرية أفرادها».
ولم يصدر رد فعل من أحزاب على الأفكار التي طرحها حمروش. لكن وسائل الإعلام أجمعت على أن الرجل لم يبد موقفاً حاسماً من مسألة استمرار بوتفليقة في الحكم التي تثير جدلاً حالياً، ولا حول قضية تأجيل الانتخابات التي دعت إليها أحزاب موالية للحكم، بحجة أن النظام بحاجة إلى فسحة من الوقت لاختيار بديل للرئيس.



مصر والأردن يطالبان بوقف فوري لإطلاق النار في غزة

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يستقبل العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في القاهرة (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يستقبل العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في القاهرة (الرئاسة المصرية)
TT

مصر والأردن يطالبان بوقف فوري لإطلاق النار في غزة

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يستقبل العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في القاهرة (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يستقبل العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في القاهرة (الرئاسة المصرية)

طالب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، بضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة، وإنفاذ المساعدات الإنسانية دون قيود أو شروط، كما جدد الزعيمان «رفضهما المطلق» لتصفية القضية الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين من أراضيهم.

واستقبل السيسي، الاثنين، العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بن الحسين، في القاهرة، حيث عقدا جلسة مباحثات مغلقة ثنائية، أعقبها عقد جلسة موسعة بمشاركة وفدي البلدين.

السيسي مستقبلاً العاهل الأردني بالقاهرة (الرئاسة المصرية)

تناولت المباحثات، وفق المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، الأوضاع الإقليمية، وجهود تنسيق المواقف، خاصة فيما يتعلق بالتطورات في الأرض الفلسطينية، وأكد الزعيمان ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة، وإنفاذ المساعدات الإنسانية دون قيود أو شروط.

وذكر المتحدث، في بيان، أن الزعيمين أكدا «الرفض المطلق لتصفية القضية الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، ومحاولات القضاء على حل الدولتين أو المماطلة في التوصل إليه»، مشددين على أن «إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، هي الضمان الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط».

جلسة مباحثات موسعة بمشاركة وفدي البلدين (الرئاسة المصرية)

وإلى جانب القضية الفلسطينية، تناولت المباحثات تطورات الوضع في سوريا، وشدّد الزعيمان على «أهمية دعم الدولة السورية، خاصة مع عضوية مصر والأردن في لجنة الاتصال العربية المعنية بسوريا، وضرورة الحفاظ على وحدة سوريا وسلامة أراضيها وأمن شعبها الشقيق، وأهمية بدء عملية سياسية شاملة لا تُقصي طرفاً، وتشمل مكونات وأطياف الشعب السوري كافة»، حسب البيان.

وناقش الزعيمان الأوضاع في لبنان، وأكدا «الترحيب باتفاق وقف إطلاق النار، وضرورة تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701، وحرصهما على أمن وسيادة واستقرار لبنان، ورفضهما لأي اعتداء عليه، وضرورة تحلي الأطراف كافة بالمسؤولية لوقف التصعيد الجاري في المنطقة».

وأوضح المتحدث الرسمي أن اللقاء تضمن أيضاً الترحيب بوتيرة التنسيق والتشاور الثنائي بين البلدين، مما يعكس الأهمية البالغة للعلاقات بين مصر والأردن، وتطلُّع الدولتين إلى مواصلة تعزيز أوجه التعاون الثنائي في مختلف المجالات، تلبيةً لطموحات الشعبين الشقيقين.