وزير الطاقة اللبناني: ماضون في التنقيب عن النفط والغاز رغم الضغوط الإسرائيلية

سيزار أبي خليل قال لـ إن السلطات منحت تحالف شركات موافقتها على المنطقتين 4 و9

سيزار أبي خليل
سيزار أبي خليل
TT

وزير الطاقة اللبناني: ماضون في التنقيب عن النفط والغاز رغم الضغوط الإسرائيلية

سيزار أبي خليل
سيزار أبي خليل

جدد وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال سيزار أبي خليل، تمسك لبنان بحقه بالاستثمار في كامل مياهه الاقتصادية. وأكد في حوار مع «الشرق الأوسط»، أن هناك ضغوطاً تمارسها إسرائيل على شركة «توتال» لوقف التنقيب في البلوك رقم 9. لكنه شدد على أن «تلك الضغوط لن تؤدي إلى نتيجة»، موضحا أن هناك التزاماً من قبل توتال (وباقي أعضاء الكونسورتيوم) مع الدولة اللبنانية، التي تعهدت ووقعت على اتفاقية المباشرة في أعمال التنقيب والاستكشاف والاستخراج، وهي ملتزمة به، مؤكداً أن الضغوطات الإسرائيلية «لن تصل إلى نتيجة».
وشدد أبي خليل، على أن عمليات الاستكشاف في البلوك رقم 4 ستبدأ في العام 2019 الجاري، بينما سيبدأ الاستكشاف في البلوك رقم 9 على الحدود البحرية الجنوبية في العام 2020 بعد تحديد موقع البئر النهائي استناداً إلى تقويم أرقام المخزون في البلوك رقم 4.
وتمارس إسرائيل ضغوطاً على شركة «توتال» لوقف الاستكشاف في البلوك رقم 9. بادعاء أن جزءاً منه يقع في مياهها الاقتصادية. لكن لبنان يصرّ على حقه في التنقيب فيه، ومنحت السلطات موافقتها على خطة قدمها تحالف يضم «توتال» الفرنسية و«إيني» الإيطالية و«نوفاتك» الروسية، لاستكشاف وإنتاج النفط والغاز البحري في المنطقتين 4 و9 قبالة الساحل اللبناني.
وكشف أبي خليل أن الاستكشاف بالبلوك رقم 4 يبدأ في العام 2019. وبعد حفر البئر، سيُصار إلى تقويم المخزون، وعلى ضوئه يتم تحديد الموقع النهائي لمنطقة الحفر في البلوك رقم 9. ويتم التحديد النهائي لموقعه ليبدأ الحفر فيه في العام 2020.
ولم يخفِ أبي خليل أن شركة «توتال» تعرضت لضغوط إسرائيلية لعرقلة التنقيب عن النفط والغاز اللبنانيين في البلوك رقم 9. شارحاً أنه التقى برئيس مجلس إدارة شركة «توتال» في النرويج خلال مؤتمر ONS في الصيف الماضي، وأخبره أن السفير الإسرائيلي في باريس زاره في مكتبه، وأن الاتجاه الإسرائيلي كان لعرقلة أعمال التنقيب في البلوك رقم 9 والتأخير فيها. وأشار أبي خليل إلى أن المسؤول الفرنسي رد على السفير الإسرائيلي بأن «توتال» ملتزمة بالتنقيب عن النفط في البلوك اللبناني، «وهو ما أخبرته للزملاء في لجنة الطاقة والمياه في مجلس النواب في سبتمبر (أيلول) الماضي لوضعهم في الأجواء الجيوسياسية التي تحيط بخطة لبنان الاستثمار في مخزونه من الطاقة».
وأكد أبي خليل أن تحالف الشركات والسلطات اللبنانية «ملتزمون بالعمل في المياه الاقتصادية اللبنانية وفق خطة الاستكشاف التي وضعتها وزارة الطاقة وحازت على موافقة الحكومة، وماضون بها بمعزل عن الضغوطات الإسرائيلية».
وينظر إلى التأخير بتشكيل الحكومة اللبنانية على أنه عقبة أمام انطلاق الحفر والاستكشاف في مخزون الطاقة في المياه الاقتصادية اللبنانية. لكن أبي خليل، أكد «أننا لسنا بحاجة لمجلس الوزراء للمباشرة بأعمال الحفر»، شارحاً أن هناك «خطة للاستكشاف والحفر وافقت عليها السلطات اللبنانية وأصبحت ملزمة لكونسورتيوم الشركات للعمل في البلوكين رقم 4 و9. ولا يمكن التراجع عنها بمعزل عن تشكل الحكومة سريعاً أو تأخرها»، لافتاً إلى أن خطة تطوير حقول الطاقة التي سيقدمها ائتلاف الشركات «ستحتاج إلى حكومة في مرحلة لاحقة، عندها تتم الموافقة عليها في وزارة الطاقة والمياه وتُرفع إلى مجلس الوزراء للحصول على موافقته على خطة تطوير الحقول»، ما يعني أن لبنان يستطيع الاستكشاف الآن، ولن يحتاج لموافقة مجلس الوزراء قبل عامين ونصف العام وفق التقديرات بغرض تطوير الحقول.
ومنذ موافقة لبنان على خطة تحالف الشركات للمباشرة في التنقيب والاستخراج في العام الماضي، بدأت وزارة الطاقة بالتخطيط لتدشين جولة ثانية للتنقيب البحري عن النفط والغاز بنهاية 2018، أو أوائل 2019. وهو أمر يتعذر بغياب حكومة.
لكن أبي خليل، كشف أنه «في آخر جلسة لمجلس الوزراء وقبل أن تتحول الحكومة إلى تصريف الأعمال، وتحسباً لأن تطول فترة تصريف الأعمال، حزتُ على موافقة الحكومة بالطلب من هيئة قطاع البترول في لبنان، بالمباشرة بالتحضير لدورة تراخيص ثانية»، استعداداً لإطلاقها رسمياً بعد تشكيل الحكومة، على أن فتح دورة التراخيص الثانية «هو مسار منفصل، ولن يؤثر على مسار الاستكشاف القائم في قطاع الطاقة».
وتقوم هيئة قطاع البترول في لبنان، منذ الصيف الماضي، بالتحضير لدورة التراخيص الثانية.
وكان من المتوقع أن يبدأ استكشاف النفط في مطلع فبراير (شباط) المقبل، استنادا إلى تصريحات سياسية كانت تحدثت عن الموضوع في العام الماضي، لكن مصادر مواكبة لعمل الشركات، قالت لـ«الشرق الأوسط» بأن إنجاز العمل في مطلع فبراير «مستحيل»، لافتة إلى أن التقديرات تشير إلى أن اللبنانيين سيشاهدون أول باخرة تنقيب تحفر قبالة السواحل اللبنانية في البلوك رقم 4 في الربع الأخير من العام 2019. مشيرة إلى أن الشركات «بدأت التحضيرات بإنجاز العقود مع شركات الحفر في يوليو (تموز) الفائت، كذلك تعمل على نحو حثيث وسريع في إنجاز الدراسات الثلاثية الأبعاد والترجمة الفورية لها»، مشددة على أن الشركات «تحترم أوقاتها، والسلطات اللبنانية تصر عليها لإنجاز الملف سريعاً من غير تباطؤ». وأشارت المصادر في الوقت نفسه إلى البرامج التحضيرية للتنقيب في البلوك رقم 9 «تسير وفق الجدول الزمني الموضوع لها»، مشددة على أن الحفر وتحديد نقطة حفر البئر فيه «ستقام بناء على نتائج الاستكشاف في البلوك رقم 4، وهو أمر علمي».
يُشار إلى أن إسرائيل ستبدأ في العام 2019 بالاستكشاف في شمال حقل «كاريش» المحاذي للحدود البحرية اللبنانية، كما ستبدأ الإنتاج في جنوب الحقل نفسه في هذا العام أيضاً. وتلتزم العمل في حقل كاريش شركات أوروبية، بينها شركات بريطانية ويونانية وإسبانية.



المستثمرون يترقبون بيانات الوظائف الأميركية ومحضر «الفيدرالي» لرسم مسار مستقبل الفائدة

عرض قصاصات الصحف والبضائع الداعمة للرئيس المنتخب دونالد ترمب في بورصة نيويورك (أ.ب)
عرض قصاصات الصحف والبضائع الداعمة للرئيس المنتخب دونالد ترمب في بورصة نيويورك (أ.ب)
TT

المستثمرون يترقبون بيانات الوظائف الأميركية ومحضر «الفيدرالي» لرسم مسار مستقبل الفائدة

عرض قصاصات الصحف والبضائع الداعمة للرئيس المنتخب دونالد ترمب في بورصة نيويورك (أ.ب)
عرض قصاصات الصحف والبضائع الداعمة للرئيس المنتخب دونالد ترمب في بورصة نيويورك (أ.ب)

يترقب المستثمرون، الأسبوع المقبل، مجموعة كبيرة من البيانات الاقتصادية الأميركية، بما في ذلك بيانات الوظائف الشهرية الرئيسية، ومحضر اجتماعات «الاحتياطي الفيدرالي»، عن كثب مع دخول عام 2025. كما سيقومون بقياس صحة الاقتصاد الأميركي وما يترتب على ذلك من توقعات لأسعار الفائدة قبل تنصيب دونالد ترمب في 20 يناير (كانون الثاني).

بيانات الوظائف

ينصب التركيز خلال الأسبوع على بيانات الوظائف الشهرية الرئيسية غير الزراعية لشهر ديسمبر (كانون الأول)، التي ستعطي قراءة حديثة لمستويات التوظيف والأجور. ومن المرجح أن يكون الاقتصاد الأميركي اختتم عام 2024 بإضافة وظائف بشكل مطرد، استمراراً لاتجاه الأشهر الأخيرة. إذ إنه من المرجح أن يُظهر تقرير سوق العمل الذي من المقرر أن يصدره مكتب إحصاءات العمل يوم الجمعة أن الاقتصاد الأميركي أضاف 153 ألف وظيفة في ديسمبر، وفقاً لتوقعات الإجماع للاقتصاديين الذين استطلعت آراءهم «بلومبرغ». وهو سيكون أقل من 227 ألف وظيفة تمت إضافتها في ديسمبر، وأعلى قليلاً من 143 ألف وظيفة تمت إضافتها في المتوسط ​​لكل من الأشهر الستة الماضية. كما يتوقع المتنبئون أن يظل معدل البطالة ثابتاً عند 4.2 في المائة، وهو منخفض نسبياً وفقاً للمعايير التاريخية.

محضر «الفيدرالي»

كذلك، يصدر يوم الأربعاء محضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي. وقد دفعت الأدلة المتزايدة على قوة الاقتصاد الأميركي المستثمرين إلى تقليص توقعات خفض أسعار الفائدة في عام 2025. وتقدر أسواق المال الأميركية أسعار الفائدة الأميركية بما يزيد قليلاً عن 40 نقطة أساس لخفض أسعار الفائدة بحلول ديسمبر، وهو فرق كبير عن بداية العام الماضي عندما كانت الأسواق تسعّر ما يصل إلى 150 نقطة أساس لخفض أسعار الفائدة.

وقد يؤدي المزيد من البيانات الأميركية القوية إلى خفض توقعات خفض أسعار الفائدة بشكل أكبر، لا سيما أنه من المتوقع أن يعلن الرئيس المنتخب دونالد ترمب عن سياسات تشمل التعريفات التجارية والتخفيضات الضريبية، التي قد تعزز الاقتصاد وتؤجج التضخم بعد تنصيبه في 20 يناير.

وقال الخبير الاستراتيجي في بنك «نورديا» للائتمان وأسعار الفائدة، لارس مولاند، إن السياسة النقدية الأميركية دخلت مرحلة جديدة حيث يتوقف خفض أسعار الفائدة على انخفاض التضخم أو ضعف سوق العمل. وأضاف في مذكرة أن هناك خطراً أن تنتهي أسعار الفائدة الأميركية إلى أعلى مما تتوقعه الأسواق، وفق ما نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال».

وقد سجل الدولار مؤخراً أعلى مستوى له في عامين مقابل سلة من العملات، ومن المرجح أن تؤدي البيانات الاقتصادية القوية إلى ارتفاعه أكثر من ذلك، في حين قد ترتفع عوائد سندات الخزانة الأميركية أيضاً.

وكان «الاحتياطي الفيدرالي» قد خفّض أسعار الفائدة في ديسمبر، لكنه خفض أيضاً توقعاته لخفض أسعار الفائدة في المستقبل. ويتوقع الآن خفض أسعار الفائدة مرتين فقط في عام 2025.

وقال خبراء اقتصاديون في «إنفستيك» إن محضر اجتماع يوم الأربعاء يمكن أن يقدم تفاصيل حول كيفية تأثير سياسات ترمب المخطط لها على الاقتصاد وكيف يمكن أن يؤثر ذلك على توقعات أسعار الفائدة.

وقبل صدور بيانات الوظائف غير الزراعية يوم الجمعة، سيتم توفير المزيد من الدلائل على صحة سوق الوظائف من خلال أرقام الوظائف الشاغرة لشهر نوفمبر (تشرين الثاني)، الصادرة يوم الثلاثاء، وبيانات الوظائف الخاصة لشهر ديسمبر الصادرة يوم الأربعاء. بالإضافة إلى أحدث أرقام مطالبات البطالة الأسبوعية يوم الخميس.

ومن المؤشرات الرئيسية الأخرى التي سيراقبها المستثمرون لقياس مدى جودة أداء الاقتصاد الأميركي هو مؤشر مديري المشتريات التصنيعي لشهر ديسمبر، المقرر صدوره يوم الثلاثاء، بالإضافة إلى استطلاع ثقة المستهلكين الأولي لجامعة ميشيغان لشهر يناير، المقرر صدوره يوم الجمعة. ومن المقرر صدور بيانات التجارة لشهر نوفمبر يوم الثلاثاء.