بروكسل: سرقة أسطوانة تحتوي على بيانات متطرفين

المشتبه به سبق سجنه على خلفية مشاركته في القتال ضمن صفوف «داعش»

عناصر من الشرطة البلجيكية في العاصمة بروكسل (الشرق الأوسط)
عناصر من الشرطة البلجيكية في العاصمة بروكسل (الشرق الأوسط)
TT

بروكسل: سرقة أسطوانة تحتوي على بيانات متطرفين

عناصر من الشرطة البلجيكية في العاصمة بروكسل (الشرق الأوسط)
عناصر من الشرطة البلجيكية في العاصمة بروكسل (الشرق الأوسط)

اعتقلت الشرطة البلجيكية شاباً يبلغ من العمر 27 عاماً يدعى أنس، للاشتباه في تورطه في حادث سرقة أسطوانة مدمغة تضم معلومات وتقارير تتعلق بملفات متطرفين ولها صلة بالإرهاب. وكان أنس قد سافر للقتال في سوريا وجرت محاكمته في وقت سابق، وعوقب بالسجن 5 سنوات أمضى نصف العقوبة في السجن، وجرى إطلاق سراحه في مايو (أيار) من العام الماضي بشرط أن يقوم بتسليم نفسه إلى لجنة مختصة تلتقي به شهرياً. وحضر أنس بالفعل الخميس الماضي، إلى المبنى الذي يضم أيضاً مكتب الطب الشرعي، ورفض الحرس دخول زوجته معه، وعقب انتهاء المقابلة سأل أنس عن دورة المياه التي توجد بالقرب من مكتب أحد الأطباء الشرعيين، وبعد ذلك جرى اكتشاف سرقة القرص وهاتف جوال وأشياء أخرى. وحسبما ذكرت وسائل الإعلام البلجيكية أمس، نفى الدفاع عن المشتبه به تورطه في حادث السرقة. واعترف مكتب الادعاء العام البلجيكي، بسرقة أسطوانة مدمغة تضم معلومات وتقارير تتعلق بالمتشددين وملفات لها صلة بالإرهاب، من بينها ملف الاعتداء على المتحف اليهودي في بروكسل الذي وقع في مايو 2014، والذي بدأت جلسات المحاكمة فيه قبل أيام قليلة، وهو الهجوم الذي أسفر عن مقتل 4 أشخاص ويحاكم فيه الفرنسي الجنسية مهدي نموش وشخص آخر يدعى نصير بندرار.
كما يتعلق الأمر بملفات أخرى مثل الهجوم الإرهابي الذي ضرب بروكسل في 22 مارس (آذار) 2016 وأودى بحياة 32 شخصاً وإصابة 300 آخرين. وقال الادعاء العام إن القرص يضم معلومات بشأن تقرير الطب الشرعي لضحايا الانفجار الذي وقع في محطة القطارات الداخلية مالبيك بالعاصمة البلجيكية وهم 16 شخصاً، ولا يتضمن القرص معلومات بشأن ضحايا التفجير الذي وقع في اليوم نفسه في مطار بروكسل. وكذلك معلومات ذات صلة بملف إطلاق النار في بلدية فوريه ببروكسل على أفراد الشرطة عندما اقتربت من منزل كان يختبأ به صلاح عبد السلام الناجي الوحيد من بين منفذي هجمات باريس، التي وقعت في نوفمبر (تشرين الثاني) 2015، وكان إطلاق النار في فوريه قد أسفر عن مقتل شخص جزائري وهروب عبد السلام ومعه شخص آخر قبل أن يتم اعتقالهما في وقت لاحق قبل أيام قليلة من هجمات بروكسل. كما يضم القرص المدمغ بيانات ومعلومات تتعلق بالهجوم على شرطية في مدينة شارلروا البلجيكية في أغسطس (آب) 2016، وأيضاً ملف الاعتداء على رجال شرطة في بلدية سخاربيك في بروكسل في أكتوبر (تشرين الأول) 2016.
ووفقاً للتحليل الحالي لمكتب المدعي الفيدرالي، فإن سرقة هذا القرص ليس لها أي تأثير على التحقيقات الجارية، أو الإجراءات الأخرى التي تعالجها. وقد تم إرفاق جميع التقارير بالملفات المعنية. وتم إبلاغ الضحايا المعنيين في هذه السرقة. ويذكّر مكتب المدعي العام الاتحادي، الذي يأسف للحزن الإضافي الذي لحق بالأسر بوجود حضانة مكرسة لمساعدة الضحايا. ويبذل قاضي التحقيق، الذي أحيلت إليه القضية كل جهد للعثور على القرص المسروق.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».