دعا نائب رئيس كتلة المحور الوطني وعضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي محمد الكربولي، الحكومة العراقية، إلى مصارحة الشعب بشأن موقفها من الصراع الأميركي - الإيراني. ومنذ إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب انسحاب قوات بلاده من سوريا، تضاربت الأنباء وتباينت ردود الفعل بشأن إعادة انتشارها داخل العراق.
وفيما تعمل قوى سياسية وبرلمانية عراقية على جمع العدد اللازم من التواقيع الكافية لإعداد مشروع قانون يلزم الحكومة العراقية بإخراج القوات الأجنبية من البلاد، فقد تبادل كل من ائتلافي رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي والسابق حيدر العبادي التهم بشأن إدخال مزيد من القوات الأميركية إلى العراق. وفي الوقت الذي ينشغل فيه الشارع العراقي بأنباء الوجود الأميركي في العراق ووصولهم إلى مطار بغداد، وهو ما نفته سلطة الطيران المدني، أكد نائب رئيس المحور الوطني محمد الكربولي في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «السياسة التي تتبعها الحكومة الحالية لا تتسم بالشفافية اللازمة بشأن ما يجري في البلاد، سواء على مستوى إكمال الكابينة الحكومية التي لا تزال تخضع للتأجيل، فيما يطالب الشعب الحكومة بتنفيذ برنامجها الانتخابي، أو طبيعة الصراع الأميركي - الإيراني وموقفنا منه».
وأضاف الكربولي أن «الأفضل هو مصارحة الشعب بالحقائق بدلاً من اتباع سياسة إخفائها، لأن من شأن ذلك زيادة الأمور سوءاً». وعلى صعيد الأنباء المتواترة عن طبيعة الوجود الأميركي في العراق، سواء بعد زيارة ترمب إلى قاعدة عين الأسد غرب الأنبار أو انسحاب قوات بلاده من سوريا، يقول الخبير المتخصص بشؤون الجماعات المسلحة الدكتور هشام الهاشمي لـ«الشرق الأوسط»، إن «الانسحاب الأميركي إلى عمق العراق لن يكون عبارة عن ترانزيت، بل إنهم سوف ينقسمون بين أربيل وقاعدة سنجار وقاعدة معسكر شمال الرمانة وعين الأسد، بالإضافة إلى منطقة شمال الرطبة في العراق»، مضيفاً: «ستكون معهم دروع وطائرات دون طيار، إذ إن وجودهم بات واضحاً، بحيث يغلقون الحدود من فيشخابور وصولاً إلى عرعر ضمن قواعد اشتباك قريبة». وأوضح الهاشمي أن «من بين المهام التي يقومون بها هي منع قوات الحشد الشعبي من التقرب والوصول، وهذا بحد ذاته مشكلة»، مشيراً إلى «أنهم يتحركون بين قاعدتي (كي 1) في جنوب كركوك و(كي 2) شمال صلاح الدين في منطقة الفتحة، حيث بدأوا يعيدون انتشارهم في المناطق المتنازع عليها جنوب إقليم كردستان، كما أنهم بصدد إعادة تأهيل معسكرات مشتركة في مناطق المنصورية صعوداً إلى منطقة حلبجة، وبالتالي سوف يحققون ما هم يريدونه وهو عرقلة القوى والجهات القريبة من إيران بهدف عرقلة تحركها اقتصادياً».
بدوره، أكد الخبير الأمني فاضل أبو رغيف في تصريح مماثل لـ«الشرق الأوسط»، أنه «من الناحية العملية لا توجد زيادة في القوات الأميركية في العراق، بل إن وجودهم انحسر على مستوى الأفراد بنحو 3 آلاف جندي عما كانوا عليه سابقاً، لكنهم بدأوا العمل طبقاً لاستراتيجية جديدة». وأضاف أبو رغيف أن «هناك استحداثاً بالقواعد مثل قاعدة الصينية يجري العمل على إعادة تأهيلها بالإضافة إلى قاعدة (كي 1)، حيث يجري العمل على تنشيطها»، مشيراً إلى أن «الأميركيين يريدون هذه المرة الكثافة النوعية، وذلك من خلال تنشيط الجوانب التقنية والنوعية على حساب الكم والعدد».
أميركا تؤهل قواعد عسكرية في العراق
قواتها تنشط على الحدود مع سوريا
أميركا تؤهل قواعد عسكرية في العراق
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة