الرئيس العراقي يدخل على خط الأزمة بين «الحكمة» و«العصائب»

أقنع الحكيم والخزعلي بوقف الحملات الإعلامية

TT

الرئيس العراقي يدخل على خط الأزمة بين «الحكمة» و«العصائب»

كشف مصدر مسؤول في رئاسة الجمهورية لـ«الشرق الأوسط»، أن «الرئيس برهم صالح تمكن بعد اتصالات أجراها مع زعيم تيار الحكمة عمار الحكيم (تحالف الإصلاح والإعمار) وزعيم (عصائب أهل الحق) قيس الخزعلي (تحالف البناء) من احتواء الأزمة بين الطرفين».
وأضاف المصدر المسؤول أن «كلا الطرفين استجاب لمبادرة الرئيس التي تضمنت إيقاف الحملات الإعلامية بين الطرفين، وكذلك تأجيل المظاهرات التي كان ينوي تيار الحكمة إطلاقها أمس». وأشار إلى أن «مبادرة الرئيس تأتي في سياق عدم جر الأطراف السياسية إلى صراعات جانبية في وقت لا تزال فيه الكابينة الحكومية غير مكتملة رغم مرور أكثر من ثلاثة أشهر على نيلها الثقة، فضلاً عن التحديات الداخلية والخارجية التي تواجهها البلاد في ظل المتغيرات في المنطقة».
وكانت الأزمة قد تصاعدت منذ مساء أول من أمس، على أثر خبر بثّته قناة «الفرات» التلفزيونية التابعة لـ«الحكمة»، عن مقتل صاحب مطعم شعبي في بغداد تضمّن الإشارة إلى أن القاتل ينتمي إلى «العصائب»، الأمر الذي عدّته الأخيرة استهدافاً لها خصوصاً أن وزارة الداخلية وعلى لسان الناطق الرسمي باسمها أعلنت أن القوات الأمنية لم تلقِ القبض على القاتل. وتصاعدت حدة التوتر بين الطرفين من خلال إصدار بيانات تصعيدية كادت تنذر بمواجهة مسلحة بينهما.
في سياق ذلك، أعلن الأمين التنفيذي لتيار الحكمة، بليغ أبو كلل، أن قرار تأجيل مظاهرات تيار الحكمة الوطني جاء بناءً على طلب رئيس الجمهورية. وقال في بيان إنه «بناءً على وساطة رئيس الجمهورية برهم صالح وطلبه تأجيل مظاهرات الحكمة وتهدئة الأمر وتغليب المصلحة الوطنية، فقد تقرر تأجيل مظاهراتنا احتراماً وتقديراً لهذه المبادرة الكريمة».
من جهته، أكد عضو البرلمان العراقي عن كتلة عصائب أهل الحق نعيم العبودي، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حركة عصائب أهل الحق وبأمر من رئيسها شكّلت لجنتين: الأولى لمتابعة مبادرة رئيس الجمهورية لكشف الأسباب الحقيقية لما جرى، بينما الثانية لجنة قانونية بشأن مصفاة بيجي» التي اتهم إعلام «الحكمة» «العصائب» بـ«سرقة» معداتها. وأضاف العبودي أن «مهمة هذه اللجنة هي التواصل مع وزارتي الدفاع والداخلية لمعرفة مصير مواد مصفاة بيجي التي تم تسليمها لوزارة النفط». وأوضح أن «من بين مهام اللجنة معرفة ما إذا كان قد تم إلقاء القبض على قاتل صاحب مطعم (ليمونة) وهل كان القاتل يحمل بطاقة العصائب طبقاً للخبر المنشور».
إلى ذلك طالب الأمين العام لعصائب أهل الحق قيس الخزعلي، ورئيس تحالف الفتح هادي العامري، ورئيس المجلس الأعلى همام حمودي، جهة سياسية (لم يسموها)، بـ«الحذر من الفتن والأضرار». وقال بيان: «اجتمع هادي العامري وهمام حمودي وأبو مهدي المهندس وسامي المسعودي وأحمد الأسدي وأبو جهاد الهاشمي في مكتب قيس الخزعلي لدراسة تداعيات مشاريع الاستهداف الممنهج للحشد الشعبي وفصائله ورموزه التي تقوم بها جهة سياسية معروفة تمتلك فضائية وجيوشاً إلكترونية». وأضاف أن «المجتمعين طالبوا هذه الجهة بالتوقف عن هذه السياسة فوراً والحذر من الفتن والأضرار التي يمكن أن تلحق وضع البلد الأمني والمجتمعي»، مشيراً إلى أنهم «منحوا فرصة لمبادرة رئيس الجمهورية في تحقيق بهذه الإساءات واتخاذ الإجراءات اللازمة تبعاً لذلك».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.