الحريري لن يشكل حكومة يطغى عليها «حزب الله»

القمة الاقتصادية توتّر العلاقة بين عون وبري

أحد اجتماعات التنسيق لمناقشة الوضع على الحدود الجنوبية بين الرئيس سعد الحريري وقائد الجيش العماد جوزيف عون (دالاتي ونهرا)
أحد اجتماعات التنسيق لمناقشة الوضع على الحدود الجنوبية بين الرئيس سعد الحريري وقائد الجيش العماد جوزيف عون (دالاتي ونهرا)
TT

الحريري لن يشكل حكومة يطغى عليها «حزب الله»

أحد اجتماعات التنسيق لمناقشة الوضع على الحدود الجنوبية بين الرئيس سعد الحريري وقائد الجيش العماد جوزيف عون (دالاتي ونهرا)
أحد اجتماعات التنسيق لمناقشة الوضع على الحدود الجنوبية بين الرئيس سعد الحريري وقائد الجيش العماد جوزيف عون (دالاتي ونهرا)

يحرص رئيس الحكومة اللبنانية المكلف سعد الحريري على تشكيل حكومة وفاق وطني وازنة ويتجنّب تظهير حكومته على أنها حكومة يطغى عليها اللون السياسي «الممانع» لئلا يتراجع الحماس العربي والدولي الذي لقيه لبنان للخروج من مؤتمر «سيدر» بقرارات داعمة لنهوضه الاقتصادي لمنعه من الانهيار، وسط مخاوف من أن يكون الهدف من تسعير الاشتباك السياسي حول القمة الاقتصادية، هو الضغط على لبنان للحاق بمحور «الممانعة»، وهذا ما يضر برغبته في الوقوف على الحياد لئلا يعرّض مصالحه العربية والدولية للاهتزاز.
وأكدت مصادر مواكبة لجهود التأليف الحكومي لـ«الشرق الأوسط» أن تمسّك «حزب الله» بالحريري «لا يعني أن الأخير على استعداد للتسليم لـ«حزب الله» بأن تكون له اليد الطولى في فرض سيطرته على الحكومة»، وتعزو السبب إلى أنه ليس في وارد أن يرأس حكومة تشكِّل تحدّياً للمجتمع الدولي الذي كان أبدى خشيته من سيطرة الحزب على البرلمان اللبناني المنتخب.
ويأتي ذلك في ظل توتر في العلاقة بين الرئيس ميشال عون والرئيس نبيه بري على خلفية استضافة القمة العربية الاقتصادية في بيروت في 19 يناير (كانون الثاني) الحالي. فالثنائي الشيعي أراد أن يضع استضافة لبنان للقمة أمام معادلة لا يستطيع أن يأخذ بها الرئيس عون وتقوم على دعوة سوريا لحضورها في مقابل تغييب ليبيا عن المشاركة فيها.

المزيد ....



دمشق: رئيسي يلتقي اليوم ممثلي الفصائل الفلسطينية

الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)
الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)
TT

دمشق: رئيسي يلتقي اليوم ممثلي الفصائل الفلسطينية

الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)
الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)

يجري الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي محادثات في دمشق اليوم (الخميس)، في اليوم الثاني من زيارته البارزة التي أكد خلالها دعم بلاده المتجدد لسوريا وتخللها توقيع مذكرة تفاهم لتعاون استراتيجي طويل المدى في مجالات عدّة بين البلدين.
وزيارة رئيسي إلى دمشق على رأس وفد وزاري رفيع هي الأولى لرئيس إيراني منذ أكثر من 12 عاماً، رغم الدعم الاقتصادي والسياسي والعسكري الكبير، الذي قدّمته طهران لدمشق وساعد في تغيير مجرى النزاع لصالح القوات الحكومية. وتأتي هذه الزيارة في خضمّ تقارب بين الرياض وطهران اللتين أعلنتا في مارس (آذار) استئناف علاقاتهما بعد طول قطيعة، بينما يسجَّل انفتاح عربي، سعودي خصوصاً، تجاه دمشق التي قاطعتها دول عربية عدة منذ عام 2011.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1654027328727711744
وبعدما أجرى محادثات سياسية موسّعة مع نظيره السوري بشار الأسد الأربعاء، يلتقي رئيسي في اليوم الثاني من زيارته وفداً من ممثلي الفصائل الفلسطينية، ويزور المسجد الأموي في دمشق، على أن يشارك بعد الظهر في منتدى لرجال أعمال من البلدين.
وأشاد رئيسي الأربعاء بـ«الانتصار»، الذي حقّقته سوريا بعد 12 عاماً من نزاع مدمر، «رغم التهديدات والعقوبات» المفروضة عليها، مؤكّداً أنّ العلاقة بين البلدين «ليست فقط علاقة سياسية ودبلوماسية، بل هي أيضاً علاقة عميقة واستراتيجية».
ووقّع الرئيسان، وفق الإعلام الرسمي، مذكرة تفاهم لـ«خطة التعاون الاستراتيجي الشامل الطويل الأمد»، التي تشمل مجالات عدة بينها الزراعة والسكك الحديد والطيران المدني والنفط والمناطق الحرة. وقال رئيسي إنه «كما وقفت إيران إلى جانب سوريا حكومة وشعباً في مكافحة الإرهاب، فإنها ستقف إلى جانب أشقائها السوريين في مجال التنمية والتقدم في مرحلة إعادة الإعمار».
ومنذ سنوات النزاع الأولى أرسلت طهران إلى سوريا مستشارين عسكريين لمساندة الجيش السوري في معاركه ضدّ التنظيمات «المتطرفة» والمعارضة، التي تصنّفها دمشق «إرهابية». وساهمت طهران في دفع مجموعات موالية لها، على رأسها «حزب الله» اللبناني، للقتال في سوريا إلى جانب القوات الحكومية.
وهدأت الجبهات في سوريا نسبياً منذ 2019. وإن كانت الحرب لم تنته فعلياً. وتسيطر القوات الحكومية حالياً على غالبية المناطق التي فقدتها في بداية النزاع. وبات استقطاب أموال مرحلة إعادة الإعمار أولوية لدمشق بعدما أتت الحرب على البنى التحتية والمصانع والإنتاج.
وزار الأسد طهران مرتين بشكل معلن خلال السنوات الماضية، الأولى في فبراير (شباط) 2019 والثانية في مايو (أيار) 2022، والتقى خلالها رئيسي والمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي.
وكان الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد زار دمشق في 18 سبتمبر (أيلول) 2010. قبل ستة أشهر من اندلاع النزاع، الذي أودى بأكثر من نصف مليون سوري، وتسبب في نزوح وتهجير أكثر من نصف عدد السكان داخل البلاد وخارجها.