أميركا تسعى للضغط على أوروبا لخفض الحماية على قطاع الزراعة

الاتحاد الأوروبي: لا نستطيع التفاوض على هذا الملف

أميركا تسعى للضغط على أوروبا لخفض الحماية على قطاع الزراعة
TT

أميركا تسعى للضغط على أوروبا لخفض الحماية على قطاع الزراعة

أميركا تسعى للضغط على أوروبا لخفض الحماية على قطاع الزراعة

لمحت الولايات المتحدة إلى أنها لن ترضخ لمطلب الاتحاد الأوروبي بتنحية الزراعة عن مباحثات تجارية بينهما، ونشرت أهدافاً تفاوضية تسعى إلى وصول شامل لمنتجات المزارع الأميركية إلى أسواق الاتحاد الأوروبي.
وقال مكتب الممثل التجاري الأميركي إن الأهداف المطلوبة من قبل الكونغرس بموجب قانون للتفاوض التجاري تسعى لخفض الرسوم التي يفرضها الاتحاد الأوروبي على منتجات المزارع الأميركية أو إلغائها.
وكانت قضايا الزراعة ضمن نقاط الخلاف الكبرى في المفاوضات الماضية بشأن اتفاق تجاري واسع بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وهو اتفاق الشراكة في التجارة والاستثمار عبر الأطلسي، قبل تجميد المباحثات في أعقاب انتخاب دونالد ترمب رئيساً للبلاد في عام 2016.
وأبلغت مفوضة الاتحاد الأوروبي للتجارة سيسيليا مالمستروم، الممثل التجاري الأميركي روبرت لايتهايزر في واشنطن بأن الاتحاد الذي يضم 28 دولة لا يستطيع التفاوض بشأن الزراعة في إطار مجموعة جديدة من المفاوضات المحدودة، والتي من المتوقع أن تبدأ هذا العام. وأبلغت مالمستروم الصحافيين قائلة: «أوضحنا بشدة أن الزراعة لن تكون مدرجة (على أعمال التفاوض)»، وذلك بعد اجتماع مع لايتهايزر هذا الشهر، وأضافت أن الجانبين لم يتفقا بعد على آفاق المباحثات.
واتفق ترمب ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر في يوليو (تموز) الماضي على إعادة إطلاق المفاوضات لخفض الرسوم الجمركية على سلع صناعية بينها السيارات، وأيضاً مناقشة سبل شراء أوروبا للمزيد من فول الصويا من الولايات المتحدة.
وأخبر ترمب يونكر بأنه سيمتنع عن فرض رسوم جمركية بنسبة 25 في المائة على السيارات وقطع غيار السيارات التي ينتجها الاتحاد الأوروبي، والتي يفكر في فرضها في جميع أنحاء العالم لأسباب تتعلق بالأمن القومي. لطالما اشتكى ترمب من الرسوم التي تفرضها أوروبا على وارداتها من السيارات بنسبة 10 في المائة، بينما تبلغ الرسوم الأميركية على سيارات الركوب 2.5 في المائة فقط، وتصل تعريفة الولايات المتحدة على الشاحنات الصغيرة والشاحنات التجارية الأخرى 25 في المائة.
وجاء القرار الأميركي بالضغط من أجل التوصل إلى مفاوضات تجارية كاملة بشأن السلع الزراعية عقب جلسة استماع عقدت في ديسمبر (كانون الأول) دعت خلالها مجموعات من المزارعين ومصنعي الأغذية والمشروبات في الولايات المتحدة إلى إدراج منتجاتها.
وحذر مُشرعون مؤثرون مثل تشوك جراسلي، رئيس لجنة المالية في مجلس الشيوخ، وهو مزارع في ولاية أيوا، من أنهم قد لا يدعمون اتفاقاً للاتحاد الأوروبي لا يشمل الزراعة.
وسيسعى الممثل التجاري الأميركي أيضاً للحصول على التزامات من أوروبا بعدم فرض أي رسوم على أي تنزيلات رقمية للبرامج أو الأفلام أو الموسيقى أو المنتجات الأخرى الخاصة بالولايات المتحدة، أو أي قواعد تقيد تدفق البيانات عبر الحدود أو تتطلب توطين البيانات.
وفي مواجهة جهود أوروبا لفرض ضرائب على المنتجات والخدمات المقدمة من عمالقة الإنترنت في الولايات المتحدة، بما في ذلك شركة Alphabet Inc's Google وFacebook وAmazon.com، قال الممثل التجاري الأميركي إنه سيسعى إلى ضمان عدم مواجهة هذه المنتجات لمعاملة تمييزية من قبل الحكومات الأوروبية على أساس الجنسية أو الإقليم الذي يتم فيه إنتاج المنتج.



الأسواق الأميركية تشهد تراجعاً بسبب بيانات اقتصادية محبطة

متداولون يعملون في بورصة نيويورك (رويترز)
متداولون يعملون في بورصة نيويورك (رويترز)
TT

الأسواق الأميركية تشهد تراجعاً بسبب بيانات اقتصادية محبطة

متداولون يعملون في بورصة نيويورك (رويترز)
متداولون يعملون في بورصة نيويورك (رويترز)

انخفضت مؤشرات الأسهم الأميركية، يوم الخميس، في ظل بيانات اقتصادية محبِطة قد تشير إلى تباطؤ في النمو الاقتصادي. وتراجع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 0.2 في المائة خلال التعاملات المبكرة، متجهاً نحو خَسارته الثالثة في الأيام الأربعة الماضية، وهو ما يشير إلى تعثر ملحوظ بعد ارتفاعه الكبير، هذا العام.

وفي المقابل، ارتفع مؤشر «داو جونز» الصناعي بمقدار 23 نقطة، أو 0.1 في المائة، في حين انخفض مؤشر «ناسداك» المركب بنسبة 0.4 في المائة، مقارنةً بأعلى مستوى سجله في اليوم السابق، وفق وكالة «أسوشييتد برس».

وتأثرت الأسواق بتقرير يُظهر ارتفاعاً في عدد الأميركيين الذين تقدموا بطلبات للحصول على إعانات البطالة، الأسبوع الماضي، بالإضافة إلى تحديث آخر أظهر أن التضخم على مستوى الجملة، قبل أن يصل إلى المستهلكين الأميركيين، كان أعلى من المتوقع في الشهر الماضي.

وعلى الرغم من أن هذه التقارير لا تشير إلى كارثة وشيكة، فإنها تثير القلق بشأن بعض الآمال التي كانت تدعم مؤشرات الأسهم، وخاصة «ستاندرد آند بورز 500» الذي وصل إلى أعلى مستوى له، هذا العام، حيث كانت السوق تُعوّل على تباطؤ التضخم بما يكفي لإقناع بنك الاحتياطي الفيدرالي بمواصلة خفض أسعار الفائدة، مع بقاء الاقتصاد قوياً بما يكفي لتفادي الركود.

ومن بين التقريرين، قد يكون التحديث الأكثر تأثيراً هو الأضعف لسوق العمل، وهو ما يَعدُّه كريس لاركين، المدير الإداري للتداول والاستثمار في «إي تريد» من «مورغان ستانلي»، عاملاً مهماً في حسم مسار السوق. ولفت إلى أن ارتفاع أسعار البيض ربما يكون السبب وراء أرقام التضخم التي جاءت أعلى من المتوقع. وأضاف لاركين أن «أسبوعاً واحداً من البيانات الضعيفة لا ينفي الاتجاه العام القوي لسوق العمل، لكن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيكون حذراً في التعامل مع أي إشارات على ضعف سوق الوظائف».

ويتوقع المستثمرون بشكل شبه مؤكَّد أن يقوم بنك الاحتياطي الفيدرالي بتخفيض سعر الفائدة الرئيسي، في اجتماعه المرتقب الأسبوع المقبل، ما يمثل التخفيض الثالث على التوالي، بعد أن بدأ خفض الفائدة في سبتمبر (أيلول) الماضي، بعدما كانت عند أعلى مستوياتها منذ عقدين. ويأمل البنك أن يسهم هذا التخفيض في دعم سوق العمل المتباطئة مع السعي لتحقيق هدف التضخم البالغ 2 في المائة. إلا أن هذه الخطوة قد تثير أيضاً القلق بشأن تعزيز التضخم في المستقبل.

في سياق مماثل، كان هذا التوجه في السياسة النقدية مواكباً لخطوات مماثلة اتخذتها بنوك مركزية أخرى. فقد قام البنك المركزي الأوروبي بتخفيض أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية، كما كان متوقعاً، بينما خفَّض البنك الوطني السويسري سعر الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية، في خطوة حادة تعكس التحديات الاقتصادية العالمية الراهنة. من جانب آخر، أشار البنك المركزي السويسري إلى أن الوضع الاقتصادي العالمي يشوبه عدم اليقين، ولا سيما مع تأثيرات السياسة الاقتصادية المرتقبة تحت إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، إضافة إلى التقلبات في السياسة الاقتصادية بأوروبا.

على صعيد الأسهم، تراجعت أسهم شركة «أدوبي» بنسبة 11.4 في المائة، على الرغم من إعلانها أرباحاً تفوق توقعات المحللين للربع الأخير، حيث قدمت الشركة توقعات لأرباح وإيرادات في سنتها المالية المقبلة التي جاءت أقل قليلاً من تقديرات السوق. في المقابل، ارتفعت أسهم «كروغر» بنسبة 2.9 في المائة، بعد أن أعلنت عودتها لشراء أسهمها مرة أخرى، بعد إلغاء محاولتها السابقة للاندماج مع «ألبرتسونز». ووافق مجلس إدارة «كروغر» على برنامج لإعادة شراء أسهم بقيمة تصل إلى 7.5 مليار دولار، ليحل محل تفويض سابق كان بقيمة مليار دولار فقط.

وفي أسواق الأسهم العالمية، ظلت المؤشرات الأوروبية مستقرة إلى حد ما، بعد قرار البنك المركزي الأوروبي خفض أسعار الفائدة، بينما كانت الأسواق الآسيوية أكثر قوة، فقد ارتفعت مؤشرات الأسهم في هونغ كونغ بنسبة 1.2 في المائة، وفي شنغهاي بنسبة 0.8 في المائة، في حين سجل مؤشر «كوسبي» في كوريا الجنوبية زيادة بنسبة 1.6 في المائة، محققاً ثالث مكاسبه المتتالية، مع تراجع الاضطرابات السياسية التي شهدتها البلاد، الأسبوع الماضي، حين أعلن رئيسها، لفترة وجيزة، الأحكام العرفية.

وفي سوق السندات، ارتفع عائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات إلى 4.29 في المائة، مقارنةً بـ4.27 في المائة بنهاية يوم الأربعاء، في حين انخفض عائد سندات الخزانة الأميركية لأجل عامين إلى 4.15 في المائة، من 4.16 في المائة.