تناول الألياف يقلل فرص الإصابة بأمراض القلب

ضربة لحمية النشويات

تناول الألياف يقلل فرص الإصابة بأمراض القلب
TT

تناول الألياف يقلل فرص الإصابة بأمراض القلب

تناول الألياف يقلل فرص الإصابة بأمراض القلب

أظهرت دراسة أجريت بتكليف من منظمة الصحة العالمية أن تناول الألياف بكثرة، خاصة الموجودة في الحبوب الغذائية وفي الفول السوداني والبقوليات، يقلل من احتمالية الإصابة بأمراض القلب والموت المبكر، بحسب صحيفة «ذا غارديان» البريطانية.
وأفاد القائمون على البحث بأن النتائج التي توصلوا إليها مبشرة، غير أنها لا تتوافق مع حمية الألياف التي انتشرت مؤخرا. وقد رأس فريق الباحثين البروفسور جيم مان، الأستاذ بجامعة أوتاغو بنيوزيلندا.
يعتبر السكر من النشويات السيئة في حين توجد الألياف في النشويات «الجيدة» مثل الخبز المصنوع من الحبوب ومزيج الشوفان. لكن رد الفعل العنيف ضد السكر تسبب في انتشار أنواع الحمية الغذائية التي ترفض النشويات، ومنها أنواع النشويات التي قال العلماء إنها تنقذ الحياة.
وفي تصريح لصحيفة «ذا غارديان»، قال البروفسور مان، إن «البحث يساهم في تغير وجه الجدل الدائر إلى حد بعيد. فقد توصلنا في هذه الدراسة إلى أدلة قوية على أن الحمية الغذائية ذات نسبة الألياف المرتفعة، التي يرى أغلبية الناس أنها غنية بالنشويات، لها تأثير كبير في الوقاية من عدد من الأمراض، منها داء السكري، وأمراض القلب والأوعية الدموية، والسرطان».
بيد أن مان أفاد بأن البحث لن ينهي «حروب الحمية الغذائية» بسبب أصحاب المصالح المستفيدين من انتشار ذلك النوع من الحميات الغذائية، وأصحاب المصالح هنا نوعان: النوع الأول أصحاب المصالح التجارية ومشاهير الطهاة وغيرهم، والثاني، بعض الأطباء والعلماء الذين يروجون عكس ما يقول البحث.
ونصحت الدراسة بتناول على الأقل 25 - 29 غراما من الألياف يوميا، حيث إن غالبية الناس حول العالم يتناولون أقل من 20 غراما منها يوميا. وكشفت الدراسة كذلك عن أن تناول النسبة الأعلى المذكورة يقلل من احتمالات الوفاة بنسبة 15 - 30 في المائة من الوفيات، بما في ذلك الوفيات بسبب أمراض القلب، مقارنة بالأشخاص الذين يتناولون أليافا أقل.
وأظهرت الدراسة أيضا تراجع الإصابة بمرض القلب التاجي والذبحة الصدرية، والنوع الثاني من داء السكري وسرطان القولون والمستقيم بواقع 16 - 24 في المائة، مما يعني 13 حالة وفاة وست حالات مرض القلب التاجي بين كل 1000 شخص يتناولون أليافا أكثر مقارنة بغيرهم ممن لا يتناولونها بالقدر نفسه.
فيما أفاد البروفسور جون كمنز، أستاذ الجهاز الهضمي بجامعة «داندي»، بأن «نتائج البحث تعد خلاصة دراسات عن حمية الألياف استمرت 50 عاما»، مضيفا: «الآن فإننا في لحظة فارقة بعد أن أدركنا الدور الذي تقوم به الألياف في جسم الإنسان بصورة لم تعد تحتمل الشك. علينا أن ندون ذلك على الحجر ليصبح جزءا من حياة البشر».


مقالات ذات صلة

3 أطعمة عليك تناولها عند إصابتك بنزلة برد أو إنفلونزا

صحتك تزداد في هذه الفترة من العام فرص الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا (د.ب.أ)

3 أطعمة عليك تناولها عند إصابتك بنزلة برد أو إنفلونزا

تزداد في هذه الفترة من العام فرص الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا وغيرهما من الفيروسات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك يُعدّ اكتئاب ما بعد الولادة من المشكلات النفسية المزعجة التي تعاني منها الأمهات (رويترز)

كيف تتخطين «اكتئاب ما بعد الولادة»؟

يُعدّ اكتئاب ما بعد الولادة من المشكلات النفسية المزعجة التي تعاني منها الأمهات، وقد تستمر معهن لأشهر طويلة، وتتطور لدى بعضهن إلى حد التفكير في الانتحار.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك أمراض القلب قد تسرع خطر إصابة الرجال بالخرف (رويترز)

أمراض القلب قد تسرع خطر إصابة الرجال بالخرف

كشفت دراسة جديدة أن أمراض القلب قد تسرع خطر إصابة الرجال بالخرف.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ينصح الخبراء بأن حتى المشي السريع يعمل على تعزيز الدورة الدموية ودعم الطاقة بشكل أفضل خلال الشتاء (أرشيفية - أ.ف.ب)

5 نصائح لتجنب الشعور بالتعب والإرهاق وسط برودة الطقس

ينصح خبراء التغذية بنصائح عدة لزيادة النشاط وتجنب التعب في الشتاء.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك هل يمكننا قياس مدى سرعة شيخوخة أجسادنا؟

هل يمكننا قياس مدى سرعة شيخوخة أجسادنا؟

لتطوير علاجات مضادة للهرم

د. أنتوني كوماروف (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))

الذكاء الصناعي يقرأ الأفكار وينصّها

فك تشفير إعادة بناء الكلام باستخدام بيانات مسح الرنين المغناطيسي (جامعة تكساس)
فك تشفير إعادة بناء الكلام باستخدام بيانات مسح الرنين المغناطيسي (جامعة تكساس)
TT

الذكاء الصناعي يقرأ الأفكار وينصّها

فك تشفير إعادة بناء الكلام باستخدام بيانات مسح الرنين المغناطيسي (جامعة تكساس)
فك تشفير إعادة بناء الكلام باستخدام بيانات مسح الرنين المغناطيسي (جامعة تكساس)

طُوّر جهاز فك ترميز يعتمد على الذكاء الصناعي، قادر على ترجمة نشاط الدماغ إلى نص متدفق باستمرار، في اختراق يتيح قراءة أفكار المرء بطريقة غير جراحية، وذلك للمرة الأولى على الإطلاق، حسب صحيفة «الغارديان» البريطانية.
وبمقدور جهاز فك الترميز إعادة بناء الكلام بمستوى هائل من الدقة، أثناء استماع الأشخاص لقصة ما - أو حتى تخيلها في صمت - وذلك بالاعتماد فقط على مسح البيانات بالتصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي فقط.
وجدير بالذكر أن أنظمة فك ترميز اللغة السابقة استلزمت عمليات زراعة جراحية. ويثير هذا التطور الأخير إمكانية ابتكار سبل جديدة لاستعادة القدرة على الكلام لدى المرضى الذين يجابهون صعوبة بالغة في التواصل، جراء تعرضهم لسكتة دماغية أو مرض العصبون الحركي.
في هذا الصدد، قال الدكتور ألكسندر هوث، عالم الأعصاب الذي تولى قيادة العمل داخل جامعة تكساس في أوستن: «شعرنا بالصدمة نوعاً ما؛ لأنه أبلى بلاءً حسناً. عكفت على العمل على هذا الأمر طيلة 15 عاماً... لذلك كان الأمر صادماً ومثيراً عندما نجح أخيراً».
ويذكر أنه من المثير في هذا الإنجاز أنه يتغلب على قيود أساسية مرتبطة بالتصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي، وترتبط بحقيقة أنه بينما يمكن لهذه التكنولوجيا تعيين نشاط الدماغ إلى موقع معين بدقة عالية على نحو مذهل، يبقى هناك تأخير زمني كجزء أصيل من العملية، ما يجعل تتبع النشاط في الوقت الفعلي في حكم المستحيل.
ويقع هذا التأخير لأن فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي تقيس استجابة تدفق الدم لنشاط الدماغ، والتي تبلغ ذروتها وتعود إلى خط الأساس خلال قرابة 10 ثوانٍ، الأمر الذي يعني أنه حتى أقوى جهاز فحص لا يمكنه تقديم أداء أفضل من ذلك.
وتسبب هذا القيد الصعب في إعاقة القدرة على تفسير نشاط الدماغ استجابة للكلام الطبيعي؛ لأنه يقدم «مزيجاً من المعلومات» منتشراً عبر بضع ثوانٍ.
ورغم ذلك، نجحت نماذج اللغة الكبيرة - المقصود هنا نمط الذكاء الصناعي الذي يوجه «تشات جي بي تي» - في طرح سبل جديدة. وتتمتع هذه النماذج بالقدرة على تمثيل المعنى الدلالي للكلمات بالأرقام، الأمر الذي يسمح للعلماء بالنظر في أي من أنماط النشاط العصبي تتوافق مع سلاسل كلمات تحمل معنى معيناً، بدلاً من محاولة قراءة النشاط كلمة بكلمة.
وجاءت عملية التعلم مكثفة؛ إذ طُلب من ثلاثة متطوعين الاستلقاء داخل جهاز ماسح ضوئي لمدة 16 ساعة لكل منهم، والاستماع إلى مدونات صوتية. وجرى تدريب وحدة فك الترميز على مطابقة نشاط الدماغ للمعنى باستخدام نموذج لغة كبير أطلق عليه «جي بي تي - 1»، الذي يعتبر سلف «تشات جي بي تي».