ناغلسمان وتيديسكو يرفعان شعار دعم العناصر الشابة في الدوري الألماني

مدربا هوفنهايم وشالكه ملتزمان بالاستعراض الجنوني الذي يصل إلى حد الفوضى

تيديسكو مدرب شالكه منحاز للدفع بالشباب  -  ناغلسمان مدرب هوفنهايم
تيديسكو مدرب شالكه منحاز للدفع بالشباب - ناغلسمان مدرب هوفنهايم
TT

ناغلسمان وتيديسكو يرفعان شعار دعم العناصر الشابة في الدوري الألماني

تيديسكو مدرب شالكه منحاز للدفع بالشباب  -  ناغلسمان مدرب هوفنهايم
تيديسكو مدرب شالكه منحاز للدفع بالشباب - ناغلسمان مدرب هوفنهايم

تطلب الأمر بضعة أيام لمعالجة وتحليل المباراة الأولى التي خاضها فريق هوفنهايم في إطار بطولة دوري أبطال أوروبا، لكن الهزيمة التي مُني بها أمام شاختار دونتيسك تعني أنه سجّل 10 أهداف خلال المباريات التي خاضها أمام أبطال أوكرانيا ومانشستر سيتي وليون، ومع هذا، لم يفلح في الفوز ولو مرة واحدة، ولن تستمر مشاركته في البطولة في الأدوار المتقدمة.
من جهته، شرح جوليان ناغلسمان مدرب هوفنهايم الذي طارد المباراة وهيمن عليها بإيمان وثقة ورباطة جأش رغم تراجع عدد عناصر فريقه إلى 10 فقط خلال النصف ساعة الأخيرة في أعقاب حصول آدم سالاي على بطاقة حمراء، باستفاضة، وجهةَ نظره بخصوص المباريات التي تنتهي بالتعادل قائلاً: «إهدار متوالٍ للنقاط؛ إنه السيناريو الأسخف الذي لا يعكس فلسفتنا العامة». وأوضح المدرب في أعقاب الخسارة أمام شاختار: «دائماً ما تتملكني الرغبة في الفوز، وأرغب في الفوز بكل شيء». ويبدو هذا توجهاً إيجابياً بالتأكيد من شأنه خدمة ناديه.
وبعد أربعة أيام من تلك المباراة، خفّف ناغلسمان حدة موقفه بعد حالة التأزم التي سيطرت على أرض الملعب خلال المواجهة المحلية لفريقه أمام شالكه، وقال: «يمكنني التعايش مع النقطة»، وذلك رغم اعتقاده بأن فريقه كان ينبغي أن يحصد مزيداً من النقاط. وخالج الشعور ذاته دومينيكو تيديسكو، مدرب الفريق المنافس، الذي تحدث عن «خسارة نقطتين».
كانت المباراة قد انتهت بالتعادل الإيجابي 1 - 1، لكن هذه النتيجة لا توفي المباراة حقها على الإطلاق، ذلك أن هذه المباراة جسدت أفضل ما يتميز به الدوري الألماني الممتاز، فقد جاء الأداء خلالها جنونياً وغير متوقع وفوضوي وغير عقلاني. ومن جديد، أظهر هوفنهايم قدراً هائلاً من التحركات المجنونة والرائعة في مواجهة فريق شالكه، الذي بدا أنه تخلّص أخيراً من عبء البداية المرتعشة التي قدمها في الموسم، لكن يقف اليوم في منتصف جدول ترتيب أندية الدوري الألماني الممتاز الذي يخضع للراحة الشتوية.
واللافت أن المباراة انتهت بإطلاق ناغلسمان وتيديسكو تصريحات توحي، وكأنهما كانا يشاهدان مباراتين مختلفتين تماماً. بطبيعة الحال، بدا من المنطقي أن يتسم الجانبان ببعض من الجنون، بالنظر إلى أن هذه المواجهة تجري بين أصغر مدربين على مستوى الدوري الألماني الممتاز، ذلك أن عمريهما 31 و33 عاماً على الترتيب. علاوةً على ذلك، يحمل كل منهما بداخله نهماً لا يعرف الشبع إزاء تطوير الذات. وقد نال الاثنان شهادة مزاولة التدريب معاً من «سبورتس شوله هينيف»، الواقعة شرق بون (وجاء تيديسكو الأول على المجموعة)، قبل أن يتولى تيديسكو تدريب فريق هوفنهايم دون 19 عاماً في الوقت الذي انتقل ناغلسمان للعمل مع الفريق الأول. ويزيد هذا بالتأكيد من حدة المنافسة بين الرجلين، وإن كان يبدو واضحاً لأي متابع بانتظام للمدربين أن الدوافع المحركة لهما تأتي من الداخل، أكثر من أية عوامل خارجية.
وحملت المواجهة الأخيرة انعكاساً لهذا الأمر، وسلَّطت الضوء على مدى التطور الذي يطرأ على أداء المدربين. من ناحيته، تمكن ناغلسمان، رغم الأخطاء القليلة التي أوشك على السقوط فيها والهفوات الناجمة عن سوء حظ، من التأقلم أولاً مع موسمه الأول داخل بطولة دوري أبطال أوروبا على نحو جيد. وقد نجح هوفنهايم في اجتياز مشكلات الإصابات وقدّم مستوى جيداً في الفترة الأخيرة على صعيد المواجهات المحلية.
لقد تمكّن الفريق من اجتياز ست مباريات بالدوري دونما هزيمة. وربما تكمن النقطة الأهم في أن الفريق حصد عدد نقاط يفوق ما حصل عليه خلال المرحلة ذاتها من الموسم الماضي، والذي نجح في إنجازه في المركز الثالث - أفضل مركز له على الإطلاق - الأمر الذي أهَّله للمشاركة تلقائياً ببطولة دوري أبطال أوروبا.
الواضح أن الفريق تحت قيادة ناغلسمان تطور بالفعل، فقد أصبح أداء اللاعبين أكثر نشاطاً وقوة. وتمكن اللاعبون منذ اللحظات الأولى من نقل المباراة إلى نصف ملعب شالكه، مع تسديد ستيفن زوبر كرة قوية ارتطمت بالقائم خلال الدقائق الخمس الأولى من المباراة. ورغم عودة الفريق الزائر للمنافسة بقوة خلال المباراة، نجح الفريق صاحب الأرض من تصويب 20 كرة باتجاه المرمى (من إجمالي 35 خلال المباراة)، مع تحقيقه أقل قليلاً عن نصف نسبة الاستحواذ. وكان من اللافت أن يركز برنامج «أكتويلو سبورتس ستوديو»، في قناة «زد دي إف»، والذي يتولى طرح تغطية لمباريات السبت التي يشهدها الدوري الألماني الممتاز، على مشاهد من المباراة كان هوفنهايم يضغط خلالها على شالكه، وصور لتيديسكو عند خط التماس بوجه عابس وقلق. أما ناغلسمان، فإنه يبدو حريصاً على عدم إهدار أي وقت قبل الانتقال إلى لايبزيغ الصيف المقبل.
المثير أن الفريق الذي يتولى تيديسكو تدريبه أزهر مؤشرات على التطور هو الآخر، الأمر الذي ربما كان أقل توقعاً. المؤكد أن تيديسكو ليس النمط النموذجي من المدربين التعامل مع شالكه، ذلك أن أسلوب اللعب المفضل لديه يعتمد على الاحتواء والتصدي. وبالطبع فإن نجاحه في دفعه لاعبيه لاستيعاب واتباع هذا الأسلوب المختلف في اللعب يُعدّ بمثابة شهادة تثبت قدرته الكبيرة على الإقناع، لكن إذا لم ينجح الفريق نهاية الأمر من تحقيق نتائج، فما الجدوى؟ جدير بالذكر أن شاكله خسر المباريات الخمس الأولى هذا الموسم.
ومن يدري، ربما كان تيديسكو ليلجأ إلى هذا الأسلوب على أية حال، لكن من الصعب ألا يخلص المرء في النهاية إلى أن الأداء الذي قدمه الفريق، السبت، على خلفية 10 أهداف خلال المباريات الثلاثة الأخيرة له على أرضه، وأداءه المؤسف نسبياً في بطولة دوري أبطال أوروبا في بورتو، كان جريئاً وشجاعاً. ونجحت مجموعة من المهاجمين بينهم مارك أوتاه وبريل إلمبولو وستيفن سكرزيبسكي، في دفع شالكه نحو نقل المباراة إلى هوفنهايم، وتسجيل هدف التعادل المستحَقّ على أدنى تقدير، والذي منحه لهم نبيل بن طالب من خلال المخالفة التي ارتُكِبت بحقه، وهي واحدة من ثلاث ركلات جزاء احتسبها الحكم روبرت كامبكا، بينما ألغى حكم الفيديو المساعد الركلتين الأخريين على الترتيب، بعدما جرت معاقبة زوبر بادئ الأمر بسبب لمسه الكرة بيده خلال الشوط الأول، الأمر الذي أثار ضيق تيديسكو بشدة.
وعلى خلاف الحال مع ناغلسمان، نجح تيديسكو من بلوغ دور الـ16 بدوري أبطال أوروبا من المحاولة الأولى. وجاء الأداء الواهن في شمال البرتغال، على ما يبدو، بمثابة نتاج للأخبار التي ظهرت حول أن فوز لوكوموتيف موسكو على غلطة سراي زاد صعوبة الطريق أمام بورتو وشالكه. وبينما تكمن المشكلات التي يقع فيها هوفنهايم بدرجة كبيرة في إهمال الواجبات الدفاعية أو العجز عن القيام بهذه الواجبات على النحو المناسب، فإن شالكه يواجه صعوبات متزايدة في خضم محاولاته تحقيق تسوية ما بين فلسفة تيديسكو والتوجه الكلاسيكي المتناغم مع تقاليد النادي.
من جهته، قال تيديسكو: «لقد شاهدت فريقاً شجاعاً، وهذا أمر مهم لأن هذا هو الأسلوب الذي يجب أن نلعب به دائماً»، إلا أن تيديسكو رفض عقد أي مقارنات مع منافسيهم.


مقالات ذات صلة

هاتريك كين يقود بايرن للفوز على أوجسبورج في الدوري الألماني

رياضة عالمية كين محتفلا بأحد أهدافه في المباراة (أ.ف.ب)

هاتريك كين يقود بايرن للفوز على أوجسبورج في الدوري الألماني

أحرز هاري كين مهاجم بايرن ميونيخ ثلاثية منها هدفان في الوقت بدل الضائع للمباراة ليمنح متصدر دوري الألماني الفوز 3- صفر على ضيفه أوجسبورج.

«الشرق الأوسط» (برلين )
رياضة عالمية النيجيري الدولي فيكتور بونيفاس مهاجم باير ليفركوزن (أ.ف.ب)

ليفركوزن يخسر بونيفاس «مباريات عدة»

خسر باير ليفركوزن بطل ألمانيا جهود مهاجمه النيجيري الدولي فيكتور بونيفاس «مباريات عدة» بعد عودته من النافذة الدولية الأخيرة مصاباً.

«الشرق الأوسط» (ليفركوزن)
رياضة عالمية أولي هونيس الرئيس الشرفي لنادي بايرن ميونيخ (د.ب.أ)

هونيس: بايرن حسم لقب البوندسليغا!

ألمح أولي هونيس، الرئيس الفخري لنادي بايرن ميونيخ، إلى أنه يرى أن لقب بطولة الدوري الألماني حسم بالفعل لصالح ناديه.

«الشرق الأوسط» (ميونيخ)
رياضة عالمية فينسن كومباني مدرب بايرن ميونيخ (أ.ب)

مدرب بايرن: تركيزنا منصبّ على أوغسبورغ رغم تكدس المباريات

قال فينسن كومباني، مدرب بايرن ميونيخ، متصدر دوري الدرجة الأولى الألماني لكرة القدم، إنه يركز على مباراة غدٍ الجمعة أمام أوغسبورغ، رغم ازدحام جدول المباريات.

«الشرق الأوسط» (ميونيخ)
رياضة عالمية نوري شاهين (أ.ف.ب)

كوبل وأنتون جاهزان للمشاركة مع دورتموند أمام فرايبورغ

قال نوري شاهين، المدير الفني لفريق بوروسيا دورتموند الألماني لكرة القدم، إن وضع الإصابات بالفريق يتحسن حيث يستعيد الفريق خدمات غريغور كوبيل، حارس المرمى.

«الشرق الأوسط» (برلين)

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.