دول أوروبية تطلق تحذيراً أحمر بسبب «فوضى الثلوج»

إلغاء نحو 100 رحلة بمطاري ميوينخ وفرانكفورت

مركبة تتبع القوات المسلحة الألمانية مغطاة بالثلوج (أ.ف.ب)
مركبة تتبع القوات المسلحة الألمانية مغطاة بالثلوج (أ.ف.ب)
TT

دول أوروبية تطلق تحذيراً أحمر بسبب «فوضى الثلوج»

مركبة تتبع القوات المسلحة الألمانية مغطاة بالثلوج (أ.ف.ب)
مركبة تتبع القوات المسلحة الألمانية مغطاة بالثلوج (أ.ف.ب)

دفعت فوضى تراكم الثلوج في أوروبا إلى إعلان السلطات في عدة دول حالة «التحذير الأحمر»، لمواجهتها.
وكانت أعلى التحذيرات «الحمراء» في ألمانيا والنمسا، حيث من المتوقع أن يصل ارتفاع الثلوج إلى 6 أقدام قبل نهاية الأسبوع.
وتعني حالة «التحذير الأحمر» إلزام السكان لمنازلهم وتوخي الحذر في حالة الخروج للضرورة.
وأصدرت خدمة الطقس في ألمانيا تحذيرا أحمر لمناطق جنوب البلاد وأجزاء من الشرق، حيث انخفضت درجات الحرارة إلى 9 درجات تحت الصفر.
ولقى 17 شخصاً على الأقل مصرعهم بسبب فوضى الطقس السيئ بحسب صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، بينهم صبي أسترالي ألماني عمره 17 عاماً في حادث انزلاق جليدي بقرية للتزلج في النمسا.
وتم إغلاق أكثر من ألف ميل من منحدرات التزلج، و450 مصعد للتزلج في ألمانيا بسبب الطقس السيئ.
وتوفيت امرأة أخرى في الرابعة والخمسين من عمرها في سيارتها بعد أن غلبها النعاس خلال تكدس مروري نتيجة الثلوج على أحد الطرق السريعة في ألمانيا.
وقالت خدمة الإنقاذ الجبلية في سلوفاكيا إن رجلاً يبلغ من العمر 37 عاماً لقى مصرعه بسبب انهيار جليدي في جبال فاترا الصغرى وسط البلاد.
وأغلقت عدة خطوط للسكك الحديدية في جبال الألب بسبب تساقط الثلوج والشاحنات والسيارات لساعات، على طريق سريع، في جنوب غربي ألمانيا، وأغلقت المدارس في أجزاء من ولاية بافاريا.
وقالت وزيرة السياحة النمساوية إليزابيث كويستنغر: «في معظم مناطق التزلج، لا يوجد ما يدعو للقلق في الوقت الحاضر إذا التزم الناس بالقواعد دون أن يتركوا المنحدرات المضمونة»، حسب ما نقلت وكالة «أسوشيتد برس».
وبحسب الوكالة، فقد بقي نحو 9 آلاف أسرة في التشيك من دون كهرباء، أمس (الخميس)، عقب تساقط الثلوج الكثيفة في المناطق المتاخمة لألمانيا والنمسا.
وفي النمسا، حوصر نحو ألفي شخص في مدينة هوهينتاويرن، عندما سقطت الثلوج طوال الليل وغطت الطرق، بحسب صحيفة «بيلد» الألمانية.
وتسبب سوء الأحوال الجوية في إلغاء نحو 100 رحلة في مطاري ميونيخ وفرانكفورت في ألمانيا اليوم (الجمعة).
وقال متحدث باسم مطار فرانكفورت، صباح اليوم، إنه تم إلغاء نحو 10 في المائة من الرحلات بسبب التساقط الكثيف للثلوج وتزلق مدارج الإقلاع والهبوط، بحسب وكالة الأنباء الألمانية.
وأضاف المتحدث أنه ليس من المتوقع حدوث إرجاءات كبيرة في باقي الرحلات المقرر تسييرها اليوم في المطار، والبالغ عددها 1160 رحلة، موضحاً أنه يمكن للطائرات الإقلاع والهبوط في المطار حال مراعاة الإجراءات الاحترازية الخاصة بظروف الطقس.
وفي مطار ميونيخ تم إلغاء نحو 90 رحلة اليوم بسبب سوء الأحوال الجوية.
وقال متحدث باسم المطار إن السماء صافية حالياً، وليس من المتوقع تساقط مزيد من الثلوج، «لكن قرار إلغاء الرحلات جاء من جانب شركات الطيران».
وأضاف المتحدث أنه تم إلغاء 20 رحلة أخرى اليوم بسبب الإضراب المنتظر من المراقبين الجويين في إيطاليا عقب ظهر اليوم.



مخزون الصور العائلية يُلهم فناناً سودانياً في معرضه القاهري الجديد

صور تعكس الترابط الأسري (الشرق الأوسط)
صور تعكس الترابط الأسري (الشرق الأوسط)
TT

مخزون الصور العائلية يُلهم فناناً سودانياً في معرضه القاهري الجديد

صور تعكس الترابط الأسري (الشرق الأوسط)
صور تعكس الترابط الأسري (الشرق الأوسط)

«زهوري اليانعة في داخل خميلة»... كلمات للشاعر الجاغريو، وهي نفسها الكلمات التي اختارها الفنان التشكيلي السوداني صلاح المر، لوصف السنوات التي قضاها في مصر، والأعمال الإبداعية التي قدّمها خلالها، وضمنها في البيان الخاص بأحدث معارضه بالقاهرة «احتفالية القرد والحمار».

تنقل المر خلال 15 عاماً قضاها في مصر ما بين حواري الحسين، ومقاهي وسط البلد، وحارات السبتية، ودروب الأحياء العتيقة، متأثراً بناسها وفنانيها، ومبدعي الحِرف اليدوية، وراقصي المولوية، وبائعي التحف، ونجوم السينما والمسرح؛ لتأتي لوحاته التي تضمنها المعرض سرداً بصرياً يعبّر عن ولعه بالبلد الذي احتضنه منذ توجهه إليه.

لوحة لرجل مصري مستلهمة من صورة فوتوغرافية قديمة (الشرق الأوسط)

يقول المر لـ«الشرق الأوسط»: «أعمال هذا المعرض هي تعبير صادق عن امتناني وشكري البالغين لمصر، ويوضح: «جاءت فكرة المعرض عندما وقعت عقد تعاون مع إحدى الغاليريهات المعروفة في الولايات المتحدة، وبموجب هذا العقد لن أتمكن من إقامة أي معارض في أي دول أخرى، ومنها مصر التي عشت فيها أجمل السنوات، أردت قبل بدء الموعد الرسمي لتفعيل هذا الاتفاق أن أقول لها شكراً وأعبّر عن تقديري لأصحاب صالات العرض الذين فتحوا أبوابهم لأعمالي، والنقاد الذين كتبوا عني، والمبدعين الذين تأثرت بهم وما زلت، وحتى للأشخاص العاديين الذين التقيت بهم مصادفة».

اللوحات تقدم مشاهد مصرية (الشرق الأوسط)

استلهم الفنان 25 لوحة بخامة ألوان الأكريلك والأعمال الورقية من مجموعة كبيرة من الصور الفوتوغرافية والـ«بوستال كارد» المصرية القديمة، التي تعكس بدورها روعة الحياة المصرية اليومية، ودفء المشاعر والترابط المجتمعي فيها وفق المر: «لدي نحو 5 آلاف صورة مصرية، جمعتها من (الاستوديوهات) وتجار الروبابكيا، ومتاجر الأنتيكات، ومنا استلهمت لوحاتي».

ويضيف: «مصر غنية جداً باستوديوهات التصوير منذ عشرات السنين، ولديها قدراً ضخماً من الصور النادرة المُلهمة، التي تحكي الكثير عن تاريخها الاجتماعي».

الفنان صلاح المر (الشرق الأوسط)

يستطيع زائر المعرض أن يتعرف على الصور الأصلية التي ألهمت الفنان في أعماله؛ حيث حرص المر على أن يضع بجوار اللوحات داخل القاعة الصور المرتبطة بها، ولكن لن يعثر المتلقي على التفاصيل نفسها، يقول: «لا أقدم نسخة منها ولا أحاكيها، إنما أرسم الحالة التي تضعني فيها الصورة، مجسداً انفعالي بها، وتأثري بها، عبر أسلوبي الخاص».

لوحة مأخوذة عن صورة لطفل مصري مع لعبة الحصان (الشرق الأوسط)

تأتي هذه الأعمال كجزء من مشروع فني كبير بدأه الفنان منذ سنوات طويلة، وهو المزج ما بين التجريد التصويري والموضوعات ذات الطابع العائلي، مع الاحتفاء بالجماليات الهندسية، والرموز التراثية، والاستلهام من الصور، ويعكس ذلك ولعه بهذا الفن، تأثراً بوالده الذي عشق الفوتوغرافيا في شبابه.

يقول: «بدأ تعلقي بالفوتوغرافيا حين عثرت ذات يوم على كنز من الصور في مجموعة صناديق كانت تحتفظ به الأسرة في مخزن داخل المنزل بالسودان، وكانت هذه الصور بعدسة والدي الذي انضم إلى جماعة التصوير بكلية الهندسة جامعة الخرطوم أثناء دراسته بها».

لوحة مستلهمة من صورة قديمة لعروسين (الشرق الأوسط)

هذا «الكنز» الذي عثر عليه المر شكّل جزءاً مهماً من ذاكرته البصرية ومؤثراً وملهماً حقيقياً في أعماله، والمدهش أنه قرر أن يبوح للمتلقي لأول مرة بذكرياته العزيزة في طفولته بالسودان، وأن يبرز دور والده في مشواره الفني عبر هذا المعرض؛ حيث يحتضن جدران الغاليري مجسماً ضخماً لـ«استوديو كمال»؛ وهو اسم محل التصوير الذي افتتحه والده في الستينات من القرن الماضي.

لوحة تعكس تفاصيل مصرية قديمة (الشرق الأوسط)

يقول: «أقنع والدي جدي، بإنشاء استوديو تصوير بمحل الحلاقة الخاص به في (سوق السجانة) بالخرطوم، وتم تجهيز الاستوديو مع غرفة مظلمة من الخشب للتحميض، وذلك في الجزء الخلفي من الدكان».

وجوه مصرية (الشرق الأوسط)

وداخل المجسم تدفع المقتنيات الخاصة المتلقي للتفاعل مع ذكريات المر، والمؤثر الفني الذي شكل أعماله؛ ما يجعله أكثر تواصلاً، وتأثراً بلوحات المعرض؛ فالمتلقي هنا يستكشف تفاصيل تجربة الوالد في التصوير، بل يمكنه التقاط صور لنفسه داخل محله القديم!

وأثناء ذلك أيضاً يتعرف على جانب من تاريخ الفوتوغرافيا، حيث المعدات، وهي عبارة عن الكاميرا YASHIKA التي تستخدم أفلام مقاس 621 وEnlarger والستارة التي تعمل كخلفية وأدوات أخرى للتحميض والطباعة، وتجفيف الفيلم والصور بواسطة مروحة طاولة، وقص الصور بمقص يدوي: «استمر العمل لمدة سنة تقريباً، وأغلق الاستوديو قبل أن أولد، لكن امتد تأثير هذه التجربة داخلي حتى اللحظة الراهنة».

مجسم لاستوديو والد الفنان في الغاليري (الشرق الأوسط)

«احتفالية القرد والحمار» هو اسم «بوستال كارد» عثر عليه الفنان لدى تاجر روبابكيا، ويجسد مشهداً كان موجوداً في الشارع المصري قديماً؛ حيث يقدم أحد الفنانين البسطاء عرضاً احتفالياً بطلاه هما القرد والحمار، ومنه استلهم الفنان إحدى لوحات معرضه، ويقول: «تأثرت للغاية بهذا الملصق؛ وجعلت اسمه عنواناً لمعرضي؛ لأنه يجمع ما بين ملامح الجمال الخفي في مصر ما بين الفن الفطري، والسعادة لأكثر الأسباب بساطة، وصخب المدن التي لا تنام».