هادي يأمر بتحريك الجبهات وخارجيته تتهم الحوثيين بإفشال السلام

مندوب اليمن لدى الأمم المتحدة: خروق الميليشيات في الحديدة ليست أعمالاً فردية

TT

هادي يأمر بتحريك الجبهات وخارجيته تتهم الحوثيين بإفشال السلام

غداة التئام مجلس الأمن الدولي لسماع الإحاطة المقدمة من مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث حول مسارات تنفيذ اتفاق السويد المسنود بقرار المجلس 2451 بين الحكومة اليمنية والجماعة الحوثية، وبخاصة ما يتعلق بالانسحاب من الحديدة، وجّه الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، أمس، بتحريك جبهات القتال في ثلاث محافظات، وسط اتهامات من قياداته في وزارة الخارجية للجماعة الموالية لإيران بالسعي لإفشال السلام.
وذكرت المصادر الرسمية، أمس، أن هادي أكد على «أهمية تفعيل الجبهات والمقاومة بمحافظات صنعاء وصعدة وإب، وتضييق الخناق على الميليشيات الحوثية الإيرانية واستكمال التحرير، وذلك خلال استقباله في الرياض، أمس، محافظي صنعاء اللواء عبد القوي شريف، وإب اللواء الركن عبد الوهاب سيف الوائلي، وصعدة اللواء هادي طرشان.
وشدد الرئيس اليمني على أهمية دور المقاومة الوطنية في التحامها مع الجيش اليمني والمكونات المجتمعية في تحرير مختلف المناطق ودحر الانقلابيين وبسط سلطة الدولة في ربوع الوطن كافة. وأدى عدم انصياع الميليشيات الحوثية لتنفيذ اتفاق السويد والانسحاب من الحديدة في المهلة المحددة، إلى إثارة حالة من الغضب في أوساط الشرعية اليمنية والقوى المؤيدة لها، على الرغم من موافقة الرئيس هادي على تمديد الاتفاق؛ أملاً في أن تتمكن الأمم المتحدة والمجتمع الدولي من إرغام الجماعة على تنفيذ الاتفاق وتسليم الحديدة وموانئها سلميا.
وفي أول تعليق لوزير الخارجية اليمني خالد اليماني، أمس، على إحاطة غريفيث أمام مجلس الأمن، قال في تغريدات على «تويتر»: «إن الحوثيين يرفضون الانسحاب من مدينة وموانئ الحديدة، ويهددون اتفاق السويد»، مشيراً إلى أنه «مر شهر منذ اتفاق استوكهولم حول الحديدة، والحوثيون يستمرئون التعنت ورفض الانسحاب من الموانئ والمدينة». واتهم اليماني الجماعة الحوثية بأنها تهدد اتفاق السويد والخطوات القادمة للعملية السياسية في اليمن، وقال: «الحوثيون يعرّضون جهود المبعوث الدولي للفشل، ولا يريدون السلام». في السياق ذاته، أكد نائب وزير الخارجية اليمني محمد الحضرمي، أن الانتهاكات المتكررة للميليشيات الحوثية لوقف إطلاق النار في الحديدة وتلاعبها بما تم الاتفاق عليه في السويد، وكذا تصعيدها الأخير العرض العسكري في قاعدة العند الجوية بمحافظة لحج يهدف إلى إفشال جهود السلام في اليمن. وشدد الحضرمي خلال لقائه، أمس، في الرياض نائب السفير الأميركي لدى اليمن جنيد منير، على ضرورة أن يدين المجتمع الدولي والأمم المتحدة والدول الراعية لعملية السلام في اليمن الانتهاكات المتكررة التي ترتكبها الميليشيات الحوثية، ويكون لها موقف حازم من هذه الممارسات.
وقال: «إن الحكومة اليمنية قدمت الكثير من التنازلات؛ أملاً في أن يكون اتفاق استوكهولم مقدمة لاستئناف العملية السياسية في اليمن بناءً على المرجعيات الأساسية الثلاث المتوافق عليها»، مجدداً التأكيد على ضرورة تنفيذ اتفاق استوكهولم قبل الحديث عن أي مشاورات سلام قادمة.
وأضاف: «من المهم أن تكون رسالة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي واضحة بأنه لا يمكن السماح للميليشيات الانقلابية بمزيد من التلاعب والالتفاف على الاتفاقات، وأن التزامهم بالانسحاب من مدينة وموانئ الحديدة وتنفيذ بقية بنود الاتفاق مؤشر لجديتهم للدخول في المشاورات سلام جدية وفقاً للمرجعيات الثلاث المتفق عليها».
وكان مندوب اليمن الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير عبد الله السعدي، أكد خلال كلمته أمام مجلس الأمن الأربعاء، أنه لا يمكن النظر إلى الخروقات التي ارتكبتها وترتكبها ميليشيات الحوثي في الحديدة على أنها أعمال فردية، وإنما قائمة على استراتيجية ممنهجة للاستفزاز وبتوجيهات من قيادات حوثية عليا تسعى لإجهاض اتفاق استوكهولم.
وذكر السعدي، أن الميليشيات منذ إعلان وقف إطلاق النار في 18 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ارتكبت ولا تزال انتهاكات وخروقات مستمرة لوقف إطلاق النار وإعادة الانتشار في مدينة الحديدة؛ إذ بلغت 434 خرقاً، تنوعت بين طلقات القناصة وقذائف المدفعية وإطلاق الصواريخ الباليستية متوسطة المدى، وتسببت في خسائر وانتهاكات جسيمة، وقتل 33 شخصاً وإصابة 263 آخرين.
وأشار إلى أن الميليشيات الحوثية لم تكتف بعرقلة تنفيذ الانسحاب من الموانئ ومدينة الحديدة، بل قامت وعلى مدى الأسابيع الثلاثة الماضية باستحداث 109 حواجز ترابية جديدة، وحفر 51 خندقاً إضافياً؛ مما يزيد من صعوبة تحرك المواطنين في المدينة ويعيق إيصال المساعدات الإغاثية.
وجدد السفير السعدي التأكيد على موقف الحكومة اليمنية الداعم لرئيس لجنة التنسيق وإعادة الانتشار للقيام بدوره المطلوب والمناط به، الذي يعتمد على تنفيذ اتفاق استوكهولم بشأن الحديدة على النحو المتفق عليه، مشيراً إلى أن مفهوم إعادة عملية الانتشار واضح وفق اتفاق استوكهولم وقرار مجلس الأمن 2451.
وشدد على أن تنفيذ اتفاق استوكهولم والالتزام بالانسحاب وإعادة الانتشار من خلال الإطار الزمني المحدد واضح ومعلن، وهو ضرورة حتمية قبل المضي قدماً لعقد جولة جديدة من المشاورات، وقال: «إن أي تمديد للفترة الزمنية المجدولة يجب ألا يستجيب لتكتيك ومماطلة الميليشيات الحوثية الواضحة بهدف عرقلة تنفيذ الاتفاق».
وأشار السفير السعدي إلى أن اتفاق استوكهولم واضح وصريح، ولا يحتمل التأويل، وبخاصة فيما يتعلق بالتأكيد على أن مسؤولية حفظ الأمن في موانئ ومدينة الحديدة تقع على عاتق قوات الأمن المحلية وفقاً للقانون اليمني وضرورة احترام المسارات القانونية للسلطة؛ لأن القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة والقانون اليمني لا يعترف سوى بحكومة يمنية واحدة وهي الحكومة الشرعية بقيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي، وهي المسؤولة عن القوات المحلية والسلطة المحلية ومؤسسات الدولة اليمنية.
وقال السعدي: إن إحلال السلام الدائم والمستدام في اليمن لن يكون إلا بإنهاء الانقلاب على الشرعية وعلى الإجماع الوطني والعملية السياسية برمتها واختطاف مؤسسات الدولة، وإن تحقيق ذلك السلام المستدام يجب أن يستند على المرجعيات المتفق عليها، وتنفيذ القرارات الصادرة عن المجلس وعلى وجه الخصوص القرار رقم 2216، الذي ينص ضمن جملة أمور على انسحاب الميليشيات الحوثية من المدن كافة، ومن مؤسسات الدولة وتسليم السلاح، وعدم السماح للميليشيات الحوثية المدعومة من إيران بالاستمرار في تجاهل قرارات المجلس وابتزاز المجتمع الدولي بهدف إطالة الحرب وزيادة معاناة الشعب اليمني.
واستعرض السفير السعدي في سياق كلمته جرائم وانتهاكات الميليشيات لعرقلة العمل الإنساني، ومنها قيامها في 5 يناير (كانون الثاني) الحالي باحتجاز 72 شاحنة إغاثية تابعة لبرنامج الأغذية العالمي كانت متجهة إلى محافظة إب، إضافة إلى أنها احتجزت ومنعت دخول أكثر من 88 سفينة إغاثية وتجارية ونفطية إلى مينائي الحديدة والصليف بمحافظة الحديدة، خلال الفترة من مايو (أيار) 2015 إلى ديسمبر (كانون الأول) الماضي 2018، ومنها 34 سفينة احتجزتها لأكثر من 6 أشهر حتى تلفت معظم حمولاتها.
وأوضح مندوب اليمن في الأمم المتحدة، أن الجماعة الحوثية قامت خلال الفترة نفسها بنهب واحتجاز 697 شاحنة إغاثية في الطريق الرابطة بين محافظات الحديدة، وصنعاء، وإب، وتعز، وحجة، وذمار، ومداخل المحافظات الخاضعة لسيطرتها، وآخرها احتجاز شاحنة تزن 32 طناً في ميناء الحديدة كانت متجهة إلى محافظة صنعاء يوم 29 من الشهر الماضي، وكانت بعض تلك الشاحنات المنهوبة تحمل أدوية خاصة بوباء الكوليرا ولقاحات الأطفال، إلا أن الميليشيات لم تلتزم بما تم الاتفاق عليه بشأن السماح لهذه الشاحنة بالعبور وبحضور رئيس لجنة التنسيق وإعادة الانتشار.
وذكر أن الميليشيات قامت خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي باحتجاز 51 ألف طن من القمح المقدم عن طريق برنامج الأغذية العالمي الذي يكفي لأكثر من 3 ملايين و700 ألف شخص، لأكثر من 4 أشهر، ومشيراً إلى أن آخر أربع سفن إغاثية ونفطية احتجزتها الميليشيات الانقلابية في ميناء الحديدة والصليف، في سبتمبر (أيلول) الماضي كان إجمالي حمولتها 25050 طناً من المواد الغذائية والدقيق والسكر و25980 طناً من الديزل و9025 طناً من البنزين.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)

ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.

واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.

وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.

الجيش اليمني في تعز يتصدى لأعمال تصعيد حوثية متكررة خلال الأسابيع الماضية (الجيش اليمني)

وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.

وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.

وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

تطييف القطاع الطبي

في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.

تكدس في نقطة تفتيش حوثية في تعز حيث اختطفت الجماعة ناشطين بتهمة الاحتفال بسقوط الأسد (إكس)

وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.

وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.

إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.

وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.

زيارات إجبارية للموظفين العموميين إلى معارض صور قتلى الجماعة الحوثية ومقابرهم (إعلام حوثي)

وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.

وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.

استهداف أولياء الأمور

في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.

موظفون في القطاع الطبي يخضعون لدورات قتالية إجبارية في صنعاء (إعلام حوثي)

وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.

في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.

ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.

وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.

مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.

وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.