الأردن يبدأ تفعيل الرسوم الجمركية على السلع التركية

الأردن يبدأ تفعيل الرسوم الجمركية على السلع التركية
TT

الأردن يبدأ تفعيل الرسوم الجمركية على السلع التركية

الأردن يبدأ تفعيل الرسوم الجمركية على السلع التركية

بدأت السلطات الجمركية الأردنية باستيفاء الرسوم الجمركية على البضائع التركية بعد انتهاء المهلة التي مددتها الحكومة الأردنية للعمل باتفاقية التجارة الحرة مع تركیا مطلع العام الحالي، وفق بيان لدائرة الجمارك الأردنية.
وكانت الحكومة الأردنية أعلنت إنهاء العمل باتفاقية التجارة الحرة مع تركیا في 22 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وقامت الحكومة بإعطاء التجار مهلة حتى نهاية عام 2018 لتخلیص بضائعهم المستوردة قبل هذا التاریخ.
وأشارت دائرة الجمارك في بيان أمس الثلاثاء إلى أنها ستفرض تعرفة جمركیة على السلع التركیة تتراوح نسبتها بین 15 إلى 30 في المائة بحسب المنتج. وكان البلدان وقعا اتفاقیة التجارة الحرة بینهما في عام 2009، وبدأ العمل بها في الأول من مارس (آذار) من عام 2011. واستثني منها معظم السلع الزراعیة والزراعیة المصنعة، كما أخضعت بعض السلع لنظام الحصص (الكوتا).
وتظهر آخر الأرقام الرسمیة تراجع الصادرات الأردنية إلى تركیا خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الماضي بنسبة 15 في المائة، لتصل إلى 72 مليون دولار، بدلا من 85 مليون دولار في الفترة نفسها من عام 2017. كما تظهر وجود ارتفاع في قیمة المستوردات الأردنية من تركیا خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الماضي بنسبة 4.12 في المائة، لتصل إلى 637 مليون دولار، مقارنة مع 566 ملیون دولار للفترة نفسها من عام 2017.
وكان رئيس الوزراء الأردني عمر الرزاز قد زار تركيا في 26 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، حيث بحث مع المسؤولين الأتراك تعزيز التعاون الاقتصادي لما فيه مصلحة الأردن، وذلك بالطلب من الأتراك زيادة المستوردات من البضائع الأردنية وبخاصة من الفوسفات والبوتاس والأسمدة، لمساعدة الاقتصاد الأردني في مواجهة التحديات.
ویشار إلى أنه عقب قرار إنهاء الاتفاقیة، لم تغلق الحكومة باب الحوار مع السلطات التركیة، وكانت مستعدة للاستمرار في الحوار بشرط الموافقة على المقترحات التي قدمتها الحكومة سابقا، بما یحقق العدالة وعدم الإضرار بالصناعة الوطنیة. وتم تشكیل لجان مشتركة للتباحث حول هذه الاتفاقیة وتحسینها، إلا أنها لم تتمكن من التوصل إلى أسس ومعاییر جدیدة تراعي المصلحة الاقتصادیة الأردنیة وتأخذ بالمقترحات.
وتتركز المقترحات، التي كانت قدمتها الحكومة السابقة، حول التوسع في «القوائم السلبیة» التي تشمل منتجات لا یتم التفاوض علیها، بحیث یتم استثناء منتجات صناعیة من هذه الاتفاقیة لمنحها الحمایة اللازمة واعتماد قواعد المنشأ الأوروبیة «المبسطة» والمطبقة حالیا بین الأردن والاتحاد الأوروبي، مع استثناء شرط العمالة السوریة. كما تشمل تنفیذ شرط تقدیم المساعدات الفنیة التي لم یلتزم في تنفیذها الجانب التركي منذ دخول الاتفاقیة حیز النفاذ.
واعتبرت فاعلیات صناعیة أن قرار إنهاء الاتفاقیة مع تركیا وفرض رسوم على واردات الأردن منها انتصار للصناعة المحلية، وخطوة تسهم بزیادة تنافسیة المنتجات الوطنیة بالسوق المحلیة وتزید من الحصة السوقیة للمنتجات الوطنیة. وفي الوقت نفسه، رفض القطاع التجاري قرار وقف العمل بالاتفاقیة، مؤكدا أن ذلك سیلحق الضرر بأعماله ومصالحه التي بناها مع الشركات التركیة وفقا لمعطیاتها.



«بنك إنجلترا» يحذّر من مخاطر أكبر رغم الاستقرار النسبي للأسواق

مبنى بنك إنجلترا في لندن (رويترز)
مبنى بنك إنجلترا في لندن (رويترز)
TT

«بنك إنجلترا» يحذّر من مخاطر أكبر رغم الاستقرار النسبي للأسواق

مبنى بنك إنجلترا في لندن (رويترز)
مبنى بنك إنجلترا في لندن (رويترز)

قال نائب محافظ «بنك إنجلترا»، ديف رامسدن، يوم الاثنين، إن البنك سيظلّ حذراً بشأن احتمالات إقدام المستثمرين على اتخاذ مخاطر أكبر، بعد عام من الاستقرار النسبي في الأسواق. وأوضح رامسدن الذي يرأس الأسواق في «بنك إنجلترا» ويتولى مسؤولية الميزانية العمومية للبنك، أنه لم تحدث أي عمليات إفلاس كبرى للبنوك أو حالات اختلال وظائف السوق في عام 2024، رغم أن الأحداث السياسية قد تسبّبت في زيادة التقلبات.

وفي كلمة ألقاها خلال منتدى المؤسسات النقدية والمالية الرسمية، قال رامسدن: «على الرغم من أن هذا العام شهد استقراراً نسبياً، فإنه لا ينبغي أن يدفعنا إلى الرضا عن الذات». وأضاف مستشهداً بالخبير الاقتصادي الشهير هيمان مينسكي: «الاستقرار يولّد عدم الاستقرار، وقد يؤدي هدوء السوق النسبي هذا العام إلى زيادة المخاطر في المستقبل»، وفق «رويترز».

وأشار رامسدن إلى أن سوق السندات الحكومية البريطانية التي شهدت انهياراً في عام 2022 بسبب التخفيضات الضريبية غير المموّلة التي فرضتها رئيسة الوزراء السابقة ليز تروس، والتي تفاقمت بسبب هيكل صناديق التقاعد، تعمل الآن بشكل منظم. ومع ذلك، أضاف أن هناك نقاط ضعف لا تزال قائمة، خصوصاً فيما يتعلّق بالرافعة المالية لصناديق التحوط وتركيز السوق، وهو ما سيراقبه «بنك إنجلترا» بعناية.

وفي الشهر الماضي، كان «بنك إنجلترا» قد حذّر من أن الشركات المالية غير المصرفية، مثل صناديق التحوط، لا تزال معرّضة لصدمة مالية مفاجئة، وأنه لا يمكن لجميعها الوصول إلى التمويل الذي قد تحتاج إليه في مثل هذه الأزمات.

كما تناول خطاب رامسدن مرفق إعادة الشراء للمؤسسات المالية غير المصرفية الطارئة (CNRF)، وهي أداة استقرار مالي جديدة ستتمكن شركات التأمين وصناديق التقاعد من استخدامها حال حدوث اضطرابات حادة في سوق السندات الحكومية.

وقال إنه يفهم لماذا تهتم هذه الشركات بمعرفة الظروف التي قد يقوم فيها «بنك إنجلترا» بتفعيل مرفق إعادة الشراء للمؤسسات المالية غير المصرفية (CNRF)، لكنه أضاف أن «البنك المركزي» لا يمكنه تقديم قائمة نهائية، نظراً إلى أن الخلل في السوق قد ينشأ بطرق مختلفة.

وقال رامسدن: «ما يمكنني قوله هو أن (البنك) سيستعين بمزيج من المعلومات الكمية والنوعية لتقييم ما إذا كانت الظروف لتفعيل الـ(CNRF) قد تم استيفاؤها».