4 ملاحظات أساسية حول تطبيقات الهاتف المتعقبة لكل خطواتكم

الدوائر الصغيرة تشير إلى حركة هاتف ذكي داخل منشأة نووية أميركية
الدوائر الصغيرة تشير إلى حركة هاتف ذكي داخل منشأة نووية أميركية
TT

4 ملاحظات أساسية حول تطبيقات الهاتف المتعقبة لكل خطواتكم

الدوائر الصغيرة تشير إلى حركة هاتف ذكي داخل منشأة نووية أميركية
الدوائر الصغيرة تشير إلى حركة هاتف ذكي داخل منشأة نووية أميركية

يعكف الباحثون والخبراء الأميركيون بشكل مستمر، على كشف درجة إدراك الهواتف الذكية لخططكم وأماكن وجودكم، وكمية المعلومات التي تشاركها مع الشركات التي تريد تعقّب كلّ حركة تقومون بها، على أمل استهدافكم بإعلاناتها بفعالية أكبر.
وقد سجل عدد من الباحثين في الجامعات الأميركية ملاحظاتهم لموقع «ذا كونفرسيشن»، حول عمل هذه التقنيات ومشكلات الخصوصية التي تثيرها. إليكم أهمّ الملاحظات في هذا الشأن.
1- معظم التطبيقات تنشر المعلومات الشخصية. وجدت دراسة جديدة أجريت في جامعة «كاليفورنيا – بيركلي»، أنّ 7 من كلّ 10 تطبيقات تشارك المعلومات الشخصية، كالموقع والتطبيقات التي يستخدمها الشخص، مع الشركات التي تعمل في تعقّب المستخدمين في العالمين الرقمي والحقيقي، بحسب ما كتب عالما الخصوصية الرقمية، نارسيو فالينا رودريغيز، وسريكانث سانداريسان. وتبيّن أنّ 15 في المائة من التطبيقات التي عاينتها الدراسة أرسلت البيانات لخمسة مواقع تعقّب أو أكثر.
وتتلقّى واحدة من كلّ أربع من الجهات المتعقبة لأصحاب الهواتف «بيان تعرّف واحد على الأقلّ، مثل رقم الهاتف الذي يعتبر ضرورياً لخدمات المراقبة الإلكترونية؛ لأنّه يتيح ربط أنواع مختلفة من البيانات الشخصية التي توفّرها مختلف التطبيقات بشخص أو بجهاز واحد».
2- إيقاف التعقّب ليس فعالاً دائماً. قد يطال التعقّب حتى الأشخاص الذين يضبطون هواتفهم بشكل يمنعها من مراقبة نشاطهم. فقد وجد غيفارا نوبير، وهو عالم كومبيوتر من جامعة «نورث إيسترن»، أنّ «الهاتف يمكن أن ينصت إلى إصبع المستخدم وهو يطبع، لاكتشاف كلمة مروره السرية. كما يمكن لحمل الهاتف في جيبكم أن يطلع الشركات بسهولة على مكانكم ووجهتكم المقبلة».
3- ملفكم الشخصي له قيمة مادية. تتجمّع كلّ هذه المعلومات حول هويتكم ومكانكم وما تفعلونه، في ملفات رقمية مفصّلة وعالية الدقة، ويتمّ تحويلها إلى أموال. يشرح جوناثان واينبرغ، أستاذ القانون من جامعة «واين ستيت» أنّ «(فيسبوك) يستطيع عبر جمع البيانات الموجودة عبر الإنترنت وخارجها، تحديد أسعار أولية للمعلن الذي يرغب في استهداف أشخاص مثلاً يوجدون في مدينة معينة، يتواصلون عبر مسافات بعيدة، ويفكرون في شراء شاحنة صغيرة».
4- القوانين غائبة في الولايات المتحدة الأميركية. تفتقر الولايات المتحدة حالياً إلى كثير من القوانين التنظيمية التي تحرص على حماية التطبيقات الرقمية والخدمات لخصوصية الأشخاص وبياناتهم. كتب فلوريان شوب، باحث الخصوصية من جامعة «ميتشيغان» أنّ «القوانين الفيدرالية تحمي المعلومات الطبية والبيانات المالية والسجلات المرتبطة بالتعليم»، قبل أن يلفت إلى أنّ «الخدمات والتطبيقات الإلكترونية خاضعة لتنظيم ضئيل، رغم ضرورة حماية الأطفال والحدّ من تسويق الرسائل الإلكترونية غير الملائمة، واطلاع الناس على المجالات التي تستخدم فيها بياناتهم التي يتمّ جمعها».
وتعتبر القوانين الأوروبية في هذا المجال أكثر شمولية، ولكن المشكلة الأساسية تبقى أنّ الأجهزة الإلكترونية التي ترافق الناس بشكل دائم، هي التي تجمع وتشارك كميات كبيرة من المعلومات حول حياتهم في العالم الحقيقي.


مقالات ذات صلة

بدء تطبيق المرحلة الإلزامية الأولى لتوحيد منافذ الشحن في السعودية

الاقتصاد مقر هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية في الرياض (الموقع الإلكتروني)

بدء تطبيق المرحلة الإلزامية الأولى لتوحيد منافذ الشحن في السعودية

بدأ تطبيق المرحلة الإلزامية الأولى لتوحيد منافذ الشحن للهواتف المتنقلة والأجهزة الإلكترونية في السوق، لتكون من نوع «USB Type - C».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جانب من اجتماع خلال منتدى حوكمة الإنترنت الذي عقد مؤخراً بالعاصمة الرياض (الشرق الأوسط)

تقرير دولي: منظومات ذكية ومجتمعات ممكّنة تشكل مستقبل الاقتصاد الرقمي

كشف تقرير دولي عن عدد من التحديات التي قد تواجه الاقتصاد الرقمي في العام المقبل 2025، والتي تتضمن الابتكار الأخلاقي، والوصول العادل إلى التكنولوجيا، والفجوة…

«الشرق الأوسط» (الرياض)
تكنولوجيا تتميز سمكة «موبولا راي» بهيكلها العظمي الغضروفي وأجنحتها الضخمة ما يسمح لها بالانزلاق بسهولة في الماء (أدوبي)

سمكة تلهم باحثين لتطوير نموذج مرشّح مياه صناعي!

طريقة تغذية سمكة «موبولا راي» تدفع باحثي معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا لتطوير أنظمة ترشيح فعالة.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا تعمل استراتيجيات مثل الأمن متعدد الطبقات واستخبارات التهديدات المتقدمة على تعزيز دفاعات الشركات السعودية (شاترستوك)

السعودية تسجل 44 % انخفاضاً في الهجمات الإلكترونية حتى نوفمبر مقارنة بـ2023

تواجه السعودية التحديات السيبرانية باستراتيجيات متقدمة مع معالجة حماية البيانات وأمن السحابة وفجوات مواهب الأمن السيبراني.

نسيم رمضان (لندن)
خاص تتضمن الاتجاهات الرئيسة لعام 2025 الاستعداد الكمومي وممارسات الأمن السيبراني الخضراء والامتثال (شاترستوك)

خاص كيف يعيد الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية تشكيل الأمن السيبراني في 2025؟

«بالو ألتو نتوركس» تشرح لـ«الشرق الأوسط» تأثير المنصات الموحدة والذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية على مستقبل الأمن السيبراني.

نسيم رمضان (لندن)

معرض للتقنيات الحديثة المخصصة للصحة النفسية

جهاز استشعار اللعاب «كورتي سينس» من شركة «نيوتريكس إيه جي» وتطبيق مراقبة هرمون التوتر خلال معرض الإلكترونيات الاستهلاكية (أ.ف.ب)
جهاز استشعار اللعاب «كورتي سينس» من شركة «نيوتريكس إيه جي» وتطبيق مراقبة هرمون التوتر خلال معرض الإلكترونيات الاستهلاكية (أ.ف.ب)
TT

معرض للتقنيات الحديثة المخصصة للصحة النفسية

جهاز استشعار اللعاب «كورتي سينس» من شركة «نيوتريكس إيه جي» وتطبيق مراقبة هرمون التوتر خلال معرض الإلكترونيات الاستهلاكية (أ.ف.ب)
جهاز استشعار اللعاب «كورتي سينس» من شركة «نيوتريكس إيه جي» وتطبيق مراقبة هرمون التوتر خلال معرض الإلكترونيات الاستهلاكية (أ.ف.ب)

بات الفاعلون في القطاع التكنولوجي يوفرون مزيداً من الأجهزة الحديثة والتقنيات المخصصة للصحة النفسية، كجهاز يرصد القلق أو آخر يحدّ من تفاقم التوتر أو يسيطر على نوبات الهلع.

ومن بين الشركات الناشئة المتخصصة في هذا المجال والحاضرة في معرض لاس فيغاس للإلكترونيات الذي يفتح أبوابه أمام أفراد العامة، غداً (الثلاثاء)، «نوتريكس» السويسرية التي أطلقت جهاز «كورتيسنس (cortiSense)»، القادر على قياس مستوى الكورتيزول المعروف بهرمون التوتّر.

و«كورتيسنس» عبارة عن جهاز أسطواني صغير على طرفه قطعة يمكنها جمع اللعاب، من دون اضطرار الشخص للبصق أو استخدام أنبوب، ثم يحلّل الجهاز اللعاب مباشرة. وبعد بضع دقائق، يمكن الاطلاع على النتائج عبر تطبيق في الهاتف المحمول.

وثمة جهاز منافس لـ«كورتيسنس» هو «إنليسنس (EnLiSense)» الذي يستخدم رقعة قماشية «باتش» تمتص بضع قطرات من العرق، ثم يتم إدخالها في قارئ محمول يعرض البيانات عبر أحد التطبيقات أيضاً.

يمكن لجهاز استشعار العرق القابل للارتداء الذي طوره باحثون في جامعة تكساس في دالاس ويتم تسويقه حالياً بواسطة شركة EnLiSense أن يوفر نظرة ثاقبة على مستويات الصحة والتوتر لدى مرتديه (موقع الشركة)

تقول مؤسِّسَة «نوتريكس» ماريا هان «لم يكن هناك حتى اليوم، أداة للتحكم من المنزل بمستوى هذا الهرمون»، مضيفة: «كان على الشخص إن أراد قياس مستوى الكورتيزول، الذهاب إلى المستشفى أو إرسال عينات» إلى المختبر.

في حالة كانت النتائج مرتفعة جداً، تقترح «نوتريكس» إمكانية التواصل مع متخصصين صحيين لتوفير حلّ مناسب من خلال استشارة طبية.

ترى ماريا هان أن «كورتيسنس» هو بمثابة «طبقة إضافية» من الإعدادات، ومكمّل لنظام «نوتريكس» الحالي ومنصتها «جيسنس» التي تجمع بيانات عن النوم والوزن والنشاط البدني والتغيرات في مستويات الغلوكوز.

وفي حين سيُتاح المنتج للشراء مباشرة من الأفراد، ترى هان أن النموذج يتقدّم لدى شركات التأمين الصحي والمؤسسات الرسمية والشركات أيضاً.

في النسخة الأخيرة من الجهاز، يحتفظ المستخدم بملكية بياناته الشخصية، ولكن يمكن تجميعها مع بيانات موظفين آخرين لمراقبة مستوى التوتر لدى الفريق أو العاملين في قسم واحد.

وعلى أساس هذه المعلومات، «يمكن للشركة» مثلاً أن «تقرر منح أيام إجازة إضافية» للموظف، بحسب ماريا هان.

تقول جولي كولزيت، وهي عالمة نفس من نيويورك: «هذه الأجهزة لا توفّر علاجاً ولكنها منتجات تكميلية تساعد في الكشف عن المشكلة الصحية أو تشخيصها بشكل أوّلي».

التنفّس لمواجهة التوتر

يضمّ جهاز «بي مايند» من شركة «باراكودا» الفرنسية كاميرا مدمجة قادرة على تحديد مؤشرات التوتر أو التعب، ومن ثم اقتراح أوقات للاسترخاء، إذا لزم الأمر، مع عرض صور وموسيقى هادئة.

تتميز أداة «كالمي غو» بقدرات إضافية من خلال جهازها الصغير الذي يشبه جهاز الاستنشاق المخصص لمرض الربو، الذي يمكن مسكه ويُستخدم عند حصول نوبات هلع.

أرادت رئيسة الشركة آدي والاش «ابتكار منتج يمكن أخذه إلى أي مكان ويُستخدم لتهدئة النوبة من دون الحاجة إلى تدخّل شخص آخر أو إلى تناول دواء».

يضع المستخدم فمه على الجهاز كما لو أنه يستخدم جهاز استنشاق ويتنفس بمعدل تحدده إشارات ضوئية. وبفضل الذكاء الاصطناعي، أصبح الإيقاع المحدد خاصاً بكل فرد.

بالإضافة إلى التنفس، يحفّز الجهاز الذي بيع أكثر من مائة ألف نسخة منه في الولايات المتحدة، أربعاً من الحواس الخمس، مع إشارات ضوئية، واهتزاز جسدي ينتج صوتاً أيضاً، وروائح مهدئة «لفصل الشخص عن حالة التوتر».

شعار معرض الإلكترونيات الاستهلاكية «CES» يظهر عند دخول الحضور إلى المعرض (أ.ف.ب)

تنشّط هذه العملية الجهاز العصبي السمبثاوي، الذي يبطئ نشاط الجسم ويساعد في السيطرة على المشاعر.

أجرت «كالمي غو» دراسة سريرية على محاربين قدامى عانوا من ضغط ما بعد الصدمة (PTSD) بالتعاون مع المستشفى التابع لجامعة رايخمان الإسرائيلية.

وأظهرت الدراسة انخفاضاً في القلق وأعراض اضطراب ما بعد الصدمة بعد بضعة أسابيع من الاستخدام. وبحسب أدي والاش، تمكّن بعض المرضى «من وقف علاجهم الدوائي».

كذلك، سيُعاين الزائرون في معرض لاس فيغاس للإلكترونيات «رومي»، وهو روبوت صغير «يستخدمه كثيرون في اليابان للتخفيف من شعورهم بالقلق والوحدة»، بحسب شركة «ميكسي» التي صممته.

ويرد «رومي» على مالكه المحبط بعد ليلة من العمل غير المجدي بمزحة، مقترحاً عليه مشاهدة فيلم ليسترخي. تقول جولي كولزيت: «مع طرح مزيد من الأجهزة في السوق، ربما ستهتهم أعداد إضافية من الناس بالعلاج».

من ناحية أخرى، لا تؤمن كولزيت بقدرة الروبوت والذكاء الاصطناعي عموماً على الاستجابة للأسباب الجذرية للقلق أو التعاسة. وتقول: «يحتاج المرضى لشخص كي يرشدهم، حتى يشعروا بأنّ أحداً يفهمهم وأنهم على أرضية آمنة. لا أعتقد أن الروبوت قادر على تحقيق ذلك».