دخلت المشاورات الحكومية في مرحلة الجمود مجددا مع وصول المبادرات الأخيرة إلى حائط مسدود وانشغال لبنان بالتحضير لفاعليات القمة الاقتصادية بعد نحو أسبوعين. ويبدو هذا الأمر واضحا من خلال المواقف السياسية التي لا تتعدّى الدعوات للإسراع بالتأليف، بعدما كان أكثر من طرف قد أعلن عن إمكانية حلّ الأزمة قبل موعد القمة.
ويحمّل مصدر في «فريق 8 آذار» وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال، جبران باسيل، مسؤولية عودة الأمور إلى نقطة الصفر، مشيرا لـ«الشرق الأوسط» إلى أن التفاؤل الذي عبّر عنه المعنيون الأسبوع الماضي كان ينطلق من عودة السير بمبادرة مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم التي كانت تقضي بتسمية «اللقاء التشاوري» الذي يجمع «سنة 8 آذار»، شخصية لتوزيرها من حصّة رئيس الجمهورية بدلا من جواد عدرا الذي سقط اسمه نتيجة مطالبة باسيل أن يكون ضمن «تكتل لبنان القوي». لكن مرّة جديدة عاد باسيل محاولا تصدّر المشهد عبر مبادرات أخرى، مرّة عبر إعادة طرحه حكومة من 32 وزيرا، وهو ما سبق أن رفضه رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، ومرّة عبر تشكيل حكومة من 36، وهو الأمر الذي لم يرق لمختلف الأطراف، وكانت النتيجة فشل مبادرة باسيل وإطاحته بمبادرة إبراهيم. من هنا، يطلق المصدر موعدا جديدا لاستئناف الحراك الحكومي، إلى ما بعد القمة الاقتصادية، بعدما دخل لبنان مرحلة الانشغال بالتحضير لها.
وفي هذا الإطار، أمل نائب رئيس الحكومة وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال غسان حاصباني أن يشهد العام الجديد تشكيل حكومة قادرة على اتخاذ القرارات الجريئة من الناحية الاقتصادية والمالية والسياسية بشكل عام، لأن تأليفها الحكومة خطوة إيجابية ويجب أن يحصل بأسرع وقت للمضي إلى الأمام من الوضع الذي نحن فيه».
وعن رأيه بطرح الراعي الذي التقاه أمس، في حكومة مصغّرة، قال حاصباني: «طالبنا سابقا بحكومات مصغرة... لكن لا يكفي أن تكون هناك حكومة، أكانت حكومة وحدة وطنية أو غيرها، إذا لم تكن هذه الحكومة قادرة على اتخاذ القرارات الجريئة مع دعم لها من مجلس النواب من خلال التشريعات المطلوبة لكي ننهض بالاقتصاد وبالحال الاجتماعية بشكل إيجابي».
بدوره، جدّد رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل بعد لقائه الراعي المطالبة بحكومة مصغّرة، وقال: «في ظل فشل تشكيل حكومة، نكرر موقفنا المشترك مع البطريرك، وهو الدعوة إلى تشكيل حكومة اختصاصيين مصغرة نختار فيها أفضل الشخصيات ونتركهم ليديروا البلاد ويخرجوها من الواقع المرير التي وصلت إليه».
ودعا الجميل إلى «فتح حوار عميق بين جميع الأفرقاء تحت قبة مجلس النواب للبحث في مختلف المواضيع السياسية الخلافية لمعالجتها، ولكن ليس على حساب تشكيل الحكومة».
وبعدما كان رئيس مجلس النواب نبيه بري قد طالب الأسبوع الماضي الحريري بعقد جلسة لحكومة تصريف الأعمال للبحث في الموازنة، وهو ما وضعه البعض في خانة التأكيد على غياب أي إيجابية لتشكيل الحكومة في وقت قريب، أكد النائب في «كتلة التنمية والتحرير» أنور الخليل، أن «دعوة رئيس البرلمان لعقد جلسة استثنائية لإقرار الموازنة، اقتراح يذهب إلى عمق الواقع الحياتي والمعيشي والاجتماعي الذي نعيشه، وهو أبعد من مشاكل التأليف».
وشدد في حديث إذاعي على أن اقتراح بري لا يمس بمبدأ أن تشكيل الحكومة من مهمّة رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية، معتبرا أن «فك رهن التشكيلة الحكومية يحتاج إلى الإرادة الحسنة لدى الجميع والاتفاق على أهمية ملاقاة الناس في حاجاتهم».
انسداد يواجه مشاورات تأليف الحكومة
مصدر في «8 آذار»: باسيل أطاح بمبادرة مدير الأمن العام
انسداد يواجه مشاورات تأليف الحكومة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة