اجتياح بلدة في الضفة بحثاً عن منفذ هجوم قرب حاجز

فلسطينيون يتظاهرون في بيت لحم أمس ضد زيارة بطريرك كنيسة الروم الأرثوذكس في القدس ثيوفيلوس الثالث المتهم ببيع أراضٍ وعقارات لإسرائيليين (رويترز)
فلسطينيون يتظاهرون في بيت لحم أمس ضد زيارة بطريرك كنيسة الروم الأرثوذكس في القدس ثيوفيلوس الثالث المتهم ببيع أراضٍ وعقارات لإسرائيليين (رويترز)
TT

اجتياح بلدة في الضفة بحثاً عن منفذ هجوم قرب حاجز

فلسطينيون يتظاهرون في بيت لحم أمس ضد زيارة بطريرك كنيسة الروم الأرثوذكس في القدس ثيوفيلوس الثالث المتهم ببيع أراضٍ وعقارات لإسرائيليين (رويترز)
فلسطينيون يتظاهرون في بيت لحم أمس ضد زيارة بطريرك كنيسة الروم الأرثوذكس في القدس ثيوفيلوس الثالث المتهم ببيع أراضٍ وعقارات لإسرائيليين (رويترز)

اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر أمس، مدينة البيرة المجاورة لرام الله، وأعلنت منطقتها الصناعية والتجارية منطقة عسكرية مغلقة، للسيطرة على الكاميرات في الشوارع والمحلات، بحثاً عن شاب يشتبه بأنه أطلق الرصاص على حاجز عسكري قرب مستعمرة بيت إيل. واشتبك سكان مع قوات الاحتلال، فأطلقت عليهم الرصاص المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الغاز والصوت بكثافة.
وتوغلت قوة كبيرة من جيش الاحتلال في المنطقة الشرقية لمدينة البيرة، وتحديداً ضاحية البالوع وضاحية المنطقة الصناعية، وداهمت المنازل والمصانع والمحال التجارية واللجنة الأولمبية الفلسطينية بحثاً عن كاميرات المراقبة. وحوّلت أحد المنازل إلى ثكنة عسكرية، وأقامت خيمة على سطح المنزل، واحتجزت سكان المنزل داخله ومنعتهم من الخروج منه. وأصيب عدد من الشبان بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، مساء أمس، إضافة إلى عشرات من حالات الاختناق جراء استمرار المواجهات، وجاءت إصابة الفتى فواز ماهر عادل (16 عاماً) خطيرة في رأسه. وكان الجيش أصدر بياناً قال فيه إن سائق حافلة إسرائيلية أصيب بجروح طفيفة بعد أن أطلق فلسطينيون النار عليها قرب مستوطنة بيت إيل، قبيل منتصف الليلة الماضية. وبالتوازي، أطلق فلسطينيون النار باتجاه مستوطنة مجدال عوز قرب بيت لحم من دون أن تقع إصابات أو أضرار. وهرعت قوات معززة من الجيش الإسرائيلي إلى المكان.
جاءت هذه الأحداث تزامناً مع إحياء فصائل منظمة التحرير في رام الله «يوم الشهيد الفلسطيني». وذكر الأمين العام لـ«التجمع الوطني لأسر الشهداء» محمد صبيحات، أن العام الماضي «كان عاماً دموياً بشكل خاص، إذ بلغ عدد الشهداء فيه 312 شهيداً مقابل 74 في 2017، وهذا يعني أن عدد الشهداء تضاعف 4 مرات، ما يدل على أن حكومة الاحتلال أعطت التعليمات لجنودها ومستوطنيها بإطلاق الذخيرة الحية من دون أدنى تردد». وأوضح أن 57 شهيداً كانوا من الأطفال بنسبة 18 في المائة، فيما كان متوسط أعمار الشهداء 24 عاماً، «وهذا يدل على أن قوات الاحتلال استهدفت بالدرجة الأولى فئة الشباب».
وأضاف: «هذه المرة الأولى التي نحيي فيها هذه الذكرى الغالية علينا جميعاً في رام الله وحدها من دون غزة، منذ الانقلاب الأسود عام 2007، إذ كان من المقرر أن تنطلق (مناسبة) في بيت لاهيا، لكن حركة حماس أبت إلا أن تعمل على تمزيق وحدة الشعب، بما في ذلك التفريق بين دماء الشهداء».
وقال ممثل الحكومة وزير العدل علي أبو دياك، إن «حكومة الوفاق الوطني تعكف على تقديم أفضل مستوى من الخدمات لأسر الشهداء بما يليق بتضحيات شهداء فلسطين». وأضاف خلال إحياء «يوم الشهيد الفلسطيني» في رام الله، بحضور أعضاء من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واللجنة المركزية لحركة فتح ووفود رسمية وشعبية وشخصيات من الأجهزة الأمنية وأهالي الشهداء: «لو بقي قرش واحد لدينا سنصرفه لعائلات الشهداء والجرحى».
وهاجم السياسة الإسرائيلية باحتجاز الجثامين، فقال: «لم يشهد التاريخ استبداداً بسجن الإنسان بعد موته إلا من دولة الاحتلال التي ترتكب أبشع المجازر بحق أبناء شعبنا، من حيث جرائم القتل والإعدامات الميدانية، والحكم بالسجن على جثامين الشهداء، ونسف بيوت عائلات الشهداء والجرحى، وفرض عقوبات جماعية على كل أفراد العائلات الفلسطينية، ووضع مشروع قانون لترحيل عائلات الشهداء والجرحى وإبعادهم، ومشروع إعدام الأسرى». وجدد المتكلمون دعوة مؤسسات الأمم المتحدة إلى تنفيذ قراراتها والتزاماتها «لإجبار إسرائيل على إنهاء الاحتلال والاستيطان وتأمين الحماية الدولية لشعبنا ومقدساتنا، ومحاكمة قادة الاحتلال والمسؤولين ومرتكبي الجرائم كافة ضد شعبنا أمام المحكمة الجنائية الدولية».



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.