المغرب: «الأصالة والمعاصرة» المعارض يدعو لتجاوز أزمته الداخلية

أمينه العام أقر بحالة «الجمود والشلل» التي يعيشها الحزب

TT

المغرب: «الأصالة والمعاصرة» المعارض يدعو لتجاوز أزمته الداخلية

أطلق حزب الأصالة والمعاصرة المغربي المعارض، أمس، مبادرة للمصالحة بين أقطابه، من أجل تجاوز أزمته الداخلية التي وصلت حد مطالبة عدد كبير من أعضاء الحزب بحل مكتبيه السياسي والفيدرالي، والدعوة إلى عقد مؤتمر استثنائي.
وقال حكيم بن شماس، الأمين العام الحالي للحزب، الذي يحتل المرتبة الثانية من حيث عدد المقاعد النيابية بعد حزب العدالة والتنمية، ذي المرجعية الإسلامية، إن حزبه لا يزال قادرا على استعادة «المبادرة والريادة»، إذا ما توحد وتجاوز خلافاته السياسية.
وأقر بن شماس خلال اجتماع، عقده المكتب السياسي والفيدرالي للحزب بالرباط أمس، وصف بـ«المهم»، بحالة «الجمود والشلل»، التي يعيشها الحزب منذ سنة، وقال إن هذه المبادرة جاءت «بعد أن بلغت الأزمة ذروتها، وأعطت الانطباع بأننا سننقسم».
ودعا بن شماس، الذي يتولى رئاسة مجلس المستشارين (الغرفة الثانية في البرلمان)، إلى «وقف معارك الاستنزاف، والتفرغ لمهام المرحلة المقبلة، التي يزيدها الحيز الزمن الضيق للاستحقاقات الانتخابية صعوبة وتعقيدا»، فضلا عن مواجهة من وصفهم بـ«المتربصين بالحزب»، الذين يراهنون على انتهائه.
وتأتي دعوة المصالحة التي أطلقتها قيادة الحزب، بعد أسبوع فقط من توجيه المكتب السياسي للحزب اتهامات شديدة للمناوئين للقيادة الحالية للحزب، إذ وصف الدعوة إلى حل المكتبين السياسي والفيدرالي بـ«السلوك الشارد، والمناقض تماما لخيار مأسسة الحزب، وتفعيل الديمقراطية الداخلية في انتخاب هياكله، ويحكمه منطق انقلابي على الشرعية الديمقراطية، وتطاول تهافتي على مهام ومسؤوليات مؤسسات الحزب. كما أنه محاولة بئيسة للحجر عن إرادة مناضلات ومناضلي الحزب ومصادرة واهمة لذكائهم».
واقترح بن شماس، الذي كان مرفوقا في الاجتماع بالقياديين والوزيرين السابقين محمد الشيخ بيد الله وأحمد اخشيشن، أربع اقتراحات وإجراءات لتجاوز أزمته الداخلية، تتثمل في «الكف فورا عن التراشق الإعلامي بين أعضاء الحزب» و«التوقف عن عقد اجتماعات الحشد وتعبئة طرف ضد آخر»، و«الامتناع عن الخوض في الخلافات الداخلية خارج مؤسسات الحزب»، ثم «ضرورة التوقف عن التشكيك في شرعية المؤسسات»، مقرا بوجود ضعف وأعطاب داخل تلك المؤسسات.
وتعهد بن شماس، الذي انتخب في منصبه خلفا لإلياس العماري، الأمين العام السابق للحزب، الذي استقال بعد أن تعذر عليه أن يقود حزبه إلى الفوز في الانتخابات التشريعية لعام 2016، التي فاز بها غريمه حزب العدالة والتنمية، بالتفاعل مع إجراءات المصالحة بروح إيجابية لاستيعاب الجميع. وعد الخلافات التي نشبت داخل حزبه أمرا عاديا لأن الحزب ضم عند تأسيسه مدارس وحساسيات سياسية مختلفة. كما وعد بتقوية مكتبه السياسي.
وكان المكتب السياسي للحزب قد أعلن أنه «لم ولن يفوض بتاتا لأي كان بأن ينصب نفسه بديلا عن مؤسسات الحزب، ويقرر بدلا عنها. فمؤسسات الحزب هي الوحيدة التي تمتلك كامل الصلاحيات القانونية لمباشرة مهامها، وفق ما يخوله لها النظامان الأساسي والداخلي في اتخاذ القرارات الأساسية المتعلقة بالحزب».
وسبق لفروع الحزب في عدة مدن، منها أكادير ومراكش والرباط ووجدة، أن وجهت انتقادات شديدة إلى قيادة الحزب، الذي يوصف بأنه خرج من معطف السلطة بسبب «الوضعية التنظيمية والسياسية السيئة للحزب التي باتت تطرح إشكالات عميقة، وذات أبعاد خطيرة جدا، حيث أصبحت تغيب الحزب تنظيميا وسياسيا على المستوى الوطني».



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.