تقف الحافلة ذات الطابقين الموسومة باللون الأسود، قبالة محطة إمبانكمنت Embankment في وسط لندن، ومع المشهد المذهل المطل على نهر التيمز، في انتظار رواد المطعم. وتعد باصترونوم Bustronome من الأفكار الجديدة لزيارة أفضل المعالم في المدن أثناء الاستمتاع بالغداء أو العشاء الراقي، مع امتياز وحنكة المطبخ الفرنسي الفاخر.
وبدأ هذا التوجه في باريس قبل أربع سنوات. وتحتفظ تجربة باصترونوم في لندن بنفس المفهوم الذي يمتاز به في باريس، غير أن قائمة المطعم الإنجليزي مختلفة تماما، إذ خرجت تلك القائمة من تصميم الشيف فنسنت ثيسييه.
وفي غضون دقائق من ركوب الحافلة، يقدم الندل المقبلات في ود ومحبة. وهي عبارة عن الخرشوف مع البندق وشرائح اللحم أو السمك المزين بالزهور والجبن. وهو طبق طازج من الطعام وبه تبدأ التجربة الرائعة.
أما الطبق الثاني، فهو السمك مع الليمون ورقائق البطاطس الشهية. وهو طبق السمك التقليدي والشهير مع رقائق البطاطس الأكثر لذة من حيث الطهي والمذاق.
وأثناء التجوال بين مختلف المعالم المعمارية في سيتي أوف لندن الفخمة والقوية، وهي تمثل حي المال والأعمال ذا الأهمية القصوى، مثل وول ستريت في مدينة نيويورك، يحين موعد الطبق الرئيسي على متن الحافلة، من صدور البط، وصوص جذور الكرفس المذابة، والمطهو بعناية فائقة، مانحا الضيوف متعة رائعة.
ويوضح برتراند ماثيو، المدير التنفيذي لمشروع باصترونوم الأمر قائلا: «تكمن الفكرة في توفير المأكولات المتميزة في البلاد. حيث نعمل في لندن على طهي المأكولات الإنجليزية التقليدية الشهيرة. فلقد عملنا على تطويع الفكرة الفرنسية بما يناسب تقاليدنا العريقة».
إنها أطباق رائعة. ويمكن القول إن مفهوم الطعام البريطاني لا يزال قيد الاحترام مع الصبغة الفرنسية الواضحة على النكهات المقدمة. أما الزخارف البهية، فهي ما يميز الطاولات الكثيرة على متن الحافلات.
ويستطرد ماثيو قائلا: «قامت الفكرة على أساس المقدرة على مشاركة ما نحبه مع الناس من كل مكان، ما يعني المعالم المعمارية للبلاد جنبا إلى جنب مع فن الطهي المميز في بلادنا. ولهذا السبب نود المزج بين التقاليد الإنجليزية والفرنسية وجلب المفاهيم الجديدة التي تجمع بين ما تشتهيه الأنفس وتلذه الأعين».
وأثناء التجوال بين معالم لندن، يحين وقت تقديم الحلوى، وهي عبارة عن فطيرة الليمون الشهية. وهي مزيج من مختلف النكهات. المذاق الحلو، مع المذاق الحامض، والكريمة الخفيفة في آن واحد. ومع خفق كافة المكونات كل على حدة، يمكن للضيف تناولها منفردة أو ممتزجة مع بعضها البعض.
ويعتبر باصترونوم، من دون شك، من أفضل مطاعم المدينة. فهناك نوافذ كبيرة داخل الحافلة، والسقف من الزجاج الخالص الذي يسمح بإلقاء إطلالة رائعة أثناء التجوال. وفي الداخل هناك مساحة وفيرة تفصل بين الطاولات لمزيد من الراحة للضيوف. كما تتيح الحافلة الاستمتاع بمناظر المدينة المتنوعة، والتفاصيل الصغيرة التي يندر الانتباه إليها في المعتاد. وفي الأعلى يوجد المطعم مع طاولات خشبية مريحة في حين يوجد المطبخ في الأسفل.
وهناك أربع دورات لتناول الغداء وست دورات لتناول العشاء على متن الحافلة. ويقدم مطعم باصترونوم في الآونة الراهنة قائمة الشاي في فترات الظهيرة. وهناك في المعتاد أماكن محدودة لكل جولة من جولات الحافلة، ما يضمن للضيوف الحصول على أعلى قدر ممكن من اهتمام العاملين في المطعم. ومن الأفضل بالنسبة للضيوف الحجز المسبق لأجل ضمان وجود مساحة كافية لاستقبالهم.
وهناك على كل طاولة يوجد هيكل بلاستيكي شفاف على هيئة زجاجة مياه كبيرة، وكوب أو كأس يجري تضمينها فيه بحيث لا تتعرض للسقوط. فضلا عن أدوات تناول الطعام المعتادة، وربما تكون أثقل وزنا الشيء القليل من أدوات المائدة التقليدية.
ومن خلال مطعم باصترونوم، يمكن للضيف متابعة أفضل تفاصيل المعالم المعمارية في لندن والتي قد يصعب الانتباه إليها في جولات خارجية أخرى. من أبراج الأجراس، وقمم القباب، ومختلف التماثيل. ومن أفضل الجولات تلك التي تمر بكاتدرائية القديس بول وعبور تاور بريدج. وتعتبر أعمدة أبراج لندن قريبة للغاية من خلال السقف الزجاجي للحافلة، إلى جانب مبنى «شارد»، وهو أطول المباني في أوروبا بارتفاع يبلغ 309.6 متر.
وتتجول الحافلة بين 21 موقعا سياحيا على الأقل، من قصر باكينغهام التاريخي إلى الأحياء اللندنية المعاصرة. ومن وسط المدينة، وسيتي أوف لندن، إلى المنطقة الخاصة في نايتسبريدج في غرب لندن، والتي تُعرف بمتاجر هارودز الشهيرة، والتي تعتبر من أكثر متاجر تميزا في البلاد وعلى مستوى العالم. والجولة بأكملها متاحة خلال وقت العشاء، مع جول الغداء تكون أوجز قليلا منها.
وتوفر الحافلة خدمة الإرشاد السياحي الصوتية مع سرد التفاصيل التاريخية لكل مكان من الأماكن التي تمر بها الحافلة في جولتها. وهذه الأجهزة داكنة اللون تأتي في صورة قلم رقيق دائري يعمل بالتحكم عن بُعد ويسهل استخدامها لدى جميع الضيوف. أولا، لا بد من تحديد اللغة المفضلة، ثم الإشارة بالقلم إلى المعلم الأثري أو السياحي المطلوب الذي ترغب في معرفة المزيد من المعلومات التاريخية عنه. ثم الاستمتاع بالمشاهدة والاستماع إلى المحادثة الصوتية الموصي بها للغاية.
ويمكن لحركة المرور في لندن، في بعض ساعات النهار، أن تساهم في تجربة التقاط الصور المختلفة للأماكن المتنوعة. فاستعد لالتقاط الصور الفريدة والرائعة، مع الزوايا الجديدة التي لم تكن تعلم بوجودها في المدينة من قبل.
وتبدو لندن مختلفة تماما من الأعلى، وسوف تدرك مدى الروعة والازدحام الذي تتميز به، ويمكنك أيضا الاستمتاع بهذه المشاهدات مع تجربة الطعام الغنية والمثيرة في آن واحد.
«باصترونوم»... الطبق الأول قرب بيغ بين والرئيسي في حي لندن المالي
مطعم جوال على متن حافلة
«باصترونوم»... الطبق الأول قرب بيغ بين والرئيسي في حي لندن المالي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة