الجزائر توافق على تدريب الجيش والشرطة الليبيين لمواجهة الاضطرابات في الحدود

القضايا الأمنية تطغى على أعمال اللجنة الجزائرية ـ الليبية في طرابلس

نوري أبو سهمين رئيس البرلمان الليبي (يمين) يتلقى هدية من رئيس وزراء الجزائر عبد المالك سلال في العاصمة الليبية أمس (أ.ف.ب)
نوري أبو سهمين رئيس البرلمان الليبي (يمين) يتلقى هدية من رئيس وزراء الجزائر عبد المالك سلال في العاصمة الليبية أمس (أ.ف.ب)
TT

الجزائر توافق على تدريب الجيش والشرطة الليبيين لمواجهة الاضطرابات في الحدود

نوري أبو سهمين رئيس البرلمان الليبي (يمين) يتلقى هدية من رئيس وزراء الجزائر عبد المالك سلال في العاصمة الليبية أمس (أ.ف.ب)
نوري أبو سهمين رئيس البرلمان الليبي (يمين) يتلقى هدية من رئيس وزراء الجزائر عبد المالك سلال في العاصمة الليبية أمس (أ.ف.ب)

قال رئيس وزراء الجزائر عبد المالك سلال، إن «بلاده على استعداد كامل لتدريب أفراد الجيش والشرطة الليبيين لتأمين الحدود المشتركة التي تعرف اضطرابا خطيرا، على خلفية تسرب شحنات كبيرة من السلاح الليبي إلى التراب الجزائري، بعد سقوط نظام العقيد معمر القذافي في خريف 2011».
وذكر سلال أمس في طرابلس، في بداية أشغال اللجنة العليا الجزائرية - الليبية، أن الجزائريين واثقون بأن الشعب الليبي قادر على مواجهة هذه المرحلة وبناء دولته. وقال، حسب ما نقلته وكالة الأنباء الليبية الرسمية، إن بلاده «تقف إلى جانب الشعب الليبي، وهي مستعدة لدعمه ومساعدته على تجاوز كل العقبات»، مشيرا إلى أن «تدهور الأوضاع الأمنية (في ليبيا) ناتج عن الانتشار الواسع للسلاح، وهو ما يحتم على البلدين مضاعفة جهودهما المشتركة لوضع حد لهذا الانتشار والسيطرة عليه وتأمين حدود البلدين».
وأفاد سلال أن «الجزائر مهتمة ببناء علاقات اقتصادية قوية وفق آفاق الاستثمار بين البلدين».
وبحث سلال مع رئيس الحكومة المؤقتة علي زيدان، قضايا الأمن في الحدود والتعاون في مجالات كثيرة من بينها الصحة والتعليم. وقال سلال، إن «البلدين بدءا فعليا في التنسيق والتعاون الأمني، خصوصا فيما يتعلق بتأمين الحدود ومكافحة الهجرة غير الشرعية»، وأنهما «يطمحان إلى تعزيز التعاون في مجالات الاقتصاد والاستثمار والنفط والغاز، والربط الكهربائي للوصول إلى ما يطمح إليه أبناء الشعبين الشقيقين».
ونقلت الوكالة الليبية عن وزير الكهرباء والطاقات المتجددة في الحكومة الليبية علي محيريق، أن أعمال اللجنة المشتركة الليبية – الجزائرية تركزت بالدرجة الأولى على الجانب الأمني، والتنسيق بين وزارات الداخلية والدفاع في البلدين لضبط الحدود، ومكافحة الهجرة غير الشرعية، وتهريب السلاح والمخدرات، إضافة إلى مكافحة الإرهاب. وأوضح محيريق أن «هنالك توافقا كاملا بين حكومتي البلدين بشأن مختلف القضايا»، مشيرا إلى أن عدة اتفاقيات ستوقع بين البلدين في مجالات الطاقة والنفط والربط الكهربائي، وتدريب قوات من الشرطة الليبية في الجزائر، إضافة إلى اتفاقيات تجارية واستثمارية وفى مجال الثقافة.
وحضر أعمال اللجنة المشتركة التي تدوم يومين، عن الجانب الليبي، نائب رئيس الوزراء للشؤون الفنية ووزراء الخارجية والدفاع والداخلية والنفط والكهرباء، والطاقات المتجددة والاقتصاد والموارد المائية والإعلام. وعن الجانب الجزائري، حضر وزراء الخارجية والداخلية والطاقة والمناجم.
وجرى تقسيم العمل بين وفدي البلدين، إلى ثلاث لجان فنية مشتركة. وتضم لجنة الاقتصاد والاستثمار، قطاعات الاقتصاد والتجارة والاستثمار والزراعة، والثروة الحيوانية والبحرية والمالية، الضرائب والمصارف والنفط والغاز والصناعة والموارد المائية والمعايير القياسية، واتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة ورجال الأعمال. وتتكون لجنة الأمن والدفاع من قطاعات الداخلية، والدفاع والجمارك. إضافة إلى لجنة ترسيم الحدود والقنصلية ولجنة الخدمات التي تضم قطاعات الشباب والرياضة والتربية والتعليم والتعليم العالي والبحث العلمي والصحة والكهرباء.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».