تدابير كورية للوقاية من تقلبات الأسواق العالمية

الاحتياطي الأجنبي يبلغ مستوى قياسياً

شحنات بضائع في أحد موانئ كوريا الجنوبية
شحنات بضائع في أحد موانئ كوريا الجنوبية
TT

تدابير كورية للوقاية من تقلبات الأسواق العالمية

شحنات بضائع في أحد موانئ كوريا الجنوبية
شحنات بضائع في أحد موانئ كوريا الجنوبية

تعهدت كوريا الجنوبية، أمس الجمعة، باتخاذ التدابير اللازمة في حالة حدوث تقلبات مالية، وسط مخاوف من أن أسواق الأسهم العالمية قد تظل غير مستقرة في الوقت الحالي. وذلك في وقت بلغ فيه احتياطي النقد الأجنبي الكوري مستوى قياسيا في شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
وذكرت وزارة الاقتصاد والمالية في سول، في بيان أوردته وكالة أنباء (يونهاب) الكورية الجنوبية، أن «الحكومة ستحاول التقليل من أي آثار جانبية سلبية قد تمثل عوامل خطر رئيسية في الداخل والخارج على اقتصاد كوريا الجنوبية والأسواق المالية».
جاء ذلك خلال اجتماع النائب الأول لوزير الاقتصاد والمالية لي هو - سونغ مع المسؤولين المعنيين، الذين ناقشوا خلاله الإجراءات الحكومية في أعقاب الانخفاض الحاد في أسواق الأسهم في الولايات المتحدة وأوروبا. ولم توضح الوزارة ما الذي تعنيه بالتدابير التي ستتخذها في تلك المسألة، مشيرة إلى أن الأسواق المالية الكورية الجنوبية أظهرت علامات استقرار نسبي.
وتعتمد كوريا الجنوبية، وهي اقتصاد صغير مفتوح، بشكل كبير على الصادرات واستثمار رأس المال الأجنبي، مما يجعلها عرضة للصدمات الخارجية.
ومن جهة أخرى، ارتفع احتياطي النقد الأجنبي لكوريا الجنوبية إلى مستوى قياسي في شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وذلك بسبب ضعف الدولار الأميركي، وفقا لما ذكره البنك المركزي الكوري الجنوبي أمس.
ووفقا لبنك كوريا المركزي، بلغ إجمالي قيمة الحيازات من العملات الأجنبية 403.69 مليار دولار في نهاية ديسمبر (كانون الأول)، بزيادة 710 ملايين دولار عن الشهر الذي سبقه، محطما الرقم القياسي السابق البالغ 403 مليار دولار في شهر سبتمبر (أيلول) الماضي، حسبما ذكرت وكالة أنباء «يونهاب» الكورية الجنوبية.
ويتكون احتياطي النقد الأجنبي من الأوراق المالية والودائع المقومة بالعملات الأجنبية، بالإضافة إلى ودائع احتياطي صندوق النقد الدولي وحقوق السحب الخاصة وسبائك الذهب.
وقال بنك كوريا المركزي، إن الانخفاض الأخير في قيمة الدولار الأميركي زاد من قيمة العملات الأخرى عندما تم تحويلها إلى العملة الأميركية. وبلغت قيمة الأوراق المالية الأجنبية، مثل السندات الحكومية والديون المؤسسية 379.6 مليار دولار في الشهر الماضي، بزيادة قدرها 3.35 مليار دولار عن شهر نوفمبر (تشرين الثاني) السابق. وانخفضت الودائع بالعملة الأجنبية 2.79 مليار دولار على أساس شهري، إلى 13.73 مليار دولار في ديسمبر (كانون الأول).
وقال البنك المركزي، إن ودائع الاحتياطي لسيول في صندوق النقد الدولي بلغت 2.14 مليار دولار في نهاية ديسمبر (كانون الأول)، في حين أن حصة سبائك الذهب لم تتغير عند 4.79 مليار دولار خلال الفترة نفسها.
ويشار إلى أنه اعتبارا من نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، احتلت كوريا الجنوبية المرتبة الثامنة في العالم من حيث حجم احتياطيات النقد الأجنبي، وتصدرت الصين القائمة.
وتأتي الخطوات الكورية عقب بيانات رسمية مطلع الأسبوع الماضي أظهرت أن صادرات كوريا الجنوبية تراجعت قليلا في ديسمبر (كانون الأول) مقارنة بها قبل عام، لتنخفض حتى عن أكثر التوقعات تشاؤما في استطلاع أجرته رويترز، مما يقدم دلائل جديدة على تباطؤ الاقتصاد العالمي.
ورغم أن جميع الاقتصاديين العشرة المشاركين في استطلاع رويترز توقعوا زيادة الصادرات، قال البعض إن البيانات لم تكن مفاجأة كبيرة في ظل حرب الرسوم الجمركية بين الولايات المتحدة والصين التي ألقت بظلالها على آفاق التجارة العالمية ودلائل تباطؤ النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة.
وقالت وزارة التجارة في كوريا الجنوبية قبل أيام إن صادرات البلاد في ديسمبر (كانون الأول) نزلت 1.2 في المائة مقارنة بها قبل عام نتيجة تراجع أسعار رقائق الذاكرة والنفط وتباطؤ الطلب من الصين، بينما نمت الواردات بنسبة 0.9 في المائة فقط. وتوقع اقتصاديون نمو صادرات رابع أكبر اقتصاد في آسيا 3.3 في المائة في المتوسط وزيادة الواردات 4.2 في المائة.
وكوريا الجنوبية أكبر دولة في العالم تصدر الرقائق المستخدمة في أجهزة الكومبيوتر والسفن والسيارات والمنتجات البترولية. كما أنها أول دولة مصدرة كبيرة تصدر بيانات شهرية للتجارة تتيح قراءة مبكرة للتجارة العالمية.



انكماش القطاع الخاص في مصر خلال ديسمبر بسبب ضعف الجنيه

مبانٍ تحت الإنشاء بوسط القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مبانٍ تحت الإنشاء بوسط القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

انكماش القطاع الخاص في مصر خلال ديسمبر بسبب ضعف الجنيه

مبانٍ تحت الإنشاء بوسط القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مبانٍ تحت الإنشاء بوسط القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

واصل القطاع الخاص غير النفطي في مصر انكماشه خلال ديسمبر (كانون الأول) الماضي، في الوقت الذي تدهورت فيه ظروف التشغيل مع انخفاض الإنتاج والطلبيات الجديدة بأسرع معدل في ثمانية أشهر وسط ضغوط التكلفة الزائدة، نتيجة تراجع الجنيه.

وانخفض مؤشر مديري المشتريات الرئيس لشركة «ستاندرد آند بورز غلوبال»، في مصر إلى 48.1 نقطة في ديسمبر من 49.2 نقطة في نوفمبر (تشرين الثاني)، مسجلاً بذلك انكماشاً للشهر الرابع على التوالي. وتشير القراءة الأقل من 50 نقطة إلى تراجع النشاط.

ويرجع هذا الانخفاض إلى ضعف الطلب من جانب العملاء وزيادة الضغوط التضخمية، التي تفاقمت بسبب ضعف الجنيه المصري مقابل الدولار.

وقال ديفيد أوين كبير الاقتصاديين في «ستاندرد آند بورز غلوبال ماركت إنتليجنس»: «أظهرت بيانات مؤشر مديري المشتريات في مصر أن التعافي المتوقع للقطاع الخاص غير النفطي من غير المرجح أن يخلو من العثرات في عام 2025».

وأضاف أن الشركات واجهت ارتفاع الأسعار وانخفاض الطلب، مما أدى إلى أسرع تراجع في ظروف التشغيل منذ أبريل (نيسان) الماضي.

وانخفضت مستويات التوظيف للشهر الثاني على التوالي، وإن كان الانخفاض طفيفاً. وأسهم ارتفاع تكاليف الرواتب، المرتبط بتحديات تكلفة المعيشة، في انخفاض أعداد الوظائف.

وتسارعت وتيرة التضخم في تكاليف المدخلات، مدفوعة بارتفاع أسعار المواد وارتفاع قيمة الدولار. ورغم هذا، كانت الشركات أقل ميلاً إلى رفع أسعارها، فعمدت إلى تقليص هوامش الربح للحفاظ على الطلبيات.

وكانت الشركات غير النفطية أكثر تفاؤلاً بشأن النشاط المستقبلي، على أمل تحسن الظروف المحلية والجيوسياسية في عام 2025.

وارتفع مؤشر الإنتاج المستقبلي الفرعي إلى 53.8 من 50.5 في نوفمبر. ومع ذلك، فقد تخفف المخاوف بشأن تقلبات أسعار الصرف، وعدم استقرار الأسعار الطلب في الأمد القريب.

على صعيد مواز، قال وزير المالية المصري أحمد كوجك، إن مصر ستحصل على شريحة تبلغ 1.2 مليار دولار من صندوق النقد الدولي هذا الشهر ضمن برنامج قرض قيمته ثمانية مليارات دولار من المؤسسة المالية الدولية.

وأعلن صندوق النقد الدولي الشهر الماضي التوصل لاتفاق على مستوى الخبراء مع مصر بشأن المراجعة الرابعة لاتفاق تسهيل الصندوق الممدد الذي يستمر 46 شهراً، وهو ما قد يتيح صرف الشريحة البالغة 1.2 مليار دولار.

وأضاف في مقابلة مع قناة «أون تي في» الفضائية المصرية مساء الأحد: «إن شاء الله مجلس الإدارة (مجلس إدارة صندوق النقد الدولي) يجتمع في يناير (كانون الثاني)، وإن شاء الله سنتحصل على هذا المبلغ»، مضيفاً أن مصر لم تطلب زيادة القرض الذي تبلغ قيمته ثمانية مليارات دولار.

ووافقت مصر، التي تعاني من ارتفاع معدلات التضخم، ونقص العملة الأجنبية، في مارس (آذار) على برنامج صندوق النقد الدولي الموسع. وتسبب الانخفاض الحاد في عائدات قناة السويس بسبب التوتر الإقليمي على مدار العام الماضي في تفاقم الأزمة الاقتصادية.

وقال كوجك أيضاً إن مصر تستهدف جمع نحو ثلاثة مليارات دولار خلال الفترة المتبقية من السنة المالية الحالية التي تستمر حتى نهاية يونيو (حزيران) من خلال «إصدارات متنوعة» للمستثمرين، لكنه لم يقدم مزيداً من التفاصيل. وكان هذا رداً على سؤال حول ما إذا كانت مصر تخطط للعودة لسوق السندات الدولية هذا العام.