ارتفاع دون المستوى المستهدف للصادرات التركية في 2018

الحكومة تأمل في تحسن مؤشرات الاقتصاد خلال العام الجديد

العملة التركية تراجعت بشكل ملحوظ خلال العام الماضي
العملة التركية تراجعت بشكل ملحوظ خلال العام الماضي
TT

ارتفاع دون المستوى المستهدف للصادرات التركية في 2018

العملة التركية تراجعت بشكل ملحوظ خلال العام الماضي
العملة التركية تراجعت بشكل ملحوظ خلال العام الماضي

سجلت الصادرات التركية ارتفاعاً خلال عام 2018 بنحو 7 في المائة، لكنها لم تستطع تحقيق الرقم المستهدف من جانب الحكومة وهو 170 مليار دولار، كما استقر العجز التجاري عند 55 مليار دولار.
وأعلنت وزيرة التجارة والجمارك التركية، روهصار بكجان، عن ارتفاع صادرات البلاد بنسبة 7.1 في المائة العام الماضي، مسجلة 168.1 مليار دولار، وهو أعلى رقم تسجله الصادرات التركية منذ تأسيس الجمهورية الحديثة في عام 1923.
وقالت بكجان، في كلمة خلال اجتماع تقييمي عقده مجلس المصدرين الأتراك أمس (الجمعة) لإعلان بيانات صادرات البلاد في 2018: إن الواردات سجلت انخفاضاً بنسبة 4.6 في المائة في 2018 لتسجل 223.1 مليار دولار، ليبلغ العجز التجاري 55 مليار دولار.
وحققت الصادرات التركية ارتفاعاً في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي بنسبة 9.4 في المائة، مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2017. وذكرت هيئة الإحصاء التركية، أن إجمالي قيمة الصادرات بلغ 15.5 مليار دولار.
وتراجعت الواردات خلال الشهر ذاته بنسبة 21.3 في المائة، لتنخفض إلى 16 مليار دولار، وتراجع العجز التجاري على هذا الأساس بنسبة 89.8 في المائة، ليصل إلى 651 مليون دولار خلال الشهر. وأشار البيان إلى أن الصادرات التركية إلى أوروبا ارتفعت في نوفمبر الماضي بنسبة 10.9 في المائة، مقارنة مع العام الماضي، محققة 7 مليارات و730 مليون دولار.
وكانت ألمانيا هي الدولة الأكثر استيراداً من تركيا خلال نوفمبر الماضي، بمبلغ 1.756 مليار دولار، ثم بريطانيا بقيمة 1.566 مليار دولار، ثم الصين بـ1.107 مليار دولار. وشهدت صادرات تركيا زيادات شهرية في الفترة من يناير (كانون الثاني) حتى نوفمبر، حيث بلغت 154.2 مليار دولار، بزيادة قدرها 7.7 في المائة، مقارنة بالفترة نفسها من عام 2017. وقد بلغت الصادرات في الاثني عشر شهراً الأخيرة 168.1 مليار دولار.
وتوقعت الحكومة أن تصل إلى هدف التصدير في نهاية العام، البالغ 170 مليار دولار، في إطار خطة العمل الوطنية للبلاد التي أعلنت في سبتمبر (أيلول) الماضي. وأظهرت الأرقام التي أعلنتها الحكومة التركية مؤخراً، أن عام 2018 كان ناجحاً للغاية، من حيث النمو المستدام للصادرات، التي من المقرر أن تنهي العام في أعلى مستوياتها على الإطلاق.
وتوقعت بكجان أن يستمر الارتفاع في الصادرات والواردات في عام 2019، بالإضافة إلى استمرار الاتجاه التنازلي لعجز الحساب الجاري. وأن يحمل عام 2019 أداءً قوياً في صادرات الخدمات، بدعم من صادرات السياحة والسلع، مشيرة إلى أنه من المتوقع أن تسهم الصادرات مساهمة إيجابية في نمو الاقتصاد التركي.
وقالت الوزيرة التركية: إن البرنامج الاقتصادي الجديد للحكومة، يتوقع تراجع نسبة عجز الحساب الجاري إلى إجمالي الناتج المحلي إلى 3.3 في المائة في عام 2019. وأكدت أن الحكومة تواصل جهودها لتحقيق هذه الأهداف، وستتخذ تدابير ضد العوامل التي ستضيق السوق جزئياً.
ولفتت بكجان إلى أن استمرار النمو في اقتصادات الاتحاد الأوروبي أثر بشكل إيجابي على الصادرات التركية، وقالت: «نتوقع زيادة صادراتنا إلى الاتحاد الأوروبي في عام 2019، الذي نحتاج فيه إلى التركيز بشكل أكبر على التصميم والعلامات التجارية والتكنولوجيا والمنتجات ذات القيمة المضافة والتصدير»، مضيفة: «لدينا الحوافز التي ستدعم هذا الاتجاه».
وكان الرئيس رجب طيب إردوغان قد قال، السبت الماضي: إن تركيا ماضية في طريقها لتسجيل رقم قياسي في الصادرات لعام 2018، يبلغ حدود 170 مليار دولار. وأضاف: إن عجز الحساب الجاري في بلاده ماضٍ في الانخفاض إلى ما دون 30 مليار دولار، لافتاً إلى أن متوسط النمو لتركيا خلال الأرباع الثلاثة الأولى من العام الحالي قد بلغ 4.7 في المائة، رغم تقلبات أسعار صرف العملات.
وذكر إردوغان، أن تركيا استقطبت 9 مليارات دولار استثماراتٍ خارجية مباشرة خلال الأشهر العشرة الأولى من 2018، وأن تركيا تحقق إنجازات كبيرة على صعيد الصناعات الدفاعية التي باتت تقدم 65 في المائة من احتياجات البلاد، كما بدأت تصدر منتجاتها عالمياً.
في الوقت ذاته، قال وزير الخزانة والمالية التركي برات البيراق، إن بلاده حققت جميع أهدافها المحددة لنهاية عام 2018، وقدّمت أداءً أفضل من الناحية الاقتصادية. وأوضح في مقابلة تلفزيونية الليلة قبل الماضية، أن معدل التضخم في تركيا استقر عند 20.3 في المائة، أي دون الهدف الذي وضعته الحكومة (20.8 في المائة)، معتبراً أن هذا المعدل يُشير إلى وجود مرحلة «إيجابية للغاية» في الوقت الراهن.
وكان معدل التضخم في تركيا هبط في نهاية عام 2018 بنحو 5 في المائة ليسجل 20.3 في المائة، مقارنة بأعلى معدل وصل إليه منذ 15 عاماً، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي عند 25.24 في المائة، لكنه بقي مع ذلك أعلى من 20 في المائة، بينما كانت الحكومة أعلنت أنها ستعمل على تخفيضه إلى رقم من خانة واحدة. ويظل التضخم بهذا، إحدى أكثر المشكلات الاقتصادية الملحة في تركيا.
وصعد التضخم إلى هذا المستوى غير المسبوق منذ 15 عاماً بسبب تدهور الليرة التركية التي خسرت أكثر من 45 في المائة من قيمتها خلال عام 2018 وأغلقت العام على خسائر 30 في المائة بسبب مخاوف المستثمرين من إحكام الرئيس التركي قبضته على القرار الاقتصادي.
وأشار البيراق إلى أن أداء تركيا سيكون «أقوى بكثير» في موازنة عام 2019، سواء من ناحية النفقات أو من حيث الدخل. وفيما يتعلق بالتقلب الذي حدث في سعر صرف الليرة التركية على مدى اليومين الماضيين، قال البيراق: إن «التقلب ناجم عن الأسواق المفتوحة في آسيا وتأثرت منه الأسواق الناشئة، لكن التوازن عاد خلال فترة قصيرة».
وواصلت الليرة التركية تراجعها في تعاملات أمس، بنحو 3 في المائة من قيمتها، تماشياً مع انخفاضات واسعة النطاق مقابل الدولار في ظل إقبال المستثمرين القلقين على الأصول الآمنة وسط مخاطر متفاقمة على النمو العالمي. وبشأن إصدار صكوك الذهب، قال الوزير التركي: «أكسبنا اقتصادنا قرابة 6.5 طن من الذهب خلال العام الماضي».



واشنطن تُصعِّد تجارياً... رسوم جديدة على واردات الطاقة الصينية

يقوم عامل بإجراء فحص الجودة لمنتج وحدة الطاقة الشمسية في مصنع «لونجي للتكنولوجيا الخضراء» في الصين (رويترز)
يقوم عامل بإجراء فحص الجودة لمنتج وحدة الطاقة الشمسية في مصنع «لونجي للتكنولوجيا الخضراء» في الصين (رويترز)
TT

واشنطن تُصعِّد تجارياً... رسوم جديدة على واردات الطاقة الصينية

يقوم عامل بإجراء فحص الجودة لمنتج وحدة الطاقة الشمسية في مصنع «لونجي للتكنولوجيا الخضراء» في الصين (رويترز)
يقوم عامل بإجراء فحص الجودة لمنتج وحدة الطاقة الشمسية في مصنع «لونجي للتكنولوجيا الخضراء» في الصين (رويترز)

تخطط إدارة بايدن لزيادة الرسوم الجمركية على رقائق الطاقة الشمسية، البولي سيليكون وبعض منتجات التنغستن القادمة من الصين، بهدف دعم الشركات الأميركية العاملة في قطاع الطاقة النظيفة.

ووفقاً للإشعار الصادر عن مكتب الممثل التجاري الأميركي، ستزيد الرسوم الجمركية على رقائق الطاقة الشمسية والبولي سيليكون المصنوعة في الصين إلى 50 في المائة من 25 في المائة، كما ستُفرض رسوم بنسبة 25 في المائة على بعض منتجات التنغستن، بدءاً من 1 يناير (كانون الثاني)، بعد مراجعة الممارسات التجارية الصينية بموجب المادة 301 من قانون التجارة لعام 1974، وفق وكالة «أسوشييتد برس».

وجاء القرار بعد فترة تعليق طويلة، حيث أشار الممثل التجاري الأميركي، في سبتمبر (أيلول)، إلى احتمال اتخاذ مثل هذه الإجراءات. وقالت كاثرين تاي، الممثلة التجارية للولايات المتحدة، في بيان: «زيادة التعريفات الجمركية هذه تهدف إلى مكافحة السياسات والممارسات الضارة التي تنتهجها جمهورية الصين الشعبية. وستكمل هذه الإجراءات الاستثمارات المحلية التي أطلقتها إدارة بايدن-هاريس لتعزيز اقتصاد الطاقة النظيفة وزيادة مرونة سلاسل التوريد الحيوية».

وفي تقرير يوم الخميس، تم ذكر أن المسؤولين الأميركيين والصينيين سيعقدون اجتماعات تجارية هذا الأسبوع، والأسبوع المقبل، قبل نهاية العام. وفي الأسبوع الماضي، شددت واشنطن القيود المفروضة على وصول الصين إلى تكنولوجيا أشباه الموصلات المتقدمة، بينما ردت بكين بحظر صادرات المعادن الحيوية إلى الولايات المتحدة، مثل الغاليوم والجرمانيوم والأنتيمون، إضافة إلى تشديد ضوابط صادرات الغرافيت.

وتهيمن الصين على سوق هذه المواد، وتعمل الولايات المتحدة على تأمين مصادر بديلة في أفريقيا وأماكن أخرى. ويعد التنغستن معدناً استراتيجياً حيوياً آخر تهيمن الصين على إنتاجه، وليست الولايات المتحدة، مما يجعل كوريا الجنوبية مورداً محتملاً. ويستخدم التنغستن في صناعات متنوعة مثل الأسلحة، وأنابيب الأشعة السينية، وخيوط المصابيح الكهربائية.

وانخفضت واردات الولايات المتحدة من المعدن من الصين إلى 10.9 مليون دولار في عام 2023 من 19.5 مليون دولار في العام السابق.

وبعد حظر بكين تصدير الغاليوم والمعادن الأخرى إلى الولايات المتحدة، يرى المحللون أن التنغستن قد يكون أحد المجالات التي قد ترد فيها الصين. وقبل تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترمب، تصاعدت التوترات التجارية، حيث كان قد تعهد بفرض رسوم جمركية بنسبة 60 في المائة على السلع الصينية. بينما عدَّ الرئيس جو بايدن هذا النهج خاطئاً، وأبقى على التعريفات التي فرضها ترمب خلال ولايته الأولى مع تبني استراتيجية أكثر استهدافاً.

وقد شهدت الصين زيادة كبيرة في إنتاج المركبات الكهربائية الرخيصة والألواح الشمسية والبطاريات، في وقت تسعى فيه إدارة بايدن لدعم هذه الصناعات في الولايات المتحدة. وتتهم أميركا الصين بدعم صادراتها بشكل غير لائق، ما يمنح مصنعي الألواح الشمسية وغيرها ميزة غير عادلة في الأسواق الخارجية، حيث تبيع هذه المنتجات بأسعار منخفضة بفضل الدعم الحكومي. كما تفرض الصين ضغوطاً على الشركات الأجنبية لتسليم التكنولوجيا.

وتشكل الصين أكثر من 80 في المائة من سوق الألواح الشمسية في جميع مراحل الإنتاج، وفقاً لوكالة الطاقة الدولية، مما يجعلها تهيمن على هذا القطاع بشكل واضح. وقد جعلت اقتصاديات الحجم الضخم في صناعة الطاقة الشمسية المنتجات الصينية أقل تكلفة، بينما قامت بتوجيه سلاسل التوريد إلى داخل الصين. وقد دعت وكالة الطاقة الدولية الدول الأخرى إلى تقييم سلاسل توريد الألواح الشمسية الخاصة بها ووضع استراتيجيات للتعامل مع أي مخاطر.

وفي بداية عام 2018، فرضت إدارة ترمب تعريفات بنسبة 30 في المائة على واردات الألواح الشمسية الصينية، وقد تقدمت بكين بشكوى إلى منظمة التجارة العالمية ضد الولايات المتحدة متهمة إياها بدعم مشتريات المركبات الكهربائية بشكل غير عادل.

واختتمت التحقيقات التي دفعت الممثل التجاري الأميركي إلى اتخاذ قرار بزيادة الرسوم الجمركية على الألواح الشمسية بتقرير صادر في مايو (أيار)، مما أسفر عن رفع الرسوم الجمركية على مجموعة واسعة من المنتجات، بما في ذلك المركبات الكهربائية، الحقن، الإبر، القفازات الطبية، أقنعة الوجه، أشباه الموصلات، ومنتجات الصلب والألمنيوم، وغيرها. كما تم رفع الرسوم الجمركية على المركبات الكهربائية المصنوعة في الصين إلى 100 في المائة بدلاً من 25 في المائة، في حين ارتفعت الرسوم الجمركية على بطاريات الليثيوم الصينية إلى 25 في المائة بعدما كانت 7.5 في المائة.