أعاد مانشستر سيتي الإثارة لسباق لقب الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، بإلحاقه أول هزيمة بالمتصدر ليفربول هذا الموسم في قمة المرحلة الحادية والعشرين، وقلص الفارق بينهما إلى أربع نقاط فقط.
وخرجت وسائل الإعلام البريطانية أمس لتؤكد على أن فوز سيتي المثير من شأنه أن يزيد الإثارة على المسابقة لأن انتصار ليفربول كان سيحسم إلى حد كبير هوية البطل.
وعلى ملعبه استاد الاتحاد، فاز سيتي بإشراف مدربه الإسباني جوسيب غوارديولا، بنتيجة 2 - 1 بهدفي الأرجنتيني سيرخيو أغويرو في الدقيقة 40 والألماني لوروا ساني (72)، بينما سجل البرازيلي روبرتو فيرمينو هدف ليفربول في الدقيقة 64.
وكبح سيتي اندفاع منافسه الأبرز على القمة هذا الموسم، ملحقا به الهزيمة الأولى بعد 17 فوزا وثلاثة تعادلات، وموقفا سلسلة الانتصارات التسعة المتتالية التي حققها في الدوري المحلي.
وقالت صحيفة «التايمز»: «ساني يشعل الصراع على اللقب»، كما ذكرت صحيفة «الغارديان»: «السيتي يشعل الصراع على اللقب»، بينما نشرت صحيفة «إكسبريس» عنوان «القتال حتى النهاية».
ولا يزال ليفربول المرشح الأوفر حظا للتتويج باللقب هذا الموسم، ليكون الأول له في الدوري الإنجليزي الممتاز منذ عام 1990. واعترف غوارديولا المدير الفني لمانشستر سيتي بأن السباق نحو التتويج باللقب ربما كان سيحسم بشكل كبير في حالة فوز ليفربول حيث كان سيتفوق بفارق عشر نقاط على السيتي. ولكن رغم تلقي مانشستر سيتي ثلاث هزائم خلال آخر أربع مباريات جمعته بليفربول، قدم الفريق أداء رائعا في مباراة أول من أمس ليلحق به الهزيمة الأولى في الموسم ويقلص فارق النقاط. وقال غوارديولا: «الخسارة كانت تعني تقريبا انتهاء كل شيء. فارق عشر نقاط بالإضافة إلى فارق الأهداف يعني أن الفارق يصل إلى 11 نقطة وهو أمر صعب لتجاوزه حقا لكن الآن نتأخر عن المنافس بأربع نقاط. يجب علينا القتال لكن فارق الأربع نقاط يعد سببا كافيا للهدوء وهذه لحظة جيدة لتوجيه التهنئة والشكر إلى اللاعبين المذهلين. أظهروا مدى كفاءتهم ولعبوا أمام فريق مذهل». وأضاف: «كانت مباراة ممتعة ولعب الفريقان من أجل الفوز. كانت مباراة نهائية بالنسبة لنا لأن الخسارة تعني انتهاء كل شيء تقريبا».
ومع شهرته بأسلوبه المتقن والدقيق في التمرير أظهر سيتي أنه يستطيع أن يجتهد إذا لعب بحيوية في كل أنحاء الملعب للضغط على الفريق الضيف عند استحواذه على الكرة.
وقال غوارديولا: «كان من المهم أن نلعب بشجاعة. كنا شرسين في ضغطنا لأننا كنا نعلم أن الوضع معقد ومدى سرعة المنافس عند الانطلاق في الهجمات المرتدة... صنعنا العديد من الفرص. ليفربول لا تهتز شباكه لكننا سجلنا هدفين».
ووجه غوارديولا إشادة خاصة لمدافعه إيمريك لابورتي إذ اضطر لإشراكه في مركز الظهير الأيسر ولم يرتكب أي خطأ تقريبا. وأضاف: «تحية هائلة له للعب في هذا المركز غير المعتاد بالنسبة له. قدم أداء مذهلا ضد ثلاثي الهجوم».
وقال القائد فينسن كومباني مدافع سيتي: «لم أكن قلقا من النتيجة. أنا سعيد للغاية بالأداء المذهل الذي قدمناه ضد فريق شرس وقوي من الناحية البدنية ونجحنا في مجاراته إن لم يكن أكثر من ذلك. الأداء الذي قدمناه فاق كل ما شاهدته من قبل. جاء من الشجاعة واللاعب رقم 12 كان أكثر من مجرد الجماهير فهو الرغبة وشيء بداخلك لا يمكن وصفه وظهر ذلك ونتحول إلى فريق أفضل عندما نلعب بمشاعر». وربما كان كومباني محظوظا بالإفلات بحصوله على إنذار فقط بعد التدخل العنيف ضد محمد صلاح لكنه أوضح أنه لم يقصد إصابة المهاجم المصري.
وقال المدافع البلجيكي: «اعتقدت أنه كان تدخلا رائعا ألم يكن
كذلك؟ حصلت على الكرة ولمسته. لم أحاول إصابته بالتأكيد. كان لا بد أن أقوم بذلك أو تركه يذهب بالكرة في اتجاه المرمى. اتخذت القرار سريعا في عقلي». وأجرى غوارديولا تغييرات طفيفة في دفاعه الذي تلقى تسعة أهداف في المباريات الخمس الأخيرة (خسر ثلاثا منها)، فدفع بالفرنسي لابورتي كظهير أيسر، وأبقى البرازيلي دانيلو كظهير أيمن، وأوكل مهام قلب الدفاع للبلجيكي كومباني وجون ستونز. وبقي البلجيكي كيفن دي بروين على دكة الاحتياط، ولم يشارك كما كان غوارديولا يأمل بعد غياب مطول بسبب الإصابة.
في المقابل، اعتمد كلوب بشكل كبير على لاعبيه الأساسيين، مع عودة جوردان هندرسون وجيمس ميلنر إلى التشكيلة التي بدأت المباراة على حساب البرازيلي فابينيو والسويسري شيردان شاكيري.
في المقابل يرى الألماني يورغن كلوب مدرب ليفربول أن تصدر الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم بفارق أربع نقاط ما زال أمرا مذهلا نظرا لافتقار فريقه لخبرة الفوز بالألقاب. وقال كلوب: «أؤمن في هذه المجموعة من اللاعبين أكثر مما تتخيلوا. كنت على استعداد لدفع أي مبلغ من المال لو أبلغني أي شخص أنني بعد المباراتين ضد سيتي سأتفوق عليه بأربع نقاط. كنت أعتقد أن هذا ليس ممكنا». وأضاف: «لو فزنا باللقب في خمسة من آخر عشرة مواسم لكان الأمر مختلفا. لا نملك هذه الخبرة. ما زلنا في موقف جيد وأنا سعيد للغاية».
وواصل: «كنت أعلم أن سيتي يستطيع الفوز علينا وهذا ليس أمرا جديدا. فاز علينا 5 - صفر الموسم الماضي. الأمر لا يتعلق بالتفوق النفسي لطرف أو لآخر. لم نكن محظوظين فقط».
ولم يكن كلوب سعيدا بقرار حصول كومباني مدافع سيتي على إنذار فقط بعد التدخل العنيف ضد محمد صلاح، وأوضح: «أحببت (كومباني) منذ أن كان في هامبورغ. لكن هذه المواقف تحدث. لاعب يتدخل ويخاطر. لو كان محمد (صلاح) على الأرض وليس في وضع القفز فكلنا نعلم ما الذي كان سيحدث. محمد كان سيذهب باتجاه المرمى ولا ألقي باللوم على أحد».
وأضاف: «عندما كنا هنا في الموسم الماضي طُرد (ساديو ماني) ولم يعترض أحد على الأمر. نعم اللعبة كانت طردا لكن هل أراد ذلك؟ هل رآه؟ كومباني رأى صلاح وضربه ويمكن لكل شخص أن يوضح رأيه».
وعقب اللقاء علق غرايم سونيس لاعب خط وسط ليفربول السابق والمحلل الرياضي لشبكة سكاي قائلا: «ليفربول لا يزال يتصدر الترشيحات». لكنه اعترف بأن الفريق بحاجة لاستعراض قوته خلال الأسابيع المقبلة.
ومن جانبه، قال جورجينيو فينالدوم لاعب خط وسط ليفربول إن الحظ لعب دوره، متحدثا بشأن كرة زميله ساديو ماني التي اصطدمت بالقائم خلال الشوط الأول، وهدف ساني لاعب السيتي الذي جاء من كرة ارتطمت بالقائم، وأوضح: «مهمة فريقنا واضحة، وتتمثل في التركيز على الفوز في المباراة المقبلة. ما نحاول أن نقدمه ليس التركيز على جدول الدوري وموقعنا به والفارق الذي نتفوق به، لأننا يمكننا فقط التحكم في أدائنا لكن لا يمكننا التحكم في أداء الفرق الأخرى ونتائجها».
وتابع: «نركز على أنفسنا فقط، ونحاول الفوز بالمباريات وتقديم كل ما لدينا، ثم نرى في نهاية الموسم أين سيكون موقعنا».
فوز مانشستر سيتي على ليفربول يعيد الإثارة لسباق قمة الدوري الإنجليزي
غوارديولا سعيد بالجانب الصلب الذي أظهره فريقه... وكلوب لا يشعر بغضاضة نظراً الى احتفاظه بالصدارة
فوز مانشستر سيتي على ليفربول يعيد الإثارة لسباق قمة الدوري الإنجليزي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة