قيادي حوثي يتهم آخر بـ {سلب} صلاحيات المشاط ووزراء حكومة الانقلاب

TT

قيادي حوثي يتهم آخر بـ {سلب} صلاحيات المشاط ووزراء حكومة الانقلاب

في سياق الصراع المتصاعد بين أجنحة الجماعة الحوثية على المناصب والأموال وتكوين النفوذ في مفاصل الجماعة، اتهم، أمس، قيادي حوثي بارز مدير مكتب رئيس مجلس حكم الجماعة مهدي المشاط، ويدعى أحمد حامد بأنه يمارس صلاحيات المشاط ووزراء حكومة الانقلاب.
وذكر القيادي في الجماعة والمعيّن وكيلاً لوزارة الشباب والرياضة في حكومة الانقلاب سليمان عويدين وهو ينتمي إلى محافظة عمران، في منشور على «فيسبوك» القيادي أحمد حامد والمكنّى «أبو محفوظ» بأنه هو الحاكم الآمر لسلطات الجماعة في صنعاء، وأنه يرفض توجيهات زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي.
وطالب القيادي الحوثي عويدين، أحمد حامد الذي ينتمي إلى منطقة مران حيث معقل الجماعة الأول، بلزوم صلاحياته والوقوف عندها، محذراً إياه من غضب زعيم الجماعة، الذي قال إنه سيقوم بإطاحته وإحلال قيادي آخر في منصبه الحالي من فئة «المؤمنين»، على حد وصفه.
وخاطب عويدين، القيادي البارز في الجماعة بالقول: «لماذا تمارس صلاحيات رئيس الجمهورية (رئيس الانقلاب المشاط) ورئيس الوزراء (ابن حبتور) والوزراء أنفسهم؟» متسائلاً عما إذا كان وجود حكومة الانقلاب ووزرائها، مجرد وجود شكلي لا قيمة له.
واعترف عويدين بأن حكومة الانقلاب «فاسدة وفاشلة»، لكنه قال إن القيادي أحمد حامد لا يختلف كثيراً عنها في الفشل والفساد، بل «إنه أساس البلوى» كلها، على حد قوله.
ويُعرف عن القيادي أحمد حامد أنه صاحب القرار الفصل في تحركات وسياسة حكومة الانقلاب ووزرائها، وسبق أن قدم أكثر من وزير انقلابي استقالته للمشاط بسبب الأوامر التي يتلقاها من أحمد حامد، والتي تتضمن تصرفاً في الأموال وتعييناً لقيادات الجماعة دون علم الوزراء أو حتى رئيس حكومة الانقلاب «ابن حبتور».
وسبق أن كشفت مصادر حوثية في صنعاء أن القيادي أحمد حامد الذي يعد من قادة الصف الأول في الجماعة ومن المقربين من مؤسسها حسين بدر الدين الحوثي (المقتول) ومن شقيقه عبد الملك الحوثي، حالياً، يكاد يكون صاحب القرار الأول في حكم الميليشيات، مستنداً إلى تأييد كبير من عم زعيم الجماعة عبد الكريم الحوثي وابن عمه محمد علي الحوثي.
ويتهم القيادي الحوثي «أبو محفوظ» بأنه المتصرف الأول في موارد الصناديق المالية في مناطق سيطرة الميليشيات، وهو ما مكّنه من شراء عشرات العقارات في صنعاء -حسب ما تقوله مصادر حوثية- إلى جانب إنشاء عدد من الشركات التجارية بالتنسيق مع محمد علي الحوثي والمتحدث باسم الجماعة محمد عبد السلام.
ويمارس قيادات الجماعة القادمون من صعدة -حسبما يدور في الأوساط الحوثية- سلوكاً استعلائياً على بقية قيادات الجماعة المنتمين إلى مناطق عمران وصنعاء وذمار وإب، الأمر الذي جعل الصراع المناطقي بين أجنحة الجماعة يطفو في الآونة الأخيرة على السطح وتحديداً مع رفض قياداتها في محافظتي ذمار وإب تعيين مشرفين من صعدة.
وفي معرض تدليل ناشطين سياسيين في محافظة إب، تحدثوا إلى «الشرق الأوسط»، على مدى تهميش قادة الجماعة للسلطات الصورية المعلنة خارج دائرة الميليشيات، أكدوا أن محافظ الجماعة في إب عبد الواحد صلاح، لا يملك ضمن صلاحياته -مع أنه المحافظ- التوجيه بإطلاق أي معتقل دون موافقة مسؤول جهاز الأمن الوقائي للجماعة ومشرفها في المحافظة.
ويؤكد الناشطون أن الكلمة الفصل هي عادةً للمشرفين المنتسبين إلى سلالة زعيم الجماعة الحوثية، مع منح الأولوية للقيادات القادمة من صعدة، ثم من عمران، في مقابل شيوع نظرة استنقاص لقيادات صنعاء وذمار الذين بات يطلق عليهم «حوثة الطيرمانات» أي سكان الأدوار العليا الذين يفضلون حياة الرفاهية على القتال والتضحية بأبنائهم في الجبهات.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».