ريتو بيري... سيدة الموضة الهندية

سجلت سابقة في باريس بحصولها على وسام الفنون والآداب برتبة فارس

ريتو بيري - من عرضها في  2014 ببومباي
ريتو بيري - من عرضها في 2014 ببومباي
TT

ريتو بيري... سيدة الموضة الهندية

ريتو بيري - من عرضها في  2014 ببومباي
ريتو بيري - من عرضها في 2014 ببومباي

كانت فتاة غلاف من الدرجة الأولى خلال حقبة التسعينات. حملت ألقابا كثيرة منها «دوناتيلا فيرساتشي بوليوود»، و«السيدة الأولى لعالم الموضة في الهند»، و«ملكة الموضة الهندية» وغيرها من الألقاب. إنها ريتو بيري التي مثلت مسيرتها المهنية مصدر إلهام للكثير من الشخصيات الطموحة في عالم الموضة والأزياء في الهند.
في عام 1998، حققت ريتو أول إنجاز لها على المستوى الدولي، عندما أصبحت أول هندية تقدم مجموعتها الأولى باسم «أسبوع الأزياء الراقية» في باريس. وباتت لاحقاً المديرة الفنية للدار الفرنسية «جون لوي شيرير. ويصح القول بأنها كسرت حاجزاً راسخاً في عالم الموضة والأزياء كان عصياً على أكثر الهنود آنذاك.
تقول ريتو في مقابلة مع كاتبة هذه السطور: «لم يكن كثير من المصممين الهنود آنذاك، يُنظمون حتى عروض في باريس، وكانت رئاسة دار أزياء فرنسية، حلماً بعيد المنال لأي مصمم هندي». وفي عام 2010، حصلت ريتو على وسام الفنون والآداب برتبة فارس، الذي يعد واحداً من أهم وأرفع الجوائز المدنية التي تمنحها الحكومة الفرنسية.
انشغلت ريتو مؤخراً بالمشاركة في عدد من المشروعات إضافة إلى تصميم الأزياء من أجل العلامة التجارية الخاصة بها. وقد تمكنت بجهدها من تأسيس «رابطة الفخامة»، التي تفتح باب الهند أمام العلامات التجارية الفاخرة من دول مختلفة. وتركز فكرة الرابطة على توفير مساحة من المعرفة والكفاءة، بحيث شكل في دورته الأخيرة التي نُظمت في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2018، فرصة لالتقاء صناع القرار والفنانين والمعنيين في المجال من صناع ومستهلكين إلى جانب ممثلي الحكومة. وخلال هذه الفعالية، قالت ريتو: إن «توعية العالم بالثراء المعرفي الموجود داخل ورش العمل تعد جزءاً من رسالة الموضة، كما توفر فرص عمل للشباب الهندي».

قصة ريتو
تمكنت بطلَّاتِها الأنيقة على مدى سنوات، من ترك بصمة خاصة بها. خصوصاً أنها بدأت في وقت كانت الموضة والأزياء بالهند في طور النشأة. ومنذ ذلك الحين باتت تظهر في أسبوع الموضة في باريس، وصممت ملابس للكثير من الشخصيات الشهيرة حول العالم، منهم نيكول كيدمان وآندي مأكدويل الممثلة وعارضة الأزياء الأميركية، وبيل كلينتون الرئيس الأميركي السابق، وتشارلز أمير ويلز، وليتيسيا كاستا الممثلة وعارضة الأزياء الفرنسية، وإليزابيث سكارليت جاغر الممثلة وعارضة الأزياء الأميركية ذات الأصول الإنجليزية، وجيري هول الممثلة وعارضة الأزياء الأميركية.
كما عملت مستشارة لمتجر «هارودز» في العاصمة البريطانية لندن، إلى جانب الكثير من العلامات التجارية العالمية مثل «فولفو»، و«شواروفسكي»، و«هوندا موتورز». ونظراً لما حققته من نجاحات، احتفت بها مجلة «تايم» من بين «الأشخاص المؤثرين» في مجال المال والأعمال على المستوى العالمي. وتعترف بأن لقاءها ببطلها فرنسوا لوساج سيد التطريز الفرنسي الراحل، شكل نقطة تحول في مسيرتها المهنية، فقد جمعت بينهما «علاقة ود وتآلف». وتقول عنه: «إذا كان أساس عالم الأزياء الراقية هو التطريز، يمكن للمرء القول إن لوساج هو أساس هذا العالم». سرعان ما تحول لقاؤها معه في باريس، الذي لم يتجاوز العشر دقائق، إلى اجتماع امتد لساعتين، منحها بعده لوساج فرصة العمر بالعمل معه.
تقول ريتو: «أشعر بشغف نحو التطريز، وأعتقد أنه يضفي ألقاً وبهاء على الملابس». وتضيف: «يعتمد أسلوبي على إبراز الأنوثة الناعمة، والطابع الرومانسي مع قليل من البهرجة». وتوضح أن هذا طبيعي بحكم أنها مصممة هندية وبالتالي يمثل التطريز جزءاً أساسياً من الأناقة. عن باريس تقول ريتو، إنها «مدينة أزياء السهرة الساحرة، وملاذ الخبراء وأصحاب الذوق الرفيع، ولا يمكن مقاومة أي شيء فيها. ولا يستطيع المرء في هذه المدينة أن يفوت هذا المزيج الرائع من الفتنة المعجزة والإغواء الفرنسي الذي يجمع بين الجمال والمغامرة. إنها مدينة ملهمة بالفعل».
لكنها ترى في الوقت ذاته أن الوقت قد حان ليرسخ عالم الأزياء في الهند بصمته على الساحة الدولية، قائلة: «إن التاريخ يخبرنا بأن الهند كانت دوماً مصدر إلهام للمصممين حول العالم. وهو يمر اليوم بمرحلة مثيرة للاهتمام، فالهند تتمتع بإمكانيات كبيرة، وفيها عدد كبير من المصممين الموهوبين الذين ينتظرون اكتشافهم. بيد أن هناك بعض الثغرات التي ينبغي سدها، ومنها تأثر الهنود الكبير بالغرب، ومحاولة تقليدهم، التي تنتج عنها ملابس لا تلائم الشخصية الهندية. كما ترى أن المصممين العالميين يتطلعون إلى الهند ليستلهموا منها أعمالهم، ويستعينون بحرفيين منها لتنفيذ مجموعات أزيائهم الراقية. وتشير: «لقد استوحى مصممون عالميون الكثير من أعمالهم من ثقافتنا الثرية وتراثنا المميز من ثقافتنا الثرية وتراثنا المميز، من إيف سان لوران إلى كريستيان لاكروا، وجون بول غوتييه. ومن الطبيعي إذن الاهتمام بالهند والاحتفاء بمصمميها في عواصم الموضة العالمية». وذكرت في معرض حديثها عن آيديولوجيتها في التصميم قائلة: إن «إضفاء الطابع الهندي على الأزياء العصرية، هو ما أستمتع به كثيراً، حيث يمثل عملي مزيجاً من الطابع الهندي والغربي». وتحب ريتو استخدام النسيج المقصب، وأقمشة الجاكارد، والشيفون والجورجيت، وتمنح تلك الأقمشة طابعاً حسياً، تمزج فيه بين سحر العالم القديم من التطريز التقليدي وبين الأشكال العصرية من أجل الخروج بنتيجة مثيرة.
من الأقمشة التي لا تخفي حبها لها، قماش الـ«كادي» الذي يبرز دائماً في تشكيلاتها. وكانت أول مجموعة طرحتها من هذا القماش العضوي. تقول: «أحب الكادي، فقد استخدمته في تشكيلتي الأولى التي أطلقتها في عام 1990، والسبب أنه قماش فاخر منسوج يدوياً بحيث يحمل روح غازله. وتتابع: «أحبه كثيراً وأرى فيه تعدداً وتنوعاً. إنه واحد من الأقمشة الخفيفة المريحة خاصة في فصل الصيف، عدا أنه يحمل بصمة الهند، ولا يُخلف تصنيعه أي نتائج ضارة. فهو صديق للبيئة ويتحلل بشكل طبيعي، ولا ينبعث منه الكربون. لقد أصبحت عبارة «تبنوا الكادي اليوم» شعاري كشكل من أشكال الإسهام على سطح هذا الكوكب». لكن مواهب ريتو لا تقف عند هذا الحد، فهي تحب القراءة وتدون خواطرها بشكل منتظم. وقد ألفت كتباً كثيرة منها «العقل العنيد»، الذي روت فيه رحلتها بالصور. واتخذت قراراً واعياً بجعله حقيقياً قدر الإمكان، فهو يسرد قصة إنجازاتها وفشلها أيضاً. ومن كتبها الأخرى «101 طريقة لتبدو في أفضل حال»، و«الذباب المضيء - قصة خرافية». ويعد الكتاب الأخير الأعلى سعراً من بين الكتب التي ألفها الهنود. مما لا شك فيه أنها من محبي الطعام أيضاً، فحسابها على موقع «إنستغرام» مليء بصور أطباق باريسية لذيذة. مع ذلك يبدو أنها تعشق إلى جانب الملابس والطعام، شيئاً آخر هو الجواهر، فحبها للخواتم والقطع العتيقة واضح للغاية. فمما لا شك فيها أنها من رائدات الأعمال، ومبدعة ذات قدرة على القيادة، ولا تتوقف لحظة واحدة ولا حتى لالتقاط أنفاسها إذا كان الهدف هو تطوير نفسها.


مقالات ذات صلة

«بالحب من ميغان»... رسالة حب وسلام من ميغان ماركل أم انفصام عن الواقع؟

لمسات الموضة ظهرت ميغان في لقطات عدة بالأبيض الكريمي (نتفليكس)

«بالحب من ميغان»... رسالة حب وسلام من ميغان ماركل أم انفصام عن الواقع؟

تراجيديا ميغان ماركل أنها «عدوة نفسها»، بسبب جموحها للظهور والأضواء بأي ثمن. هذا الثمن تعكسه أيضًا أزياؤها ومجوهراتها التي لا تتماشى مع الزمان أو المكان.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة توفق الحملة الرمضانية بين شخصية إليانا وبين تصاميم «كوتش» الأيقونية (كوتش)

الفنانة إليانا تراقص الجلود في حملة «كوتش» الرمضانية

أطلقت علامة «كوتش» حديثاً حملةً رمضانيةً تدعو فيها إلى التحلّي بالشجاعة وعدم التردد في التعبير عما يجول في الخاطر والذهن.

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة استعانت العلامة بالعارضة المصرية ليلى غريس في حملتها الرمضانية (تولر مالمو)

حملة «تولر مالمو» لرمضان 2025... ريش وشراشيب

بمناسبة شهر رمضان الفضيل، كشفت علامة «Taller Marmo» عن حملتها الترويجية الخاصة بتشكيلة الأزياء الراقية لموسم صيف 2025.

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة أدت أريانا غراندي أغنية جودي غارلاند في فيلم «ساحر أوز» بشكل مؤثر (رويترز)

أريانا غراندي و«سكاباريللي»... إطلالة قديمة جديدة

افتتحت أريانا غراندي، نجمة فيلم «The Wicked»، حفل توزيع جوائز الأوسكار لعام 2025، في نسخته الـ97.

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة ظهرت ميغان في لقطات عدة بالأبيض الكريمي (نتفليكس)

«بالحب من ميغان»... رسالة حب فعلاً أم انفصام عن الواقع؟

لا تعرف ما إذا كنت تستطيع أن تتعاطف مع ميغان ماركل، دوقة ساسكس أم لا. ما إن تخرج من مأزق حتى تدخل آخر، وفي كل مرة،

جميلة حلفيشي (لندن)

«بالحب من ميغان»... رسالة حب وسلام من ميغان ماركل أم انفصام عن الواقع؟

ظهرت ميغان في لقطات عدة بالأبيض الكريمي (نتفليكس)
ظهرت ميغان في لقطات عدة بالأبيض الكريمي (نتفليكس)
TT

«بالحب من ميغان»... رسالة حب وسلام من ميغان ماركل أم انفصام عن الواقع؟

ظهرت ميغان في لقطات عدة بالأبيض الكريمي (نتفليكس)
ظهرت ميغان في لقطات عدة بالأبيض الكريمي (نتفليكس)

لا تعرف ما إذا كنت تستطيع أن تتعاطف مع ميغان ماركل، دوقة ساسكس أم لا. ما إن تخرج من مأزق حتى تدخل آخر. وفي كل مرة، تظهر أمام الكاميرات بابتسامة عريضة وكأنها تتحدى المنتقدين. اليوم سيُعرَض برنامجها الجديد «With love, Megan (بالحب من ميغان)» على منصة «نتفليكس» بعد أن تأجَّل بسبب حرائق لوس أنجليس. ردود الفعل التي تتعرَّض لها في بداية شهر يناير (كانون الثاني) الماضي بعد بث «البرومو» الترويجي له، لا تُبشِّر بالخير.

تم الحكم عليه بالفشل قبل بثه، على أساس أنه لن يختلف عن مغامراتها التجارية الأخرى التي لم تتكلل بالنجاح، بدءاً من «بودكاست» لم يستمر سوى موسم واحد، إلى آخر مشاريعها، «As Ever» الذي صرَّحت بكل اعتزاز وفخر في فيديو نشرته حديثاً، بأنها حجزت اسمه في عام 2022، ليتبيَّن أنه مستعمل قبل ذلك بكثير من قبل علامة أزياء في نيويورك.

اللافت أنها ليست المرة الأولى التي تختار فيه اسماً تضطر لسحبه. في العام الماضي أعلنت «American Riviera Orchard» اسماً لعلامتها التجارية. رُفض بسبب قانون يمنع استعمال أسماء أماكن جغرافية لمشاريع تجارية. وهذا ما يثير العجب والاستغراب، إذ إنه من المفترض أن يكون وراء مشاريعها فريق من الباحثين والقانونيين والمستشارين الملمين بمثل هذه الأمور.

ترافق ميغان زوجها الأمير هاري في كل المناسبات فيما يراه البعض محاولات لسرقة الأضواء منه (أ.ب)

تراجيديا ميغان ماركل أنها «عدوة نفسها». تُفرّق أكثر ما تجمع؛ بسبب جموحها للظهور والأضواء بأي ثمن. هذا الثمن المبالغ فيه أحياناً، تعكسه أيضاً أزياؤها ومجوهراتها الغالية التي لا تتماشى مع المكان أو الزمان. المتحاملون الذين تزيد أسلحتهم قوة في كل مرة، يُبرِّرون أن البادئ أظلم. فهي مَن فتحت النيران في ذلك اللقاء الشهير مع أوبرا وينفري، حين أفشت أسراراً عائلية وزادت عليها بهارات أشعلت مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام التي تفنَّنت في تفنيدها. منذ ذلك الحين وهناك حالة من التوثب تُشخِّص أي حركة تقوم بها، وتُحلِّل أي كلمة تتفوه بها.

ما إن تحضر مع زوجها الأمير هاري أي نشاط، حتى تنهال عليها الاتهامات بأنها تُهمِّشه وتسرق منه الأضواء عن قصد. ثم تعانق أحد المتضررين من حرائق لون أنجليس للتعبير عن تعاطفها، فتُتهم بأنها تستغل مآسي الغير لتلميع صورتها، وهكذا.

ظهرت ميغان في لقطات عدة بالأبيض الكريمي (نتفليكس)

برنامجها الذي ستبدأ منصة «نتفليكس» بثه اليوم، لم يسلم من الانتقادات، ولم يشفع له عنوانه «With love, Megan (بالحب من ميغان)». كان من المفترض أن تعرضه منصة «نتفليكس» في منتصف شهر يناير الماضي، لكنه تأجَّل لأن الظروف لم تكن مواتية.

«نتفليكس» قدمته على أنه رسالة حب من دوقة ساسكس. تُعبِّر فيه عن مدى شغفها بالطهي، وتم تصويره في أجواء تعكس أسلوب حياتها الخاصة وعلاقاتها مع «أصدقاء قدامى وجدد». وهو ما أضافت عليه هذه الأخيرة قولها، إن الحب الذي يشير إليه العنوان «يكمن في التفاصيل الصغيرة، وتلك اللحظات الشخصية التي تبث السعادة في نفس مَن نحب»، مضيفة أن هدفها «ليس الكمال، بل خلق الفرح والسعادة».

«برومو» قصير لا يتعدى نحو 30 ثانية أدخلنا هذه الأجواء، وكان كافياً للحكم عليه بالفشل. تداولت مواقع التواصل الاجتماعي لقطاته وتلذذت بانتقاد كل صغيرة وكبيرة، بدءاً من ظهورها وهي تُزيِّن أطباقاً ببتلات ورد جافة، أو تضع الفراولة بعناية فوق كعكة، أو تجمع العسل من خلية نحل، أو تقطف الورود من حديقة بيتها. كل هذا وهي في كامل أناقتها.

أرادته أن يكون رسالة حب تجمعها بالأصدقاء حول مائدة تسر العين قبل المعدة (نتفليكس)

غموض الرؤية

كان هناك إجماع على مآخذ وثغرات لا يمكن تجاوزها، على رأسها أن البرنامج لم يُصوَّر في بيتها الخاص ولا حديقته، مع أنه يبيع أسلوب حياتها. مشكلة أساسية أخرى تكمن في عدم وضوح إلى مَن تتوجه ميغان بهذه الوصفات، أو بالأحرى أي فئة من المجتمع تخاطب. الظاهر من فخامة المكان وطريقة التصوير السينمائي والأزياء والمجوهرات ونوعية الضيوف أنها تخاطب طبقةً غنيةً، بينما الواقع يقول غير ذلك. فأغلب المتأثرات والمعجبات بها، من طبقات عادية جداً ومن ذوي الدخل المحدود. وهذا يعني أنهن لا يمتلكن حديقة يزرعن فيها منتجات عضوية أو يقطفن منها أزهاراً ملونة، فما البال بامتلاك خلية نحل يستخرجن منها عسلاً.

المتحاملون يقولون إن فكرة البرنامج مكررة لم تقدم أي جديد (نتفليكس)

الأناقة راقية... لكن

وطبعاً لا يمكن الحديث عن ميغان ماركل من دون التطرق إلى إطلالاتها. كل ما فيها يشي بأناقة مريحة للعين، لكنها غير مناسبة لموضوع البرنامج. «مَن يلبس الأبيض وهو في المطبخ؟» وفق تعليق الإعلامي المثير للجدل بيرس مورغان، الذي لا يُفوِّت أي مناسبة للتصريح بأن الود بينه وبين ماركل مفقود. هناك أيضاً مَن رأى أن صورتها المنمقة، وحتى فكرة البرنامج، تتناقضان مع شعاراتها النسوية التي روَّجت لها طويلاً. ففي كل فرصة، تذكرنا بأنها تحمل على عاتقها القضية النسوية منذ أن كانت طفلةً. تُكرر حكاية قديمة بأن دعاية تظهر فيها المرأة وهي تغسل الأطباق أثارت حفيظتها وجعلتها تنتفض لهذه المرأة. تحكي كيف سارعت بكتابة رسالة إلى المسؤولين عن هذه الدعاية تسائلهم فيها كيف سوَّلت لهم أنفسهم وضع المرأة في خانة التابعة، التي يجب أن تغسل الأطباق من دون الرجل؟. حسب روايتها، فإنهم تجاوبوا معها وسحبوا الدعاية.

استضافت ماركل في البرنامج أصدقاء وطباخين معروفين (نتفليكس)

بشعرها الطويل وأزيائها الأنيقة ومجوهراتها الغالية، لم تعكس هذه القناعة، كما لم تعكس واقع المرأة المعاصرة. استحضرت في المقابل، فيلم «زوجات ستيبفورد»، المأخوذ من رواية هزلية من تأليف إيرا ليفين، تحوَّلت إلى فيلم سينمائي فيما بعد، وتتناول أسلوب حياة ربات بيوت لا هَمَّ لهن سوى الاهتمام بمظهرهن وتحضير أطباق شهية تُرضي أزواجهن، إلى حدٍّ يعطي الانطباع بأنهن روبوتات يحركها الأزواج بـ«الريموت»؛ لإرضاء نزواتهم واحتياجاتهم.

هذه المرأة ليس لها وجود في الواقع، لا سيما في الوقت الحالي؛ فتسارع إيقاع الحياة ودخولها معترك الحياة جنباً إلى جنب الرجل، يجعلاها تعود إلى البيت منهكةً، لا تحتاج سوى إلى وصفات بسيطة وسريعة، وأجواء مريحة بعيدة عن أي تكلف.

بين الغالي والرخيص

لكنها ميغان. تعشق الموضة وتهتم بكل تفاصيلها، وطبعاً كل ما غلا ثمنه. ظهرت في البرنامج بمجموعة من الأزياء بتوقيعات عالمية، نسقتها أحياناً مع قطع من ماركات شعبية، بنية أن تُدخل متابعاتها على «إنستغرام» عالمها الخاص وتبيعهن الحلم.

ظهرت مثلاً بكنزة من الكشمير من «جي كرو» بسعر 138 دولاراً، وكنزة أخرى من الماركة نفسها لا تتعدى 80 دولاراً. المصممة أنين بينغ أيضاً كان لها دور في التخفيف من غلاء الأسعار، حيث ظهرت الدوقة بتنورة من الكتان بتوقيعها، سعرها لا يتعدى 250 دولاراً. في لقطة أخرى تظهر بفستان من الكتان بلون القرفة معقود عند الكتف من «زارا». للأسف لم يعد متوفراً لأنه من موسم ماضٍ. ما عدا ذلك كانت بقية الأزياء والمجوهرات منتقاة بعناية تعكس رقياً ينضوي تحت أسلوب الفخامة الهادئة، سواء كان ذلك من ناحية الألوان أو التصاميم والخامات.

هذه الفخامة ظهرت مثلاً في كنزة من الكشمير من «لورو بيانا» المعروفة بصوف تصفه الدار بأنه «هدية ملوك» لندرته وجودته، يقدر سعرها بـ1325 دولاراً. اختارتها بلون كريمي أضفى على بشرتها نضارة وألقاً.

في لقطة أخرى تظهر فيها، وهي تجمع الورود من الحديقة، ارتدت «شورت» من علامة «زيمرمان» يقدر سعره بـ395 دولاراً نسقته مع قلادة من «كارتييه» من مجموعة «كارتييه جيست أن كلو» يقدر سعرها بـ13.400 دولار.

ظهرت أيضاً في لمحة عين بفستان من «إميليا ويكستيد» نسقته مع عقد مرصع بالزمرد، يقدر سعره بـ 4795 دولاراً.

كان واضحاً أنها اختارت كل شيء بدقة عسكرية، ولم تترك أي شيء للصدف، من تسريحة شعرها المسترسل في كل اللقطات، إلى أظافرها ولون المانيكير ومجوهراتها الذهبية. ورغم أنها قضت فترة قصيرة مع العائلة المالكة البريطانية، فإنها تعلمت أن الأزياء والأكسسوارات تحمل رسائل بليغة يمكن من خلالها أن تكسب القلوب والعقول في الوقت ذاته. وحتى إذا فشلت في كسب العقول، فإنها تعتمد على ذكرى الأميرة الراحلة ديانا لتقرِّبها من محبيها. تظهر في كل اللقطات تقريباً بساعة «تانك» من كارتييه التي ورثها الأمير هاري عن والدته وأهداها لها.

كما أنها لم تختر فستاناً طويلاً من «أولا جونسون» بالأزرق السماوي اعتباطاً. فهي أولاً مصممة تراعي مفهوم الاستدامة، بينما لونه الأزرق تناغم مع أزهار الفاوانيا التي كانت تنسقها في مزهرية، ليعكس سكينةً ورغبةً في السلام النفسي.

اليوم سيحكم المشاهدون على البرنامج بعد متابعة حلقاته كاملة: ما إذا كان منفصلاً عن الواقع... أم أنه فعلاً رسالة حب وسلام.